تردد اسم قصر الاتحادية في الفترة الاخيرة كثيرا علي الرأي العام ووسائل الاعلام المختلفة والصحف
وحتي يومنا هذا وربما لأسابيع كثيرة قادمة..وهناك الآن ما يعرف بأحداث قصر الاتحادية علي غرار أحداث مجلس الوزراء واحداث محمد محمود وأحداث ماسبيرو.. والكثير منا كان لا يعلم ان هذا القصر من قصور الرئاسة في مصر فقد كان يقيم فيه رؤساء الدول.. فما هو تاريخ هذا القصر؟
يعد قصر العروبة أو قصر الاتحادية أحد القصور الرئاسية الكبري وأحد المعالم الأثرية الفريدة التي تتميز بالطراز المعماري المتفرد وبما يضمه من تحف وآثار نادرة, ويقع القصر في ضاحية هليوبوليس بحي مصر الجديدة بشمال شرق القاهرة,أو ما يعرف بـ منطقة الكربة,وجري بناؤه كفندق ضخم في الفترة من1908 حتي1910 في الصحراء وكان يعتبر أحد أضخم فنادق العالم في ذلك الوقت, وكان قد تم افتتاحه في عام1910 تحت اسم جراند اوتيل, وكانت تمتلكه شركة فرنسية.
وقد صمم الفندق المعماري البلجيكي ايرنست خاسبار, الذي استخدم في البناء طرزات معمارية إسلامية وفارسية وغربية, ويحتوي القصر علي400 غرفة و55 شقة و أجنحة رائعة وتصميم معماري بديع ومفروشات علي طراز لويس الرابع عشر والخامس عشر.
وقد توقف الفندق عن استقبال الراغبين في الإقامة به خلال الحربين العالميتين, لأن المحتل البريطاني استخدمه كمستشفي عسكري للجنود البريطانيين.
وكان الفندق يستضيف المؤتمرات الدولية وحفلات الزواج وشهر العسل واحتفالات السباقات, وكانت صالة الطعام في الفندق هي الأكبر في فنادق مصر, وكل غرفة أو صالة في الفندق تنطق بالعراقة والفخامة والضخامة, لدرجة أن ملك بلجيكا عندما زار الفندق عام1911 صاح قائلا: هذا عظيم.
وقد أمضي الملك وزوجته الملكة إليزابيث شهرا كاملا في الفندق, وكانت الملكة في ذلك الوقت تتعافي من مرض التيفويد. وقد استعادت الملكة صحتها بشكل بطيء وتدريجي, وكان الأطباء البلجيكيون ينصحون بقوة بهواء منطقة هليوبوليس الجاف.
والزائر لمصر خلال تلك الفترة لم يكن يصدق عينيه بشأن الزائرين للفندق, فقد كانوا عظماء العالم في ذلك الوقت مثل إمبراطور المال جون بييربونت ومرجان الذي اعتبره أعظم فنادق العالم, وقال إنه تاج محل في الصحراء نسبة إلي تاج محل بالهند. وكانت قبة الفندق مثار إلهام وإعجاب للملوك وأباطرة المال علي السواء حيث يبلغ ارتفاعها55 مترا من الطابق الأرضي حتي السطح..
وقد وضع الديكورات الداخلية للفندق والمأخوذة عن مصنفات للنقوش العربية الفرنسي الكسندر مارسيل
وجري استيراد الأثاث من الخشب الماهوجني للفندق من لندن, كما جري استيراد الرخام للأعمدة من إيطاليا.
وبعد الحرب العالمية الثانية, أصبحت السياحة صناعة كبيرة وانخفض وقت السفر بالطيران ودخل المجال سياح من الطبقة المتوسطة وليس من الأغنياء فقط, وأصبحت الفنادق العائمة علي النيل هي التي تجذب السياح, ولذلك كان الفندق قد تضاءل عدد زائريه, بل إن البعض قال إنه أصبح بمثابة ديناصور بين الفنادق لأنه لم يعد قادرا علي المنافسة وخلال ستينيات القرن العشرين تحول الفندق إلي مقر لإدارات حكومية عديدة.
وفي يناير1972 أصبح مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية( مصر وسوريا وليبيا) وحمل اسم قصر الاتحادية.
وفي الثمانينيات, جري منح الفندق القصر قبلة حياة جديدة وأصبح هو المقر الرئاسي لحكم مصر,والذي كان يتخذه الرئيس السابق محمد حسني مبارك مقرا رئيسيا لحكم مصر طوال الثلاثين عاما الماضية وحتي الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى