الرباط – “القدس العربي”ـ من محمود معروف ـ أصاب كثير من شظايا “ويكلكس السعودية” أماكن مختلفة من المغرب دون ان يصدر اي رد فعل مغربي حول الوثائق التي تكشف عن رؤية العربية السعودية لتطورات داخلية في بلد اتسم بعلاقات متينة منذ عقود، وإذا أصابها الجفاء والبرودة احيانا، فإنها لم تعرف توترا.
وثائق الخارجية السعودية تتحدث عن طلب تقدم به إلى العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، في ايار/مايو 2012 محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو التي تناهض السيادة المغربية على الصحراء الغربية، يلتمس منه التدخل لدى الملك محمد السادس لـ”الكف عن إطالة أمد النزاع في الصحراء”.
وقال محمد عبد العزيز للملك عبدالله إنه يطلب منه التدخل لدى محمد السادس من أجل الشروع في “التفاوض الجاد” على أساس الميثاق الذي وقعه الراحل الحسن الثاني، ويقضي بـ”الاحتكام” لإرادة الصحراويين في اختيار مستقبلهم.
ووصف زعيم “جبهة البوليساريو” في رسالته الوضع السياسي المتعلق بالنزاع الصحراوي بأنه يعيش حالة انسداد كبير في مسار تسوية النزاع وبوادر الانزلاق التي ما فتئت تطل برأسها من بين ثنايا الإحباط والحنق المتولدين لدى الصحراويين، محملا المغرب المسؤولية عن ذلك بسبب “تراجعه عن التزاماته وإمعانه في قمع المدنيين في المدن الصحراوية”.
وفي تقرير للسفارة السعودية بالرباط حول حركة 20 شباط/فبراير وهي حراك الشباب المغربي الذي جاء في سياق الربيع العربي 2011 جاء إن الحركة ظهرت بعد نشوء الثورات في بعض الدول العربية، وأن لها ارتباطات بقوى يسارية، كما أن عددا من قيادييها لهم توجهات يسارية.
وتحدث التقرير عن 20 شباط/فبراير ما بعد تشكيل حكومة بن كيران في شباط/فبراير 2012، حيث رفعت من سقف شعاراتها والهتافات المناهضة للملكية لأجل التصعيد ورغبة في إعادة الزخم الذي فقدته مع تشكيل الحكومة التي يرأسها عبد الإله بن كيران، وخلص إلى أن الحركة صعدت الشعارات إلى أقصى ما يمكن لأنها رأت أن الخيارات أمام السلطات الأمنية كانت محدودة، “فخيارات المواجهة والقمع بالقوة ستكون لها عواقب وخيمة وستؤدي إلى إحداث عدد كبير من المصابين، نظرا لضخامة عدد المشاركين في المظاهرة”.
وتوقع التقرير أن تزداد وتيرة وحدة المظاهرات، خاصة بعد أن انضم إليها العاطلون عن العمل و”جماعة العدل والإحسان” التي وصفها بـ”المحظورة”، كما توقع أن تتعامل السلطات مع رموز 20 فبراير بأسلوب أكثر صرامة، نظرا للمطالب التي رفعت “والمتعلقة بالثورة ضد الملكية”.
وكشفت تسريبات “ويكليكس السعودية” عن تقرير لرئاسة الاستخبارات العامة السعودية، تم بثه مباشرة بعد تعيين حكومة عبد الإله بن كيران أبرز أنه على من الرغم من تولي حزب “العدالة والتنمية” زمام الحكومة، فإن مجموعة من المناصب الحساسة ظلت تحت إمرة رجال مقربين من القصر مثل منصب وزارة الأوقاف، أما الداخلية فبالرغم من أنها منحت لمحند العنصر، إلا أن الوزير الفعلي هو الشرقي الضريس الوزير المنتدب.
كما أن وزارة الفلاحة تم منحها لرجل الأعمال عزيز اخنوش، وأن هناك أربعة مناصب شكلية تم منحها من باب الترضية مثل منصب وزير الدولة (نائب رئيس الحكومة) الذي تولاه عبدالله بها (توفي فيما بعد بحادثة قطار)، ومنصب وزير الخارجية الذي تولاه الدكتور سعد الدين العثماني. وأكد التقرير أن وجود هذا الأخير كان غطاء فقط لتصريف القرارات الصادرة عن المخابرات المغربية.
وقال تقرير المخابرات السعودية أن المناصب الحساسة مثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يسيرها “رجل القصر أحمد التوفيق”، في حين أن محند العنصر ليس وزير الداخلية الفعلي، بل مجرد واجهة لأن من يسير الوزارة هو الشرقي الضريس وأن وزارة الفلاحة والصيد البحري أضحت من وزارات السيادة بعد أن تدخل القصر كي يعلن أخنوش استقالته من الحزب (التجمع الوطني للاحرار) كي يستمر في هذه الحكومة.
واعتبرت الوثيقة السعودية أن سعد الدين العثماني، وزيرا للخارجية واجهة فقط ، لأن الجهة التي تسير الوزارة هي العمراني الذي سيظل مرتبطا برئيسه السابق الطيب الفاسي الفهري الذي عين مستشارا للملك.
ومن بين الوثائق المسربة برقية صادرة عن السفارة السعودية في الرباط، تخبر وزارة الخارجية السعودية أن السفارة تلقت كتابا من مدير الكتابة الخاصة للملك محمد السادس في 18 كانون الاول/ديسمبر 2012، يفيد برغبة الأميرة لالة لطيفة، والدة الملك محمد السادس، في أداء مناسك العمرة ابتداء من 20 كانون الثاني/ يناير 2012 (وقع خطأ في السنة جرى تصويبه في مراسلات أخرى، حيث كان يقصد 2013)، وكشفت البرقية أن الوفد الذي سيرافقها يتكون من 110 أشخاص من بينهم ثلاثة عشرة عنصرا أمنيا من مديرية القصور مع ذكر أسمائهم وأعمارهم ونوعية الأسلحة التي يحملونها وعدد الرصاصات التي يتوفرون عليها وكذا أرقام جوازات سفرهم.
وأضافت البرقية المسربة، أن السفارة ستوافي الخارجية السعودية باللائحة النهائية للوفد المرافق، ومواعيد المغادرة والوصول، وبرنامج الزيارة حين التوصل بها من الجانب المغربي.
وختمت البرقية بالتأكيد أنها موجهة إلى الإحاطة علما، ولاتخاذ اللازم حيال استضافة سموها والوفد المرافق لها وتم نشر وثيقة من وزارة الخارجية السعودية تجيب السفارة المغربية وتؤكد أن المملكة السعودية ستقدم جميع التسهيلات لوفد الأميرة لالة لطيفة على غرار ماجرت به العادة خلال الزيارات السابقة.
وأفادت وثيقة أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية تلقت رسالة من محمد القباج (مستشار للملك محمد السادس رئيس مؤسسة “روح فاس″ يطلب فيها الدعم المادي لمهرجان فاس للموسيقى الروحية.
وأشار القباح إلى قيام مؤسسة “روح فاس″ بتنظيم المهرجان الدولي السادس في موضوع: “مسالك الكمال في تزكية النفس″، خلال الفترة الممتدة بين 4 و12 حزيران/يونيو 2010، تحت رعاية الملك محمد السادس، وأنه سيتخلله لقاءات فكرية تجمع مثقفين ومختصين وعلماء من مشارب حضارية وثقافية مختلفة، وأنشطة موسيقية روحية، و”يرغب المذكور في شراكة فعلية مع وزارة الثقافة والإعلام، وذلك بالمشاركة في المهرجان وتقديم الدعم المادي للمساهمة في نجاحه تنظيميا”.
ووجهت رسالة وزارة الخارجية السعودية سفارتها بالرباط إلى موافاتها بمعلومات تفصيلية عن المؤسسة ورئيسها، وعن أهمية المهرجان وفعالياته والمشاركين فيه من الدول العربية وغيرها، ومدى أهميته المحلية والدولية، فضلا عن رأي السفارة حيال طلب الدعم المادي لتنظيم المهرجان.
ويكيليكس: طلب دعم مادي لمهرجان فاس للموسيقى ووالدة ملك المغرب تؤدي العمرة… والوزارات المهمة بيد القصر
ahm
Sun, 21 Jun 2015 17:57:50 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى