الإفراج عن مبارك يضيع آخر ذرات الأمل

إندبندنت - ترجمة: مصطفى منسي

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية: إن الوضع المتدهور في مصر يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف رغم أن التسوية تبدو بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى، وتحتاج مصر اليوم إلى وسيط نزيه محايد بين أطراف النزاع مرجحة قيام أوروبا بهذا الدور.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء في مصر، فبعد قرابة العامين من الانضمام إلى دول الربيع العربي والإطاحة بالنظام القمعي لحسني مبارك، جاءت الحكومة التي نصبها الجيش لتفرض الأحكام العرفية، وتدعو إلى حظر قانوني لجماعة الإخوان مثلما كان الحال في السابق، في الوقت الذي يتم فيه انتقاد المخاوف الدولية باعتبارها تحيزا خارجيا.
وأشارت إلى أن أحد الدلائل على عودة مصر إلى الوراء خروج الرئيس الأسبق مبارك من محبسه، وهو ما يعني ضياع آخر ذرة للأمل في أن يكون ما قام به الجيش من الإطاحة بمحمد مرسي كان مجرد استجابة مؤقتة لرغبة السكان غير الراضين عن الحكم وليس استيلاء محسوبا على السلطة.
وأكدت أن الوضع يزداد قتامة في مصر يوما بعد يوم، ليس فقط لاستمرار المواجهات الدموية بين الإخوان والأمن والتي أسفرت عن مقتل 830 شخصا خلال الأسبوع الماضي، ولكن طبيعة الاشتباكات والمواجهات نفسها أكثر إثارة للقلق، مشيرة في هذا السياق إلى الكمين الذي نصبه مسلحون لعناصر من الشرطة في سيناء، ومقتل عدد من المحتجزين من عناصر الإخوان المسلمين أثناء ترحيلهم للسجن وهو ما يعكس الشعور بدولة تنهار.
وأشارت إندبندنت إلى أن أي حل للوضع المتدهور يتطلب تقديم التنازلات من جميع أطراف النزاع، لكن فرص التوصل إلى حل وسط في ظل عدم الثقة طويلة الأمد تبدو بعيدة المنال، ومع هذا لا يجب التخلي عن الأمل مثلما قال وزير الخارجية البريطاني مؤخرا الذي أكد أن الوقت «شديد القتامة» ولكن لا يمكننا التخلي عن مصر.
وقالت: إن الاتحاد الأوروبي تحديدا لديه الكثير ليسهم به في حل الأزمة المستعصية، لقد أثار الربيع العربي المنافسات الإقليمية المكثفة بين مختلف البلدان للاستفادة من التحولات في موازين القوى، الصراع في سوريا، على سبيل المثال، أصبح حربا بالوكالة بين إيران والدول السنية، كما أن هناك تحولات في مواقف الدول العربية من مصر من فترة حكم الإخوان إلى حكم قادة الجيش الآن.
وختمت الصحيفة الافتتاحية بالقول: إن مصر اليوم بحاجة إلى وسيط نزيه أكثر من أي شيء آخر، وهو ما يمكن أن تقوم به الدول الأوروبية؛ لأن لديها الكثير لتقدمه أكثر من مجرد ميزانية المساعدات الاقتصادية لمصر.

الإفراج عن مبارك يضيع آخر ذرات الأمل
AlArab newspaper

مواضيع مشابهة