تراه يسير متكئاً علي عصا في احد نوادي القاهره الشهيره، او جالسا في منزله يستمع للراديو او يشاهد البرامج الحواريه في التليفزيون، منتظرا ان تنتهي حياته بعد ان مات كل اصدقائه، وزملاء عمله وكفاحه، انه الوحيد الباقي علي قيد الحياه من بين ابطال الصوره الشهيره لغرفه عمليات حرب أكتوبر 1973.
هو اللواء ابراهيم فؤاد نصار، مدير المخابرات الحربيه خلال حرب اكتوبر 1973، تخرج في الكلية الحربية في 1944، وعمل مدرسا في كليه الاركان، ثم مديراً للمخابرات الحربيه خلال الفتره من 1972 وحتي 1975، ثم محافظاً للبحر الاحمر من 1975 حتي 1976، ثم تولي منصب محافظ جنوب سيناء من 1976 حتي 1978، فمحافظ مطروح من 1978 حتي 1981، ثم تولي منصب رئيس المخابرات العامه من اغسطس 1981 وحتي 1983، وحصل علي ما يزيد علي 20 نيشانا، ولديه ولدان وبنت منهم محمد خريج كليه الشرطه، والاخر يعمل مهندسًا في احدي الشركات.
ورغم تاريخه ومجهوده في حرب اكتوبر، فانه كغيره من ابطال الحرب لم يحصل علي التكريم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وحتي بعد اندلاع ثوره 25 يناير وقيام الرئيس محمد مرسي بتكريم اللواء جلال محمود هريدي، مؤسس سلاح الصاعقة المصرية، بمنحه درجه فريق فخري، لم يتذكر احد اللواء نصار.
ويقول اللواء نصار: «انا لا اسعي للتكريم ولا ابحث عن ذلك» لكن كلام ابنه الاكبر اللواء محمد الذي يشغل منصب وكيل اول وزاره السياحه، كان اكثر تفصيلاً، عندما قال والدي لا يبحث عن التكريم، ولا ينتظر شيئا من الدنيا، خاصه وهو يري كل رفاقه وزملاء كفاحه يتساقطون واحداً تلو الاخر، فهو الوحيد الباقي علي قيد الحياه من قيادات غرفه العمليات، مشيرا الي انه يسمع والده يردد بين الحين والاخر وهو يجلس في غرفته وحيدا: «كفاية .. الواحد عايش ليه؟».
ويضيف: ان اصدقاء والده فارقوا الحياه، ولم يعد لديه سوي بعض اصدقاء النادي، الذي يذهب اليه يوميا، ليمارس رياضه المشي متكئاً علي عصاه، بينما يقضي معظم وقته منذ خروجه علي المعاش في الاستماع للراديو او مشاهده التليفزيون.
ويقول نجل اللواء نصار: «اشعر بان والدي يحتاج شيئا يشعره بانه مازال موجوداً علي قيد الحياه، يحتاج للتكريم بعد الثوره»، مضيفا: ان هذا الجيل لم ينتظر الثوره لتنظيف يده، هو جيل حارب ولم يتذكره احد.
واكد ان الكثير من ابطال اكتوبر ظلموا، ومن بينهم الفريق سعد الدين الشاذلى الذي ظلمه مبارك، والمشير أحمد إسماعيل، وقال: «الوقت ظلم الابطال الحقيقيين للحرب والتاريخ نسيهم، ولم ياخذوا حقهم».
واشار محمد الي ان والده هو من طلب من السادات تقسيم محافظه سيناء الي شمال وجنوب، وقال انه رغم توليه مهام المحافظ في 3 محافظات لم يسمح لنفسه او لاي من افراد عائلته بالحصول علي متر ارض في اي من هذه المحافظات، وروي «محمد» قصه حدثت معه عام 1975 عندما كان والده محافظا لمطروح، وتم الاعلان عن بيع اراض المتر بربع جنيه، ويقول محمد انه ذهب الي رئيس مجلس المدينه لتقديم طلب، لكن الاخير طلب منه الحصول علي موافقه والده اولا، وعندما توجه الي والده رفض بشده، وقال له: «طالما انا موجود في هذا المنصب فلن تحصل علي متر من الارض في المحافظه».
ولفت الي ان والده كتب مقالا في نوفمبر 2011 تنبا فيه بثوره 25 يناير، مؤكداً ان الجيش لن يضرب الشعب، وقال ان والده خرج علي المعاش في 1983 بناء علي رغبته، معترضا علي قرار الرئيس السابق مبارك، الذي اراد ان يمد عمله في المخابرات العامه بعد سن الستين، لانه تعب بعد ان شارك في حروب 1948 و1967، و1973، ثم توليه منصب المحافظ لثلاث مرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى