آخر المواضيع

آخر الأخبار

22‏/08‏/2013

حكاية "جزار أفريقيا" الذي أباد شعبه باسم الحرية

 

عيدي أمين دادا

عيدي أمين دادا

 

باسم منح الحرية ارتكبت المجازر، وباسم الشرعية اشتعلت بلاد، كلاي الفاعلين سيخضع لحكم التاريخ وذاكرة الشعب التي لا تنسى، والتي حملت في طياتها مشاهد الحرق والقتل من أجل توارثها بين الأجيال لضمان بقائها.
شهدت القارة السمراء خاصة عددا من المشوهين نفسياً سواء أفراد أو جماعات حكموا بلادهم بالحديد والنار، استغلوا الدين من أجل إكساب أفعالهم للقدسية، أدعى بعضهم رؤية الله، وأدعى الآخرون الدفاع عن شريعته، وكان من ضمن هؤلاء الطاغية الأوغندي عيدي أمين دادا ..
ولد عيدي أمين دادا في عام 1925 لقبيلة كاكواس المسلمة، وخدم في الجيش البريطاني وشارك في قمع اضطرابات قبائل الماو-الماو في العام 1952.
وبعد ان كان مساعد طباخ في الكتيبة البريطانية لرماة أفريقيا  أصبح امين دادا ضابطاً عقب استقلال أوغندا في 1961 ثم سرعان ما علا شأنه ليتولى منصب قائد الجيش في 1966.
وفي عام 1971 قام بطل الملاكمة الاوغندي السابق من فئة الوزن الثقيل  بانقلاب أطاح بنظام ميلتون اوبوتي بعد أن ساهم شخصيا في حمله على تولي مقاليد الحكم في البلاد، وشهدت سنوات حكمه الثمانية عمليات قتل جماعية وإبادة لقبائل معارضيه وإنشاء فرق إعدام مما جعل نظامه واحداً من اعنف الأنظمة في تاريخ القارة السمراء.
وفي شهر ابريل من عام 1979 انقلب عليه عدد من المتمردين الاوغنديين وتم ترحيله إلى المنفى بعد أن أمدهم الرئيس التنزاني جوليوس نيريري بالسلاح ليتخلص من عداوته من أمين والتي وصلت لحد دعوة الأخير لإقامة مباراة ملاكمة بينهما لحسم تلك العداوة على أن يكون الحكم هو الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
وفي 1979 اقترح دادا نزع كل الأسلحة التقليدية وإبدالها بالقنابل الذرية لتوزيعها على البلاد ليشعر الجميع بالأمان والمساواة ويسود السلام العالم لتكافوء التسليح.
وفي أوج حكمه أصبح لقبه البروتوكولي صاحب السيادة فاتح الإمبراطورية البريطانية، الحاج الماريشال الدكتور عيدي امين دادا، الرئيس مدى الحياة لجمهورية أوغندا، القائد الأعلى للقوات المسلحة الاوغندية، رئيس مجلس الشرطة والسجون.
ومن نوادره التي سجلها التاريخ أنه في يوم من الأيام حلم حلما مزعجا بأن الهنود والأجانب في أوغندا تآمروا عليه للإطاحة به فاستيقظ من النوم وأصدر قرارا بترحيل جميع الهنود والأجانب من أوغندا فورا، وقام الجيش الأوغندي بجمعهم من منازلهم ووضعهم هم وعائلاتهم بالآلاف في مطار عنتيبي.
وبعد الانقلاب عليه في عام 79 تم ترحيله إلى عدد من البلاد ليقضي سنوات عمره الباقية في المنفى، وتوفي دادا في المملكة العربية السعودية عام 2010 ودفن بها.
ووجدت هوليود في شخصية دادا الثراء الكافي لتقدمه من خلال فيلم سينمائي حمل أسم " آخر ملوك أسكتلندا " و الذي قدمه فيه شخصية أمين دادا فورست ويتكر وحصل الفيلم الذي قدم في عام 2006 على عدد من الجوائز العالمية كالأوسكار لأفضل ممثل وجائزة البافتا لأفضل ممثل عن دور رئيسي..
حكم دادا شعبه بالحديد والنار على مدار ثماني سنوات متخيلاً بأنه هو من منحهم الحرية، مارس التطهير العرقي لعدد منهم لمجرد معارضته مثله مثل من حكم شعبة باسم الدين وأشعل بلاده باسم الشرعية ولكن كلاهما سيضعهما التاريخ في الخانة نفسها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى