فهمى هويدى: صانع سياسة منقطع النظير.. ونحتاجه فى زمن «التشوه»
شدد المفكر والكاتب الصحفى فهمى هويدى، على أن «هيكل» من النماذج النادرة فى الصحافة العربية، وقال: «لقد كان هناك فى الأربعينيات كاتب وحيد هو «العقاد»، وعندنا حالياً جيوش من الكتاب الكبار، لكن هناك قامة تظل فوق التاريخ، فيتحول جزءاً من الجغرافيا فهى الثابتة، أما التاريخ فهو المتحرك، لكن (هيكل) القامة مازال موجوداً، وتحول من صانع للسياسة فى عهد (عبدالناصر) إلى مراقب ومحلل فى السياسة العربية والعالمية».
وأضاف: «أرى أن الغياب يثبت الحضور، حيث منطق الصوفية، الذى يقول: (إذا غاب حضر)، ففى غياب قامة (هيكل) كصانع للسياسة وللصحافة يثبت حضوره، والآن نحتاج الكلمة المسؤولة والموقف الوطنى النزيه والصفاء السياسى، حيث لم يعد هناك صفاء سياسى، والأغلبية الساحقة من الناس لم تعد ترى الأمور أو تحللها إلا من خلال ذواتهم، وكلنا فى السياسة والثقافة مشوهون، منذ اقترنا بالاستبداد، وأقول كيف انتهى لا كيف ابتدأ».
وأوضح «هويدى»: «أما عن علاقتى به وبالأخص حين كان فى (الأهرام) فكانت علاقة مهنية قائمة على الاحترام، رغم اختلافاتنا الجذرية، لكنها لم تكن علاقة صدامية فى الأفكار، حيث كانت «الأهرام» تموج بالتيارات، وكنت صحفياً محترفاً فقط، استفدت مهنياً منه، فضلاً عن حرصه على أدبيات المهنة، وهو يتمتع بتميز مهنى وصاحب موقف وطنى ويحترم الآخرين».
محمد سلماوى: نجاحه سبّب له عداوات.. ونجا من الاغتيال بـ«أعجوبة»
قال الكاتب محمد سلماوى، إن «هيكل» ظاهرة صحفية وفكرية وسياسية، وهو ليس مجرد أكبر صحفى عربى معروف دولياً فقط، وإنما هو ظاهرة فى الحياة الصحفية والفكرية والسياسية معاً، وفى الصحافة كان له دور عظيم فقد نجح وسط ظروف غاية فى الصعوبة، كأن يعطى للصحافة المصرية جريدة شهدت المحافل الصحفية الدولية بأنها كانت فى ذلك الحين واحدة من أهم 10 صحف فى العالم، وهذا إنجاز يتطلب رؤية واسعة ومستقبلية للصحافة ودورها وامتلاك أدوات صحفية وإدارية غير عادية. وأضاف: «على المستوى الفكرى ارتقى هيكل بالمستوى الفكرى والثقافى للعمل الصحفى بحيث أصبح لزاما على الصحفى أن يكون موسوعيا وليس مجرد حرفى تنتهى مهمته عند الحصول على الخبر، وجعل من الأهرام مؤسسة فكرية تضم أكبر الأسماء الثقافية والفكرية والفنية فى مصر. وإذا كان نبوغه الصحفى صنع له الكثير من الأعداء فى بلاط صاحبة الجلالة، فإن نبوغه السياسى صنع له عداوات أخطر وصلت إلى حد إطلاق الرصاص عليه فى حادثة مشهورة.
عبدالله السناوى: أهم كتَّاب القرن العشرين.. وذاكرته «خرافية»
أشاد الكاتب عبدالله السناوى، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «العربى الناصرى»، بأسلوب وعبقرية هيكل وامتلاكه ما وصفه بكل أدوات التفرد، وقال: «إن عبقرية هيكل فى أسلوبه، حيث تفرد فى صياغاته وعباراته وأسلوب عمله، فأنت أمام رجل منظم وكل ما له قيمة يدونه على الورق، وكل اجتماع يسجل ما فيه، ويعتمد على ذاكرة خرافية مكتوبة، لا تتوه عنها التفاصيل، وأوراقه مرتبة بطريقة مذهلة وأرشيفه الشخصى الغنى يمتد لـ60 عاماً، وهو يكتب لقاءاته موعداً تلو آخر ولا يتخلص من ورقة، ويستطيع أن يراجع كم مرة التقى شخصية معينة فى حياته».
وأضاف: «يعتمد (هيكل) على الوثيقة والصورة والخريطة، وهو شديد الاعتناء بالصورة ويتقن قراءتها وتحليلها، وما تكشف عنه من رسائل، وهذا يحتاج ثقافة واسعة وخبرة طويلة، وتأثر بجمال حمدان فى كيفية قراءة الخرائط، ثم الوثيقة، وهو رجل الوثائق ويعرف كيف يقرأها ويضعها فى سياقها، ويخرج باستخلاصاتها وتفاصيل خلفياتها وتفاعلات القوى فى سياق تحليلى محكم».
وتابع «السناوى»: «لديه نسق فكرى واضح، وحين تقرأ مؤلفاته ستجد نفسك أمام منهج شديد الإحكام، فى عرضه للتفاعلات فى المنطقة، كما أننا أمام فيلسوف، لا يقول أنا فيلسوف ومؤرخ، لا يقول أنا مؤرخ وسياسى، لا يقول أنا سياسى، وأعتبره أهم صحفى فى القرن العشرين، لأنه مخلص لأدواته».
يوسف القعيد: لو لم يكن «هيكل» كاتباً سياسياً لكان روائياً
ويرصد الروائى والكاتب يوسف القعيد عن الجانب الذى لا يعرفه كثيرون عن الأستاذ هيكل، وكذلك عن جانب أسرى فى حياة الأستاذ ويقول: «هيكل فيه جانب لا يعرفه كثيرون، حيث يتمتع بثقافة واسعة، فهو حافظ لتراث كبير من الشعر العربى». وهو قارئ جيد للأعمال الأدبية الجديدة العربية والأجنبية، حتى إن كتاباته السياسية تتميز بروح أدبية ليست موجودة لدى كتاب سياسة آخرين، وكثير من الكتاب العالميين الذين تترجم لهم أعمال حين أذكرها له أفجأ بأنه على معرفة شخصية بهم، ولو لم يكن هيكل كاتباً صحفياً ومحللاً سياسياً وصديقاً مقرباً من عبدالناصر، بل كان عقل عبدالناصر، لو لم يكن هذا كله لكان روائياً من الطراز الأول. و«هيكل» لديه ثروة كبيرة من الكتب الأدبية وله مكتبة فى عزبته، وأخرى فى الإسكندرية، وثالثة فى الساحل الشمالى، وقد نظمتها له السيدة زوجته حفيدة أحمد تيمور باشا، وقد جمعت فيها كل مؤلفاته وجلّدتها بما فيها كتبه النادرة ومنها «إيران فوق بركان» و«الاستعمار لعبته الملك» الذى صودر وهو فى المطبعة، وقد وضعت مؤلفاته هذه الكاملة فى مكتبة مستقلة صغيرة.
قالوا عن هيكل
المصري اليوم
Sat, 22 Sep 2012 20:36:22 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى