أجرى موقع "Mumsnet" مسحًا حول حالات الاغتصاب في بريطانيا، وكشفت النتائج عن أرقام صادمة بشأن الضحايا اللاتي يشعرن بأن المجتمع ينظر إليهن بصورة سلبية.
وقال 75% ممن استطلعت آراؤهم، إن "وسائل الإعلام غير متعاطفة مع النساء اللاتي يُقال إنهن اغتصبن"،، في حين أن "ما يزيد عن النصف قال إن "نفس الأمر صحيح بالنسبة للنظام القانوني والاجتماعي ككل".
ووجد المسح الذي تم تطبيقه على ألف من سكان لندن في العام 2010، وتم تنفيذه لإحياء الذكرى العاشرة لخدمة "Haven" لضحايا الاغتصاب، أن "ما يزيد عن نصف من تم سؤالهم قالوا إن هناك ظروفًا ينبغي على ضحية الاغتصاب القبول ببعض المسؤولية".
وأشار المسح، إلى أنه "في حين أن الاتجاهات الاجتماعية نحو المساواة العرقية والشذوذ الجنسي تميل إلى أن تصبح أكثر تقدمية، والجيل الجديد تخطاها، فإن الاتجاهات نحو الاعتداء الجنسي على النساء يبدو مختلفًا كثيرًا". ووجد استطلاع جرى في العام 2008 على طلاب جامعة نورث ايرلاند بتكليف من منظمة العفو الدولية أن "ما يقرب من نصف من استطلعت آراؤهم يعتقدون أن المرأة مسؤولة كليًا أو جزئيًا عن تعرضها للاغتصاب، إذا كانت تصرفت بطريقة فيها دلال".
وفي بريطانيا، فإن فكرة أن ترتدي المرأة ما يرضيها، وأن تتدلل كيفما تريد، وأن تنام في نفس السرير كرجل، دون أن تكون مضطرة لممارسة الجنس معه، لا تزال فكرة ثورية، مع ذلك، فإن "معرفة لماذا لا تزال الاتجاهات الاجتماعية نحو ضحايا الاغتصاب رجعية جدًا، لا يمكن أن يحدث دون مواجهة أحد أكبر المحرمات الدائمة في المجتمع، وهو تشويه النساء الفاسقات".
النساء يعشن بمعرفة ثابتة، بأنه "ستصدر أحكامًا تعسفية في حقهن، استنادًا إلى عدد ما كان لديهن من شركاء جنسيين"، وعندما تسأل امرأة عن عدد الرجال الذين ضاجعتهم، فإنها تكذب، وعندما يُسأل رجل نفس السؤال، فإنه سيكذب أيضًا، لكنه يضيف صفرًا، ويحتفظ بالحق في إصدار الحكم على أية سيدة تعطي إجابة مماثلة لإجابته، ويبدأ هذا المعيار المزدوج في مرحلة مبكرة.
وتقول جيسيكا فالنتي في كتابها "هو عشيق .. هي وقحة ـHe’s a Stud, She’s a Slut":
"وُصِفت بأني وقحة، عندما ترعرع ثديي بطريقة أسرع من غيري، ووُصفت بأني وقحة عندما كان لي صديق، حتى لو لم نمارس الجنس، ووُصف بأني وقحة عندما لم يكن لدي صديق، وقبَلت صبيًا عشوائيا في حفلة، ووُصفت بأني وقحة عندما أتيحت لي الجرأة للحديث في الجنس، ووُصفت بأني وقحة عندما ارتديت البكيني في عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقاء المدرسة الثانوية". وتؤكد فالنتي:" يبدو أن كلمة وقحة تنطبق على أي نشاط لا يتضمن الحياكة أو الصلاة أو الجلوس بشكل مثالي، خشية أن تعتبر أية حركات مفاجئة فسقًا.
الأكثر إزعاجًا أن أحدث الإحصائيات تُبين أن "المجتمع نفسه سوف يصدر حكمًا على امرأة اغتصبت، استنادًا إلى معايير تعسفية مماثلة، وهي أن لها علاقات جنسية غير شرعية حقيقية كانت أو غير ذلك، وبالنسبة لعدد كبير من الناس يبدو أنه إذا كان لامرأة سمعة كفاسقة أو أنها سهلة، أو أنها ترتدي ببساطة تنورة قصيرة، أو ترسل إشارات خاطئة لرجل، فإنها تستغني عن أي حق في أن يكون لها رأي بشأن من يرميها بذلك، وعلى ما يبدو فإن الرجل لديه الحق في إرجاعها من خلال السيطرة على حياتها الجنسية الضالة".
إذا كان المجتمع يرغب في تحسين اتجاهاته نحو ضحايا ينبغي أن نبدأ في وضع حد للنفاق الجنسي لدينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى