قبل ان تقرأ
قارئة مهتمة ودمها خفيف كتبت تقول تعليقا على مقالي السابق : إذا كان المشير طنطاوي مصمماً انه جاء باستفتاء ولن يترك الرئاسة الا باستفتاء .. إذن أدعو الى مليونية عاجلة تحت شعار .. طلقنننننني .. ومن عندي أضيف .. او تحت شعار " جواز عتريس من فؤادة .... باطل"!
اشعر باستياء شديد وصل بي إلى حد الغيظ الشديد أيضا ممن كانوا جالسين في بيوتهم من 25 يناير حتى 11 فبراير والى الآن يرقبون الموقف فقط من بعيد ، غير مشاركين بفاعلية في اى أمر يخصهم ويخص بلدهم .. لكن ويا سبحان الله ربنا أخد منهم كل حاجة وأعطاهم لسانا " طول كده " .. لا أحد طلب منهم ينزلون الميدان وقت الثورة ، ولم يمنعهم من التعبيرعن فرحتهم بعد الثورة - مع أنهم لا يستحقون هذه الفرحة - لأنهم ببساطة لم يبذلوا من أجلها اى شيء يذكر ، ومع ذلك كان ثوار التحرير كرماء معهم الى أبعد حد .. اعتبروهم مشاركين بقلوبهم " ماشي " ، لكن أن ينقلبوا الآن على هؤلاء الثوار الشرفاء وينعتونهم بأقبح الألفاظ ويشككون في وطنيتهم وحرصهم على خراب البلد والعمل الدؤوب على تعطيل عجلة الانتاج .. " الله يخرب بيت ابو عجلة الانتاج اللي ذلونا بيها " .. فهذا في رأيي قمة السفه وقلة الأصل ونكران الجميل .. الفارحون الآن بعرس الديمقراطية المُبهر ما كان لهم ان يظهروا بهذا المظهر البديع لولا ثوار التحرير .. الذين جعلوا لصوت الواحد منهم قيمة .. والذين جعلوهم ينزلون الى اللجان تحت المطر ليقولوا " عايزين فلان ومش عايزين فلان " .. فهل سمعوا كلام رب العالمين " هل جزاء الإحسان الا الإحسان " .. بلاش يا أخي تُحسن اليهم .. ولكن لا تسبّهم .. خليك ساكت زي ما كنت طول عمرك - لامؤاخذة - حاطط جزمة في بقك وساكت .. او كما نقول في أمثالنا الشعبية " نقّطتنا بسكاتك " .. لازلت تخاف السلطة والعسكر .. اسكت وسيب المسألة على اللي يقدر يصرخ ويخرج وينام في هذا الصقيع غير المحتمل بالميدان وانت قاعد في بيتك وفاتح التكييف السخن ومتغطي بكام بطانية وكباية الشاى في إيدك .. سيبها يا أخي للي مستعد يموت من أجل كلمة الحق .. وانت حياتك عندك بالدنيا ومافيها " سلامات ياراسي " .. اسكت .. فصوتك العالي الآن لا محل له من الإعراب .. وان لم تستطع او " تقيلة " على قلبك ان تشكرمن في الميدان ، فالتزم الصمت ولا تسيء إليهم وتنعتهم بما ليس فيهم .. فذلك ليس من الرجولة في شىء ، بل انه قمة الخسة والنذالة.
وبالمناسبة لقد كثرت الأصوات التي تسيء إلى ثوار ميدان التحرير الآن ولم تقتصر فقط على حزب " خليك بالبيت " بل وصلت إلى الفضائيات المأجورة .. وهاهو تامر افندي امين في برنامجه " تحيا مصر " يستضيف أستاذا في العلوم السياسية اسمه على الصاوي .. وتامر أعرفه يقينا متلّون ومعاهم معاهم عليهم عليهم .. لكن أستاذ في العلوم السياسية حين يقول عن ثوار التحرير الرابضين حاليا في الميدان ، مشيرا الى تهاون المجلس العسكري معهم : " اللي يلاقي الدلع ومايدلعش يبقي عبيط " .. ويرد عليه تمورة الامورة : قال يا فرعون ايه فرعنك .. مالقتش حد يلمّني " .. شوفتوا حقارة أكتر من كده .. قال المجلس بيدلع اللي في الميدان ، وعشان كده سمح بقتل 40 شهيد منهم " مفيش اكتر من كده دلع بصراحة " .. ثم يقدم سي الافندي استاذ العلوم السياسية نفسه بأنه كان من ثوار 25 يناير ، وانه اخذ علقة مااخدهاش حمار في مطلع ، غير أنه الآن يؤكد ان من في الميدان ليسوا من ثوار 25 يناير أو أنهم حتى لو كانوا من الثوار فلا يجوز ان يفعلوا ما يفعلونه الآن .. ويحرّض المجلس العسكري تحريضاً صريحاً على التعامل معهم بكل الجدية والقوة لنسفهم.. وبلاش على حد قوله دلع اكتر من كده .. وانا أصدق ان سي الافندي الاستاذ في العلوم السياسية كان في الميدان ايام الثورة الأولى ، لكن واضح جدا انه اخذ طريحة محترمة جعلته يتوب بعدها ويعاهد نفسه ان لا يقاوم بعد ذلك السلطة .. بل أكثر من ذلك يمجّد فيها ويبارك أفعالها ويلومها انها لا تتعامل مع الثوار " المخرّبين من وجهة نظر سعادته " بما تستوجبه الأمور ويستدعيه الموقف .. البيه مش مكفيه 40 شهيد و3000 مصاب ويعتبره دلع ما بعده دلع.
نفس سي الافندي وفي نفس اليوم الذي استضافه فيه تمورة الامورة ، فوجئت به ضيفا مع يسري فوده على " اون تي في " .. وزادت لهفتي لسماعه يقول ما قاله مع تمورة ، ولكن من أين له الجرأة ان يهرتل أمام مذيع بقيمة وقامة يسري فوده بمثل هرتلته مع التاني النكرة .. تحدث فقط مع فودة بوقار شديد عن الانتخابات لأنه يعرف مع من يتحدث ، ولو قال معه ما قاله امام تمورة لعلّمه يسري - مع أدبه الشديد - الأدب!.
وفي نفس السياق وفي غمار حملة التنكيل بثوار التحرير صدمني رأى المرشح المحتمل للرئاسة الذي كنت أكنّ له محبة خالصة واحتراما شديداً الدكتور سليم العوا بعد اجتماعه مع آخرين بالمجلس العسكري .. فقد قال أن الميدان الآن اصبح مهزلة ومسخرة ، وما يجري فيه حاليا يعف لسانه عن ذكره ، في إشارة وملمح خبيث جداً الى ان هناك انتهاكات وتحرشات بالرضى والاتفاق بين المعتصمين شبابا وفتيات .. وسألت نفسي : هل يُعقل ان ينقلب المرء 180 درجة بمجرد اجتماع واحد مع المجلس العسكري ويشارك في هذه الحملة المقصودة لشق الصف وتقسيم الشعب المصري الى اتنين .. مع وضد؟ .. أعرف ان هذا ممكن مع واحد ممثل مثل طلعت زكريا او عادل امام او حسن يوسف ، لكن مع سليم العوا ؟ .. عيب .. عيب اوي ياعوا باشا.
م الآخر لأنني اكتب وانا متألم جدا حاقولها واللي يزعل يخبط راسه في الحيط .. جزمة أى ثائر في ميدان التحرير بألف واحد ممن يجلسون في البيت ، وبمليون نفر يدّعون العلم والمعرفة بالشؤون السياسية وهم في الحقيقة ذيول النظام .. وبمليون واحد من عيّنة تمورة الامورة اللي نفسه ومنى عينه تعود الأمور إلى سابق عهدها .. بلا ثورة بلا نيلة اللي كشفته على حقيقته مع آخرين على نفس شاكلته وسحنته.
واختتم .. ليس عنوان المقال عنواني .. لكنه لعامل بسيط جدا هنا في الكويت بمقهى كنت اكتب فيه ما اكتبه.. ثم وهو يضع أمامي فنجان القهوة ولاحظ قرفي الشديد .. سألني .. فأعطيته فكرة سريعة عما يثير غضبي .. فقال لي وهو متألم مثلي : بقولك ايه يا استاذ .. كبّر دماغك .. وشد السيفون!!
30/11/2011
شد السيفون .؟؟؟ مقالة رائعة ..؟؟؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات عشوائية
-
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى