آخر المواضيع

آخر الأخبار

28‏/10‏/2011

وائل قنديل : مصر فى مقاعد المتفرجين

 

المصريون يمدون أبصارهم يمينا ويسارا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ويندهشون ثم يتحسرون على حالهم، من تونس غربا إلى إندونيسيا شرقا، تغيرت الدنيا إلى الأفضل على نحو هادئ وسلس، وانطلقت مسيرة العبور إلى ديمقراطية حقيقية.

فى تونس أجروا انتخابات أبهرت العالم، وقطعوا شوطا كبيرا فى المرحلة الانتقالية بعد ثورة الياسمين، دونما مطبات أو منعطفات خطيرة وكلمة السر هى «وضوح الرؤية وجدية الإرادة»، وهما الضمانتان الوحيدتان لإدارة أى فترة انتقالية تعقب ثورة شاملة.

لقد تحركت تونس وفقا لخارطة طريق محددة وواضحة المعالم، فكان هناك جدول زمنى محل احترام والتزام جميع الأطراف، فحدث التحرك إلى الأمام بلا تعقيدات، بالتزامن مع محاكمات حقيقية لمن أجرموا فى حق الشعب، وإجراءات عادلة وصارمة تمنع الذين أفسدوا الماضى من إفساد الحاضر والمستقبل.

أما فى مصر فكان الارتباك والمراوغة، وبالتالى التعثر، على طريقة خطوة للأمام وخطوتان للخلف، لأننا ببساطة اعتمدنا الضبابية عنوانا لكل شىء، ولم نمتلك الاستعداد لاحترام ما توصلنا إليه من توافق واتفاق، ولو نظرت للخلف ستكتشف أننا اخترنا طريقا حلزونيا متعرجا، كلما قطعنا فيه خطوة عدنا إلى الوراء، فبدأنا بتعديلات على دستور قديم، ثم فاجأنا الناس بدستور جديد، ووعدنا بمبادئ حاكمة وقانون عزل وخلافه، ثم تغاضينا عن كل الوعود، والنتيجة أن المصريين يشعرون بأن شيئا لم يتغير عما قبل 25 يناير، فالانتخابات تجرى بالطريقة ذاتها الموروثة عن نظام ساقط، وخصوم الصورة يتصدرون المشهد، بعد فترة رعاية رسمية فائقة خولت لهم التحول من مرحلة الكمون إلى حالة انقضاض عنيفة، جعلت بعضهم لا يتورع عن التحدث باسم ثورة قامت ضده.

أما فى إندونيسيا وهى أكبر دولة مسلمة فكان ما يشبه الإعجاز السياسى الذى تحقق فى عشر سنوات فقط، علما بأن التطابق بين الحالات الثلاث، المصرية والتونسية والإندونيسية، يكاد يكون كاملا، فإندونيسيا هى أكبر دولة إسلامية فى العالم، ومع ذلك تضم نحو 300 ديانة وعرق، وأكثر من سبعمائة لغة، وقد خرجت من جحيم ديكتاتورية سوهارتو بعد ثلاثين عاما من الفساد والقمع، ورغم ذلك استطاع الشعب هناك تحويل التنوع إلى ثراء حقيقى، وفى غضون عشر سنوات فقط صارت إندونيسيا ثانى أكبر دولة ديمقراطية فى العالم باعتراف الأمريكان أنفسهم، وحين تتجول فى المدن والقرى تجد شخصية إندونيسية واحدة فتعجب كيف تمكن هذا البلد متعدد الديانات والأعراق واللغات، متناثر الجزر أن يحسم قضية الهوية بهذه السلاسة، ويعبر من الاستبداد والفساد إلى الديمقراطية والتقدم؟ فيأتيك الجواب من كلمات موجزة: التمسك بروح وقيم الأمة الإندونيسية.

ويدهشك فى التجربة الإندونيسية أن نجاتهم كانت فى التمسك بالمبادئ الحاكمة للدستور أو فوق الدستورية سمها كما شئت التى وضعها الزعيم سوكارنو منذ عام 1945 والتى تنص على خمس نقاط ملزمة هى: الإيمان بإله واحد لكل الإندونيسيين، وعدالة ومدنية الدولة، ووحدة إندونيسيا، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

لقد أسقطت إندونيسيا ديكتاتورية سوهارتو عام 1998 كما أسقطنا مبارك فى 2011، فهل يأتى اليوم الذى يقف فيه العالم مبهورا بتجربة مصرية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى