آخر المواضيع

آخر الأخبار

29‏/12‏/2011

هام : تزوير تقرير عن إستخدام الفوسفور الأبيض في مصر

149

لا تزال التحقيقات جارية حول الغازات التي استخدمت في أحداث مصر الأخيرة في 19 نوفمبر الماضي، فبينما يتحدث ناشطون وتقارير حقوقية عن أن أنها غازات سامة أو فاسدة، تصر السلطات المصرية على أنها غازات معتمدة دولياً لتفريق المحتجين.

القاهرة: رغم إنقضاء ما يزيد عن شهر على أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير في 19 نوفمبر الماضي، إلا أن التحقيقات فيها ما زالت مستمرة، وما زال الجدل حول الغازات التي استخدمتها قوات الأمن بكثافة ضد المحتجين فيما عرف بـ"أحداث محمد محمود" مستمراً، فبينما يتحدث ناشطون وتقارير حقوقية عن أن أنها غازات سامة أو فاسدة، تصر السلطات المصرية على أنها غازات معتمدة دولياً لتفريق المحتجين، وليست سامة أو فاسدة.

تقرير مزور

غير أن أحدث التقارير في هذا السياق ما نسب إلى المفوضية الأوروبية، وزعم أن تلك الغازات محرمة دولياً، وتحتوي على الفسفور الأبيض القاتل، الذي استخدمته إسرائيل ضد الفلسطينيين في حرب غزة العام 2008، وكشفت "إيلاف" أن هذا التقرير مزور وليس حقيقياً، رغم أن العشرات من الصحف ووسائل الإعلام تناولته بالنشر على مدار الأيام القليلة الماضية.

أحد علماء التقرير ميت منذ 8 أشهر

كانت صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع الفايسبوك التي انطلقت منها الدعوة لثورة 25 يناير أول من أدركت زيف التقرير، وكتبت محذرة منه قائلة: "شباب، فيه بعض الصفحات على الفيسبوك وجريدة مطبوعة نشرت خبر إن فيه تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية بيقول إن الجيش المصري استخدم غاز أعصاب مجرّم دوليا ضد المتظاهرين... التقرير ده عار تماما عن الصحة والكلام اللي فيه كله كذب وواضح إنه من تأليف شخص بيروّج إشاعات".

وأضافت الصفحة: "اللي خلانا نتأكد إن التقرير  كله كذب ومزور أن فيه عالم اسمه ريتشارد بيير وده أستاذ جامعي في جامعة كامبريدج متوفّي من أبريل 2011"، ودعت "كلنا خالد سعيد" الصحف ووسائل الإعلام التي نشرت التقرير إلى ضرورة التصيحيح"، وقالت: "نرجو من كل الصفحات اللي نشرت التقرير انها تصحح معلوماتها وتنكر صحته".

لا تقارير على موقع المفوضية الأوروبية

و دخلت "إيلاف" إلى موقع المفوضية الأوروبية على شبكة المعلومات الدولية، ولم تجد التقرير المزعوم منشوراً على موقعها الإلكتروني، وليست هناك أية تقارير تتناول أحداث محمد محمود في 19 نوفمبر الماضي. وإتصلت "إيلاف" بمكتب المفوضية الأوروبية بالقاهرة، إلا أن أحداً لم يجب.

ومن جانبه، قال مصدر مطلع لـ"إيلاف" إن المؤسسة العسكرية أجرت إتصالات مع المفوضية الأوروبية حول هذا التقرير، ونفت إصداره، مشيراً إلى أن التقرير مفبرك 100%، منوهاً بأن بياناً سيصدر عن المجلس العسكري حول هذا الأمر. وكذلك المفوضية الأوروبية.

تهريج وتزييف إعلامي

فيما قال مصدر عسكري لـ"إيلاف" إن القوات المسلحة لم تستخدم أية غازات محرمة ضد المصريين، ولن يحدث هذا في المستقبل، واصفاً ما يحدث في الساحة الإعلامية بـ"التهريج والتزييف والمزايدات"، وأضاف المصدر أن الغازات التي استخدمت لتفريق المتظاهرين في أحداث محمد محمود في الفترة ما بين 19 و24 نوفمبر الماضي، معترف بها دولياً في فض التجمعات أو الإحتجاجات، وليست فاسدة أو سامة أو محرمة دولياً. لكن المصدر اعترف بأن الغازات أستخدمت بكثافة، وأن تأثيراتها تكون سريعة وسيئة على من يعانون من حساسية أو أمراض صدرية.

الفوسفور قادر على إبادة الملايين

وأشار المصدر إلى أن من يتحدثون عن إستخدام الفوسفور الأبيض لا يدركون طبيعة تلك المادة القاتلة، وأوضح أن الفوسفور الأبيض مادة حارقة جداً، ولم يستخدم من قبل إلا في حرب إسرائيل ضد غزة عام 2008، وبنسب بسيطة جداً، مشيراً إلى أن هذه النسب البسيطة جداً لو استخدمت في مصر على حد زعم بعض مروجي الشائعات، فإنها قادرة على إبادة أضعاف من يتواجدون في ميدان التحرير عشرات المرات، بمن فيهم القوات التي ستطلق الفوسفور الأبيض. أي ملايين البشر في دقائق معدودة.

ولفت إلي أن هذا الكلام ينطبق أيضاً على غاز الأعصاب. واعترف المصدر بوقوع بعض الإنتهاكات من قبل أفراد الشرطة العسكرية، مؤكداً أنها لا تعبر عن نهج القوات المسلحة، منوهاً بأن هناك تحقيقات جارية مع مرتكبي تلك الإنتهاكات أمام النيابة العسكرية بدء من إختبارات العذرية ومروراً بأحداث ماسبيرو ثم محمد محمود، وصولا إلى أحداث مجلس الوزراء الأخيرة، لافتاً إلى أن طبيعة القوات المسلحة سرية في تحقيقاتها.

تحري الموضوعية

150

واتهم المصدر بعض الإعلاميين بمحاولة تشويه صورة القوات المسلحة المصرية، وتحريض الشعب ضدها من أجل نشر الفوضى في البلاد، من خلال ترويج شائعات وأخبار مغلوطة، مشيراً إلى أن هؤلاء سوف يذهبون إلى مزبلة التاريخ وستبقى القوات المسلحة شامخة.

ودعا الإعلام إلى ضرورة إعمال الحيادية والموضوعية ومراعاة مصلحة مصر في كل الأحوال، ونفى المصدر إتخاذ المجلس العسكري أية إجراءات قانونية ضد من وصفهم بـ"مروجي الشائعات"، وقال إن القوات المسحلة تراهن على وعي الشعب المصري.

غازات معترف بها دولياً

وفي السياق ذاته، قال اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق لـ"إيلاف" إنه إطلع على هذا التقرير، لكنه لا يمكنه التأكد إذا كان مزيفاً أم لا، وأضاف أنه يمكنه التأكيد أن الفوسفور الأبيض لا يمكن استخدامه ضد المتظاهرين أو المدنيين بأي حال من الأحوال، موضحاً أن هذا المادة حارقة وتؤدي إلى الإبادة في لحظات، وفي حالة إستخدامها فلابد أن تكون أرض المعركة في الصحراء وتلقى من خلال الطائرات، لأنها سوف تصيب من أطلقها أيضاً.

وأكد فؤاد أن نتائج تحاليل المعامل المركزية في مصر أثبتت أن الغازات المستخدمة في أحداث محمد محمود ليست سامة أو محرمة دولياً وليست فاسدة، مشيراً إلى أن المعامل المركزية أعلى جهة تحاليل في مصر، كما أن تحاليل المركز القومي للبحوث أثببت ذلك أيضاً، وهو أعلى مركز بحثي في مصر. وقال فؤاد إن اتساع نطاق تأثير الغازات في أحداث محمد محمود ربما يعود إلى الكثافة في إستخدامها.

إنتهاء الصلاحية يقلل من تأثيرها

وحول القنابل منتهية الصلاحية، قال فؤاد إنه لا يعلم إذا كانت منتهية الصلاحية أم لا، لكنه أضاف أن إنتهاء صلاحية أية أسلحة أو مواد يقلل من تأثيرها، وضرب مثلاً بالألغام، وقال إن الألغام إذا إنتهت صلاحياتها يكون تأثيرها الإنفجاري أقل، لكن حساسيتها تكون أعلى.

التقرير المنسوب للمفوضية الأوروبية

وكانت وسائل إعلام عديدة نشرت تقريراً منسوباً إلى المفوضية الأوروبية، ورد فيه: "وفقاً للحالة التشريحية لعينات من صدور وأمعاء الضحايا، اتضح امتصاص أجسادهم للفسفور واستنشاقه والتعرض لتركيزات دخان الفسفور القاتل، وذلك ما تركته آثاره على العينين والأغشية المخاطية  والجهاز التنفسي وإتلاف الرئة، ناتج عن استنشاق الفسفور وتركيزات على الجلد والجهاز التنفسي بنسبة 0.07 ملجم/متر مكعب لعدد ضحايا 126 وتشبع الرئة والكلى والكبد بالفسفور الأبيض القاتل".

وحسب ما تم نشره فإن التقرير أعدته لجنة مكونة من 100 متخصص، من علماء الكيمياء، والحرب الكيماوية، والأطباء، وثقوا فيه جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المتظاهرين، في شارع محمد محمود، وميدان الممر في محافظة الإسماعيلية، وسموحة في الإسكندرية، في الفترة من 19 إلى 24 نوفمبر 2011.

وأضاف التقرير أن الفسفور الأبيض  استخدمته إسرائيل ضد الفلسطينيين في حرب غزة عام 2008. مشيراً إلى أنه إذا ما انتشر في الجو، لا يؤثر على ملابس المصاب، ولكنه يتغلغل داخل الجسم، ويذوب حتى العظام، ويؤدي استنشاقه إلى الموت، وتبدأ التغيرات على الجثة خلال 24 ساعة، لتتحول إلى ما يشبه جثة مشوهة نتيجة الاحتراق.

واتهم التقرير الجيش المصري باستخدام أنواع أخرى من الأسلحة الكيميائية ضد المتظاهرين، جاءت على رأسها "قذائف الكلور"، وغاز الأعصاب VX الذي وصفته اللجنة بأنه من الذخائر القاتلة، ويعتبر من الأسلحة الفتاكة التعجيزية، التي تسبب الغثيان والمشكلات البصرية الخطيرة، بالإضافة إلى غاز "الفوسجين" الذي يسبب الاختناق والتشنجات والشلل وفقدان الوعي.

صبري حسنين من القاهرة

ايلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى