حصر : لـ سقطات إعلام الفلول في تغطية الإستفتاء

 

كشفت تغطية معظم القنوات والصحف الخاصة المملوكة لرجال أعمال الحزب الوطنى المنحل والمعارضة الكرتونية أن هذه المنافذ الإعلامية مجرد أبواق تنضح بالأكاذيب لتوجيه الناخبين نحو التصويت برفض مشروع الدستور الجديد، وذلك فى إطار آخر محاولات الثورة المضادة اليائسة للإبقاء على حالة الفوضى السياسية والانفلات الأمنى والانهيار الاقتصادى والحيلولة دون استكمال مؤسسات الدولة المنتخبة.

ففى سقطة مهنية واضحة، نشر موقع جريدة "الوطن" مقطع فيديو استضاف سيدة من منطقة الخصوص ادّعت فيه أن جماعة الإخوان المسلمين أعطوها أموالا للتصويت بالموافقة على الدستور. وذلك تحت عنوان: "تكشف تجاوزات الإخوان: "وزعوا سكر وفلوس عشان نقول نعم"؛ فى حين أن تلك المنطقة تقع فى محافظة القليوبية التى سيتم التصويت بها فى المرحلة الثانية!

أما على "فيس بوك"، فقد ادعى البعض أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع ذهب للتصويت فى حراسة 20 سيارة أمن مركزى؛ رغم أن تصويت د. بديع تابع لمحافظة بنى سويف، التى تشملها أيضا المرحلة الثانية من التصويت.

بدورها، أعلنت الإعلامية لميس الحديدى على قناة "سى بى سى" أن ما يسمى "جبهة الإنقاذ" رصدت مخالفات عديدة؛ أبرزها فى محافظة البحيرة رغم أن محافظة البحيرة لا يتم التصويت عليها فى المرحلة الأولى وتتبع المرحلة الثانية.

كما أوردت قناة "الحياة" الفضائية فى خبر عاجل على شريط الأخبار أن اللجنة العليا للانتخابات قررت إلغاء 18 لجنة فرعية فى كرموز بالإسكندرية، لتغيب القضاة عن الحضور.. الأمر الذى نفته اللجنة العليا للانتخابات، وأكدت سير العملية الانتخابية بشكل آمن فى تلك اللجان.

وكانت أكثر السقطات المهنية ما أقدمت عليه قناة "أون تى فى" المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس فى نقل تغطية فرز من داخل إحدى اللجان، وكتابة نقل تغطية فرز محافظة كفر الشيخ ووضع صورة تحمل نسبة كبيرة لـ"غير موافق" مقابل نسبة أقل لـ"موافق" رغم أن محافظة كفر الشيخ تتبع التصويت فى المرحلة الثانية.

وتتابعت حرب الشائعات بنشر أخبار كاذبة من بعض الشخصيات العامة فى الدولة عن أن المشرفين على الاستفتاء ليسوا من القضاة والزعم باستخدام "حبر فسفورى" فاسد، على الرغم من أن هذا الحبر المستخدم فى عملية الاقتراع تم توزيعه بمعرفة اللجنة العليا للانتخابات، وهو الحبر نفسه المستخدم فى كافة العمليات الانتخابية السابقة البرلمانية والرئاسية.

إدخال المكالمات التليفونية المفبركة كان أيضا إحدى الوسائل التى اعتمد عليها البعض، مثل المتصل الذى ادعى فى مكالمة تليفونية لبرنامج وائل الإبراشى أن لجنة مدرسة (طابا) فى مدينة نصر يتولى الإشراف عليها مدرس وليس قاضيا، فلما سأله عن اسمه قال: "معرفش"! ولك أن تتخيل أن مواطنا يعرف مهنة من يقف أمامه دون اسمه، فحتى لو كان اطلع على بطاقته الشخصية لعرف الاسم، بينما ذهب معه الإبراشى إلى وجود مظاهرة أمام المدرسة، وهو ما تجاوب معه المتصل حتى قال له الإبراشى: طب روح ناحية المظاهرة وهانكلمك بعد 5 دقائق!
الطريف أن كل تلك القصة نفاها المستشار زغلول البلشى -الأمين العام للجنة العليا للانتخابات- تماما، وذكر على الهواء أسماء القضاة المشرفين على اللجنة المذكورة، وتبين أن تلك المكالمة مفبركة أو مصطنعة!

كما نفى المستشار زغلول البلشى صحة وجود أى من المخالفات التى رصدتها غرف عمليات تابعة لما يسمى "جبهة الإنقاذ الوطنى" أو "نادى القضاة"، مؤكدا أن كل ما يذاع من خروقات ما هى إلا شائعات مغرضة.

كما ناشدت اللجنة العليا للانتخابات وسائل الإعلام بتحرى الدقة فيما تكتبه وتذيعه من أنباء عن عملية الاستفتاء؛ حتى لا تتسبب فى إحداث بلبلة بين المواطنين على غير أساس من الواقع.

وعلق  د. عدلى رضا -أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة- على التناول الإعلامى، قائلا: "المشهد الإعلامى فى مصر مرتبك وفوضوى، وحينما يتم تناول أى قضية يتم تناولها من منظور خاص تابع لمقدم البرنامج ومالك القناة وليس من منظور المصلحة العامة، لذلك يتم استخدام أساليب فى نشر فكرة معينة تتعلق بوجهة نظرهم فقط؛ فالحيادية والموضوعية غير موجودة فى مراعاة نقل المشهد، فلذلك لا توجد أى قواعد مهنية بتاتا داخل الإعلام".

سقطات إعلام الفلول في تغطية الإستفتاء
قسم الأخبار
Mon, 17 Dec 2012 17:36:00 GMT

مواضيع مشابهة