آخر المواضيع

آخر الأخبار

09‏/09‏/2012

تقارب مصر مع الصين وإيران يزعج السياسة الأمريكية

ديفيد شينكر وكريستينا لين - لوس أنجلوس تايمز
تشير زيارات الرئيس مرسي إلى بكين وطهران إلى أن سياسة مصر الخارجية تتحول بعيداً عن الغرب. وهكذا فبعد شهرين فقط من وصوله إلى سدة الحكم يتبع مرسي سياسة التقارب مع طهران ويُضمر طموحاً جديداً للحصول على معونات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات الأمريكية فضلاً عن تمويل أجنبي من المؤسسات المالية الغربية.
تشير زيارات الرئيس مرسي إلى بكين وطهران إلى أن سياسة مصر الخارجية تتحول بعيداً عن الغرب.
وهكذا فبعد شهرين فقط من وصوله إلى سدة الحكم يتبع مرسي سياسة التقارب مع طهران ويُضمر طموحاً جديداً للحصول على معونات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات الأمريكية فضلاً عن تمويل أجنبي من المؤسسات المالية الغربية.

وتشير كل هذه الخطوات سوية، إلى أنه ربما يتم توجيه مصر تحت رئاسة مرسي نحو إجراء تحوّلٍ في سياستها الخارجية ينافس المدى الذي طُرد به السوفييت من مصر على يد الرئيس أنور السادات عام 1972، وقيامه في أعقاب ذلك بإعادة توجيه سياسة مصر نحو الغرب.
إن هذه السياسة الجديدة التي تتبعها القاهرة والتي تتمثل في إعادة التقارب مع طهران هي الأوضح في محاور سياسة مرسي الخارجية.
ورغم أن الفكرة بأن مصر هي حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة منذ فترة طويلة وأن توصيف نفسها بأنها "غير منحازة" تعتبر فكرة غير محببة، إلا أنها ربما كانت أكثر قبولاً لواشنطن في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ونظراً لتصاعد حدة التوتر بشأن برنامج إيران النووي فإن توقيت زيارة مرسي يبدو مستفزاً بشكل خاص. والأمر الأكثر إشكالية بالنسبة للولايات المتحدة هو تواصل مصر مع الصين. وحيث أن الرئيس المصري منشغل بنتائج سياسة مصر الجديدة التي تخفض عمداً - وحتى ربما تقطع - العلاقات مع إسرائيل - شريكة بلاده في السلام، يبدو مرسي منخرطاً في المراوغة الحذرة.
وكما كان الحال مع إيران بعد ثورتها عام 1979 فمن الممكن أن تصبح الصين شريكاً مواتياً لمصر الإسلامية.
ولم تحقق الصين نجاحاً يثير التفاؤل [من نتائج التغييرات] التي يُطلق عليها "الربيع العربي".
فبالإضافة إلى خسارتها لمليارات الدولارات في استثمارات قطاع الطاقة في ليبيا، أدى دعم الصين المتواصل للقمع الوحشي الذي يقوم به نظام بشار الأسد ضد الانتفاضة الشعبية إلى عداء الملايين من السوريين.
كما أن "الفيتو" الذي تكرر استخدامه من قبل الصين ضد قرارات مجلس الأمن التي استهدفت سوريا قد جعل حرق الأعلام الصينية بمثابة الهواية الشعبية التي تلجأ إليها الحركة المناهضة للأسد.
وعندما يسقط نظام الأسد في نهاية المطاف ستتعرض المصالح الاقتصادية والسياسية لهذه "المملكة الوسطى" (يقصد الصين، والتسمية نتيجة لاعتقاد شعبي أنها تقع في منتصف الأرض) في سوريا لمشكلات جمة.
ورغم أن مصر الإسلامية مبتلاة بانعدام الأمن والاقتصاد العاجز الذي ربما لا يجد فيه الصينيون قيمة كبيرة إلا أن تحسين العلاقات مع البلد الذي يواجه وضعاً استثنائياً معقداً سوف يوفر للصين موطئ قدم في البحر المتوسط مع افتراض أن ذلك سيشمل أيضاً منفذاً في أحد موانئها.
وربما تميل مصر أيضاً تحت قيادة مرسي إلى أن تعرض للسفن الحربية الصينية أولوية في عبور قناة السويس، على غرار منحها ذلك للولايات المتحدة على مر التاريخ. وسيكون هذا الامتياز مغرياً على وجه الخصوص بالنسبة للصين التي ترى أن هناك حاجة متنامية لحماية استثماراتها في البحر المتوسط والبحر الأسود.
وثمة طلب أساسي محتمل آخر يمكن أن تحدده الصين مسبقاً، وهو تَمكّنِها من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية في مصر.
فوفقاً لبرقية دبلوماسية أمريكية نشرها موقع «ويكيليكس» في آب/أغسطس 2009 "كانت مصر قد تورطت في المزيد من الانتهاكات للبند الثالث [من «قانون تحَكّم تصدير الأسلحة»] أكثر من أية دولة في العالم".
وأعربت البرقية المسربة عن قلق خاص من زيارة قام بها مسؤول عسكري صيني في ذلك العام إلى قاعدة لطائرات مصرية من طراز F-16.
وقد حدثت هذه الانتهاكات أثناء إدارة مبارك، التي حافظت - باستثناء بعض الصعوبات مع إدارة بوش - على علاقات استراتيجية قوية مع واشنطن.
ومع غياب القيود التي تفرضها العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة فمن الصعب التخيل بأن مصر تحت قيادة مرسي ستكون أكثر حماية للتكنولوجيا العسكرية الأمريكية من نظام مبارك.
ومن هنا تصبح الفوائد التي تعود على الصين من تطوير علاقاتها مع مصر واضحة. لكن مرسي يرى أيضاً مزايا في تنويع مصادر المساعدات الآتية إلى مصر.
فعلى المستوى الأوليِّ ترتكز سياسة الصين الخارجية على المصلحة القومية المتصورة وحدها، ولذا فإن بكين - على عكس الولايات المتحدة - لا تبالي لفرض مرسي قيود متزايدة على الحريات الصحفية، وحرية التعبير، وحقوق المرأة أو سوء معاملة الأقليات.
وفي الوقت نفسه تنتعش الصين بالسيولة النقدية، فيما ستكون مصر مرة أخرى ناضجة للاستثمار الأجنبي عندما يتم إعادة ترسيخ الأمن فيها - فيما إذا ترسخ بالفعل.
ومما لا شك فيه أن سعي مرسي إلى إعادة معايرة سياسة مصر الخارجية بتوجيهها بعيداً عن الغرب، لا يخلو من المشاكل. فبكين ليست مولعة بحب الغير، ولذا فإن ضخ الاستثمارات في مصر هي التي ستكون أكثر ترجيحاً وليس المنح أو القروض.
وإذا احتاجت مصر إلى اعتمادات فمن المحتمل أن يتوجب عليها جمعها من دول الخليج الفارسي الغنية بالنفط، والتي ستكون لها متطلبات مرهقة ولن تكون سعيدة بتقارب مصر مع طهران.
ولو حصل مرسي على ما يريده فإن تحسن علاقات بلاده مع بكين سوف يشجع القاهرة على - إن لم يُمكِّنها بالفعل من - تخفيض علاقات مصر مع واشنطن.
وبطبيعة الحال، مع كون «الإخوان» في كرسي السلطة - ومع زيادة القمع الداخلي والعداء التام تجاه إسرائيل - فربما كان هذا المسار حتمياً. لكن تحول مصر نحو الصين يزيد في تعقيد العلاقات مع الولايات المتحدة وسياساتها في الشرق الأوسط.
وللأسف، فوفقاً لمسار مرسي الجديد في السياسة الخارجية ستمثل علاقات مصر التحولية مع بكين واحدة فقط من سلسلة من المخاوف الأمريكية تجاه مصر.
-----------------------------
* ديفيد شينكر: زميل أوفزين ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن. كريستينا لين: زميلة في مركز العلاقات عبر الأطلسي في جامعة جونز هوبكنز.

تقارب مصر مع الصين وإيران يزعج السياسة الأمريكية
قسم الأخبار
Sun, 09 Sep 2012 00:00:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى