توافد المصريون في الخارج، الأربعاء، على مقار السفارات والقنصليات للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، والذي يستمر على مدار 4 أيام تنتهي السبت، مع بدء عملية الاقتراع للمصريين في الداخل.
ويبلغ عدد ناخبي الخارج الذين يحق لهم التصويت 586 ألف ناخب، تشكل نفس عدد الناخبين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة. وكانت سفارة مصر في «ويلينجتون» عاصمة نيوزيلندا أول بعثة دبلوماسية تفتح أبوابها للمهاجرين للتصويت في أقصى شرق الكرة الأرضية، فيما كانت قنصلية مصر في «لوس أنجلوس» آخر بعثة تم فيها بدء الاقتراع أقصى الغرب.
وأظهرت الساعات الأولى أن أكبر نسبة إقبال كانت في دول الخليج، التي تضم عددا كبيرا من المؤيدين للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بحسب النتائج التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية.
أنصار «مرسي» في قطر يتحدون دعوات جبهة «الإغراق» لمقاطعة الاستفتاء
ففي قطر، وفيما اعتبره أنصار الرئيس «ردا على جبهة الإنقاذ الوطني وما تنادى به حركة 6 أبريل»، تحدى مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين دعوات مقاطعة الاستفتاء أو التصويت بـ«لا»، وتوافدوا على مقر السفارة بمنطقة الدفنة بالعاصمة الدوحة.
وقال عدد منهم لـ«المصري اليوم» أمام مقر البعثة الدبلوماسية «سنصوت بنعم ليس من أجل مرسى وإنما من أجل الاستقرار». ووصف صبحي عبد الفتاح (من أنصار الإخوان) جبهة الإنقاذ الوطني ، بـ«جبهة الإغراق الوطني». وتساءل «ماذا يريد (محمد) البرادعى و(حمدين) صباحي و(عمرو) موسى وأعوانهم؟».
وأضاف: «أبسط عامل مصري في الخارج قدم شيئاً للاقتصاد المصري، فى حين لم يقدم هؤلاء وهم من يصفون أنفسهم بالنخبة مجرد نصيحة للمصريين في الداخل تشجعهم على العمل وتخطى مرحلة توقف الإنتاج ومنح الرئيس المنتخب فرصة القيادة».
بدوره، أكد ياسر عطية أثناء انتظاره في الطابور للإدلاء بصوته أنه سيقول بنعم للدستور الجديد. وقال إن «المنسحبين من التأسيسية أنفسهم وافقوا قبل أن ينسحبوا، فكيف لا أوافق؟». وأضاف «جميعنا مع الاستقرار، ومع الرئيس المنتخب. الرئيس دعا الجميع للحوار، لكن جبهة الإنقاذ الوطني وحركة 6 إبريل ومن معهم رفضوا المشاركة فى حوار انتهى بنتائج شهد الجميع أنها طيبة»، على حد قوله. واستطرد «السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا رفض هؤلاء الحوار وماذا يريدون من الرئيس وماذا كان سيفعل البرادعي أو غيره لو كانوا مكان مرسي؟».
في المقابل، أكد حمدي عبد الحميد، من أبناء الجالية، أنه سيصوت بـ«لا» للدستور «ليس لأنني كنت من أنصار الفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة، وإنما لأن تمسك جبهة الإنقاذ الوطني وباقي القوى السياسية الرافضة له أساس. المعارضون للاستفتاء لديهم رؤية أوضح وثقافة قانونية وسياسية أوسع من العامة»، على حد تعبيره.
وأضاف عبد الحميد أنه يتمنى الاستقرار لمصر «مثل الذين يتحججون بالتصويت بنعم من أجل الاستقرار»، إلا أنه فضل التصويت رفض الدستور «حتى لا أكون مشارك في خطأ قد تدفع البلاد ثمنه مستقبلا، نتيجة دستور ترى أغلب القوى السياسية والقضاة أنه غير محقق لطموحات ما بعد الثورة».
مصريان في الكويت يوزعان بطاقات التصويت أمام السفارة
وفي الكويت، رصدت «المصري اليوم» قيام شابين بالقرب من مقر السفارة بتوزيع الورقة الخاصة بالاستفتاء على الراغبين في الحصول عليها، وأكد أحدهما «نحن لا نطلب من أحد التصويت بنعم أو لا وما دفعنا لهذا العمل هو حضور البعض دون طباعة الورقة، فأردنا التسهيل على الجميع حبا في مصر».
وبينما انقسم الناخبون بين مؤيد ومعارض للدستور، بدا أن غالبية من تم استطلاع آرائهم صوتوا بـ«نعم». وكانت السمة الغالبة للمشاركين تدل على أنهم من المنتمين للتيارات الإسلامية، وهو ما اتضح من خلال ملابس بعض النساء المنتقبات بالزي الأسود.
وقال المواطن عبد الفتاح مطاوع إنه وافق على الدستور لإيمانه بأن ذلك «يدعم المشروع الإسلامي»، مضيفا أن نحو 70 % من مواده حظيت بقبوله، فضلا عن كونه من مؤيدي مرسي .
أما مؤمن حسن، موظف بشركة سفريات، فقال إن مشاركته بالرفض «جاءت بدافع الغيرة على البلد بعدما أصبح لدينا فريقين، أحدهما يؤيد على طول الخط، والآخر يعارض أيضا على طول الخط، في حين غاب النهج الوسطي عن كليهما»، على حد وصفه.
وتابع «خطورة ذلك أننا يمكن أن نصل إلى حرب أهلية في ظل حالة الانقسام، لذا كان قراري برفض الدستور الجديد، اعتراضا على أسلوب جماعة الإخوان المسلمين». وأضاف «الدستور غير إسلامي رغم أن البعض يتشدق بأنه إسلامي»، مرجعا هذا الأمر إلى وجود بنود تتعارض مع ذلك ومنها على سبيل المثال النص على أن «الشعب مصدر السلطات».
من جهته قال المهندس ماهر قورة (70 عاما) الذي حضر بصحبة زوجته أنه لم يجد أي خطأ في الدستور لرفضه، مضيفا أنه أفضل من دستور 1971، لاسميا بعدما قلص من صلاحيات رئيس الجمهورية، فضلا عن استبعاده رموز الفساد من الحزب الوطني المنحل لمدة 10 سنوات وهي أمور كفيلة بالموافقة عليه، على حد قوله.
وبحسب السفير عبد الكريم سلميان، شهدت الساعات الأولى إقبالا كبيرا رغم أن موقع اللجنة العليا للانتخابات أتاح البطاقات منتصف ليل الأربعاء، وهو ما يؤكد أن المصريين سهروا لتجهيز أوراقهم وطباعتها كي يكون الإقبال بهذا الشكل.
ويوجد بالكويت قرابة 120 ألف مواطن لهم حق التصويت، وجهزت السفارة 120 صندوقا شفافا كبيرا لإجراء عملية الاستفتاء، الذي شارك فيه جميع العاملين بالسفارة، فضلا عن 28 موظف تم استقدامهم من وزارة الخارجية.
وفي الإمارات، صرح المستشار الإعلامي بالسفارة، شعيب عبد الفتاح، بأن عدد المصريين الذين ادلوا بأصواتهم منذ الصباح في أبوظبي بلغ حتى منتصف اليوم الأول 540 ناخب من أصل 28294 لهم حق التصويت، معتبرا أن نسبة المشاركة «مقبولة»، خاصة وأن الأربعاء هو يوم عمل كامل في الإمارات. وأشار إلى أن السفارة استقبلت أول ناخب الساعة الثامنة والثلث صباحا.وتوقع المستشار زيادة الأعداد في الفترات المسائية، ويومي الجمعة والسبت، لكونهما عطلة رسمية. ورصدت «المصري اليوم» كثافة الحملات التي يقوم بها المؤيدون للدستور على الصفحات الإلكترونية للجالية، التي رفعت غالبيتها شعارات تؤكد أن «إقرار الدستور هو الخطوة الأولى للاستقرار وبناء المؤسسات».
السفير المصري في السودان: إعفاء الناخبين من تقديم أوراق لإثبات الإقامة
وفي اليمن، توافد العشرات صباحا على مقرالسفارة، للتصويت بشكل مباشر، فيما أرسل آخرون اختياراتهم بالبريد. ويبلغ عدد الناخبين الذين يحث لهم التصويت 440 شخصا، علما بأنه لا تتوافر إحصائيات دقيقة عن عدد المصريين في اليمن حتى اللحظة، نظرا لعدم حصول عدد كبير منهم على إقامات شرعية. وبينما تشير تقديرات إلى أن الرقم الإجمالي تراجع من نحو 10 آلاف إلى بضع آلاف فقط.
أما في الأردن، فقد وصل عدد من قاموا بالاستفتاء على الدستور في الساعات الـ 3 الأولى من بدء الاقتراع 43 مواطنا من إجمالي 3469 شخصا يحق لهم التصويت.
وفي السودان، أعلن السفير عبدالغفار الديب، سفير مصر بالخرطوم، أنه تيسيرا على المصريين بالسودان، وافقت لجنة الانتخابات على إعفائهم من شرط تقديم إثبات الإقامة عند الاقتراع.
وفي الجزائر، واجه عدد من الناخبين خلال الساعات الأولى عقبة عدم تمكينهم من التصويت، إذ لم تكن أسماؤهم مسجلة على موقع اللجنة العليا، بسبب قدومهم إلى الجزائر بعد انتخابات الرئاسة. ويبلغ إجمالي عدد المصريين الذين لهم حق الاستفتاء في الجزائر 1014 مصريا. وتواصل توافد باقي الناخبين على مقر القنصلية التي تفتح أبوابها لمدة 4 أيام تنتهي السبت، حيث يتم فرز الأصوات فور إغلاق الصناديق، على أن يتم إبلاغ النتيجة لوزارة الخارجية التي ستقوم بدورها بإبلاغها للجنة العليا للانتخابات.
وفي باكستان، صرح السفير سعيد هندام في إسلام آباد بأن عملية الاقتراع بدأت بنسبة إقبال محدودة، مشيرا إلى أن عدد المواطنين المسجلين يبلغ 87 مواطنا. وأوضح أن اللجنة الفرعية في باكستان ستقوم بعد نهاية التصويت فورا بعملية فرز الأصوات.
وفي إثيوبيا، التي يبلغ عدد ناخبيها المسجلين 88 مصريا من إجمالي 200 مقيم، بدأت السفارة في تلقي مظاريف التصويت.
وفي العاصمة النيجيرية أبوجا، صرح السفير أشرف عبد القادر سلامة بأن السفارة «ترحب باستقبال أبناء الوطن القاطنين في مختلف الولايات النيجيرية». ويقيم في نيجيريا نحو 2000 مصري، يعمل غالبيتهم في شركات «المقاولون العرب» وشركات بترول وأعمال خاصة، إضافة إلى بعثة الأزهر وعدد من أساتذة الجامعة.
ضعف الإقبال في أوروبا وتوقعات بزيادة المشاركين بعد مواعيد العمل وخلال العطلة
وفي القارة الأوروبية، لم تشهد مقار السفارات عموما إقبالا كبيرا فور أبوابها، إذ عادة ما تتزايد أعداد الوافدين للمقر في الفترات المسائية، بعد انتهاء مواعيد عملهم الصباحية.
ففي ألمانيا، لم يشهد مقر السفارة حتى كتابة هذه السطور سوى توافد أعداد محدودة من الناخبين. وكان عدد من أبناء الجالية قد تجمعوا السبت الماضي في وقفة احتجاجية أمام السفارة للإعراب عن رفضهم لمشروع الدستور، وسط توقعات بارتفاع معدلات المقاطعة.
وفي فرنسا، فتحت السفارة أبوابها أمام المصريين المقيمين في الثامنة صباحا بتوقيت العاصمة (التاسعة بتوقيت القاهرة). وبدأ الموظفون في تلقي مظاريف التصويت بالبريد واليد، بعدما أتيحت بطاقات الاقتراع للاستفتاء على الموقع الإلكترونى للجنة العليا للانتخابات.
وفي بريطانيا، ذكر بيان للسفارة أن استمارات التصويت متاحة على الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات، وأن الاستفتاء سيقتصر على الناخبين المسجلين في قاعدة بيانات اللجنة منذ انتخابات الرئاسة في يونيو 2012.
بالصور.. المصريون بالخارج يصوّتون في استفتاء الدستور.. والفرز السبت
نجاتي بدر,محمود مسعد,عمرو بيومي
Wed, 12 Dec 2012 16:06:16 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى