بلحية كثيفة، وعينين ثاقبتين، استقبلنا فى الدور الأرضى لبيته، الذى يبعد عن كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام المحترقة، بمسافة دقائق سيرا على الأقدام. المنزل مكون من طابقين فى أحد الشوارع التى يسكن الأقباط معظم منازلها، بقرية دلجا. أمام حائط علقت عليه 3 صور، إحداها للسيدة العذراء، تم وضعها فى إطار كبير، وأخرى للبابا شنودة، والأخيرة لكاهن يقوم بالصلاة، جلس القس إبرام طنينى أبوالمليكان، كاهن دير السيدة العذراء والأنبا إبرام ليتابع ما يحدث فى الخارج عن طريق الأشخاص الذين يذهبون إلية ليبلغوه بكل جديد عقب قيام قوات الجيش والشرطة بالدخول إلى القرية والسيطرة عليها.
يقول: «بعد وقوع القرية رهينة فى يد البلطجية، قررت منذ حوالى شهر الاعتكاف فى البيت، وعدم الخروج إلا للصلاة، بسبب اللى بيحصل فى القرية»، يصمت الكاهن إبرام، ويضيف: «بعض الأهالى بيتعرضوا للأقباط فى الشوارع رغم دخول الجيش والشرطة، مش عارف لو خرجت أنا بلبسى دا هيعملوا معايا إيه».
«150 أسرة سابت القرية منذ بداية الأحداث ولغاية دلوقتى فى أسر بتمشى من القرية، وفى أربع أسر من الشارع ده سابو البلد من يومين» يقول الكاهن إبرام: بعد أن يستقبل أحد الأقباط الذى جاء له للشكوى من بعض ممارسات أهالى القرية تجاهه: «حتى بعد وجود الجيش فى القرية، الأسر بترفض العودة، خوفا من تجدد الاشتباكات، خاصة بعد خروج مسيرات أنصار الرئيس السابق، إمبارح والنهارده لتجوب القرية وتعلن رفضها وجود الجيش».
عن السبب الذى يدفع الأسر القبطية إلى الاستمرار فى النزوح من القرية، على الرغم من مرور أكثر من شهر على بداية الأحداث. يقول: «الخوف والرعب هو اللى بيخلى الأسر تمشى وتسيب القرية، اللى اتولدت، واتربيت فيها، بعد ما شافوا الموت بعنيهم، وبعضهم ذهب لمركز ملوى والبعض الآخر للمنيا، واللى ليه ناس فى القاهرة، أو الإسكندرية راح هناك».
يصمت القس برهة من الوقت ليتذكر كيف جاءت إليه إحدى الأسر منذ أسابيع، قبل أن تخرج من القرية، ويقول: «أسرة من 5 أشخاص قالتلى إنهم مشيوا بعد ما بلطجية طلعوهم من بيوتهم، ثم قاموا بسرقة جميع ما فى المنزل، قبل إحراقه بالكامل. الناس بتقول إن المسلمين بتوع القرية هم اللى دفعوا فلوس تركيب الأبواب الجديدة للكنيسة لكن مفيش حد دفع جنيه للكنيسة، والأبواب الحديدية اللى على بوابة الكنيسة، عشان محدش يخش من غير أذن مدفوعة من فلوس الكنيسة وإحنا مش هنقبل جنية من حد». يضيف: «الوضع مضطرب لحد دلوقتى زى مانتوا شايفين، ثم يضيف بعد أن يستقبل بعض الزوار: «كل الكلام عن المصالحات مجرد شائعات، ومفيش الكلام ده خالص». يحكى الكاهن: «بعض العائلات المسلمة بتيجى عندى، وتجيب معاها وسائل الإعلام، ويقعدوا 5 دقائق، يخدلهم فيها كام صورة للشيخ بجوار القسيس ويخرجوا بعديها من غير ولا كلمة، والناس كلها بعد كده تقول حصل مصالحة وده اسمه مصالحة بالإكراه».
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.
كاهن دير السيدة العذراء بالمنيا: 150 أسرة مسيحية هجرت «دلجا»
عمر عبد العزيز
Thu, 19 Sep 2013 19:24:56 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى