نيويورك تايمز تكشف اسرار و كواليس مجزرة فض اعتصام رابعة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز التفاصيل الكاملة لكواليس الانقلاب العسكري في مصر وما دار بين قادة الانقلاب والدول الاوربية والولايات المتحدة ودور الدول العربية المؤيدة للانقلاب والتي انتهت لمجازر متكرره للرافضين للانقلاب العسكري في مصر كما جاءت في مقالة نيويورك تايمز المنشورة بتاريخ 17-8-2013 والذي ننقل ترجتمه الدقيقة والكاملة فيما يلي :كيف تقودت الامال الامريكية لعقد صفقة تصالح في مصر على الاقل لبرهة وجيزة صدق الدبلوماسيون الامريكان والاوروبين الذين يحاولون نزع فتيل الازمة في مصر انهم على وشك انجاز المهمة بينما كان الالاف من الاسلاميين المساندين للرئبيس المعزول محمد مرسي يحضرون انفسهم لصد الهجوم المرتقب للحكومة المفروضة عسكريا , اخبرهم دبلوماسي اوربى ( بيرنارد يينو ليون) ان هناك شواهد من الرئاسة المصرية انه خلال ساعات سوف يتم اخلاء سبيل اثنان من قادة المعارضة وبالمقابل وافق الاسلاميون على تقليص حجم الاعتصاميين الى النصف ولكن مرت ساعة ولم يحدث شيء
ثم مرت ساعة اخرى ولم يتم الافراج عن احد وقد زاد الامركيون من ضغوطهم حيث قام اثنين من اعضاء الكونغرس بزيارة القاهرة هم جون ماكين من اريزونا وليندساي جراهام من جنوب كارولينا واجتمع مع الجنرال عبد الفتاح السيسي الضابط الذي قام بازاحة الرئيس مرسي وعين مكانه الحكومة الجديدة وكذلك رئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوي محاولين الضغط للافراج عن السجينين
ولكن الحكومة المصرية لم تعرهم انتباه قال فيما بعد السيد جراهام اثناء مقابلة له تعليقا على ما حدث ( يمكنك القول ان العسكريون كانوا يتحرقون لحصول قتال , كان رئيس الوزراء كارثي حيث استمر يعظنى قائلا لا يمكنك التفاوض مع هؤلاء الناس ويجب عليهم الخروج من الشارع واحترام القانون فقلت له السيد رئيس الوزراء من الصعب عليك موعظة أي شخص عن القانون والا قل لي كم الناس اعطوك صوتهم ؟! انت لم تأتي من خلال انتخابات )
واضاف السيد جراهام ان الجنرال السيسي بدا وكانما اسكرته القوة , في هذا اليوم( 6اغسطس ) غادر عضوي الكونغرس وهم في حالة حزن مقتنعين ان هناك استعراض للعنف في طريقه الى الحدوث ولكن الدبولماسيين كان لديهم بعض الامل انهم على الاقل قد اقنعوا الحكومة المصرية بالا تعلن فشل المحادثات في صباح اليوم التالي اصدرت الحكومة المصرية بيانا تعلن فيه انه قد تم استفاذ كل الجهود البدلوماسية ويلقي اللوم على الاسلاميين على أي خسائر في الارواح تحدث في الهجوم المنتظر
وبعد اسبوع من هذا اطلقت القوات المصرية النيران بشراسه لتقتل ما يزيد عن الف متظاهر كل المحاولات التي قامت بها حكومة الولايات المتحدة الامرييكية والتهديديات المستترة والمبعوثين ذو الحيثية وال17 مكالمة الشخصية من وزير الدفاع الامريكي ( شاك هاجل )فشلت في ايقاف اسوا نزيف للدم في التاريخ المصري الحديث
وقد شعر الجنرالات في القاهرة بحرية كاملة في تجاهل الامريكان اولا في مسالة اطلاق السجناء
وثانيا في اعلان فشل المفاوضات وبصورة ما ظنوا انهم لن يخسرواشيئا مقابل هذا التجاهل مدعمين برد الرئيس اوباما الذي اقتصر على الغاء المناورات العسكرية مع الابقاءعلى 1.5 مليار دولار مساعدة سنوية الهجوم العنيف الذي حدث ترك السيد اوباما في موقف لا يمكن الفوز فيه اما ان يخسر شراكة كانت حجر ارتكاز للسلام في الشرق الاوسط لمدة 35 عاما او الوقوف موقف المتفرج بينما حلفاؤه يحاولون الاحتفاظ بسيطرتهم عن طريق القضاء على الخصوم
فمن جانب كانت اسرائيل والسعودية والحلفاء العرب الاخرون يضغطون عليه لكي يخفف لهجته على الجنرالات في مصر بغرض احباط ما يرونه اكبر تهديد لهم وهو التهديد التيار الاسلامي ,
ومن ناحية اخرى كان هناك خليط من المحافظين والليبراليين يحثونه على الوقوف بصلابة ضد الاستبداد العائد والذي كان مسيطرا على الحياة في مصر لعدة عقود حتى ذلك الحين كانت الرئاسة الامريكية قد قررت الابقاء على علاقتها الوثيقة مع الجيش المصري دون تغيير
ولكن عدد القتلى اخذ في التصاعد وسادت الفوضى في الشوارع وكل من الحكومة المصريية والاسلاميين في اتجاه تصعيد الموقف ولم يكن واضحا فيما اذا كانت الحكومة العسكرية الجديدة تستطيع استعادة النظام القديم الذي ظنت الجماهير في الشوارع انه قد أطيح به او انه من الممكن بعد نجاح الاسلاميين في الفوز بانتخابات ديموقراطية ان يستسلموا ويتراجعوا وبينما اعترف السيد اوباما في خطبة يوم الخميس ان الرد الامريكي على ما حدث لا يستند فقط على القواعد الانسانية ولكن ايضا على المصالح الامريكية , لان دولة تتقاسمها معارك اهلية لا يمكن ان تظل عامل ثبات في المنطقة المضطربة
الصداع المستمر كان السيد اوباما يشعر ان الفترة الانتقالية في مصر تمثل صداعا له لمدة تزيد عن عامين فبعد ان اتهم بمساندة نظام الرئيس حسني مبارك لمدة طويلة حتى الاطاحة به فقد انتقد على التخلي عنه بعد ذلك ولهذا وضع السيد اوباما رهانه على السيد مرسي قائد الاخوان المسلمين والذي انتخب منذ عام حيث وجد ان السيد مرسي براجماتي ( عملي ) وشريك مفيد في السيطرة على الاضطراب الذي اشعل الامور في غزة ,
ولكن السيد اوباما اقتنع في النهاية بان المصريين ليس لديهم المصالحة الشاملة لضمان الاستقرار في مصر عندما زار وزير الخارجية جون كيري القاهرة في ربيع 2013 طالب السيد مرسي بان يمد يده الى المعارضين محذرا اياه بانه ان لم يفعل فانه يحضر لثورة ضده شخصيا ولكن السيد مرسي قرر عدم الاستجابة كما افاد مساعدوه وقد سبب فشل السيد مرسي في دمج فرقاء اخرين اليه وكذلك عادته في شيطنه منتقديه واعتبارهم جزء من مؤامرة وحدوث يقرب من كارثة اقتصادية في خروج المعارضين الى الشارع للتظاهر ضده وقد اجتمع الجيش والمخابرات الذين دائما ما احتقروا الاخوان المسلمين على ان تجربة الجماعة في الحكم جعلتها اكثر ضعفا مما فعلته 8 عقود من العمل السري وقد حذرت ادارة اوباما الجيش المصري من التدخل مشيرة الى ان الانقلاب العسكري ينتج عنه ايقاف للمعونة طبقا للقانون الامريكي
, ولكن في 3 يوليو تحرك الجيش ليقبض على السيد مرسي ويعتقل العشرات من مناصريه لم يقوم السيد اوباما بالقاء أي خطب للتعليق على الاحداث مفضلا اعطاء تعليقات كتابية وقد التف على القانون الذي يحكم المساعدات برفض اعطاء قرار فيما كان ازاحة السيد مرسي يمثل انقلابا عسكريا ام لا بينما حاول السيد كيري وهاجل الضغط على الجيش المصري لايجاد حكومة مدنية في اسرع وقت ممكن بالرغم من ان مستر اوباما وافق على عدم قطع المعونة الا انه اجل تسليم اربع مقاتلات اف 16 لمصر
وقد اقترح سياسيون اخرون الغاء مناورة النجم الساطع المقررة في سبتمبر ولكن الببيت الابيض فضل الانتظار لرؤية اذا ما كان الجنرلات في مصر سواف ينفذون تهديداتهم بالقضاء على المتظاهرين مناصري مرسي اما الحكومات الغربية فقد اتخذت موقف المراقبة وفقط حتى بعد ان قام الجيش المصري باول عملية قتل جماعي حيث قتل اكثر من 60 من مناصري مرسي في اعتصام يوم 8 يوليو ,
ولم يتحرك الدبلوماسيون الغربيون الا في يوم 24 يوليو بعد ان وقف الجنرال السيسي ببدلته العسكرية وبنظارات سوداء وفي خطبة حماسية يطلب نزول الجماهير للتظاهر لاعطاؤه تصريح بالقضاء على الاسلاميين وبالفعل قامت قوات الامن بقتل 80 متظاهرين اخرين من مناصري مرسي في ثاني موقعة للقتل الجماعي في اليوم الثانى للتظاهر لاعطاء التفويض المطلوب السيسى
ففي صباح اليوم التالي افاد معاونوا مرسي وقادة الاخوان بان تلفوناتهم ابتدات في الرنين بمكالمات من الدبولماسيين الاوربيبن والامريكيين الخائفين من حدوث حمام دم بصورة وشيكة وقد قامت الادارة الامريكي بالاستعانة باطراف مؤثرة على جانبي الصراع الناشئ في مصر فكان هناك دبلوماسيون من قطر وهي الراعي للاخوان المسلمين في المنطقة في محاولة للتاثير على الاسلاميين ,
وفي الجانب الاخر كانت الامارات المتحدة العدو الدائم للاخوان المسلمين وقد تم استدعاء دبلوماسيوها للمعاونة والتاثير على السلطات الحاكمة ,
ولكن بينما كان مسؤولوا قطروالامارات يتكلمون عن المصالحة في العلن يقول الدبلوماسيون الغربيون ان مسؤولو الامارات كان يلحون سرا على السلطات المصرية للهجوم على الاخوان المسلمين
وقد ذهب عبد الله بن زايد ال نهيان وزير خارجية الامارات الى واشنطن الشهر الماضي وطالب الامريكيين بعدم قطع المساعدة عن مصر حيث كانت الامارت مع المملكة العربية السعودية قد سارعت الى مساعدة الانقلاب العسكري مع وعود بمليارات الدولارات لكي تقلل من اهمية التهديدات بقطع المعونة الغربية عن مصر
بينما بطبيعة الحال قد ساند الاسرائليون الانقلاب العسكري نظرا للروابط الحميمة التي تربطهم بالجنرال السيسي منذ تعيينه كرئيس للمخابرات الحربية المصرية حيث يقول الدبلوماسيون الغربيون ان الجنرال السيسي والدائرة المقربة منه تبدو على علاقة وثيقة مع العسكريين الاسرائليين
وقد اعتقد الدبلوماسيون الغربيون ان الاسرائليين كانوا يطمئنون الجنرال السيسي بعدم القلق من قطع امريكا للمعونات عن مصر وبينما انكر الاسرائليون انهم طمئنوا مصر عن استمرار المساعدة ولكنهم في الوقت نفسه يعترفون انهم مارسوا ضغوطا على واشنطن للمحافظة على المساعدة من اجل مصر,
فعندما اقترح السيناتور راند بول ممثل كينتاكي عن الحزب الجمهوري ايقاف المعونة العسكرية لمصر فان لجنة العلاقات الامريكية الاسرائيلية ارسلت خطاب الى كل رجال الكونجرس الامريكيس في 31 يوليو تعارض هذا الاجراء بزعم ان هذا سوف يزيد حالة عدم الثبات في مصر ويهدد المصالح الهامة للولايات المتحدة ويأثر سلبا على حليفها الرئيسي فى المنطقة وهى اسرائيل وقد صدرت تصريحات من مشرعي الكونغرس تردد هذا الزعم مما نتج عنه الغاء هذا الاقتراح باغلبية 86 صوت الى 13 صوت عندما اقترع عليه في اليوم التالي
بناء الاتصالات حاول السيد هاجل وزير الدفاع الامريكي انشاء جسور من الاتصالات مع الجنرال السيسي وزير الدفاع المصري الذي اصبح الحاكم الفعلي لمصر ,
حيث كانا يشتركان فى أن كلا منهما خريج لكلية فنون الحرب في بانسلفانيا
وفي سلسلة من المكالمات النلفونية مع الجنرال السيسي حاول هاجل الضغط على الجنرال السيسي لعمل انتقال الى الحكم المدني وكانت هذه المكالمات تحدث بصورة شبه يومية وامتدت الى ساعة ونصف في العادة ( وزادت عن ذلك نظرا لوجود مترجمين )
ولكن الجنرال السيسي اشتكى ان ادارة الرئيس اوباما لم تقدر ان الاسلاميين يمثلون خطرا على مصر وجيشها وطلب من وزير الدفاع الامريكي ان ينقل الى السيد اوباما هذا الامر ,
وقد صرح احد المسؤوليين الامريكيين ممن اطلع على هذه المكالمات بان اللغة السائدة في هذه المكالمات كانت (ان الاخوان المسلمون هم مجموعة من الارهابيين ) وقد حاول الدبلوماسيون الامريكان والاوربيون التواصل مع القلائل من الوزراء في الحكومة المؤقتة الذين كانوا يفضلون المصالحة الشاملة وعلى رأسهم البرادعي نائب رئيس الجمهورية والحاصل على جائزة نوبل ,
حيث كان السيد البرادعي يريد الاستقالة من منصبه بعد المجزرة الثانية في 26 يوليو ولكن السيد كيري وزير الخارجية الامريكي اثناه عن ذلك بحجة انه اقوى الاصوات التي يمكن لها كبح جماح الحكومة المصرية ولكن الجنرال السيسي لم يثق ابدا في البرادعي بالاضافة الى وجود مجموعة من القادة العسكريين القريبين من السيسي الذين وجودها فرصة للتخلص من الاخوان المسلمين ,
ومن بينهم كان الجنرال محمد التهامي وهو استاذ للجنرال السيسي وفي الوقت الحالي يشغل منصب رئيس المخابرات والجنرال محمود حجازي رئيس المخابرات الحربية ,
وحيث انه لم يكن هناك أي ردود افعال ضد مصر بعد واقعتي القتل الجماعي فقد اعتقد الكثير من المحللين ان موقف هؤلاء كان اكثر قوة وقد ارسل وزير الخارجية الامريكي نائبه ويليام بيرنز الى القاهرة حيث حاول مع دبلوماسي من الاتحاد الاوربي نزع فتيل الازمة فى مصر ,
وكانت خطتهما تقتضي ان يقوم الاخوان المسلمين بالاقتصار على ميدانيين فقط والاقلال من الحشود ونبذ العنف بصورة علنية , وفي المقابل تقوم الحكومة باصدار تصريحات تشتمل على عملية سياسة شاملة تسمح لكل الاحزاب بالمنافسة في الانتخابات القادمة ,
وكبادرة ثقة تقوم بالافراج عن سعد الكتاتني المتحدث البرلماني عن الاخوان المسلمين وابوالعلا ماضي مؤسس حزب الوسط الاسلامي حيث كان كلا منهما يوجه تهم واهية بالتحريض على العنف حيث شعر الدبلوماسيون الغربيون ان السيد الكتاتني وقبل اعتقاله انه رجل عملي يميل الى التفاوض والمهادنة
ولكن في 4 اغسطس فاجئت الحكومة الانتقالية الدبولماسيين الغربيين بانها توجه اتهامات بالقتل ضد مرشد الاخوان المسلمين محمد بديع والذي كان مختفيا و خيرت الشاطر احد اكثر قادة الاخوان تأثيرا والذي كان معتقلا ويضاف لصدمة هذه الاتهامات كونها جاءت قبل ساعات من السماح للسيد بيرنز وشريكه الاوروبي بلقاء السيد الشاطر الذي وافق على الحوار ولكنه لم يدعم المقترحات ويرغم هذا زاد امل الدبلوماسيون حيث انهم استطاعوا الى التواصل مع الحكومة ,
وفي صباح 6 اغسطس قام قادة الاخوان المسلمين والاوربيون بالاتصال بالسيد عمرو دراج احد مستشار السيد مرسي والمفاوض للفصيل الاسلامي وطلب منه توقع الافراج عن السيد الكتاتني وابو العال ماضي في خلال ساعات وعندما لم يتحقق شيء اتصل السيد دراج بالدلوماسي الاوروبي الذي طمأنه قائلا انه ربما كانت الحكومة ترغب في التاجيل ليوم أخر حتى لا تبدو كأنها تخضع للضغط الامريكي
تزايد التوتر وفي وسط الضغوط المتزايدة وصل السيد ماكين والسيد جراهام الى القاهرة حيث بدأوا بزيارة السفيرة الامريكية آن باتيرسون حيث كانوا يبدوا على وجهها انه لا يوجد احد يستمع كما قال السيد جراهام وقد طالب كلاهما الحكومة الانتقالية بالافراج عن الزعماء الاسلاميين محذرين ان الولايات المتحدة ستضطر في النهاية الى قطع المساعدة عن مصر اذا لم تبدا الحكومة العسكرية في تحديد مواعيد للانتخابات وتعديل الدستور
ويتذكر السيد جراهام نقاشه مع الجنرال السيسي حيث قال له انه لو تقدم مرسي للانتخابات فسوف يفشل أليس توافق على ذلك ؟, فرد الجنرال السيسي بكل تأكيد , فقال جراهام له ولكن ما تفعله الان انك تحوله الى شهيد فالموقف الان ليس عن درجة السوء التي حكم بها البلاد ولا طريقته التي اضرت بالديموقراطية فالامر الان يتعلق بك انت
كان الاجتماع مع رئيس الوزراء اكثر توترا فعند مغاردة السيد جراهامللاجتماع قال للسيد ماكين اذا كان نبرة صوت هذا الرجل مشيرا الى رئيس الوزراء يدل على موقف الحكومة فليس هناك مخرج من هذه الازمة وقد قامت وسائل الاعلام الموالية للحكومة بتسريب تقارير عن قرب ممااصدار بيان من الحكومة بفشل الجهود الدبلوماسية ,
اصاب الدبلوماسيون المشاركون بصدمة وحاولوا ايقاف هذا البيان , وفي اليوم التالي اتصل المبعوث الاوروبي بالتيار الاسلامي ليبلغهم بانه رغم التاخر في الافراج عن المعتقلين فانه قد نجح في ايقاف اصدار هذا البيان وبرغم هذا وبعد نصف ساعة فقط صدر الببيان وكان نصه ( ان مرحلة الجهود الدبلوماسية قد انتهت وان الاعتصامات ليست سلمية وان الاخوان المسلمين يتحملون نتيجة أي عنف يحدث بعد ذلك )
واصاب الدبولماسييين الامريكيين والاوربيين غضب شديد بشعورهم انهم تم خداعهم والتلاعب بهم كما عبر عن ذلك عمرو دراج في حوار لاحق ( لقد تم استغلالهم لتبرير العنف وقد تم استدعاؤهم فقط حتى تستطيع الحكومة الادعاء بان المفاوضات فشلت وفي الحقيقة لم يكن هنااك مفاوضات )
على عقب هذا غادر السيد بيرنز القاهرة باحساس من التشاؤم وقد علق الدبولماسيون الغربيون في القاهرة بانهم فقدوا كل امل برغم تصريحاتهم العلنية بعكس ذلك وكمحاولة اخيره اتصل وزير الدفاع الامريكي بالسيسي ظهيرة 9 اغسطس لاكثر من ساعة ونصف حيث طلب بكل قوة ممارسة ضبط النفس .
وكرر نفس النقاط التي كان يكررها الاسابيع الماضية من نبذ العنف واحترام حرية التظاهر والتحرك نحو مصالحة سياسية شاملة ولكن في الحقيقة في الحكومة المصرية كان النقاش الحقيقي حول كيفية تنفيذ فض الاعتصام ومن يقع عليه اللوم.
فمن ناحية كان وزير الداخلية محمد ابراهيم (والذي احتفظ بمنصبه منذ عهد محمد مرسى نظرا لعدم حمايته الاسلاميين) مقتنعا بان القوة الوحشية هي السبيل الوحيد لفض أعتصام عشرات الالاف من مؤيدي مرسي ,
ولكنه كان قلقا من ان يقدم كبش فداء اذا ما أدت المحاولة الى نتائج كارثية وبينما قال مسؤولون في وزارة الداخلية للصحفيين يوم الاحد الماضي بان البوليس سوف يقوم بمحاصرة المعتصمين وسيقطع عنهم الماء والطعام مع زيادة لمقدار القوة الممارسة بالتدريج
ولكن في صباح اليوم التالي قال وزير الداخلية بانه قلق من اصابات في الشرطة اذا تم الامر تدريجيا وبعد يومين من ذلك اخبر وزير الداخلية واعضاء الحكومة السيد البرادعي ان عندهم خطة جديدة للاقلال من الاصابات وذلك باستعمالأقصى قوة ممكنه للانتهاء من الامر بسرعة وقد وافق الجيش على مساندة الشرطة في ذلك , و لكن الهجوم الذي تم في صباح اليوم التالي نتج عنه مقتل اكثر من 600 فرد طبقا للارقام الرسمية التي سرعان ما اخذت في التزايد , وفي منتصف اليوم قدم البرادعي استقالته
وبينما تناقلت شاشات التلفزيون صور الجيش المصري وهو يفتح النيران على المعتصمين اتصل وزير الدفاع الامريكي بالجنرال السيسي محذرا اياه بانه قد وضع عنصرا هاما من علاقة مصر وأمريكا الدفاعية في خطر , وهو ما كرره وزير الخارجية الامريكي لنظيره المصري نبيل فهمي وقد اعلن السيد اوباما الغاء مناورات النجم الساطع من دون ان يذكر أي شيء عن المساعدات لمصر ,وحتى يوم الجمعة كان لا زال المسؤولين الامريكيين على اتصالات تلفونية بالقاهرة حيث تحدث وزير الخارجية الامريكي مع نظيره المصري طالبا منه ان تعين الحكومة مبعوثا للتفاوض مباشرة مع الاسلاميين , ولكن بدا الامر كأن الدبلوماسيين والعسكريين في كلتا الدولتين لا ينصت كل منهما للاخر سؤال المليون دولار الان وكما عبر عنه ضابط بالجيش الامريكى هو ( اين يكون الخط الفاصل من العنف الذي يتحتم معه قطع العلاقات ؟!)
قسماوي نت
المصدر: http://kasmawi.net/?mod=articles&ID=105717&c=14
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى