آخر المواضيع

آخر الأخبار

17‏/10‏/2011

من طرة إلي ماسبيرو.. جسد النظام السابق مازال حياً

كتب إبراهيم خليل
العدد 1933 - الاثنين الموافق - 17 اكتوبر 2011- روز اليوسف

بات لازمًا وضروريا أن يفكر المعنيون باستراتيجية الدفاع عن النفس، وخط الدفاع الأول عن الناس هو جمع الأسلحة التي تنتشر بين أفراد عديدين بمختلف المحافظات، وفي أقل تقدير وصل عدد الأسلحة المنتشرة إلي 15 ألف قطعة سلاح خلاف الأسلحة المهربة من الحدود المصرية خصوصًا الحدود الغربية وهذه الأسلحة التي غرقت بها مصر، تظهر بين الحين والآخر في أي خناقة أو خلافات حتي بين الأطفال الصغار وهو ما حدث منذ أسبوعين في منطقة الحسينية بالقاهرة عندما اشتبك أطفال صغار من أسرتين مختلفتين علي منطقة اللعب بكرة القدم فتطور الأمر إلي اشتباك أسرتين،
وظهرت الأسلحة بمختلف أنواعها وتبادلتا إطلاق الرصاص الذي تسبب في إغلاق جميع الشوارع وهروب السكان إلي أماكن بعيدة وآمنة عن إطلاق الرصاص حتي إن قوات الشرطة عندما حضرت لم تستطع مواجهة الرشاشات والأسلحة الآلية وتركت الحال علي ما هو عليه حتي تدخلت مجموعة من الطرفين وقاموا بتهدئة الموقف.
في هذه الأجواء التي ينتشر فيها السلاح تأتي المرحلة الأولي لانتخابات مجلسي الشعب والشوري علي خلفية ما حدث في ماسبيرو من ظهور الأسلحة وانتشارها بين العديد من المتظاهرين مهمة جدًا المناقشات التي جرت في المجلس العسكري ومجلس الوزراء. هذا عن مصر فماذا عن المصريين؟ من يدافع عنهم أمام انتشار كميات السلاح بين الأفراد الذين لا يؤمن كيفية تصرفاتهم من الوقوع في أية مشكلة لذلك نكرر بات لازمًا وضروريا أن يتم جمع هذا السلاح بأية وسيلة وتجريم حامله بتغليظ مواد القانون بخلاف تنبيه الناس بضرورة إبلاغ القائمين بالأمر عن مالكي هذه الأسلحة.
انتشار الأسلحة أدي إلي إحساس المصريين بالغربة بين ما يناقشه المتحاورون في مجلس الوزراء وبين ما يعانيه الناس في يومياتهم وأعمالهم وبصفة عامة في حياتهم اليومية. الصدمة الكبيرة والمفجعة هو التباطؤ والتراخي الذي يفجر الكثير من المشاكل ويضخمها وهذا ما حدث في المريناب بأسوان الذي تطور بفعل التباطؤ إلي ما يسمي بأحداث ماسبيرو فعلاج أي مشكلة في مهدها يؤدي إلي وأدها.
في وقت سابق تظاهر المسيحيون لمدة شهر كامل أمام ماسبيرو ولم يتطور الأمر كما جري يوم الأحد الأسود، وهو ما يكشف أن الواقع الأليم يبين أن هناك أذرعًا طويلة امتدت من طرة إلي ماسبيرو وهذه الأذرع الآثمة محملة بالأموال وعن طريقها تم تجنيد البلطجية لإحداث الفوضي متحالفين دون أي اتفاق مع قوي خارجية تريد نفس الأمر، وهو الفوضي باعتبار أن هذه الفوضي تحقق أغراض سجناء طرة، وفي نفس الوقت تحقق ركوع وسجود مصر أمام هذه القوي المحرضة علي الفوضي.
تأتي أحداث ماسبيرو بعد أن استطاعت مصر أن تضع يدها علي العديد من الخيوط المحركة لمظاهرات السفارة الإسرائيلية فلم يجد سجناء طرة ومن وراءهم، وكذلك الأيدي الأجنبية إلا منفذًا وحيدا وهو اللعب علي أوتار الفتنة الطائفية خصوصًا أن الأجواء كانت مشتعلة حول جراء الخلافات 250 مترًا مضيفة أم مكان لصلاة المسيحيين.
الأمور ليست هكذا.. البلد والناس في ضيقة لكن المعالجات مبتورة وأصبح التسويف والمماطلة مصطلحات متنوعة لمسمي واحد عن الثقافة السياسية والإدارية الآن.
الملاحظ أنه عندما تغيب المعلومات تنتشر الشائعات ويترك المواطن لقدره.. صحيح أن الحذر لا يلغي القدر لكن الطريقة التي يتم فيها التعامل مع التحذيرات لا توحي بالاطمئنان والثقة وخير شاهد علي ذلك ما جري أمام ماسبيرو من مظاهرات المسيحيين خصوصًا أن الأيادي الممتدة من طرة تتصرف بدرجة عالية من الاحتراف.
ولنتذكر جيدًا ماذا حدث علي مدي الأسابيع الماضية من ضبط الكثير من صناديق الذخيرة والأسلحة المهربة والمعدة للتفجير من ليبيا.
إن أخطر ما يقوم به دعاة الإجرام سواء الموجودين في طرة أو الجواسيس أنهم يديرون إجرامهم علي طريقة العرافين والمنجمين وخبراء الفلك فينسبون توقعاتهم إليهم ليدفعوا الناس إلي عدم التصديق ثم ينفذوا عملياتهم.
إن ما جري في مصر هو قطع رأس النظام لكن جسد النظام مازال حيا وهناك ما يعرف بنظرية الحشرات التي تقول إن بعض الحشرات تموت بمجرد قطع رأسها، إلا أن هناك حشرات تعيش دون رأس وجسمها علي مدي أيام قليلة يقوم بتكوين الرأس مرة أخري، وهذا ما يحاول القيام به سجناء طرة، وأعوانهم من خارج السجن سواء كانوا رجال أعمال أو بلطجية أو أعوانهم خارج مصر الذين يصدرون لهم الأوامر، كخطوات استعادة رأس النظام بإحداث الفوضي تارة أمام السفارة الإسرائيلية وتارة أخري أمام ماسبيرو.
نحن أمام إرهاب جديد في صورة شبح علي طريقة الأفلام الخرافية التي تصور إنسانًا لا يشاهده أحد ولا يترك أي أثر وراءه أو بيان يعلن فيه مسئوليته.
لا نترقب ولا نتوقع ولا نملك معلومات وبالتالي لا نحذر.. لا نملك خيوطًا بعد الجريمة ولا نحاسب علي تقصير.. هل نصل إلي وضع يصبح فيه كل مواطن غفيرًا.. هل نفقد في ساعات معدودة ما حصلنا عليه في أشهر الثورة العشرة، في هذا الجو تدار السياسة علي شاكلة العبوات المزروعة بمعني أننا لم نعد نعرف أين نزرع ومتي نزرع وكيف نزرع؟
الشكر الحقيقي هو للشعب المصري العظيم الموحد الرافض للفتنة والذي يتمسك بالأمل علي الرغم من كل الصور السوداء التي فرضت عليه ولا تزال تحاول إرهابه.. شكرًا للناس الذين اكتشفوا أن وحدتهم الوطنية الصاعدة هي الشرط الأساسي لقيامة وطنهم.. ألسنا في زمن القيامة هذه الأيام؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى