هآرتس: إيران سينفَد صبرها حيال حرب " الموساد" ضد منشآتها النووية

القدس المحتلة ـ سونا الديك

أكد محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "هآرتس "الإسرائيلية، يوسي ميلمان، الجمعة، أن إيران سينفذ صبرها عاجلاً أم أجلاً، حيال الحرب الخفية التي يقودها جهاز المخابرات الإسرائيلية، بالتعاون مع الـ " CIA" الأميركي و وجهاز" MA6" البريطاني، ضد منشآتها النووية أو الاغتيالات التي يتعرض لها علماؤها. وأكد ميلمان، أن " طهران سترد بنفس الأسلوب. وقد كان اقتحام السفارة البريطانية هذا الأسبوع تعبيرًا عن نفاذ الصبر. وتحذيرًا من قبل النظام بأنه يفهم أن هناك من أعلن الحرب على إيران دون أن يترك أثرًا ".  
وفي تقرير حمل عنوان "الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران"، اعتبر يوسي ميلمان، أن الحرب بين البلدين في أوجها، حتى لو لم يعلن أحد عن انطلاقها أو وجودها. وقال:" هي حرب سرية ضد المشروع النووي الإيراني. لم تبدأ هذا الأسبوع ولا في الشهر الماضي. إنها مستمرة منذ سنوات، علمًا أن جزءًا بسيطًا من المعلومات وصل إلى الجمهور".
وأضاف ميلمان:" في حزيران/ يونيو 2010، تبين أن منظومة الكمبيوترات، التي تُشغل التسانترفوغات، في مصنع تخصيب اليورانيوم تم اختراقها، حيث جرى زراعة فيروس مُدمر فيها، يُسمى ستوكسانست".
وأوضح أنه " قبل أسبوعين وقع انفجار في قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، تقع على بعد 40 كم غرب طهران. وقد أسفر الانفجار عن مقتل العشرات بينهم مدير مشروع تطوير الصواريخ الإيرانية، الجنرال حسن الطهراني. وهذا الأسبوع تم الإعلان عن انفجار آخر هز مدينة أصفهان. ثالث أكبر المدن الإيرانية، والتي تحتضن مصنعًا لتخصيب اليورانيوم".
وقال ميلمان :"من الواضح أن هناك خيطًا يربط بين الحوادث الثلاث؛ لان الحديث يدور عن ثلاثة مكونات هامة في مشروع الذرة الإيراني. الأول يتعلق بتحويل اليورانيوم، والثاني خاص بتخصيبه، والثالث يتعلق بوسيلة الإطلاق"، موضحًا أن " هذه الحوادث وغيرها، مثل اغتيال علماء ذرة إيرانيين في العامين الأخيرين، تبعث القلق في أوساط آيات الله الإيرانيين، وتثير لديهم ردود فعل تتراوح بين الإحراج والغضب. وهذه الردود عادة متشابهة، ففي البداية يتم إنكار الموضوع قطعيًا. وبعده يصدر اعتراف خجول بحدوث شيء ما، ولاحقًا يتم الإعلان عن  وقوع حادث أو خلل".
ويضيف ميلمان:" رد الفعل من هذا النوع يشير إلى أن النظام لا يعرف ماذا سيقول. وعندما يتكلم لا تكن تصريحاته منسجمة مع بعضها البعض، ولا يتحدث بصوت واضح. وهذا دليل على الخلاف الجاري في رأس هرم آيات الله، فالنظام منقسم ومتخبط، وردود الفعل تصدر عن وزارات حكومية مختلفة، ومنظمات متناحرة، ووسائل إعلام متنافسة فيما بينها".
ويؤكد ميلمان :" ليس الإيرانيين فقط بل وسائل إعلام مختلفة في العالم تنسب هذه العمليات إلى الموساد الإسرائيلي أو إلى تعاون مخابراتي مشترك مع الـ (سي آي إيه) الأميركي  والـ (إم ايه6) البريطاني". ويضيف ميلمان قائلاً:" سألت ايلانة ديان، رئيس الموساد السابق مئير دغان، عن تكرار الحوادث في المنشآت النووية الإيرانية، وقالت: لا يمكن أن يكون ذلك من الله وحده، فأشار إليها بالإيجاب وهو يبتسم على سؤال محاورته".
ويشير ميلمان، إلى أن " دغان معروف بشغفه بالعمليات السرية. وعندما يقول إن هناك فرصة سنتين للرد على المشروع الإيراني، فهو ربما يراهن، على تأخير هذا المشروع عن طريق العمليات السرية".
ويضيف ميلمان قائلاً:" موظف أميركي كبير، ومستشار للرئيس الأميركي لمراقبة السلاح والسلاح النووي، يدعى جاري سموري، قال في أيار من العام الحالي: نحن نعمل كل ما بوسعنا لإعاقتهم ". وأكد ميلمان، أنه " حتى لو كان الموساد وأجهزة الاستخبارات الغربية الأخرى بريئة مما يحدث في إيران، فان توجيه أصابع الاتهام نحوها يخدمها، فهو من جهة يعزز صورتها على أنها تمتلك القدرة على كل شيء، ومن جهة ثانية يزيد التخوف بين الإيرانيين".
ويشدد ميلمان، على أنه " إذا كان لأجهزة المخابرات المذكورة ضلع في هذه العمليات فإنها لا يمكن أن تتم بدون عوامل محلية. وإذا ما أضيف إلى الحوادث في المنشات النووية الإيرانية الحوادث التي تقع في منشآت النفط والغاز وغيرها، يمكننا الاستنتاج أن هناك معارضة قوية ومنظمة أكثر مما يتصورون".
ويؤكد ميلمان :" طهران سينفذ صبرها عاجلاً أم أجلاً. وهي سترد بنفس الأسلوب. وقد كان اقتحام السفارة البريطانية هذا الأسبوع تعبيرًا عن نفاذ الصبر. وتحذيرًا من قبل النظام بأنه يفهم أن هناك من أعلن الحرب على إيران دون أن يترك أثرًا ".

مواضيع مشابهة