مُحاكَمَةُ مبارك والعادلي لم تَعُدْ في بؤرةِ اهتمامِ المصريين

يبدو أن المصريين تناسوا محاكمة القرن، المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ونجلاه علاء وجمال، ووزيرُ داخليته حبيب العادلي، وستة من كبار مساعديه، والتي شغلت الرأي العام في مصر، بل وفي العالم أجمع، قبل 4 أشهر تقريبًا، وكان المشهدُ في شهر آب/ أغسطس الماضي، مختلفًا تمامًا عن المشهد الحالي .  لم يعد الجمهور المصري مهتمٌ بمعرفة "إلى أين توصلت قضية مبارك"، لدرجة أن قرار القضاء برفض طلب رد محاكمة مبارك في الأسبوع الماضي، لم يشغل الرأي العام، ولم يحظْ باهتمامٍ كبير، مثله غيره من القرارات السابقة. ويرجع عددٌ من المراقبين والمحللين السياسيين أهم أسباب ذلك إلى انشغال المصريين بمتابعة انتخابات مجلس الشعب، ثم الأحداث الأخيرة التي وقعت في ميدان التحرير.
في البداية، يقول رئيس حزب "الوسط"، ذي المرجعية الإسلامية، المهندس أبو العلا ماضي، لـ"العرب اليوم": "أرجح أن عدم الاهتمام الحالي بمحاكمة مبارك، سببه انشغال الكثير من المصريين، وخاصة القوى السياسية بمتابعة الانتخابات البرلمانية، والتي تجرى على مدى شهر ونصف الشهر" من 28 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى 11 كانون الثاني/ يناير 2012.
وأضاف ماضي أن الحزب نفسه لا يهتم حاليًا بمجريات قضية مبارك ونجليه، ولكنه يهتم بمتابعة الانتخابات البرلمانية، ومتابعة الحياة السياسية للخروج بمصر من المرحلة الحالية، لأن "الانشغال بقضية مبارك لا تفيد بشيء".
متفقًا مع أبو العلا، قال المستشار محمود الخضيري، الرئيس السابق لمحكمة النقض: "إن مبارك في أيدينا، ولم يذهب بعيدًا، فكان من الأولى متابعة الموضوعات التي تمس كل مصري، وتحافظ على حقوقه، وعلى الثورة أيضًا، ومن ثم فقد بدا الأمر طبيعيًا أن ينسى المصريون محاكمة مبارك، لينظروا لما يعود عليهم بالنفع الحقيقي".
وأضاف الخضيري، النائب الفائز في انتخابات مجلس الشعب بمحافظة الإسكندرية: "هناك الكثير من الأمور نسيناها، عندما ركزنا مع قضية مبارك قبل شهور، وكان هذا من الخطأ، وأكبر مثال على ذلك تصدير الغاز لإسرائيل"، موضحًا "أنه كان من الأولى وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، ومتابعة هذا الملف، ثم نركز مع مبارك".
أحمد علي- مهندس، قال: "كان لابد أن ينسى المصريون قضية مبارك، ويتركوا القضاء يتعامل معها، لأن الانشغال بقضية قد تمتد لسنوات، لن يعود على مصر بشيء إطلاقًا"، مشيرًا إلى أن التفكير في الوضع الحالي، وما تشهده مصر من أحداث، هو أبرز أسباب نسيان قضية مبارك ونجليه.
وأيد كلامه محمد عبد المنعم- سائق- قائلاً "ماذا أخذنا من محاكمة مبارك، تركنا المجلس العسكري يفعل ما يشاء دون الرجوع للشعب، وحكومة شرف أصبحت متخاذلة لا تقوم بعملها، إلى أن قامت أحداث 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، التي أضاءت شعلة الثورة من جديد، وأعادتها لنا".
سامية حسين- ربة منزل- قالت لـ"العرب اليوم": "أتمنى الانتهاء من قضية مبارك في أسرع وقت، حتى ينساه الجميع نهائيًا ولا يفكروا فيه مجددًا"، مشيرةً إلى أن الأحداث الحالية من انتخابات، وما جرى في ميدان التحرير، وتغير الحكومة، أدى بشكل طبيعي إلى نسيان قضية مبارك ونجليه، مشيرة إلى أن المصريين لم ينسوا قضية مبارك فقط، بل نسوا قضايا رموز النظام بأكمله، وذلك بسبب الأحداث.
وفي الختام، يرى علي السيد- طبيب، أن هناك سببٌ آخر لنسيان القضية، وهو "الشعور بتباطؤ القضاء في محاكمة رموز النظام السابق، والمخاوف من حصولهم على البراءة، أفقد المصريين الأمل في المحاكمات العادلة والناجزة، لذلك تركوا القضية بعيدًا".

مواضيع مشابهة