"إن جانبًا كبيراً من عقلية ما قبل الثورة لا يزال مفروضًا علينا بصورته التي كانت، إن لم يكن بصورة أسوأ ولأنه ليس من أجل هذا يقدم الناس أرواحهم وأعينهم وأطرافهم فداءً لحرية الوطن وكرامة العيش فلابد لكل شريف من وقفة "
كانت هذه كلمات يسري فودة التي كتبها علي حسابه الخاص علي موقعي فيس بوك وتويتر بعد وقف اذاعة حلقة أول امس من برنامجه علي قناة "أو تي في" الفضائية والتي كانت من المفترض أن يستضيف خلالها الروائي علاء الأسواني والكاتبين الصحافيين ياسر رزق وإبراهيم عيسى .
فودة أعلن وبكل صراحة أنه لا يريد أن يكون جزء من السياق الإعلامي الذي يعاني من تدهور ملحوظ في حرية الإعلام المهني في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف الشديد ؛ التدهور والتهاون نابعان من اعتقاد من بيده الأمر أن التليفزيون يمكن أن ينفي واقعًا موجودًا أو أن يخلق واقعًا لا وجود له وهذا هو ما يرفضه وبشدة فالإعلام الحقيقي هو الذي يعبر عما يدور في المجتمع بكل موضوعية وصدق .
رحلة البداية
ولد فودة في منشية جنزور التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية ، حصل على درجة الماجستير في الصحافة التلفزيونية كما حصل على دبلوم الإنتاج التلفزيوني في معهد التدريب التابع للتلفزيون الهولندي، وكان أول مصري يقوم بالإشراف على تدريب العاملين في التلفزيون المصري في إطار اتفاقية التعاون بين مؤسسة فريدريش ناومان الاتحادية واتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري .
حصل فودة على منحة من المجلس الثقافي البريطاني لدراسة الدكتوراه في جامعتي غلاسكو واستراثكلايد في اسكتلندا عام 1993م وكان موضوع الرسالة الفيلم التسجيلي المقارن .
انضم فودة إلى تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية وقت إنشائه عام 1994م، واختير كمراسل للشؤون الدولية حيث قام أثناءها بتغطية حرب البوسنة ومسألة الشرق الأوسط واستمر حتى 1996م مذيعاً ومنتجاً في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية في برامج الأحداث الجارية، ثم انتقل بعد ذلك إلى تلفزيون وكالة أنباء أسوشييتد برس حيث شارك في إنشاء قسم الشرق الأوسط. والسي إن إن .
سري للغاية
تعد قناة الجزيرة هي المحطة الهامة في حياته فمنذ إنشاءها عام 1996م بدأ فيها مراسلاً مواكباً لشؤون المملكة المتحدة وغرب أوروبا، وهو الذي شارك في إنشاء مكتبها في لندن والذي شغل فيه منصب نائب المدير التنفيذي.
والذي اثبت نجاحه وكان السبب الأكبر في شهرته هو إنتاج برنامجه الشهري سري للغاية منذ شهر فبراير 1998م الذي استقطب بموضوعاته وبطريقة معالجته كماً هائلاً من المشاهدين على اختلاف مستوياتهم وقد حصلت أولى حلقات هذا البرنامج على الجائزة الفضية لمهرجان القاهرة للإنتاج الإذاعي والتلفزيون للعام نفسه، وحصل مجمل حلقاته على جائزة الإبداع المتميز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2000م ، فقد تناولت الحلقات ابرز القضايا التي تمر بها مصر بل وللعالم اجمع مثل قصة طائرة مصر للطيران التي تحطمت في رحلتها بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لقضية الموساد وقضية وفاة عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في عهد جمال عبد الناصر وقضية الماسونية وأحداث برجي نيويورك في 2001 وقضايا كثيرة أخرى ، وعلى الرغم من كل هذا النجاح الذي حققه إلا انه استقال من القناة عام 2009م وكان قد قدم من قبلها استقالة مكتوبة وموقّعة إلى رئيس مجلس الإدارة، الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، مرتين وجرى رفضها إلى أن قرر الرحيل جدياً .
بن لادن
منذ 9 سنوات كان يسري فودة هو الصحفي الذي اختاره أسامة بن لادن لكي يجرى معه حواراً إعلاميا في حلقة تحدث عنها العالم أجمع وأثارت الجدل وأكد وقتها فودة إنه لا يعلم السبب وراء هذا الاختيار لكن يمكن أن تكون طبيعة البرنامج " سري للغاية " هي السبب الرئيسي حيث أنها تعطى تنظيم القاعدة الفرصة في كشف الستار وراء المتسبب في أحداث 11 سبتمبر .
وقال عنه فودة أنه على المستوى الشخصي قصة درامية لابد من دراستها فهو شخص ترك الدنيا وما فيها وكان لديه الكثير ومع ذلك فضل أن يعيش في الكهوف على الخبز والماء وكان يميل إلى الديمقراطية ولم يكن يعلم بتفاصيل هجمات 11 سبتمبر بل كان يعلم إن الأهداف هي البيت الأبيض ثم مبنى الكونجراس ثم مبنى التجارة العالمي ..ولم يكن الهدف الأساسي هو قتل عدد كبير من الناس ولكنه كان يبحث عن رمزية سياسية أو عسكرية أو اقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى