لم يجرح إصبع مسؤول سابق، بينما يندب الرصاص فى عيون الثوار، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فسوف نحتاج إلى حكومة من «أطباء الرمد».. بصراحة، هل المجانين فى «نعيم» أم أصحاب العقول فى راحة؟ لأن استشهاد ضابط جيش أمس فى مدينة القنطرة لم يحدث منذ حررناها فى «73»، وفى كل مرة نقول عن الشهداء إنما كانت يمينى ضربت منى شمالى، أو إنما كانت شمالى ضربت منى يمينى لكننا نستخدم الاثنتين الآن فى «اللطم».. ولأنك حبيبى وحاسس بحضرتك، أعلم أنك منفوخ «تحليلات»، إذ يموت المحلل ولا يتحلل ولا يتوقف إلا لالتقاط الأنفاس أو لالتقاط الثمار..
وعلى كل الأطراف أن تعلم أن «السفرجى» وحده هو الذى يلبى كل المطالب، وأن نجلس إلى المائدة وأن نقرأ نتيجة التحليل التى تزعم أنها (3/1) ثورة و(3/1) انقلاب و(3/1) فوضى، وإذا كنا قد رفضنا طرح اسم «كمال الجنزورى» فليرجع سيادته تحت اسم «حسن الهلالى» ويتفرغ للانتقام من «عادل حمودة» ثم يتزوج «زمردة» ويقدم لها «توشكى» مهراً.. فلا تلوموا الذين يرفعون سقف «المطالب» ولوموا الذين يرفعون سقف «العناد»... وبين الحد الأدنى للأجور والحد الأقصى للمطالب «أنا شايف الأرض بتتمرجح تحت الخلخال»... فلم يربح من انتصار الثورة إلا «المتشددون» ولم يكسب من انتصار الشرطة إلا البلطجية..
وكلنا يريد حكومة إصلاحية لها صلاحية، لكن انتبهوا أيها السادة إذا حولتم القائم بأعمال الرئاسة إلى تشريفة وبروتوكول، فسوف تصبح سُنة وتدفعون الثمن إذا شكل المتشددون حكومة ما بعد الانتخابات، لذلك فإن التنازل - إذا حدث - يكون «لمجس رئاسة» وليس لـ«مجلس وزراء»، وزمان عندما كنت أدرس «فلسفة السياسة» أحببت بنتاً اسمها «ياسمين»، ثم نبهنى المعيد إلى أن «شم الزهور» يسبب حساسية فى الصدر، فتنازلت عنها لرئيس القسم وليس للمعيد.. صدعنا هواة «التحليل» وأزعجنا محترفو «التحريم» وتغير اسم شارع السفاح محمد محمود إلى «عيون الحرية»،
لكن منذ مطلع القرن حتى مطلع الكوبرى لم يتغير سلوك الحكام، وقد تعهد نابليون بحماية المصريين من المماليك، لكنه ضربنا فى ثورة القاهرة الأولى وقتلنا بعد شهور فى ثورة القاهرة الثانية، ومع ذلك لم تطالب مصر حتى الآن بالقبض عليه وإحضاره واسترداد أمواله، مكتفية باستيراد الكفيار الفرنساوى.. ألا يوجد فى مصر رجل له شخصية يؤمن بالحرية ويقدس الحياة الزوجية لأن حكومة بدون صلاحية مثل «مشرد» بدون إصلاحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى