مسؤولين إيرانيين خلال اجتماعات الاتفاق النووي الإيراني
أكد سياسيون خليجيون أن هناك تخوفات خليجية من امتلاك إيران اليد الطولى في إعادة ترتيب المنطقة وذلك بعد أن توصلت الدول الست الكبرى وإيران إلى اتفاق مبدئي بشأن الملف النووي الإيراني بعد مفاوضات طويلة في سويسرا .
وأضافوا في تصريحات متفرقة لـ"مصر العربية" ان إيران ستتمكن من العودة من جديد كدولة مقبولة إقليميا ودوليا بعد أن تصادق على الاتفاق في شهر يونيو المقبل، مشيرين إلى أن حركة الاستثمارات الأجنبية ستزدهر في إيران بعد رفع العقوبات عنها تدريجيا مما يسهم في خفض أسعار النفط وانتعاش الاقتصاد الإيراني.
مكسب استراتيجي
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. شفيق الغبرا أن الاتفاق النووي الإيراني الغربي مكسب استراتيجي لإيران على الصعيد الاقتصادي والتنموي بل ويسهل الفرص لتغير إيران تنمويا مبينا أن إيران فاوضت بندية و لا غرابة أن نرى الغضب الإسرائيلي من الاتفاق النووي الإيراني الغربي فهذه المرة تفوق طرف مسلم على إسرائيل في دهاليز السياسة الدولية.
وتابع الغبرا: اختلف مع إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، لكن بنفس الوقت افرح لها على هذا الاتفاق لقيمته التاريخية والمعنوية والإيجابية.. نتصارع مع إيران في كل ما يمسنا، لكن نعي أنها جزء من منظومة إسلامية، وان الصراع الأساسي في إقليمنا سيبقى حول الإنسان وحقوقه وكرامته فمازال اصل الصراع في الإقليم بأشكاله المختلفة مع الصهيونية بصفتها الاستيطانية والإجلائية والتوسعية، فهي اخطر امتهان للكرامة الإنسانية.
وأضاف الغبرا: "أحاول أن افهم الوضع الإيراني وتعقيداته، حيث يوجد بها تيارات مختلفة، تريد الانفتاح لكن بحذر، ترى فراغات في بلادنا فتملؤها ويجب مواجهة التمدد الإيراني، لكن الأولوية يجب أن تكون لبناء مشروع سياسي عربي ديمقراطي إصلاحي إنساني، مدخل لإيقاف التدهور العربي.
رفع العقوبات الاقتصادية
فيما أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبد الله الشايجي أنه وفق بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم أمس الأول في لوزان بين القوى العظمى وإيران لحل أزمة برنامجها النووي فان العقوبات الدولية المفروضة على إيران سترفع بشكل متدرج وعلى مراحل في حالة تعاون طهران مع المجتمع الدولي وليس فوريا كما يعتقد البعض.
وقال الشايجي حول رؤيته للاتفاق الذي تم بين القوى العظمى وإيران حول ملفها النووي أن اللافت في الموضوع أن كلا الطرفين الولايات المتحدة وإيران يسوقان اتفاق الإطار حول برنامج طهران النووي بأنه انتصار، مضيفا: لكن الواقع أن إيران قدمت تنازلات كبيرة وغير متوقعة في سبيل تحقيق هدفين رئيسين هما المحافظة على النظام السياسي من خلال صرف نظر الولايات المتحدة عن تغييره بالإضافة إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي أرهقت النظام الاقتصادي والاجتماعي الإيراني.
وأكد الشايجي أن القلق الذي يسيطر على الدول الخليجية هو أن تمتلك إيران اليد الطولى ويعطى لها دور أكبر في ترتيبات المنطقة بعد هذا الاتفاق، ورأى أن الصيف المقبل سيشهد تطورات كبيرة في المنطقة حيث ستتمكن إيران من العودة من جديد كدولة مقبولة إقليميا ودوليا بعد أن تصادق على الاتفاق في شهر يونيو المقبل، ولفت إلى أن حركة الاستثمارات الأجنبية ستزدهر في إيران بعد رفع العقوبات عنها تدريجيا مما يسهم في خفض أسعار النفط وانتعاش الاقتصاد الإيراني.
أمر ايجابي
وقال عضو الحركة الدستورية الإسلامية النائب في مجلس فبراير 2012 المحامي محمد حسين الدلال: خضوع إيران وملفها النووي للمراقبة الدولية أمر إيجابي ولكن الخطورة في اتفاق الغرب مع إيران علي اقتسام المصالح في المنطقة وتساءل الدلال : هل سيتم إخضاع الكيان الصهيوني الذي يمتلك عشرات القنابل النووية للمراقبة الدولية ويرفض المراقبة بعد إخضاع ملف إيران النووي للمراقبة دوليا؟ مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني يحظي بدعم وحماية دول الغرب والشرق الذين يكيلون بمكيالين تاركيهم في الأرض يفسدون ويجرمون لتحقيق مصالحهم الاستعمارية.
وأكد الدلال أن إيران ستكون في مرحلة ما بعد الاتفاق مع الغرب اكثر شهية وقوة لتعزيز قواها الاقتصادية وتطلعاتها التوسعية في ظل غياب مشروع عربي سياسي اقتصادي متسائلا : هل الكويت ودول مجلس التعاون مستعدة سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا لمرحلة إفاقة إيران من الحصار السياسي والاقتصادي؟ هل لدينا مشروع خاص بنا؟.
وأوضح الدلال أن ردود الفعل لن تصنع مشروعا خليجيا او عربيا يواجه الكيان الصهاينة أو المشروعين الإيراني والأمريكي الأوربي بل سنظل في دوامة مشاريع الآخرين مبينا أن سوء الإدارة وتغييب الشعوب في المشاركة في إدارة شؤون دولها وقمع تطلعاتها للتقدم والديمقراطية ساهم في أضعاف تلك الدول أمام تحديات المرحلة.
وأضاف الدلال: نتطلع إلى مصالحة الأنظمة مع شعوبها في اطر ديمقراطية والتحرك بصورة جادة نحو رسم مشروع عربي خاص يلبي تطلعات التقدم ويواجه المشاريع الأخرى.
وعن اتصال أوباما بقادة عرب يطمئنهم بشان الاتفاق الأمريكي الإيراني قال الدلال : لا ادري لماذا تذكرت أمريكا والسفيرة الأمريكية في العراق قبل غزو الكويت ؟
فيما قال النائب في مجلس فبراير 2012 المحامي أسامة عيسى الشاهين: الاتفاق النووي بين إيران والغرب، لم يأت إلا بعد انتهاء الاتفاق بينهما على توزيع النفوذ في المنطقة، على ضوء نجاح تجاربهما بأفغانستان والعراق مشيرا إلى أن الاتفاق يمثل المنعطف الأكبر والأخطر بتاريخ المنطقة بأسرها!
فيما قال النائب السابق وليد الطبطبائي: إيران وافقت على التخلي عن السلاح النووي كي تتمكن من مواصلة قتلنا بسلاح تقليدي العالم يسمح بقتلنا بالتقليدي ولا يريد أن تقلق إسرائيل من النووي.
إبعاد الحرس الثوري
فيما قال الكاتب الصحافي سعود السمكة إن صدقت المعلومات التي توفرت لدينا من أن الاتفاق الذي تم بين إيران ومجموعة (5+1) قد جاء نتيجة إبعاد مؤسسة الحرس الثوري الإيراني عن ملف المفاوضات مع المجموعة وان سنوات المراوحة ومعاناة الشعب الإيراني بسبب الحصار الذي امتد طوال اثني عشر عاما كانت بسبب تعنت مؤسسة الحرس الثوري الإيراني وإصرارها على شروطها بإنتاج السلاح النووي, وان المرونة التي حصلت في المفاوضات الأخيرة التي كان ثمرتها هذا الاتفاق, سببها شرط وإصرار الرئيس روحاني على مرشد الثورة بان ينزع ملف المفاوضات من يد الحرس الثوري ويبعده نهائيا عن سير المفاوضات اذا أرادت إيران أن تتحرر من قيود الحصار وعودت علاقاتها مع المجتمع الدولي لتصبح علاقات طبيعية يسودها التعاون والاحترام.
وأشار إلى أن مرشد الثورة خامنئي انحاز بجانب السيد الرئيس روحاني وأبعد ملف المفاوضات عن مؤسسة الحرس الثوري ليصبح بيد الرئيس روحاني ومعه كل الصلاحيات وهنا نجحت المفاوضات وتم الاتفاق.
وتابع السمكة :الحقيقة إذا كانت هذه المعلومات التي وصلتنا حقيقة وهي كذلك كونها من مصادر رفيعة موثوقة وقريبة من القرار في طهران فان النجاح والثمرة التي سوف تقطفها من هذا النجاح بلا شك هي العاصمة طهران, والشعب الإيراني الذي عانى ما عانى من الحصار على مدى اثني عشر عاما وقبلها عشر سنوات في حربه العبثية مع نظام صدام.
وأضاف السمكة: من هنا على أساس هذا النجاح الدبلوماسي والحرفية السياسية التي يملكها الرئيس روحاني يحق للشعب الإيراني أن يستبشر خيرا إذا أصبحت هذه الحرفية السياسية عنوان الحراك الإيراني المقبل وعلاقاته مع دول الجوار وبقية دول العالم خصوصا أن إيزان تملك من عناصر التنمية الكثير من الأشياء الأساسية من خلال سعتها الجغرافية وكثافتها البشرية وطبيعة شعبها في جدية العمل والإنتاجية وثرواتها المتعددة وعمقها التاريخي ومن شأنه ذلك ان يدفع ايران لكي تعوض وبسرعة كل السنين التي توقفت فيها التنمية بسبب الحرب مع نظام صدام وبسبب الحصار الدولي.
وبين السمكة أن إيران اليوم وبعد نجاح المفاوضات أمامها الطريق سالك نحو العمل التنموي وإشارات المرور جميعا تضيء لها باللون الخضر فمن ناحية جيرانها دول مجلس التعاون فمن المؤكد ان الجميع يتمنى ان تصبح إيران صديقا صدوقا باعتبارها الأقرب من حيث الجوار الجغرافي فإذا كانت إيران تملك الكثير من العناصر الإيجابية التي هي أساس التنمية فان جيرانها في منظومة دول مجلس التعاون مع بقية العرب لديهم الكثير أيضًا من هذه العناصر وبالتالي فإن الأمر هنا لا يحتاج سوى إرادة نحو العمل التنموي الجاد وقبل هذا وذاك إثبات حسن النوايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى