"العاشرة مساء" –كما لا يخفى على أحد - هو برنامج مصرى يومى يعرض على قناة دريم2 تقوم بتقديمه الإعلامية – المتميزة وإن اختلفت معها - "منى الشاذلى" ونال هذا البرنامج متابعة الملايين من الناس فى مصر والعالم العربى منذ انطلاقه عام 2006م وخلال فترة وجيزة فرض نفسه على مشاهدى القنوات العربية، وأثبت أن مقولة " ارتباط المشاهد بالبرنامج وليس بالقناة التليفزيونية" هى مقولة صحيحة.
وقد شهدت الفترة، التى أعقبت ظهور "العاشرة مساء" تغييرا جذريا فى طريقة تقديم برنامج "البيت بيتك"، الذى يبثه التليفزيون الحكومى المصرى، الذى رفع من سقف الحرية الممنوح لبرنامجه، وتم اختيار إعلامى - يراه التليفزيون المصرى قادرا على جذب المشاهدين -وهو الأستاذ "محمود سعد"، لكى يقوى البرنامج على منافسة "العاشرة مساء"، كما أعقب ذلك أيضا ظهور برامج أخرى مشابهة مثل برنامج" 90 دقيقة"، الذى تبثه قناة "المحور" بالإضافة إلى برامج أخرى على قناتى الساعة- والتى توقفت كما لا يخفى فى ظروف غامضة، كما بدأت فى ظروف أكثر غموضا- وقناة "الحياة"- التى تحاول دائما إقناع المشاهد المصرى بأنها الأولى فى كل شىء وفق أبحاث تزعم القناة أنها حيادية ولشركات متخصصة.
استضافت "منى الشاذلى" فى تاريخها الطويل مع هذا البرنامج عدداً من الشخصيات المثيرة للجدل مثل "أحمد عز" و"طلعت السادات" والدكتور" أيمن نور" -وقت تنافسه الأول مع المخلوع -، هذا بالإضافة إلى لقاءات عديدة مع عدد من أبرز الشخصيات المصرية مثل العالم الكبير الدكتور "أحمد زويل" والسياسى المصرى المثير للجدل د / "محمد البرادعى" -والذى رآه المصريون للمرة الأولى على هذا البرنامج -كما أجرت –"منى الشاذلى" - لقاء تليفزيونيا مع الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش" فى البيت الأبيض 2008م وكانت مدة اللقاء عشر دقائق فقط سألته عن العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية والقضية الفلسطينية.
ومن أمتع اللقاءات لقاءاتها مع الشاعر الكبير العملاق "فاروق جويدة"، الذى أمتع المشاهدين فكريا ووجدانيا.
كما كان لها لقاء أثبت تحرر برنامجها الإعلامى من قبضة الأمن– ولو نسبيا- وهو لقائها بمرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور "محمد بديع" فى وقت كانت الجماعة تسمى بالمحظورة – ولا يخفى على أحد تبدل الوصف إلى الجماعة المحظوظة!!
ثم بعد ثورة 25 يناير شهد البرنامج تطورا من نوع آخر وأصبحت مدته الزمنية فى تمدد على الشاشة وضيوف من أكبر وأميز الشخصيات أكثر من ذى قبل فتمت استضافة أشخاص على درجة من الرسمية والأهمية كرئيس الوزراء المصرى "عصام شرف" وأعضاء المجلس العسكرى ووزراء من العيار الثقيل كوزير الداخلية فى حكومة "عصام شرف" – ولاينسى وقتها أنه أذاع عدم وجود قناصة فى الداخلية على "العاشرة مساء"!! - وأيضا رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان" والرئيس التونسى "محمد منصف المرزوقى".
كل هذا التاريخ من العمل الإعلامى الجاد إلى - حد كبير -فوجئ المتابعون بانتهاء العلاقة بين أطراف المعادلة الثلاثة (الإعلامية والبرنامج والقناة) ولست معنيا كثيرا بالتفاصيل لكن ما أزعجنى – وأظنه أزعج الكثيرين معى - انتقال قيادة الدفة للإعلامى الأبرز تخصصا فى الإثارة وهو "وائل الإبراشى" فكانت الحلقة الأولى استفزاز المصريين باستضافة الرجل -الذى ذهب حاجا إلى" أبو ظبى"- وقد اختار العزلة أو الاختفاء- الذى قد يكون مؤقتا - أراد "الإبراشى" أن يستفز المشاهدين بجدارة مع نقله طريقة برنامجه الملقب فى كثير من الأوساط بــ"الحريقة" ليحرق تاريخ "العاشرة مساء"، وقتها عبرت لمتابعينى على "التويتر" أن "انتظروا المزيد من الهجوم على الإسلاميين فى هذا البرنامج" وصدق حدسى ففى حلقة السبت الماضى استضاف "وائل الإبراشى" العالم العظيم الدكتور "زغلول النجار" الرجل الدمث الخلق العميق العلم والمعرفة المكرم محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا، يعقد له "الإبراشى" فخا فى هيئة محاكمة من أناس يقطرون معه حقدا وحسدا على كل ماهو إسلامى فيأتى له بمداخلات مع "خالد منتصر"، الطبيب البشرى، والذى يريد أن يبدو كالمتخصص فى السخرية والانتقاص -فى إطار علمى- من كل ما فيه رائحة السنة، لا أدرى لماذا ينتقد "منتصر" إدخال الدين فى السياسة، وهو الطبيب البشرى المصر على الكلام فى الدين والسياسة وأشياء أخرى.
ثم يزداد المشهد سوءا بإدخال من قضت بكفر كتاباته دار الإفتاء المصرية - بتاريخ 09-07-2009 رقم مسلسل رقم (806) - وشاركهم جل علماء أهل السنة والجماعة وهو المشهور بقوله "أن الوحى والنبوة اختراع اخترعه أبوطالب لكى يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين وأن عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة http://www.masreat.com/?p=1628 ".
أمثل هذا الرجل هو الذى يناقش العملاق علميا دكتور "زغلول النجار"؟
فبالله عليكم أى مهنية هذه الذى يتبعها "الإبراشى" مع العالم الكبير القامة عالميا
د/ "زغلول النجار"؟!
أيجرؤ أن يفعل ذلك مع العالم "أحمد زويل" مثلا ؟!، بل هل يقدر "وائل الإبراشى" أن يستضيف الدكتور "البرادعى" فى لقاء ويدخل له على الهاتف– على سبيل المثال - خصمه اللدود -"د/ يسرى أبو شادى"؟!
إن تحويل كل لقاء إعلامى إلى ساحة للعراك يتولى فيها "الإبراشى" سكب البنزين على النار فحسب لا أراها من أمانة الكلمة فى شىء، بل إنى أتحدى أن يخبرنى أحد أنه استفاد من "الإبراشى" فى أى لقاء بمعلومة محددة أو واضحة سواء عبر عمله الصحفى أو التليفزيونى، فتاريخه كله هو الإثارة وحسب، حتى فيما يبدو أنه تعاطف مع الإسلاميين كقضية "كاميليا شحاتة" أو "سيد بلال " -رحمه الله - مثلا فأصل الموضوع أنها قضية إثارة دون طرح معلومات واضحة خالية من التشويش برأى مخالف يغبش على الصحيح منها، ولذلك أقول اعقد أخى القارئ مقارنة بين لقاء "منى الشاذلي" مع أى من قامات العلم والسياسة والثقافة والأدب لا تأتيهم بمن يعارضونهم أو ينتقدونهم فيستفيد المشاهد أما تحويل "العاشرة مساء" إلى برنامج "حريقة آخر فأؤكد أنه انهيار لهذا البرنامج الذى يتابعه الملايين وربما انهيار أيضا للقناة نفسها إذ إن هذه القناة كثيرا ما يهرب أبطالها منها.
وأختم بقول الرائع "محمد يسرى سلامة" تعليقًا على هذا اللقاء المذكور "للإلهاء والتوهان عنوان هو الإبراشى".
وكتبه وسام عبد الوارث
17-9-2012 – 6 أكتوبر
وسام عبد الوارث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى