قالت وكالة رويترز للأنباء إنه رغم أن الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، «يفتقر لنفوذ حقيقي في السياسة الخارجية في الوقت الراهن، لكن حقيقة أن أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بات على رأس السلطة، في أكبر دولة عربية، ستشجع إسلاميين آخرين يسعون إلى التغيير الثوري في أنحاء الشرق الأوسط».
ونقلت عن محللين قولهم إن تولي مرسي منصب رئيس الدولة «سيقلق إسرائيل ويسعد إيران الخصم اللدود لإسرائيل، ويفزع المنتقدين العلمانيين للإخوان في الداخل والخارج الذين يجادلون بأن الإسلام السياسي ليس ترياقا للبطالة والاقتصاد المتعثر والبؤس الاجتماعي».
وأضافت أن فوز مرسي سيثير الهواجس بين بعض دول الخليج العربية التي لا تزال تواجه صعوبات في التأقلم بشكل فعال مع إسقاط حليفهم القديم الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما يقول محللون إن أي تفاوت في تدفق المساعدات من الخليج، ربما يكون مؤشرا على حالة العلاقات مع القاهرة.
ونقلت عن أبو يزن، وهو ناشط من مدينة حماة السورية، التي كانت مسرحا متكررا لسفك الدماء خلال الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا، قوله إن «فوز مرسي لن يفيدنا بشكل مباشر.. ولكنه رمز لثورة منتصرة»، مضيفًا أن «مرسي وفوزه يوضحان أن الثوريين لن يهدأوا إلا بعد أن يجنوا ثمار عملهم».
وقال مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية يؤكد على اتجاه بدأ في تونس وهو أن «القوة السياسية التي من المرجح أن تتولى السلطة في معظم الدول العربية بعد سقوط أنظمتها هي القوة الإسلامية».
وبعد فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في تونس والمغرب، فإن انتخاب مرسي يدفع العالم إلى التفكير مجددا بشأن كيفية التعامل مع المؤيدين للحكم الإسلامي.
واستدركت «رويترز» قائلة إنه من المتوقع أن يحتفظ الجيش المصري بقبضة قوية على السياسة الخارجية وسيحمي معاهدة السلام مع إسرائيل التي تجلب له 1.3 مليار دولار كمساعدة عسكرية من الولايات المتحدة سنويا، ونتيجة لذلك قد تكون قدرة حكومة مرسي على تقديم الدعم المادي المباشر للقوى السياسية المماثلة في الدول العربية الأخرى محدودة.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم «يحترمون نتيجة الانتخابات ويتوقعون أن تواصل القاهرة الحفاظ على المعاهدة»، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بنيامين بن أليعازر قال في مقابلة مع راديو إسرائيل إن «معاهدة السلام ستستمر لكنها ستكون أكثر برودة في المستقبل».
وقال بن أليعازر: «ليس هناك أدنى شك في أننا استيقظنا على عالم جديد، عالم مختلف، عالم أكثر تدينا، عالم إسلامي معاد لإسرائيل»، مشيرًا إلى أن مرسي «معروف بآرائه المتطرفة المناهضة لمعاهدة السلام مع إسرائيل».
وأوضحت «رويترز» أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تحكم قطاع غزة، تأمل أن تخفف رئاسة مرسي قيود الحصار الاقتصادي لغزة الذي تقول إسرائيل إنه يهدف إلى وقف تدفق الأسلحة إلى غزة.
ونقلت تساؤل مايكل ستيفنس، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في الدوحة: «كيف سيكون رد فعل الدول الغربية إذا ما عزلوا حماس أكثر وحاولوا الضغط عليهم لإبعادهم عن السلطة؟ بالطبع ستتحول حماس إلى جماعة الإخوان المسلمين للحصول على الدعم وهذا منطقي، فهم طرف عملي يحرص على تلقي المساعدة من أي شخص».
وفي ليبيا، لم يتضح بعد ما الذي سيفعله حزب العدالة والبناء، المرتبط بالإخوان في أول انتخابات حرة في 7 من يوليو المقبل، لأن الجماعة لا تتمتع بنفس الشعبية المؤسسية كما هو الحال في تونس أو مصر، لكن خبراء وليبراليين ليبيين يعتقدون أن فوز الإخوان المسلمين في مصر سيعزز الثقة في نظرائهم الليبيين.
ونقلت عن المحلل السياسي عمر عاشور قوله إن «جماعة الإخوان في ليبيا سترى ذلك ليس انتصارا لمصر فحسب، لكن انتصارا لجماعة الإخوان المسلمين عموما».
وكان رد فعل دول الخليج العربية حذرا على فوز مرسي، فقد قال شادي حميد من مركز بروكنجز الدوحة: إن فوز مرسي «يمثل أول صعود حزب إسلامي إلى سدة الرئاسة في العالم العربي»، مضيفًا أن «هناك قوة رمزية مقلقة بالتأكيد لزعماء دول الخليج لا سيما في السعودية والإمارات لأنهم يخشون بشكل متزايد معارضة الإسلاميين لديهم».
ونقلت تصريحات نعمان بن عثمان، أحد المحللين، أن دول الخليج تريد «مصر الضعيفة» التي اعتادوا عليها في عهد مبارك ولا يريدون لها أن تستعيد ثقلها الدبلوماسي الذي كان لديها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في أوج القومية العربية.
وقال: «الإخوان جماعة لديها قوة ناعمة ونفوذ يجعلها قادرة على إحياء مصر وجعلها مرة أخرى البلد الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط».
وقال شادي حميد من معهد بروكنجز إن دول الخليج ستستخدم نفوذها الاقتصادي للضغط على جماعة الإخوان المسلمين، وأوضح: «مصر ستكون في حاجة إلى مساعدة - قروض واستثمار أجنبي مباشر- وسيستخدم زعماء دول الخليج إذا كانوا أذكياء ذلك لمصلحتهم الخاصة».
رويترز: دول الخليج تريد «مصر الضعيفة» التي اعتادوا عليها.. وتخشى فوز مرسي
رويترز
Tue, 26 Jun 2012 08:35:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى