بينما يشكو والد نجلاء المعتقلة في السجون السعودية، من أن قضيتها لم تلق اهتماما لأن خصمتها أميرة، أعلنت رئاسة الجمهورية اليوم الخميس، أن الرئيس مرسي مهتم بشكل شخصي بقضية المواطنة المصرية التي تواجه عقوبتي الجلد والحبس فى المملكة العربية السعودية، ضمن حالات متعددة يتعرض لها المصريون بالخارج.
قضية نجلاء وفا هي واحدة من حالات كثيرة لا يُعرف عددها من المصريين القابعين فى السجون السعودية، وقد ذكرت عزة كامل، مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية – في تقارير صحفية- أن عدد حوادث الانتهاك والتعذيب التي تجرى فى المملكة أكبر من المعروف لدينا، وأشارت إلى أن التقارير الدولية مثل التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية تحصي الانتهاكات الواقعة فى السعودية والتي تكررت بشكل كبير.
تقبع المواطنة المصرية نجلاء وفا في السجون السعودية، منذ ألقت السلطات السعودية القبض عليها في 30 يوليو 2009، وحكم عليها بالسجن 5 سنوات و500 جلدة نفذت منها 3 سنوات حتى الآن و300 جلدة.
وقد أدانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان واقعة جلد المواطنة المصرية ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للحق في سلامة الجسد، وكذلك فى المحاكمة العادلة، وأكدت أن المواطنة تعرضت لانتهاكات بالمخالفة للمواثيق الدولية.
يرى المحامي والخبير الحقوقي نجاد البرعي، أن اهتمام مرسي بالقضية "متأخر وليس له قيمة"، لأن عقوبة الجلد قد تم تنفيذها بالفعل على نجلاء، وأنه يجب على الرئيس مرسي أن يتعامل بطريقة مختلفة بالنسبة لملف حماية المصريين بالخارج، "إذ لو كانت نجلاء مواطنة أمريكية ما كان يحدث لها ذلك"، مشيرا إلى أن مرسي سافر إلى السعودية مرتين وكان يعلم بقضية نجلاء، ولكنه لم يفعل شيئا تجاهها.
"أنا ضد عقوبة الجلد لأنها بدائية كانت تطبق في العصور الوسطى" وفقا لما قاله محمد الدماطي، مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين، وأضاف أن مثل هذه العقوبات لا تتواجد إلا في دول لم تقطع شوطا كبيرا فى التحضر، حتى ولو كانت دولة غنية وآبارها مليئة بالبترول مثل السعوية، وبالتالى فهي عقوبة لـ"أهل البداوة".
وفى مكالمة هاتفية لها خلسة من داخل سجن الملز بالسعودية لبرنامج "الشعب يريد" على قناة التحرير منذ أيام، قالت نجلاء إنها تتعرض للعديد من التهديدات من إدارة السجن، وكذلك لأسرتها فى مصر. وأضافت خلال المكالمة: "هددوني بأني مش هشوف الشمس تاني ولو اتكلمت محدش هيقدر ينقذني من المكان ده".
وجهت نجلاء رسالة إلى الرئيس مرسي:"إنتو متعرفوش بيعملوا فيا أيه هنا..أرجوك يا سيادة الرئيس أنا زي بنتك دافع عني عشان أنا مظلومة وذنبي فى رقبتك ورقبة ملك السعودية".
وحول الصورة التي انتشرت لنجلاء على الإنترنت وعلى ظهرها آثار الجلد، أكدت في المكالمة أن الصورة حقيقية وقد التقطتها زميلاتها من داخل السجن في أثناء تنفيذ العقوبة. فضلا عن أنها تنوي الإضراب عن الطعام احتجاجا على جلدها وإهانتها مجددا.
وقد كشفت أسرة نجلاء وفا – في وسائل الإعلام- أن القضية كانت خلافا تجاريا نشب بين ابنتهم وأميرة سعودية، مؤكدين أنهم يعيشون حالة من القلق على ابنتهم منذ أن تم القبض عليها عام 2009 حيث قضت 3 سنوات من العقوبة وتعرضت للجلد 300 مرة وباقي لها 200 جلدة أخرى، حيث تنفذ العقوبة 50 جلدة أسبوعيا باستثناء شهر رمضان.
البداية - كما ذكرت الأسرة- كانت بعد عودتها من اليابان، حيث درست نجلاء فى أقدم مدرسة يابانية لصناعة الورود، وغادرت إلى السعودية لتعمل فى مجال تنسيق الحفلات والأفراح، وبدأت عملها فى محل لبيع الورد ثم أسست شركة تعمل فى تنظيم الأفراح ولاقي عملها إعجاب أميرة سعودية فقررت أن تشاركها.
لم تدفع الأميرة- بعد أن شاركت نجلاء – حصتها فى الشركة والتي تقدر بـ50% ما أدى إلى تراكم الأعباء على نجلاء خاصة بعد أن بدأت فى تنفيذ المطعم الذي طلبت منها الأميرة إنشاءه وقدمت لها شيكا بـ2 مليون ريال سعودي، ثم عادت لتطالب نجلاء بقيمة الشيك بعد أن صرفته على مصروفات مشروعها الجديد، بحسب رواية والدها، الذي أكد أن القاضي بالمحكمة تجاهل عقد الشراكة بين الأميرة ونجلاء والذي يلزم الأميرة بشروط معينة.
كان والد "المصرية المجلودة" الدكتور يحيي وفا وهو أستاذ جراحة العظام بجامعة طنطا، قد أعلن أن ابنته سُجنت لمدة عام و8 أشهر قبل أن يحقق معها وعرضت على المحكمة الجزئية في السعودية رغم أن الخلاف يتعلق بمسألة تجارية، مضيفا أنه لا توجد أي وسيلة اتصال بينه وبين ابنته سوى من خلال المحامي السعودي الذي كلفته الأسرة بمتابعة القضية.
وأشار البرعي إلى إن المسئولين فى مصر يتعاملون بـ"رقي شديد"، وفي المقابل يتم جلد المواطنين المصريين هناك "وهما أصلا معندهمش قضاء"، رغم أن جميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ترفض عقوبة الجلد تماما بغض النظر عن الجريمة نفسها، وذلك لأن الجلد يعتبر إهانة كبيرة لكرامة الإنسان المصري. وأضاف: "أعتقد أن المسألة تجارية وحدث خلاف بين الأميرة ونجلاء، وقالت إنهم سرقوها وهو ما اعتبرته العائلة المالكة سبًا، ولذلك قرروا تنفيذ عقوبة الجلد عليها، وفى النهاية فنحن لا نعرف تفاصيل القضية حتى الآن".
ويختم المحامي محمد الدماطي قائلا: لا توجد ضمانات حقيقية للدفاع عن أي متهم فى دولة مثل السعودية، وبالتالي فلا توجد محاكمات عادلة ومنصفة هناك، ويكون المتهم في "يد مجهولة".
07/09/2012
قصة نجلاء منذ سجنها بالسعودية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى