آخر المواضيع

آخر الأخبار

30‏/12‏/2011

من وحي الثورة: اغضب

172

أميمة الشاذلي

اغضب
فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناس .. لونَ الفرْحِ
يقتـُل في جوانحنا الحنينْ
ارفض زمان العهر
والمجد المدنّس تحت أقدام الطغاة المعتدينْ
اغضب
فإنك إنْ ركعْت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب
فإن الناس حولك نائمون
وكاذبون
وعاهرون
ومُنتَشُون بسَكرة العجز المهين
اغضب
إذا صليت .. أو عانقت كعبتك الشريفة .. مثل كُل المؤمنين
اغضب
إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخ
باعت كل شيء
كل أرضٍ
كل عِرضٍ
كل دين
بهذه الأبيات من قصيدة الشاعر الأبيّ فاروق جويدة أبدأ كلامي، فأنا أجد في هذه القصيدة صدى لبعضٍ من غضب كان وما زال يعصف بي ، رغم أن المشاهد التي رأيناها هي أقوى من أي غضب يمكن للكلمات أن تعبر عنه.
لن أعيد قراءة المشهد مرة أخرى ، ولكنني هذه المرة جئت لكي أعبر عن صدمتي..
ليست صدمتي التي أتحدث عنها هنا هي صدمتي من المشاهد ولا صدمتي في الفاعل، ولكن … من ردّ الفعل ..
لقد صُدِمت في بني وطني
صُدمت في رجولة ضاعت ملامحها ..
في نخوة ماتت ..
في إنسانية وأدها شعب بداخله ..
لسوف يسألكم الله يوم القيامة: بأي ذنبٍ قتلتم الرحمة والإنسانية في قلوبكم؟!!!

“عرّوكي ف ميدانهم .. ولا واحد أدانهم .. وعَلّوا أدانهم .. وبقالهم جرس”
هذه هي الأغنية التي يتردد صداها في أرجاء روحي المتألمة ..
العار على من هتك أعراض المصريات ..
واللعنة على من صمت ..
نعم .. اللعنة ..
ربما تبدو كلماتي هذه المرة أشد قسوة .. ولكني أراها أقل بكثير مما بتحتّم عليّ قوله..
اللعنة على من صمت ..
والخزي والذل والعار والهوان على من خرج من صمته ليخوض في أعراض هؤلاء البنات ..
لن أقلل من حدة هجومي .. فهذا وقت الغضب ..
ليس الغضب للحدث وحسب .. ولكن الغضب من شعب لم تتحرك نخوته .. ولم يصمت مع أن صمته عار .. بل خرج من صمته ليعلن قبوله هذا العار بكل الحجج الواهية التي لا يرضاها أي ضمير إنسان حر ..
لقد بتُّ أوقن أن الانسانية صفة انتزعت من كثير من البشر حتى ما عادوا بشراً.
سكت دهراً ونطق كفراً
يا للعار!!

احترق المجمع العلمي!
.
.
.
“يا للكارثة” !! “تراث الوطن” !! “تاريخ أجدادنا”!! “حدود مصرنا”!! “لقد ضاااعت مصر”!!!
لقد كشفوا ستر وهتكوا عرض أختكم المصرية!
.
.
.
“تستاهل” ، “هي ايه اللي نزلها” ، “هوا في محترمة تلبس عباية على اللحم” ، “أم عباية بكباسين” ، “دا العسكري كان بيحاول يغطيها” ، “هيا اللي رمت نفسها قدامهم” ، “أصلها 6 ابريل” ، “أصلها كانت بتشتمهم فاستفزتهم”

سحقاً لكم جميعاً .. هل هذا هو ردكم على مشهد لو تأملتموه جيداً لعلمتم الحقيقة …
لا .. بل أنتم تعرفون الحقيقة جيداً ولكنكم تحاولون عثباً البحث عن سبب لتخاذلكم عن نصرتكم لأختكم .. سكتم دهراً ونطقتم كفراً .. فتباً لكم يا أيها المتخاذلون .. واللعنة على كل من خرج عن صمته ليخوض في الأعراض وليبرر جريمة قتله لضميره..
بل إن الأمر وصل بنا إلى حد أنني سألت أحد أولئك الأوغاد الذين يخجلني أنهم يحملون الجنسية المصرية والديانة الإسلامية ويسمون أنفسهم رجالاً … سألته: لو أنك تملك كتاباً عزيزاً عليك يحمل تاريخ عائلتك ورأيته يحترق أمام عينيك ، وشاهدت رجلاً يهتك عرض خطيبتك فلأيهما سيكون غضبك أشد؟!!! وأيهما أكثر أهمية بالنسبة إليك؟!!
هل تعلمون ما هو الرد؟
لقد كان رده: “الكتاب أهم من فتاة خرجت من بيتها بدلاً من أن تمكث فيه”!!!!!!!!!!!!!!!!
لو كنت أملك أن أبصق عليه لبصقت ، ولكنه كان حواراً كتابياً.
لا يسألنِّي أحدكم بماذا رددت عليه .. فلست هنا بصدد شرح كيفية الرد.. ولكنني هنا أبرز شريحة من المجتمع كنت أظنها قلة .. لكن يبدو أن هناك من المصريين من أراد الله أن يظهرهم على حقيقتهم .. يدّعون الإيمان والوطنية … يقولون تحيا مصر وقلوبهم ميتة .. يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا وطن” .. والوطن بريء منهم ..
أي روح خاوية ميتة ملوثة متعفنة سيفدون بها الوطن؟!!
روح رجولة ماتت فيهم؟
أم روح شجاعة انتحرت لمَّا سمعت إفكهم ورأت تخاذلهم؟
أم روح وطنية فضلت الورق مهما كان قيمته على البشر؟!!!
بأي روح متعفنة سيفدون الوطن؟!!! وما هو الوطن؟!! هل هو أرض تحافظون عليها ، وورق تحرصون على سلامته؟ أم بشر يسكن الأرض ويعمرها ويسطر التاريخ والحاضر ويرسم المستقبل؟!!! ما هو الوطن يا أدعياء الوطنية؟ تباً لكم!

نبينا صلى الله عليه وسلم الذي تتفاخرون بأنكم تنسبون إليه قال: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله” فكيف هانت عليكم دماء مصريين حتى وإن كنتم تختلفون معهم في الرأي؟ كيف استبحتم أعراض مصريات كل ذنبهن أنهن خرجن ليقلن “لا”؟!! ولا يقولنَّ أحدكم: “ليس للنساء الخروج والمشاركة” .. النساء في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ يخرجن في كل غزوة ليضمدن الجراح ويسقين المجاهدين ، بل ومنهن من كانت تمسك بالسيف وتقاتل ، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن أم سليط :- “ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني” ، ومعروف ما قامت به أم عمارة السيدة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها يوم أحد، حتى قال عنها صلى الله عليه وسلم: “لمقامها خير من مقام فلان وفلان”، وكذلك اتخذت أم سليم خنجراً يوم حنين، تبقر به بطن مَن يقترب منها.  أوبعد كل هذا وما زال منكم رجل (رشيد) ينكر على المتظاهرات خروجهن ويتهمهن في أعراضهن؟!!!؟ تباً لكم.

المجمع العلمي الذي تتباكون من أجله كان يمكن إطفاؤه بكل سهولة كما حدث من قبل مع مجلس الشورى حين أطفأته طائرات هليكوتبر .. فلا تحاولوا إقناع أنفسكم بأن المتظاهرين أو مندسين بينهم قاموا بإحراقه .. فلو صح هذا لسارع المجلس العسكري للحفاظ على (ثروة الوطن) التي أخذ يتحدث عنها الإعلام ويؤكد على عظم فقدانها وأن حدود مصر باتت في خطر بعد احتراق الوثائق والكتب ،  ثم يذكر هذا الإعلام الفاجر (على استحياء) دماء بعض الشهداء أمثال الشيخ عماد عفت وعلاء عبد الهادي!!!!
هل حقاً فقدتم صوابكم كي تصدقوا أن المجلس بريء من حريق المجمع؟! وبعيداً عن حريق المجمع.. هل سوّلت لكم أنفسكم أن تساووا كتاباً بإنسان؟ من يكتب الكتاب؟ أوليس الإنسان؟! بل ووصل الأمر إلى حد أن قال البعض “الكتاب لا يمكن تعويضه أما عن الشهداء فمصر ولاّدة”!!!!!!! وهل الخرائط والأوراق هي التي ستحمي الوطن أم الإنسان؟! ومن رسم هذه الخرائط ومن وصف مصر؟ أوليسَ هو الإنسان؟!!!
أهنئكم على إنسانيكم .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم” وتقولون أنتم “الكتاب أولاً .. المجمع أولاً” .. تباً لكم ، ثم تباً لكم ، ثم تباً لكم!

لست هنا لأقول أن تراثنا بلا قيمة .. ولا لكي أعبر عن فخري أو فرحي بحرقه .. ولكن أذكركم أولاً أن ما تم احتراقه من المجمع لدينا نسخ (أصلية) عديدة منه داخل مصر وخارجها ، حتى كتاب “وصف مصر” الذي أوجعتم رأسنا بالبكاء عليه فالمخطوطة الأصلية منه موجودة في فرنسا وليست في مصر ، ولكن من يأت لنا بنسخة من الشيخ عماد عفت؟!! من يأتِ لنا بنسخة من الطالب علاء عبد الهادي؟!! من يعيد إلى أمهات الشهداء من فقدن؟! من يمحُ من تاريخ الجيش المصري صورة جنوده وهم يضربون الفتيات ويسحلون المتظاهرين والمتظاهرات ويهتكون الأعراض؟!!

يا أيها المصري..
“أخبرني متى تغضبْ ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟!!”

يا أيها المصري اغضب!! اغضب ، فلقد قال الإمام الشافعي رحمه الله :- “من اسْتُغْضِبَ فلم يَغضبْ فهو حِمار”
.
.
.
.
.
.
مع الاعتذار للحمار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى