حاول الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، طمأنة الأمريكيين والغرب بشكل عام، مجددا تأكيده على مدنية الدولة المصرية، قائلا: «مصر الجديدة دولة مدنية، ليست دينية ولا عسكرية ولا علمانية»، رافضا اعتبار أقباط مصر بأنهم «أقلية»، واستخدم مصطلح «أنا كمسلم» أربع مرات خلال كلمته أمام الاجتماع الثامن لمبادرة كلينتون العالمية، وهو يستعرض الأسس التي يجب أن يبنى عليها الحكم.
وبدأ الرئيس مرسي كلمته، التي ألقاها باللغة الإنجليزية، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، بالإشارة إلى صعوبة إلقاء محاضرة في العلوم السياسية، وهو الذي اعتاد على تدريس «العلوم» في جامعات مصر والولايات المتحدة، وقال إنه «كأول رئيس مدني منتخب يتحدث في وقت حرج وخطير من تاريخ مصر، التي تتحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، وتواجه تحديات عديدة وفرص كثيرة»، مشيرا إلى أن مصر التي عانت من الفساد لسنوات طويلة تحاول اليوم تطوير نموذج جديد للحكم، لافتا إلى أنه كـ«مسلم» يرى أن هذه أمانة على الجميع حملها.
واختلف الرئيس مرسي مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، عندما سأله الأخير عن كيفية ضمان حقوق الأقليات من أقباط ومرأة في مصر، فرد عليه مرسي قائلا: «اختلف معك في مفهوم الأقلية، لأنني أفهم أن هناك أغلبية ومعارضة، أما تعبير أقلية فيطلق على ناس ليسوا من أهل الوطن ويعيشون فيه بشكل مؤقت»، مشيرا إلى أننا جميعا مصريون مسلمون ومسيحيون بغض النظر عن معتقداتهم، ضاربا المثل بزملائه من النساء والأقباط في الجامعة.
وأضاف أنه لا يوافق على كلمة «أقلية» عند الحديث عن غير المسلمين في مصر، مؤكدا أن هناك مشاكل صغيرة، لكنها لا ترقى لحد الفتنة.
وأضاف مرسي، في اللقاء الذي أداره الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إنه كأول رئيس منتخب لمصر لديه مسؤولية صعبة وفريدة، حيث خرج المصريون للمطالبة بالحرية والعدالة، وأنه جاء بمهمة سلام ورسالة للحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، وأن هذه يجب أن تكون مطالب العالم كله.
وأكد مرسي، أن ثورات الربيع العربي حدثت لأن الناس أدركوا أنهم المصدر الحقيقي للقوة، وأن القادة يجب أن يعبروا عنهم بشكل حقيقي، ويعملوا من أجلهم، ويساعدوهم على الحياة بشكل جيد.
وتابع بأن مصر الجديدة قوتها في شعبها، ونظم الحكم الجديدة يجب أن تحقق العدالة الاجتماعية وتضمن تنمية مستدامة للكوكب، وتركز على الاقتصاد وكيفية مساهمته في تنمية العالم، مطالبا دول العالم بدعم الديمقراطية على المستوى الدولي وليس المحلي، وأن تكون المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن أكثر شمولا وديمقراطية.
وجدد الرئيس مرسي التأكيد على رفضه إهانة الأديان، لكنه في نفس الوقت أكد أنه كمسلم يرى أن العنف ليس هو الطريقة للرد على الإساءة، قائلا: «نؤيد حق حرية التعبير، لكن مع المسؤولية، لتحقيق الأمن والاستقرار»، مشيرا إلى أن التاريخ الانساني ليس ملكا لثقافة أو عرق واحد، وعلى الجميع أن يعيشوا معاً بدلاً من السعي لهمينة طرف على آخر.
وأوضح مرسي أن الثورة المصرية شارك فيها الجميع، وكانت ثورة ضد الفساد وتزوير الإرادة والانتخابات، بعد فساد كبير أهدر الموارد وجعل الوطن يعيش حياة صعبة، لذلك نجحت الثورة، مشددا على أن «الثورة المصرية كانت ثورة سلمية، لم تراق فيها دماء، وقتل فيها الشهداء وجرح عدد آخر وكان هذا بيد حراس النظام السابق، واليوم حدث انتقال تدريجي ديمقراطي للسلطة وانتخابات رئاسة حرة نزيهة، أدت الى استقرار الأوضاع بعض الشيء»، بحسب قوله.
وتابع مرسي بأنه يجري حاليا وضع دستور جديد سيتم الاستفتاء عليه خلال شهرين من الآن، ثم بعد ذلك تجري انتخابات للبرلمان، بسبب وجود حكم قضائي بحله نتيجة وجود عيب في القانون الذي أجريت عليه الانتخابات لتصبح هناك 3 سلطات ديمقراطية في مصر، مشيرا إلى أنه لا يوجد خطورة على رؤوس الأموال، لأن الأمن بدأ يعود والقوات المسلحة تمارس دورها بعيدا عن الإدارة، وأن الحال في مصر مستقر وهي مستعدة لاسستقبال السياح والاستثمار والشركات، وستوفر الدعم للوجيستي والقانوني للمستثمرين.
وفي نهاية اللقاء، تمنى «كلينتون» أن تكون مصر مختلفة خلال عشر سنوات، وأن تكون مصر ديمقراطية، وهو ما أعرب الرئيس مرسي عن أمله في تحقيقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى