المشير محمد على فهمى : قائد عسكرى محترف ذو خصال وفضائل عظيمة. أهمها انكار الذات فبالرغم من انه درس واجتهد وتفوق وعند عودته من الاتحاد السوفيتى عام1965 حاول تطبيق ما تعلمه لكن قادة ذلك الوقت لم يستجيبوا فكانت نكسة1967 فذهبوا جميعا الى طى النسيان.
لم يتسرب اليأس لنفسه وأجتهد ليحقق هدفه تحت ضغط العدو الجوى الاسرائيلى ليصبح عام1969 أول قائد لقوات الدفاع الجوى المصرى وبالرغم من قسوة الظروف نجح رجال الدفاع الجوى تحت قيادتة فى تحقيق معجزات وتأكل الذراع الطويل لاسرائيل بفضل العلم والايمان.
جاءت حرب أكتوبر 1973 ليحصد رجال الدفاع الجوى ثمرة ما زرعوه وروه بدماءهم وعرقهم ليكون أداؤهم البطولى هو مفتاح النصر الحقيقى فلولا حائط الصواريخ لأطاح الطيران الاسرائيلى بكل المحاولات للتجهيز للعبور وليس عبور خمس فرق مشاة مدعمة.
لكن هكذا العظماء لا يعتبرون انجازاتهم بطولات ويتركوا التاريخ ليحكم عليهم بعد رحيلهم.
أفضل ماكتب فى رثاء البطل عند رحيله عام 1999 :
رحل المشير النبيل. كما كتب الكاتب محمود السعدنى عنه:
عاش فى الحرب بطلا وفى السلام مواطنا صالحا.
**************
مقدمة للباحث / ابراهيم خليل ابراهيمالبطل المشير ( محمد على فهمى ) دخل التاريخ العسكرى من اوسع ابوابه .. فبعد يوم الثالث والعشرين من شهر يونيو عام 1969 اصدر الرئيس ( جمال عبد الناصر ) قرارا جمهوريا بتعيين اللواء ( محمد على فهمى ) قائدا لقوات الدفاع الجوى .. وكان ذلك ايذانا بمولد القوة الرابعة للقوات المسلحة بقائد وقيادة منفصلة بجانب القوات البرية والبحرية والجوية .
قام البطل ( محمد على فهمى ) بدراسة اسباب نكسة 1967 والدروس المستفادة منها ثم اعاد تأهيل الجندى المصرى معنويا وجسمانيا وذهنيا .. وقام بانشاء نظام دفاع جوى جديد فى منطقة الجيشين الثانى والثالث بالجبهة .. واعقبها بناء حائط الصواريخ الذى ادى الى ابتعاد طائرات الاستطلاع الاسرائيلية شرق القناة الى مسافات كبيرة .
وقد قال ( حاييم هيرتزوج ) فى كتابه _ الجولات العربية الاسرائيلية _ : ( لم يكن انشاء حائط الصواريخ المصرى فى عام 1970 بفرض حل مشكلة المصريين في حماية قواتهم غرب القناة ، و انما كان تحولا استراتيجيا لم نفهم معناه الا بعد 3 سنوات .. في اكتوبر 1973 )
و في التاسع من شهر سبتمبر 1971 وبناء علي تكليف قوات الدفاع الجوي بمنع العدو من استطلاع القوات البرية شرق القناة تم تنفيذ العملية ( رجب ) حيث اسقطت طائرة استطلاع الكتروني ضخمة شرق القناة ، و احتجت اسرائيل علي اسقاط الطائرة الذي ادي الي فقدانها مجموعة من خيرة ضباطها و مهندسيها ، و في اليوم التالي قامت اسرائيل بهجمة جوية بقوة 34 طائرة تحمل كل منها صاروخين من طراز ( شرايك ) و المضادة للردارات ، و تم اطلاق الصواريخ الثمانية و الستين علي مواقع الدفاع الجوي غرب القناة ، و اعلنت اسرائيل انها دمرت قوات الدفاع الجوي في الجبهة ، ولكن كانت الخسائر المصرية لا شئ تقريبا فلم تحدث اي خسائر في الافراد او المعدات .
و استمر البطل ( محمد علي فهمي ) في اعمال التطوير حتي اكتوبر 1973 ، و في وقت قياسي استطاع البطل تاسيس سلاح الدفاع الجوي الذي لعب دورا حاسما في معارك اكتوبر 1973 - رمضان 1393 .
وكانت لحظة فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التي ذرعت الرعب و الخوف في قلوب الطيارين الاسرائيليين ، و استطاع البطل ( محمد علي فهمي ) القضاء علي اسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي ، و اطلق عليه ( حارس السماء المحرقة ، و لا ينسى التاريخ انه في نحو الساعة الخامسة مساء يوم السادس من اكتوبر 1973 - اي : بعد ساعات قليلة من الهجوم المصري المتواصل التقطت الاجهزة الخاصة المصرية اشارة لاسلكية مفتوحة تحمل اوامر صادرة من الجنرال ( بنيامين بليد ) قائد السلاح الجوي الاسرائيلي الي طياريه يامرهم بعدم الاقتراب من القناة لمسافة لاتقل عن 15 كيلو مترا شرق القناة .. و معني هذا ان قوات الدفاع الجوي بقيادة البطل اللواء ( محمد علي فهمي ) نجحت في تامين عملية الاقتحام و الهجوم بكفاءة عالية ليلا و نهارا و قدمت الحماية للمعابر و الكباري مما اتاح للقوات المصرية ان تستخدمها في امان .
وذكر اليعاذر في مذكراته : ( ان الحقائق بدات تتضح امامنا شيئا فشيئا فالاشارات تذكر ان اكثر من ثلاثين الفا من الجنود المصريين اصبحوا يقاتلون في الضفة الشرقية ، ومازالت المعدات الثقيلة تعبر الكباري الي الضفة الشرقية ، ان التلاحم بين جنودنا و المصريين معناه ان يفقد سلاحنا الجوي فاعليته ، واصبح مجموع ماسقط لنا من طائرات حتي الساعة العاشرة و عشر دقائق مساء يوم 6 اكتوبر هو 25 طائرة ، ولقد اصبح القتال يسير ضاريا شرسا ، و الدلائل تشير الي اننا نواجه خطة دقيقة و محكمة لا نعرف مداها او ابعادها ) .
وو ضفت مجلة ارمية العسكرية الفرنسية اللواء محمد علي فهمي بانه من ابرز الشخصيات العسكرية في العالم و احد كبار المتخصصين في النواحي الفنية العسكرية .
و قال عنه هودز رئيس مجلة اسبوع الطيران و تكنولوجيا الفضاء الامريكية : انه مهندس معركة الدفاع الجوي في حرب اكتوبر 1973 .
و بعد نهاية حرب اكتوبر 1973 تولي البطل المشير ( محمد علي فهمي ) رئاسة اركان حرب القوات المسلحة و ذلك في عام 1975 و في عام 1978 اختاره الرئيس محمد انور السادات مستشارا عسكريا
من هو البطل المشير ( محمد على فهمى )
المشير محمد على فهمي (11 أكتوبر 1920 - 12 سبتمبر 1999) هو قائد عسكري مصري عينه الرئيس المصري جمال عبد الناصر قائدًا لقوات الدفاع الجوي المصري في 23 يونيو عام 1969، وظل قائدًا للدفاع الجوي أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973 وكان له دور كبير في النصر عن طريق قيامه ببناء حائط الصواريخ المصري.
بعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى محمد علي فهمي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وذلك في عام 1975، وفي عام 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات مستشارا عسكريًا له.
توفي المشير محمد علي فهمي في لندن يوم الأحد 12 سبتمبر، 1999.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى