صحف أجنبية: «سليمان» دخل السباق الرئاسى رافعاً راية النظام القديم

 

تابعت وسائل الإعلام الغربية اهتمامها بترشح اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، للرئاسة، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن «سليمان» دخل ركب سباق الانتخابات الرئاسية رافعاً راية النظام القديم، موضحة أن ترشحه لن يهز سير السباق.

ورأت الصحيفة أن نائب الرئيس السابق أصبح نقطة جذب لدعم المصريين غير الراضين عن الثورة التى أطاحت بحكم مبارك، مشيرة إلى أنه رغم أن الثورة نتج عنها إجراء أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة إلا أنها أدت كذلك إلى اندلاع مظاهرات استمرت طوال العام، فضلاً عن ارتفاع مستوى الجريمة، وانهيار الوضع الاقتصادى، وتنامى سلطة كل من الإسلاميين المعتدلين والمحافظين.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من عدم رغبة أحد فى إخراج «مبارك» من حجزه أو إعادة حكمه، إلا أن كثيرين يريدون عودة نظامه، فضلا عن شعور البعض بأن هذه البلاد فى الإثنين الحاجة ليد قوية تحكمها، وفى ظل ارتفاع معدلات الفقر والجهل.

وقالت الصحيفة إن «قرب سليمان من مبارك لا يمكن التغاضى عنه، فطالما اقترن الحديث عنه بأنه قد يكون خليفة للرئيس السابق، هو أو جمال مبارك، وكان سليمان على مدار عقود أحد المقربين لمبارك الذى ائتمنه على القضايا الحساسة، مثل محادثات مصر مع فلسطين وإسرائيل».

ومضت تقول: «سليمان يعرف جميع أسرار الحكومة السابقة، ويعرف أصدقاء النظام السابق، وأعداءه أيضاً، وذلك بحكم منصبه السابق كرئيس للمخابرات العامة»، مشيرة إلى أن «المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الحديث مع سليمان كان على نفس مستوى الحديث مع الرئيس السابق نفسه».

وأشارت الصحيفة إلى أن «سليمان تعاون مع الولايات المتحدة فى التحقق من الأشخاص الذين يشتبه بأنهم إرهابيون، حيث كان التعذيب أمراً روتينياً فى إطار الخدمات الأمنية لحكومة مبارك».

ولفتت الصحيفة إلى أن «البرقيات المسربة من الخارجية الأمريكية تبين أن سليمان كان يساوى بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة الخطيرة، فضلاً عن أنه كان يشاطر معارضة حكومة مبارك لإجراء إصلاحات ديمقراطية على أساس أنها ستعرض مصر لسيطرة الجماعة».

ومضت تقول إن علاقة سليمان بحكام مصر العسكريين وبالأحزاب الإسلامية الجديدة فى البلاد موضع تكهنات كثيرة، لافتة إلى أن ترشحه للرئاسة ينظر على أنه اختيار محتمل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن علاقة سليمان بجنرالات العسكرى لاتزال غير واضحة، لأن ترشحه يعنى سحب البساط من عمرو موسى والفريق أحمد شفيق، وكلاهما من العناصر التى تنتمى للنظام السابق.

وبدورها، قالت صحيفة «تليجراف» البريطانية إنه على الرغم من شعبية سليمان بين بعض المصريين الذين يعتبرونه رجلاً قادراً على فرض الاستقرار فى البلاد، إلا أنه لا يعد المرشح الأوفر حظاً فى الانتخابات، حيث إنه لايزال ينظر إليه كأحد أفراد النظام السابق الذى يسعى المصريون إلى نسيانه.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ترحب بحذر بترشح سليمان، حيث إنه لعب دوراً حيوياً لمساعدة تل أبيب فى فرض حصارها على قطاع غزة.

من جانبها، نقلت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية عن أحد المسؤولين المطلعين، رفض الكشف عن هويته، قوله إن سليمان يحظى بتأييد من وراء الكواليس من قبل جنرالات المجلس العسكرى، فضلاً عن تأييد وسائل الإعلام الحكومية بالدعاية القوية فى مسعاه لتحقيق الفوز فى الانتخابات الرئاسية. وأضاف المسؤول: «سليمان مرشح من المجلس العسكرى من دون شك».

ونقلت الوكالة عن الدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، قوله إنه «إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة فلابد أن يخسر سليمان»، مضيفاً: «الشعب المصرى يكرهه، ويعرف فضائحه وعداءه لهم»، وتابع: «إما أن يحظى بخسارة كبيرة أو سيعيد إشعال الثورة من جديد».

وفى غضون ذلك، قال بنيامين بن إليعازر، عضو الكنيست الإسرائيلى، الذى كان على علاقة وثيقة بالرئيس السابق، إن سليمان هو المرشح الأفضل لرئاسة البلاد من حيث مصلحة إسرائيل. كما نقلت عن محلل الشؤون العربية إيهود يعارى قوله إن «ترشيح سليمان يعكس (الذعر) من جانب المؤسسة العسكرية لاحتمال وجود حكومة إسلامية».

مواضيع مشابهة