قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن الديكتاتور السابق حسنى مبارك سيموت لا محالة فى السجن بعد أن أصدرت المحكمة حكمها بالسجن المؤبد ضده بتهمة قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير.
ورأى فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أمس، أن مبارك كان قريبا وصديقا للغرب مما سيدفع نجليه جمال وعلاء لمغادرة مصر بدون شك بعد أن قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية ضدهما فى تهم استغلال النفوذ والحصول على فيلات بشرم الشيخ بأقل من أسعارها، حيث مر على هذه الواقعة أكثر من 10 سنوات.
وأضاف أن قرار المحكمة يُمثل درسًا ذا مغزى للديكتاتور السورى بشار الأسد الذى يقمع حركات المعارضة بحملات مميتة عنيفة. وأشار فيسك إلى مساعدة مبارك للغرب، حيث تسلم مساجين من قبل الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش لتعذيبهم للحصول على معلومات معينة، مثلما فعل الرئيس السورى أيضا.
وقال: إن الخريطة السياسية فى مصر تغيرت بشكل جذرى حيث هيمنت جماعة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية، والتى كان يعتبرها مبارك جماعة محظورة سياسيا واعتقل معظم أعضائها حيث يتنافس الآن فى جولة إعادة الانتخابات الرئاسية قائد فى حزب الحرية والعدالة وهو الدكتور محمد مرسى ورئيس الوزراء الأسبق فى عهد مبارك أحمد شفيق.
وذكر فيسك أن الشعب البريطانى يعشق مصر بشكل خاص، حيث وضع عباءته منذ زمن على الملك المصرى فاروق، كما شجع على الديمقراطية المصرية فى العشرينات حتى تخلص المصريون من حكم الملك فاروق، فيما يكن الإعجاب بدور مصر فى الحرب العالمية الثانية.
من جهتها، رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحكم الصادر ضد مبارك ووزير داخليته بالسجن المؤبد يدل على أن النظام عازم على قطع رؤوسه من أجل الاحتفاظ بباقى الجسد.
وأضافت الصحيفة أن الثورة المصرية المتعثرة الخطى اتخذت منحى دراميًا جديدًا بعد الحكم، مشيرة إلى أن النشوة الأولية السريعة بهذا الحكم التاريخى وهو الأول ضد حاكم عربى تحولت وبسرعة إلى تشوش والتباس وبعد ذلك إلى حنق شديد، خرج معه المصريون إلى الشوارع مع سماع تفاصيل وحيثيات الحكم.
وقالت الصحيفة فى تعليق أمس، إن الحكم يجعل الباب مفتوحًا أمام محامى مبارك للاستئناف عليه، ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم: إن الحكم انتصار للنظام البائد ويبعث بإشارة على أنه مازال يحكم بقبضته على البلاد.
ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين خارج المحكمة قوله "هذا ليس حكمًا.. مبارك رجل ميت على أى حال.. لكن الآخرين ينبغى إعدامهم عشرات المرات.. دماء شبابنا رخيص.. ينبغى علينا العودة إلى بيتنا الروحى.. ميدان التحرير".
وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت أمس الأول أن الحكم ضد مبارك فشل فى إنهاء ثقافة إفلات مسئولى الشرطة من العقاب والساسة المذنبين فى قضايا الانتهاكات الحقوقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى