حتى الآن على الأقل، لا أحد يعلم على وجه التحديد من هم أصحاب تلك الأيدى الغادرة التى امتدت وأطلقت النار على أفراد قواتنا المسلحة لكى تتحول المظاهرة السلمية إلى مجزرة، لا أحد يعلم، لكن من المؤكد أن أصحاب تلك الأيدى المدنسة كانوا يدركون تماما أن إطلاق النار على الجنود سوف يستفز القوات المسلحة ويدفعها دفعا إلى إطلاق النار على المتظاهرين، وبذلك تسيل الدماء أنهارا ( من المسيحيين بوجه خاص )، ... لا أحد حتى الآن يعلم وربما لن يستطيع أحد أن يعلم، لكن الحقيقة فيما أتصور تكمن على الأرجح فى واحد من الإحتمالات الآتية :
الإحتمال الأول : هوأن أصحاب تلك الأيدى مسيحيون غاضبون، وسواء قاموا بفعلتهم الشنعاء بالتنسيق مع منظمى المظاهرة، أو أنهم قاموا بها بدون علم الداعين إلى التظاهروبدون أى تنسيق مع قيادات المظاهرة، سواء كان الأمرهوهذا أو ذلك فإنهم فى الحالين يستهدفون تهديد كل من يهمهم الأمر بوضع البلاد على حافة حرب أهلية مالم تتم الإستجابة إلى مطالبهم ،....لسان حالهم يقول: ما دمنا نعيش فى دولة تميز بين مواطنيها فى طريقة إنشاء دور العبادة ، وفى تولى المواقع القيادية، وما دمنا نوصف من جانب بعض الدعاة بأننا كفار ، وما دامت أماكن عبادتنا تتعرض للعدوان بين الحين والحين، ما دام الأمر كذلك فلنهدم المعبد على رؤوس الجميع ...ولنخربها علينا وعليهم،... نعم ربما كان بعض هؤلاء الغاضبين لا يريدون الحرب الأهلية فعلا من أعماق نفوسهم ، وربما كانوا يلوحون بها فقط على سبيل التهديد غير الجاد من خلال ارتكابهم لجرائم محدودة مثل جريمة ماسبيرو، ومع هذا فقد يفلت الزمام فجأة من أيدي الجميع وتنجرف البلاد بأكملها نحو الحريق مشيعة بحسرة كل المصريين: الذين شاركوا فى إشعال النار والذين لم يشاركوا فى ذلك.
الإحتمال الثانى: هوأن أصحاب تلك الأيدى عناصر إسلامية متشددة تنتمى إلى فكر قريب من فكر طالبان أو القاعدة، وقد قامت بإطلاق النار على القوات المسلحة لكى تستفزها وتدفعها دفعا إلى إطلاق النار على المتظاهرين المسيحيين وبذلك يزهق أرواح عدد كبير من (الكفار)، فإذا ما قام المسيحيون بعد ذلك بردة فعل مضادة ، كان هذا دافعا إلى التحام الكتلة الإسلامية الأكبر التى تمثل الجزء الأكبر من الشعب المصرى ، التحامهم مع أفراد القوات المسلحة ، فى مواجهة: (أهل الباطل والضلالة: أى المسيحيين ومعهم كل من يناصرونهم ). وبذلك يتمكن أهل الحق من سحق أهل الباطل ( من وجهة نظرهم )
الإحتمال الثالث: هو أن أصحاب تلك الأيدى هم من الذين ارتبطت مصالحهم ولقمة عيشهم بالنظام السابق ، والذين شعروا بأنهم لن يجدوا أية فرصة أومكان أو دور فى النظام الجديد : على سبيل المثال التشكيلات الأمنية الخاصة التى كانت تكلف بمهام قذرة كاختطاف صحفيين وكتاب وإخفائهم أو الإعتداء البدنى على رموز معارضة أو اقتحام لجان انتخابية وتزويرها بالقوة ...الخ ، وبطبيعة الحال فإن أصحاب تلك الأيدى ـ طبقا لهذا الإحتمال ـ قد ارتكبوا فعلتهم الآثمة مدفوعين بدافع اليأس والإنتقام ، أو قد يكونون مكلفين بمن اعتادوا تكليفهم من قبل بمهمة قذرة جديدة مدفوعة الثمن .
الإحتمال الرابع : هو أن أصحاب تلك الأيدى هم من عملاء الموساد, وحتى إذا كان بعضنا يرون هذا الإحتمال احتمالا ضعيفا، فإننا لا ينبغى لنا إطلاقا أن نغفل حقيقة هامة وهى أن انطلاق مصر إلى تكوين مجتمع ديموقراطى متماسك ، وأن تحولها دولة متقدمة فى أى مجال من المجالات وعلى أى مستوى من المستويات، هو فى حد ذاته تهديد للأمن القومى الإسرائيلى.ـ ذلك أنه لا معاهدات السلام ولا التفوق العسكرى الساحق يستطيع أن يضمن أمن إسرائيل مثلما يضمنه تحول مصر إلى دولة منهكة مشغولة بلعق جراحها ولم أشلائها المبعثرة،.. وسواء كان لإسرائيل ضلع مباشر فى الجريمة الأخيرة أو لم يكن لها ضلع فيها، فإن من المؤكد أنها سعيدة بها أشد السعادة، ومن المؤكد أيضا أنها لن تتردد فى القيام بها لو أتيح لها فرصة لذلك .
وأيا ما كان أصحاب تلك الأيادى القذرة ، فإن أفعالهم تلك أو ما هو شر منها سوف تتكررعلى الأرجح، وفى نهاية المطاف سوف تنجر مصر حتما إلى الهاوية، مالم نتخذ وقفة حاسمة تبدأ بإعطاء جميع المصريين حقوقهم بغير تمييز، ثم تطبيق القانون بشكل حاسم على الجميع، وبدون مجاملة أو تدليل لأحد، لافرق فى ذلك بين أى مواطن وبين رأس الدولة مرورا برأس الكنيسة أو الأزهر أو أى رأس أيا ما كان
11/10/2011
مصر على حافة الهاوية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى