واصلت إيران والولايات المتحدة حربهما الكلامية بشأن مضيق هرمز الذي هددت طهران الثلاثاء بإغلاقه، في خطوة قلل مراقبون من قدرتها على تنفيذها، وإن أكدوا قدرتها على إحداث مشاكلَ في منطقة حيوية لصادرات النفط.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت أمس في تحذير جديد إن إغلاق المضيق –الذي يمر عبره نحو ثلث نفط العالم الذي تحمله الناقلات- أمر "لن يُسمَح به".
وأمس أيضا جددت متحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي –المرابط في البحرين- القول إن بحرية بلادها "جاهزة دائما للتصدي للأفعال الشريرة، من أجل ضمان حرية الملاحة".
لن نطلب الإذن
لكن قناة برس تيفي الرسمية الإيرانية نقلت اليوم عن القائد بالحرس الثوري الأميرال حسين سلامي قوله إن واشنطن ليست في وضع يسمح لها بأن "تملي على طهران ما تفعله في مضيق هرمز".
وأضاف سلامي أن "إيران لا تطلب الإذن لتطبق إستراتيجياتها الدفاعية".
وكان قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سياري قال من جهته أمس إن إغلاق المضيق –الذي يبلغ عرضه 34 كلم عند أضيق نقاطه– سيكون "أسهل من شربة ماء".
وفي محاولة لتصوير نفسها في صورة المسيطر على الوضع بالمنطقة، تحدثت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) اليوم عن تسجيل التُقط لحاملة طائرات أميركية، غير بعيد عن المضيق.
وعرض التلفزيون الرسمي الصور التي التقطتها طائرة استطلاع وزورق، كما قال.
سياري: إغلاق مضيق هرمز أسهل من شربة ماء (الفرنسية-أرشيف)
ونقلت إيرنا عن الأميرال سياري قوله إن التسجيل يثبت أن "حركة القوات الأجنبية (في المنطقة) تحت السيطرة" الإيرانية.
وقد دعت من جهتها فرنسا –التي تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي- لتشديد العقوبات على إيران- طهرانَ إلى الالتزام بالقانون الدولي والسماح بحرية الملاحة.
ويعتزم وزراء خارجية الاتحاد بحث حظر محتمل على النفط الإيراني في اجتماع يومَ 30 يناير/ كانون الثاني المقبل.
القدرة الإيرانية
ويشكك خبراء في قدرة إيران على فرض حصار طويل المدى على المضيق، بل ويرى بعضهم أنها تحتاج الممر البحري مثلها مثل أي منتج للنفط.
ويذكّر هؤلاء بأن قوة بحرية إيران لا تضاهي نظيرتها الأميركية التي أكد متحدث عسكري باسمها ثقة واشنطن في قدرتها العسكرية التي تضمن لها الوفاء بـ "تعهداتنا لأصدقائنا وشركائنا والمجموعة الدولية".
لكن بعض الخبراء يرى مع ذلك أن إيران تملك من الوسائل (بما فيها الألغام والصواريخ) ما يكفي لعرقلة الملاحة عبر المضيق.
وقال ولي نصر المستشار سابق للخارجية الأميركية إن رسالة إيران هي "إذا لم يسمح لنا بالمشاركة في اللعبة فلن نسمح لأي كان باللعب".
كما يرى بعضهم أن طهران حتى وإن لم تغلق المضيق، مستفيدة من الحرب الكلامية التي "تزعزع أسعار النفط وهذا مفيد لإيران" وفق كايتلين تالمادجي أستاذ جامعة جورج واشنطن الذي كتب عن مضيق هرمز.
وتأتي الحرب الكلامية على خلفية جدل متزايد بشأن برنامج إيران التي تخشى توسيع العقوبات عليها، بعد أن تحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي عن قلق شديد بشأن برنامجها النووي، وهو برنامجٌ تؤكد طهران سلميته، وتقول عواصم غربية إنه غطاء لتصنيع القنبلة الذرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى