لا يخطئ مشاهد فيلم «تاكسي البلد» في التقاط روح مدينة بيروت وملامح أشخاصها. يبدو البعد النفسي لاختلاط نماذج بشرية مختلفة حاضرا بقوة في تركيبة الفيلم، حيث إن الشخصيات تتقاسم حيز المدينة داخل سيارة تاكسي سائقها (الممثل طلال الجردي) مرن الطباع ولديه حس الدعابة وماكر ويحمل حكايات لا يمكن تصديقها بالكامل فهي في بعض زواياها متخيلة، مثله مثل حال أي سائق تاكسي يحب الحكي، وتظهر من خلال الحبكة التصاعدية للفيلم الشخصيات بتواتر متوازن حيث إن لكل شخصية بعدها الرمزي في دلالات واضحة لمجتمع بيروت المديني.المزيج اليومي في حركة بيروت التي لا تنام يبدو هو جزءا من «أصل» الحكاية في الفيلم الذي عرض لأول مرة في «سينما صوفيل» منذ يومين، فيما تتكيف أجزاء القصة مع شخصية سائق التاكسي «صاحب» الحظ المتعثر الذي تحوله بيروت إلى «أفضل شوفير في البلد»، كما تقول له الزبونة الأميركية جوردان (الممثلة كارينا لوغ) بابتسامة لطيفة في نهاية الفيلم، محاولة اكتشافه والتودد إليه ليصبحا صديقين، بلا أي إشارات أخرى لنوع العلاقة الغريبة التي ربطتهما، فهو لم يحبها ولم تحبه ولم يقيما علاقة ما. وهنا تكمن قوة الفيلم بابتعاده عن عنصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى