جدع يا باشا.. جت في عينه تلك هي الجملة التي جعلت الملازم أول محمد صبحي الشناوي الشهير بقناص العيون مطلوبا حيا أو ميتا بعد نشر صورته علي مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد يصادف البعض أن يري صورته معلقة في الميادين العامة في إعلان ابحث مع الشعب بعد أن تغيرت الصيغة التقليدية للإعلان ابحث مع الشرطة, وأصبح الضابط مطلوبا لدي الشعب بعد أن وزع متظاهرو التحرير منشورا يحمل صورة الشناوي وهو يحمل في يده بندقية, ورصد المنشور مكافأة مالية قدرها5 آلاف جنيه لمن يعثر علي الضابط صاحب الصورة المتهم بقتل وإصابة الثوار, وترصد إصابتهم في أعينهم خلال الاشتباكات الدامية في شارع محمد محمود.
هكذا أصبح الشناوي ضابط الأمن المركزي الذي سلم نفسه لجهات التحقيق أخيرا وصدر قرار بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات حديث الرأي العام وكل الصحف ووسائل الإعلام في مصر بعد انتشار فيديو علي عدد كبير من المواقع الإلكترونية يظهر فيه الشناوي أثناء تصويبه البندقية علي المتظاهرين وفتحت عليه كلمات أحد عساكر الأمن المركزي أبواب جهنم باستحسان أدائه في قنص عيون الثوار, وعقب انتشار الفيديو المسجل والتهديدات بالانتقام من الضابط والتمثيل به,
انقطع الشناوي عن عمله بقطاع الأمن المركزي وغادر مسكنه بمنطقة مصر الجديدة بعد التعرف علي محل اقامته ورقم هاتفه المحمول ونشره علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك, وحسبما أكد أحد زملائه المقربين فإن الضابط كان يتملكه شعور بالرعب من تهديدات الثوار وشعر بأنه قد يسقط بين لحظة وأخري في أيديهم وتنتهي حياته بالموت لا محالة, خاصة أنه كان لديه شعور قوي وربما يصل إلي حد اليقين بعدم قدرة وزارة الداخلية علي حمايته فقرر أن يختفي عن كل الأنظار وهو يعلم أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد الآخر, خاصة بعد أن صدر قرار من النائب العام بضبطه واحضاره يوم26 نوفمبر الماضي للتحقيق معه فيما هو منسوب إليه من اتهامات تتعلق بإصابة عدد من المتظاهرين خلال الاشتباكات, وبالفعل اختفي الشناوي وانقطعت اخباره عن كل الناس إلا عدد من أفراد أسرته المقربين الذين حاولوا البحث عن مخرج لهذه المصيبة التي تورط فيها الأبن ضابط الشرطة حديث التخرج وخلال ذلك الوقت لم تخل الصحف من أخبار قناص العيون وهروبه تارة داخل البلاد وتارة أخري خارجها بعد تصريحات منصور عيسوي وزير الداخلية عن هروبه, لتؤكد وزارة الداخلية بعدها أن الضابط لم يهرب خارج مصر وأنها ملتزمة بتسليمه لجهات التحقيق ولم يمر يومان حتي توصلت أسرة الشناوي إلي اتفاق مع محاميه جميل سعيد بسرعة تسليمه لانقاذ ما يمكن انقاذه والحفاظ علي موقفه القانوني بالامتثال لقرار النيابة العامة بضبطه واحضاره وبالفعل سلم الضابط نفسه لوحدته بقطاع الأمن المركزي وبدأت أجهزة الأمن في اتخاذ الاجراءات القانونية لتسليمه إلي النيابة العامة التي بدأت مساء الأربعاء الماضي تحقيقاتها مع الشناوي ووجهت له اتهامات تتعلق بإصابة المتظاهرين في أماكن مختلفة من أجسادهم.
ونفي الشناوي جميع الاتهامات المنسوبة إليه, وقال إنه لم يكن يحمل سلاحا ناريا وإنما كان يحمل بندقية صوت فقط.
وقدم الدفاع عن الضابط, بعض المستندات التي حاول من خلالها إثبات إنه لم يكن موجودا في المكان الذي قال مقدمو البلاغات ضد الشناوي أنه موجود فيه في ذلك اليوم, وأشار الدفاع إلي أنه تم إلقاء القبض علي بعض البلطجية من منطقة السلام, اعترفوا بأنهم كانوا يطلقون الرصاص علي المتظاهرين, مؤكدا أنها هي السبب في الإصابات التي وقعت بالمتظاهرين.
كما قدم محامي الشناوي مستندات متعلقة بأحد المجندين, الذي أصيب بطلق ناري9 مللي في الأمعاء, دون أن يتم تحديد مصدره.
تلك كانت قصة قناص العيون منذ هروبه وحتي تسليم نفسه لكن الحكاية لم تنته بعد فهناك شخص آخر لعب دورا أخر فيها حتي أصبحت بين عشية وضحاها قضية رأي عام.. وهو أحمد سكر الحاصل علي دبلوم فني صناعي ترميم آثار والذي قام بتصوير الفيديو للضابط خلال وجوده بشارع محمد محمود واعتراف سكر علي الأكونت الشخصي له بقيامه بتصوير الفيديو وذلك بهدف فضح أعمال الشرطة المصرية, وقال بالحرف الواحد كل الشكر والتقدير لكل من شارك في هذا الفيديو وكمان أنا عايز اقولكم حاجة أنا مكنتش خايف وأنا بصوره أنتم متعرفوش أنا صورته ازاي بس انا حسيت اني لازم اعرف كل المصريين بكل اللي بيحصل من الداخلية في حق الشعب المصري وشباب البلد دي لانهم ميستهلوش كدا أبدا احنا طول عمرنا رجاله وهنفضل رجاله.
هكذا يتضح من كلام سكر أنه من قام بتصوير الفيديو للضابط ورفعه علي اليوتيوب وإعادة نشره مرة أخري بأسماء متعددة.. وبالبحث عن شخصية أحمد سكر تبين انه من مواليد شهر مارس من عام1978 وكما يقول علي الأكونت الخاص به فهو شاب أعزب يجيد اللعب علي الدي جي ومزج جميع أنواع المزيكا ومهتم بقضايا بلده لأنه يعيش في خيرها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. من هو مجند الأمن المركزي الذي قال جملته الشهيرة جدع يا باشا.. جت في عينه وأين اختفي هذا المجند ولماذا لم يتم استدعاؤه والتحقيق معه كشاهد رؤية للواقعة, وأيضا أحمد سكر الذي قام بتصوير الفيديو وهو أيضا من ضمن شهود الرؤية إذا صدق بالفعل, ويكشف للرأي العام كيف تمكن من تصوير الضابط من قرب, خاصة أن أحد شهود- الواقعة الذي رفض ذكر أسمه- أكد أن هناك بعض الأشخاص وقفوا مع الشرطة بحجة منع المتظاهرين من اقتحام وزارة الداخلية من خلال شارع محمد محمود وتمكن أحد الأشخاص ـ وربما يكون هو بالفعل أحمد سكر ـ من الانضمام لصفوف الشرطة وكان يقوم بتصوير القوات بهدف توضيح الحقائق وبعدما أطلق الضابط الشناوي طلقة دافعة عبارة عن صوت فقط والإصابة ليست ظاهرة في الفيديو وهذا الشاب هو من قال جدع يا باشا.. جت في عينه ولهذا نجد الصوت عالي في الفيديو لقربه من الكاميرا ونشره علي اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي في نفس اليوم.
وهو ما يؤكده الخبير الأمني خالد مطاوع قائلا: بمشاهدة وتحليل الفيديو المنتشر علي الإنترنت يجب الأخذ في الاعتبار عددا من العناصر التي تتضح بصورة جلية من خلال المشاهدة وهي كما يلي: تحليل المسافات التقديرية بين قوات الشرطة والطرف الآخر والتي يتضح أنها تتراوح ما بين50 و60 مترا تقريبا وذلك خلال كل مشاهد الفيديو. ويتضح ذلك من عدد المحال التجارية بإفتراض ان واجهة كل محل من تلك المحال تتراوح ما بين3 و4 أمتار مضافا اليها عرض الشارع المتقاطع بمسافة الأرصفة مضافا اليها واجهة العقار القريب للطرف الآخر ومن خلال تحديد موقع القائم بالتصوير وهو خلف قوات الشرطة بمسافة تتراوح ما بين1 و2 متر بعد آخر صف للقوات من الخلف وقد بدا ذلك واضحا عند ظهور ضابط الشرطة بوجهه, وقد تم التصوير بإستخدام كاميرا جهاز تليفون محمول لمدة محددة وفقا لما تم نشره علي الإنترنت بـ8 دقائق و28 ثانية وهي مدة ليست قليلة, كما أن التصوير تم بصورة متزنة وفي حالة ثبات معظم الوقت دون إهتزازات كبيرة بما يدل علي كون القائم بالتصوير كان يقوم بالتصوير في وضع طبيعي ولا يشوبه أي معوقات وبتحليل الأصوات يتضح أن الذي أثني علي رماية الضابط كان يقف بجوار آلة التسجيل.
وفي النهاية يظل لغز قناص العيون قائما حتي تكشف تحقيقات النيابة عن الحقيقة كاملة وهل هو وحده مسئول عن اصابة كل من أضيرت عيونهم أو أن هناك آخرين أطلقوا النيران علي عيون الثوار.. ومن هم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى