مازالت أسرار حرب أكتوبر تنكشف رغم مرور 41 عاماً، فقد اعتاد المصريون منذ أن وقعت انتصار السادس من أكتوبر /تشرين الأول 1973 على سماع نغمة متكررة ترددها وسائل الإعلام المصرية، وحديث يدعيه المخلوع محمد حسني مبارك دوماً في تصريحاته بأنه صاحب الضربة الجوية الأولى في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولكن جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الأول 2011 لتكشف زيف تلك الأحاديث التي ظلت محفورة في عقيلة المصريين في ظل آلات غسل الأدمغة التي تعمدت استخدامها أذرعة المخلوع مبارك.
وقد كانت سياسة التزييف نهج وأسلوب من أساليب المخلوع مبارك في حياته السياسية، وقد عمد منذ تولية السلطة إلى تضخيم أدواره، ولعل من أكبر الأدلة التي تكشف زيف دور “مبارك” هو ما قام بعد عقب حرب أكتوبر 1973 حيث أمر بإزالة صورة الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة من صور غرفة عمليات الحرب بعد خلافه معه واستبدالها بصورة مصطنعة بدا فيها التزوير مفضوحاً.
وقد انكشف عقب ثورة يناير عدة حقائق من بينها أن الفريق أول طيار محمود شاكر عبدالمنعم هو صاحب الضربة الجوية، وهو قائد ثانى القوات الجوية فى حرب أكتوبر (لواء أنذاك) وحاصل على نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى تقديرا لدوره فى حرب أكتوبر بالتخطيط والتنفيذ .
و اللواء محمود شاكر هو القائد الحقيقى للضربة الجوية ؛ فهو الذى وضع خطتها ، ودرب الطيارين عليها بداية بالتدريب الفردي، ثم بتشكيل أكبر حتي تم تدريب جميع طياري التشكيلات علي الحساب الزمني والتأكد من تفهم الطيارين للمسارات الجوية بداية من الإقلاع بهذا العدد الضخم من الطائرات من القواعد الجوية المختلفة وحتي الوصول الي خط القنال في لحظة واحدة من بورسعيد حتي السويس ، وهو الذى أدارها بمركز قيادة القوات الجوية .
هذا وقد نشرت بعض الوثائق والصور التي تظهر أن اللواء شاكر هو ضاحب الضربة وقد نشرت صفحة “صاحب الضربة الجوية الحقيقي الفريق أول محمود شاكر عبدالمنعم” على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تكشف زيف ووهم أن مبارك صاحب الضربة الجوية.
وقد نشرت الصفحة صورة يستقبل فيها الرئيس الراحل السادات والمشير أحمد اسماعيل فى قاعدة بلبيس الجوية فى يونيو 1974 – ومن المعروف أن المشير أحمد اسماعيل توفاه الله فى ديسمبر 1974 قبل تعيين الرئيس المخلوع مبارك نائبا للرئيس فى أبريل 1975 – وذكرت الصفحة أن “المخلوع” قام بطمس دور الفريق أول محمود شاكر عبد المنعم فى حرب أكتوبر بل مسح تاريخه العسكرى وكأنه لم يكن ورفع صوره من قاعة القوات الجوية بالمتحف الحربى بالقلعة رغم أنه الحق والتاريخ.
هذا وقد نشرت الصفحة خبراً نشر بصحيفة “الأخبار” بتاريخ 7/4/1980 يوضح دور الفريق أول طيار محمود شاكر عبد المنعم .. فى حرب أكتوبر وهو التخطيط والتنفيذ وحصوله على نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى تقديرا لدوره فى حرب أكتوبر.
كما نشرت خبراً بجريدة الأهرام فى 7-4-1980 ويظهر بها المناصب التى تولها ومنها قائد ثانى القوات الجوية – ويظهر معلومة أنه كان ترتيبه الأول على جميع البعثات والفرق والدراسات التى حصل عليها.
فيما كشف حوار إذاعي قديم للواء شاكر تحدث فيه قائد ثانى القوات الجوية فى حرب أكتوبر عن الضربة الجوية والخطة التى وضعها لها وعناصرها التى وضعت بإحكام وكيفية إدارته لها وكيفية توقع وإستقبال نتائج الضربة والإستعداد لمواجهة أى ضربة جوية مضادة محتملة والتى لم تحدث ويتحدث عن الإستعداد الذى تم سابقا قبل الحرب.
أما اللواء صلاح الدين المناوى، قائد عمليات القوات الجوية لثمانى سنوات متصلة، من هزيمة 67 وحتى نصر أكتوبر المجيد، فقد حكى لـ”الأهرام العربى” ذكريات وأسرار جديدة عن تلك الحقبة التاريخية المهمة، وكانت مناسبة الحوار معه هى ثورة 25 يناير ورأى جيل أكتوبر فيها، الرجل يرى أن هذه الثورة كانت ضرورة لوقف غول الفساد الذى يلتهم فى طريقه الأخضر واليابس، مؤكداً أن أهم ما فى الثورة هو شبابها الذين فجروها وأصروا عليها رغم كل الموانع والصعاب، هذا الشباب هو الذى حقق انتصار أكتوبر 73 وسيظل عصب الأمة ورصيدها الحقيقى.
وقال اللواء المناوى حينما تم سؤاله عن صاحب الضربة الجوية الأولى فرد مسرعاً، صاحب الضربة هم 220 طيارا مقاتلا الذين هاجموا بطائراتهم قوات العدو، هؤلاء الذين تدربوا تدريباً شاقاً علي الحرب ونفذوا الخطة بدقة مازالت حديث العالم، هم وحدهم أصحاب الضربة وليس أحداً آخر، وعندما تم سؤاله عن حسنى مبارك قال: إنه لم يكن طيارا مقاتلا.
وبهذا أجمع المحللون والقادة أم مبارك لم يكن صاحب الضربة الجوية ولم يكن طياراً مقاتلاً لينخلع عنه حقيقة ذلك الوهم الكبير الذي عاشه المصريين طيلة سنوات عديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى