خبيرة لغة جسد و مدربة مهارات بشرية
مرشحو الرئاسة بين الحقيقة ولغة الجسد
وتستمر القراءة تفصيليا لكشف سمات الشخصية، فاستكمالاً للملف الهام الذي فتحته (أهل كايرو) في الأعداد الماضية نواصل معكم وبالاستعانة بمدربة المهارات البشرية وخبيرة لغة الجسد (رغداء السعيد) قراءة محايدة من خلال علم (لغة الجسد) متناولين فيها تحليلا للصفات الشخصية لمرشحي الرئاسة التي تظهرها لغة جسدهم؛ فقد تناولنا في الأعداد الماضية قراءة لكلٍّ من عمرو موسى، البرادعي، مرتضى منصور، حمدين صباحي، بثينة كامل، هشام البسطويسي، عمر سليمان، محمد علي بلال، توفيق عكاشة، أحمد شفيق، عبد الله الأشعل، وحازم صلاح أبو إسماعيل. وفي هذا العدد نقدم لكم قراءة في شخصية أيمن نور، محمد سليم العوا، ومجدي حتاتة.
أيمن نور
الشاب.. العجوز
بكالوريوس في الحقوق ودكتوراه في العلوم السياسية، مؤسس حزب الغد وعضو سابق بمجلس الشعب، وبالرغم من عدم تؤهله قانونيا للترشح للرئاسة لكونه اتهم في جريمة تمس الشرف وهي تزوير توقيعات المواطنين لطلب إنشاء حزب الغد؛ ولذلك تم اعتقاله عام 2005 وحكم عليه بالسجن لمدتة 5 سنوات وتم الإفراج عنه بعد 3 سنوات لأسباب صحية، وكان ترشحه مستندًا على تأكيدات بأن قضية التزوير التي سُجِنَ بسببها لفقت له لأغراض سياسية.
أيمن نور شخصية بشوشة يهتم اهتمامًا ملحوظًا بهندامه وخاصة شعره، واختياره ألوان ملابسه معظمها من الألوان القاتمة وإن دلَّ هذا على شيء فهو يدل على تميز وثقة بالنفس، والاهتمام بالتفاصيل، والثقة بالنفس في هذه الشخصية لا تأتي من اهتمامه بتسريحة شعره الملحوظة، ولكن تأتي من كونه جاء في المرتبة الثانية بعد الرئيس السابق حسني مبارك في انتخابات الرئاسة لعام 2005 وحصوله على نسبة 7.57% في ظل اكتساح حسني مبارك للانتخابات خلال الأعوام الماضية، وبذلك كان الأمر طبيعيا بالنسبة له أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة.
ملامح وجهه كأنها ترسم ملامح شاب كبير السن؛ فبالرغم من أنه من مواليد عام 1964 فإنه يظهر عليه الكبر من كثرة ما عاناه من متاعب وسنوات طويلة داخل السجون، مما ترتب عليه العديد من المشاكل والمتاعب الصحية؛ فيظهر في بعض البرامج وقد بدا عليه الوهن، ولكن طبيعة شخصيته الحادة الواثقة من نفسها تجعله يحارب هذا الوهن ويتكلم بصرامة ويحافظ على ملامحه الشابة بقدر الإمكان، كاريزما أيمن نور تأتي من ملامح وجهه الهادئة، فابتعاد حواجبه عن عينيه في لغة الجسد يدل على اهتمامه بالكلام الموجه إليه واستيعابه له بمنتهى الإنصات، ويدل أيضا على إعطاء انطباع للمتلقي حينما يتكلم بالتفاعل.
حركات جسده كمحامٍ وكما ذكرنا من قبل يحق للمحامى تحريك يديه كثيرا أما في حالة أيمن نور فيداه تتحرك بنفس المستوى متوازيتين فلا ترتفع اليمنى عن اليسرى أو العكس؛ وهذا يدل على شخصية متزنة، وهناك حركة ملتزمة معه دائمًا عند الكلام تكمن في لمس الأصابع وتفريقها بطريقة متتالية، وعادة في لغة الجسد هذه الحركة تعني تجميع الطاقة والأفكار لسرد الكلام، ولكنه في بعض الأحيان يكرر هذه الحركة كثيرا؛ والتكرار في لغة الجسد يعني التوتر، ولكن ليس في كل أحاديثه، ومن ضمن ملاحظاتنا على شخصيته أنه شخصية هادئة لا تُسْتَفَزُّ بسهولة، ولكن هناك سؤال شديد الأهمية ربما تكشفه الأيام المقبلة "هل أيمن نور مما ينطبق عليه قول: احترس من الحليم إذا غضب".
محمد سليم العوا
هل حركات جسد الواعظ مثل حركات جسد رئيس للجمهورية؟!
مفكر إسلامي وفقيه قانوني وكان الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مؤسس بالفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وعمل أستاذا للقانون والفقه الإسلامي في عدد من الجامعات العربية، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وهنا يأتي مربط الفرس وهو اللغة العربية الفصحى التي يتحدث بها العوا في معظم خطاباته بصوته الرخيم، وجاذبيته التي يتمتع بها مع فئات كبيرة من الشعب، ولكنها تعطي انطباع الفقيه أو الواعظ، وليس انطباع الخطاب السياسي، فهو يعطي إحساس أننا نستمع إلى درس أو موعظة، وهنا تحدث الفجوة بين المرسل والمتلقي، ذكاؤه في ترشيح نفسه للرئاسة هو ذكاء ديني وسياسي؛ فهو يعلم جيدا مدى قابلية فئات كثيرة من الشعب لدروسه ونصائحه الدينية، والتي يمكن أن تخدمه في الحياة السياسية وتحدث له شعبية كافية ليرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية.
لغة جسده تتسم بالصرامة والرزانة، ولكنه يعتبر بشوش الوجه إلى حد ما خصوصا في لقاءاته التليفزيونية الأخيرة؛ فهو يحاول استخدام بعض المواقف الفكاهية في السياسة ويدمجها في أحاديثه، وعلى سبيل المثال حينما كان يتحدث عن أحد الأشخاص الذي اقترح عليه قانونًا لتجريم النفاق.
بالنسبة لحركات يديه فلا تعتبر كثيرة، فهو شخص عاطفي بنسبة معقولة، ويظهر ذلك في ارتفاع يد واحدة عن الأخرى أثناء حديثه، ولكن الطبع يغلب التطبع، فالمعلم الواعظ يستخدم إصبعه السبابة الذي يستخدمه في دروسه للإرشاد كثيرًا، ولكن كسياسي يُتَرْجَم استخدام هذا الإصبع كتهديد أو تحذير.
حتى الآن لم يتعود سليم العوا على كونه مرشحًا مستقلاًّ؛ فلازال يستخدم كلمة "إحنا" أو "نحن" في معظم أحاديثه، كما ذكرنا من قبل كونه معلمًا أو واعظًا دينيًّا فلا غبار عليه، إنما كقائد أو رئيس للجمهورية فقد تُفْهَم على أنها تعالٍ على الشعب؛ فاستخدام الجمع حينما يتحدث فرد عن نفسه يدل في اللغة العربية على التعظيم والتبجيل.
الفريق مجدي حتاتة
هل سيمحو القائد العسكري الخيط الرفيع بين الأمر العسكري والقرار الجمهوري..؟!
شغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق، كما كان قائدًا للحرس الجمهوري وقائدًا للجيش الثاني الميداني، كما عمل أيضا رئيسًا للهيئة العربية للتصنيع. عندما أعلن مجدي حتاتة ترشحه للرئاسة كان ثالث عسكري سابق يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة.
كما ذكرنا من قبل في تحليلاتنا السابقة إن اختيار ألوان وشكل الملابس هي من ضمن دلالات لغة الجسد، والفريق مجدي حتاتة يميل إلى الألوان القاتمة؛ وهذا يدل على أنه شخصية متميزة واثقة من النفس، واختياره الدائم والمتكرر لربطات العنق ذات اللون النبيتي والأحمر يدل على الجرأة والإقدام والحماسة الداخلية التي تنعكس على اختياراته للألوان بطريقة تلقائية.
لغة جسده عسكرية بحتة يتميز فيها بالثبات الانفعالي؛ فكل حركة لديه محسوبة جيدًا حتى الابتسامة مرسومة في جميع لقاءاته التليفزيونية؛ فإذا استعدنا أي لقاء تليفزيوني له وكتمنا الصوت وشاهدنا الصورة فقط؛ لن نتمكن من معرفة الحديث الذي يتحدث عنه؛ فانفعالات وجهه ثابتة، وكذلك حركات جسده وحركة يديه لا ترتفع أبدا عن مستوى وسطه، فقلما تتحرك يداه، وعندما تتحرك فهي تتحرك في حركة دائرية للداخل، وهذا يعني في لغة الجسد الاعتزاز بالرأي والاقتناع الشديد برأيه الشخصي والتمسك به، وعلى الرغم من كل ذلك فإنه لا يتمتع بكاريزما السياسية، ولكنه يتمتع بالكاريزما العسكرية، وهذا لاعتلائه أعلى المناصب في الجيش، نبرة صوته ثابتة جدًّا وتُسَمَّى "المونو" وهذا يؤدى إلى فقد التواصل بين المرسل والمتلقي، وفي حالة الفريق مجدي حتاتة هو قليل الانفعالات جدًّا فلا تصل الرسالة بالطريقة المرجوة.
شخصية مجدي حتاتة شخصية تحليلية؛ فعندما يتحدث في أي موضوع يسرد الكلمات بتفاصيل شديدة، وهذا لا يؤخذ عليه لشغله مناصب عديدة في الجيش، فمهنته تؤثر بطريقة كبيرة على أدائه وتفاعله، فيأخذ دور القائد ويكون الشعب هم الجنود، وهنا تحدث الفجوة في التواصل بين الاثنين، وهذا يرجع إلى طريقته الإرشادية وتمسكه برأيه، ويأتي هنا الخيط الرفيع بين النصائح والأوامر، ويبقى التساؤل مطروحًا: هل سينجح الفريق القائد العسكري في إدراك هذا الخيط الرفيع جدًّا، ويملأ الفجوة بين القائد والجندي ويحولها إلى رئيس وشعبه..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى