آخر المواضيع

14‏/09‏/2011

مرة اخرى اسرائيل وحيدة.. اصدقاؤها يتساقطون . واردوغان يريد استعادة الامجاد العثمانية

82

لندن - 'القدس العربي': كشفت جولة رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان للمنطقة العربية عن حجم الطموح التركي للحكومة ذات التوجهات الاسلامية في انقرة والتأثير الذي باتت تمارسه الحكومة هذه التي حققت انجازات كبيرة، وجعلت تركيا في مصاف الدول المتقدمة وذات الثقل الاقليمي والعالم، واظهرت مواقف انقرة من الربيع العربي خاصة في المسألة الليبية والسورية كيف غلبت تركيا مصالحها ووقفت مع ثورات الشعوب، والاهم من ذلك فان موقف الحكومة التركية من اسرائيل والازمة مع الاخيرة يكشف عن ثقة غير مسبوقة بين دول المنطقة، حيث قررت تركيا تعليق علاقاتها مع اسرائيل التي ترفض الاعتذار عن العملية التي قامت بها قوات الكوماندوز الاسرائيلية على قافلة الحرية عام 2009.
ومن هنا فان الموقف التركي وزيارة اردوغان للمنطقة والتي بدأها من مصر، اثارت مخاوف الموالين لاسرائيل والمدافعين عنها في الغرب وامريكا، فمن جهة رأى فيها كتاب صورة عن تداعي حلفاء اسرائيل في المنطقة بسبب الربيع العربي، فها هي اسرائيل تخسر تركيا ومصر، ومن ناحية اخرى تبدو اسرائيل معزولة ووحيدة وهي صورة توافق المدافعين عن اسرائيل الذين طالما وتحدثوا عن اسرائيل التي تعتبر واحة ديمقراطية في بحر من العداء.
كبش الفداء
وعليه فقد خصصت صحيفة 'واشنطن بوست' افتتاحيتها يوم الثلاثاء للموضوع وبعنوان 'مرة اخرى، اسرائيل هي كبش الفداء'. وقالت فيها ان اسرائيل اصبحت تخشى من ان الربيع العربي الذي يتحول من ثورة شعبية ضد الانظمة الديكتاتورية الى هجوم اخر ضد الدولة اليهودية.
واشارت الى ثلاثة مظاهر عن هذا العداء: الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة الاسبوع الماضي، وطرد السفير الاسرائيلي من تركيا وعزم السلطة الفلسطينية الذهاب للامم المتحدة للحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية، وترى ان عزلة اسرائيل ستتزايد حيث يتوقع حصول السلطة على غالبية كبيرة.
وتضيف انه مما لا شك فيه ان هناك غضبا كبيرا في المنطقة على اسرائيل لكن تجب الملاحظة ان قدرا كبيرا من هذا الغضب تحركه الحكومات. وتتهم ا ردوغان الذي قالت انه يطمح بزعامة المنطقة قامت بادارة حملة ضد بنيامين نتنياهو عززها بحملة من التصريحات الملتهبة. مشيرة الى ان اردوغان غاضب جدا من تقرير الامم المتحدة الذي صدر الاسبوع الماضي وتوصل الى ان حصار اسرائيل لغزة واعتراضها قافلة الحرية 'قانونيان'.
وتعتقد الصحيفة ان اردوغان يجد سهولة في الهجوم على اسرائيل بدلا من التحدث عن سورية التي يقوم نظامها بشكل يومي بمذابح ضد شعبه وهو نفس النظام الذي اقام اردوغان علاقات معه.
وعلى الرغم من ان قادة الثورة الشعبية المصرية وعددا من قادة الاخوان في مصر شجبوا الهجوم على السفارة المصرية، ولاموا النظام العسكري الحاكم، حيث يشكون مع عدد من الدبلوماسيين ان الهجوم ربما شجع بطريقة غير مباشرة لحرف الانتباه عن النقمة الشعبية المتزايدة على الحكومة الانتقالية. وعلى الرغم من ان نسبة 60 بالمئة من الفلسطينيين يرون ان اعلان الدولة الفلسطينية ليست قضية محورية ويدعمون محادثات مباشرة مع اسرائيل الا ان دوافع عباس للذهاب الى الامم المتحدة هي مخاوفه من انتقال عدوى الربيع العربي الى المناطق الفلسطينية، ومحاولته في الامم المتحدة هي عمل وقائي لمنع حدوثه.
جيران عدوانيون
ومع كل هذا فالصحيفة ترى ان الحكومة الاسرائيلية لا تتحمل جزءا من الوضع، فنتنياهو كان بطيئا في الرد على الازمة مع تركيا وكان من الممكن تجنب الازمة لو اعتذر عن مقتل تسعة من الاتراك خاصة ان تقرير الامم المتحدة انتقد اسرائيل على المبالغة في استخدام القوة، ونفس الامر فان الهجوم على السفارة في القاهرة كان بسبب مقتل ستة مصريين، كما ان تباطؤ نتنياهو في تحديد موقف من مشروع الدولة الفلسطينية عامل في هذا الاتجاه. وتقول في النهاية ان جوهر الربيع العربي ومطالبه لا علاقة لها باسرائيل فهي عن التخلص من الانظمة الديكتاتورية وعليه فان استخدامه ككبش فداء ليس مساعدا في عملية التغيير التي ينشدها العرب.
وبنفس السياق كتب ريتشارد كوهين المعلق في الصحيفة نفسها مقالا تحت عنوان 'جيران اسرائيل العدوانيون'. وافتتح مقالته بالتذكير بتصريح لانور السادات عام 1953 ادلى به لمجلة 'المصور' التي سألته عن هتلر وماذا سيكتب له، لو طلب منه، على افتراض انه حي فاجاب السادات انه سيبدأ بالقول 'عزيزي هتلر انا معجب بك من اعماق قلبي'، ويقول ان السادات هو نفسه من اغتيل بسبب السلام مع اسرائيل. وعاد للقول ان السلام نفسه يتعرض للخطر بعد احداث الاسبوع الماضي. وذكر ان بن غوريون اسس لاستراتيجية الهامش في بداية الدولة والتي قامت على تعزيز علاقات مع دول كتركيا واثيوبيا وايران. والاخيرة تحولت الآن الى اكبر عدو لاسرائيل فيما تمتلئ تركيا بالعدوان اما اثيوبيا فليست مهمة. وقال ان معضلة اسرائيل ان المنطقة بدأت بسبب الربيع العربي بالتراجع للوراء. ويشير ان تركيا قد تكون في طور التحول الى دولة اسلامية وان لم تكن الحالة فانها تحاول تعزيز دورها التاريخي في المنطقة. ويرى الكاتب ان المسألة ليست هي حب اسرائيل او دعم السلام بل هي ان اليهود هم المكرهون، حيث يتسامح المجتمع المصري والعالم العربي بالعداء للسامية. وذكر الكاتب بواجب امريكا الاخلاقي مقارنا بموقف هاري ترومان الذي لم يحتج سوى عشر دقائق للاعتراف بالدولة الجديدة. وقال ان القادة يأتون ويذهبون ولكن الذي يبقى هو القيم والثقافة، فالسادات: كان املا ويأسا واخيرا مأساة، لكنه تغير اما بلده فيبدو انها لم تتغير.
يحبون العزلة
ومع ان 'واشنطن بوست' تحدثت عن اسرائيل الوحيدة الا ان تقريرا في 'لوس انجليس تايمز' قال ان اسرائيل بوحدتها تبدو قوية حتى لو تعرضت للضغوط من الخارج من الحلفاء مشيرة الى تصريحات روبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي السابق عن قلة وفاء اسرائيل. وقالت الصحيفة انه على الرغم من ان اسرائيل اساءت تقدير الربيع العربي الا ان نتنياهو يؤكد على تمسك حكومته بموقفها. مشيرة الى رفضه الاعتذار لتركيا ومطالب اطراف من حكومته بالانتقام من تركيا من خلال دعم المتمردين الاكراد، والوقوف امام محاولات تركيا لتنظيم المباريات الاوليمبية عام 2020. وترى الصحيفة ان عزلة اسرائيل ليست شيئا جديدا بل هي مغروسة في الهوية بدءا من الهولوكوست وانتهاء بتقرير غولدستون، وبحسب منظم استطلاعات فان الاسرائيليين يحملون شعورا ان العالم يقف ضدهم، فنسبة 10 بالمئة من المستطلعين في استطلاع نظم في شهر تموز (يوليو) رأت ان تحسين موقع اسرائيل في العالم يعتبر اولوية. وعلى الرغم من هذا فان نقادا يرون ان هذا الموقف قد تكون له ارتدادات سلبية مشيرة الى تصريحات تسيبي ليفني لصحيفة 'هآرتس' عن سياسة حكومة نتنياهو. ومن هنا يرى البعض من الاسرائيليين انه بدلا من التمسك بالتمترس في الخندق ضد الخارج فهي مطالبة بتبني لهجة تصالحية. ونقلت عن محلل قوله ان 'عقلية الحصار' لم تعد مناسبة للوضع الحالي لانها ادت لتطور حس من 'القدرية'، وقال انها كانت سببا في القاء اللوم على الخارج 'اوباما مخطئ، اردوغان غير مصيب لانه اسلامي، المشكلة مع مصر سببها الاخوان المسلمون...'. ويرى معلقون نقلت عنهم صحيفة 'لوس انجليس تايمز' ان زيارة اردوغان جاءت لبناء حاجز عازل لسياسات اسرائيل المتغطرسة في الشرق الاوسط'.
فيلا في غابة
وقرأت صحيفة ' ديلي تلغراف' في وضع اسرائيل جديد صورة عن تداعي الحلفاء القدماء فهي تعود الى تصريحات ايهود باراك الذي وصف اسرائيل انها 'فيلا في غابة' حيث عادت عقلية الحصار الى اسرائيل. واشار الى ان علاقة اسرائيل مع تركيا في السابق اعطتها القدرة والموقع خاصة ان تركيا دولة اسلامية قوية، وبنفس السياق السلام الذي وقعته مع اسرائيل مصر، وبعدها جاءت منظمة التحرير والاردن.
وقال انه حتى الانظمة الديكتاتورية وجدت من مصلحتها الاتصال مع اسرائيل بمن فيها سورية التي وجدت من مصلحتها الحفاظ على الهدوء مع اسرائيل على الرغم من استمرار الاخيرة احتلال الجولان. ويرى الكاتب ان الاشارات الآن تشير الى تسارع عودة اسرائيل لفكرة الغابة. وبعد سرده لتداعي العلاقة مع تركيا تقول الصحيفة ان موقف تركيا من اسرائيل وان تعلق بالاعتذار الا انه مرتبط بمحاولة تركيا المتعبة من الاتحاد الاوروبي استعادة الولايات العربية التي خسرتها الدولة العثمانية. وتقول انه من خلال الظهور بمظهر حامي الفلسطينيين فان اردوغان يوقع على وتر اهم الموضوعات المثيرة للعواطف عند العرب. وترى الصحيفة ان يقينيات العلاقة مع الانظمة الديكتاتورية التي عولت عليها اسرائيل يبدو انها في مرحلة تراجع والقادة الجدد لديهم مواقفهم التي لا يمكن لاسرائيل تجاهلها. ومن هنا يرى الباحث في جامعة شيكاغو محمد ايوب ان موقف تركيا من اسرائيل ستكون له انعكاساته ليس في المنطقة بل وستصل لواشنطن.
انعكاسات مهمة على المنطقة
وقال في مقال نشرته 'الغارديان' ان الازمة بين تركيا واسرائيل ستترك انعكاسات مهمة على مستقبل الشرق الاوسط، لانها تظهر ان سيادة اسرائيل على المنطقة لم تعد بدون تحد، خاصة ان اردوغان اوضح ان تركيا ستلعب دورا نشطا في المنطقة، وقال ان مصادر تركية قالت ان اردوغان قد يسير قافلة جديدة لفك الحصار عن غزة ما يهدد باندلاع مواجهة عسكرية.
اما الامر الثاني، فان استمرار تحدي اسرائيل للقانون الدولي لن يمر بدون اعتراض في المحافل الدولية، اما الامر الثالث فيتعلق حسب الكاتب فان الموقف التركي يأتي في خضم تغيرات تمر بها المنطقة مما يضع تركيا في نفس الموقع مع الرأي العام العربي المتعلق بالاحتلال واسرائيل.
والامر الرابع هو ما يراه الكاتب ان تركيا لم تكن لتقدم على الموقف هذا لو لم تتعزز الديمقراطية التركية، واخيرا يقول الكاتب ان تركيا تخرج الآن كقوة اقليمية تربط بين العالم العربي واوروبا. مما يدعو امريكا الى اعادة تشكيل سياستها وهذا يعني حلا عادلا للقضية الفلسطينية، ومن خلاله تعيد واشنطن النظر في دعمها الكامل وغير المشروط لاسرائيل. واخيرا يقول الكاتب انه يجب على امريكا ان لا تقلل من اهمية تركيا كقوة استراتيجية مهمة وصاعدة في المنطقة وكجسر بين الغرب والعالم الاسلامي'

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى