استمرارا لحرب الجنرالات الإعلامية المشتعلة فى مصر منذ عدة أسابيع، بين كل من الفريق أحمد شفيق وعبد الفتاح السيسي، دخل كل من الفريق المتقاعد سامى عنان، الرجل الثانى فى المجلس العسكري، واللواء مراد موافي، رئيس المخابرات العامة السابق فى عهد المجلس العسكرى فى دائرة الصراع لتصبح تصريحات الجنرالات السابقة مادة دسمة على الفضائيات ووسائل الإعلام.
وبعد أيام من تصريحاته الأخيرة، سواء مداخلته الهاتفيّة مع عمرو أديب، أو حواره مع عبد الرحيم علي، والتى أصر خلالهما أنه كان الفائز فى الانتخابات الرئاسية المصرية 2012، وليس الرئيس محمد مرسي، واستشهاده بشخصين كانا فى صدارة السلطة وقتها، وهما: الفريق سامى عنان واللواء مراد موافي، بادر الرجلان سريعا بتكذيب تصريحات شفيق ونفيا جميع الوقائع التى ذكرها.
وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطانى قد ذكر فى تقرير له سابق وجود توترات بين أركان النخبة الحاكمة فى مصر وجنرالات العسكر.
وأكد الموقع، أن "التوترات التى كانت تغلى تحت السطح بين أركان النخبة الحاكمة فى مصر منذ شهور، خرجت إلى العلن مؤخرا، وكان نتاجها أن جرى تحذير الفريق أحمد شفيق - المقيم بالإمارات من قبل حكومة السيسى وجهات سيادية - من العودة من منفاه فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخبر بألا يسعى فى المستقبل إلى لعب أى دور فى السياسة المصرية".
شفيق يحرج السيسى بعنان وموافي
وكان شفيق قد أجرى اتصالا الأسبوع الجارى على قناة "أوربيت" ذات التمويل السعودي، مع عمرو أديب، ورفيقه المحامى خالد أبو بكر، زاعما فى اتصاله أنه الفائز فى الانتخابات الرئاسية عام 2012 وليس الرئيس محمد مرسى كما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات آنذاك، وكما أكده السيسى نفسه خلال تصريحاته الأخير أثناء لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأكد شفيق رواية اتصال الفريق عنان وقتها به، ليؤكد له: "كله تمام يا افندم وابقى افتكرنا"، ولم يكتف بذلك، بل قال: إن رئيس المخابرات وقتها اتصل برؤساء مخابرات دول عربية، وأخبرهم بفوز شفيق، ما يحمل اتهاما صريحا للمجلس العسكرى بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الإخوان، والسيسى بالطبع جزء من هذا المجلس.
وأضاف شفيق خلال الاتصال رواية جديدة عن لقائه المشير طنطاوى عقب الانتخابات، وتنص على أن "طنطاوي" سأل شفيق قائلا: "الشارع بيقول إيه؟"، فرد شفيق "إن الناس بتقول إن لجنة الانتخابات لعبت فى النتيجة"، ثم أبلغ المشير نيته الذهاب إلى العمرة على أن يعود بعد بضعة أيام لو كان "كل شيء تمام" ولو لم يشعر بشيء يدبّر ضدّه، وهو ما اكتشفه بعدها بساعات، ليغير وجهته لـ"أبو ظبى" بعد منتصف الليل، ويذهب فى عمرته الأطول فى التاريخ، خوفا من تآمر الإخوان عليه حسب قوله.
موافى يُكذِّب شفيق
وبادر مراد موافي، إلى تكذيب رواية شفيق بأنّه أخبر رؤساء أجهزة مخابرات عربية بفوزه فى الانتخابات.
وقال مصطفى بكرى الصحفى المقرب من المجلس العسكري، خلال برنامج "على مسئوليتي"، الذى يقدمه بدلًا من "أحمد موسى"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، إن اللواء مراد موافى أكد فى تصريحات خاصة للبرنامج، أن "ما أثير بشأن إبلاغ الفريق أحمد شفيق بفوزه أمر غير صحيح".
وأضاف أن "موافى تساءل: كيف لرئيس مخابرات أن يبلغ حكومات دول أخرى بنتيجة الانتخابات قبل الإعلان عنها من قبل لجنة الانتخابات"، مؤكدًا أنه يحترم القضاء المصرى و"لم يجر أى اتصال بأحد لمعرفة تلك النتيجة من قريب أو بعيد".
المخابرات تتحيز لشفيق
وأوضح بكري، نقلا عن موافي، "كنت أتمنى أن يفوز الفريق أحمد شفيق، ولكن ما كان علينا إلا احترام نتيجة الانتخابات، إننى لست معنيا بأى خلاف يجرى على الساحة السياسية، وإنى قررت الابتعاد عن مسرح الخلافات وليس لدى اهتمام إلا بما يتعلق بشأن الوطن والدفاع عنه فى المجالات".
ورغم أن موافى صرح لبكرى بأنه كان يتمنى فوز شفيق، إلا أنه رضخ لرأى الشعب، وهو ما يعتبر اعترافًا صريحًا بوقوف المخابرات فى جانب شفيق، ويفسر الأصوات الكثيرة التى حصل عليها.
عنان يسارع بالتكذيب
لم تمر 24 ساعة على تنصّل موافى من رواية شفيق، حتى خرج الفريق سامى عنان عن صمته، وفى أول ظهور له منذ إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي، عقب شيوع أنباء عن تحديد إقامته فى بيته من قبل عبد الفتاح السيسي.
ونفى عنان، تصريحات شفيق، والتى قال فيها إنه أخبره بنجاحه فى الانتخابات، وزعم أنه قال له: "ابقى افتكرنا".
هذه الرواية التى نفاها عنان تمامًا، ومن خلال مداخلة هاتفية مع خالد صلاح على قناة "النهار".
تورط اللجنة العليا للانتخابات
أكد عنان، أنّ شفيق اتصل به قبل عدة أيام من ظهور النتيجة، وسأله عن الأخبار، فنفى له أية معلومات لديه عن لجنة الانتخابات وطبيعة عملها، وعقب ذلك بساعات، اتصل عنان بالمستشار فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية، وسأله عن النتيجة، فلم يصرح بشيء سوى أنه سعيد بالوقفة التى كانت عند النصب التذكاري، وهى الوقفة التى قام بها مؤيدو وأنصار شفيق، ما يعنى أيضًا انحياز رئيس اللجنة له، بل تمنّى من عنان تكرار تلك الوقفة، وهو ما يعنى أيضًا علاقة المجلس العسكرى بها.
موجة من تعليقات النشطاء
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من التعليقات على الصراع بين العسكر، ودليل قاطع على تخطيط المجلس العسكرى المبكر على تزوير الانتخابات أو الانقلاب على الرئيس المنتخب.
ومن جانبه، قال الناشط ياسر نجم، إن سامى عنان عايز يبرئ نفسه -كرئيس أركان للقوات المسلحة- من تهمة التواطؤ مع شفيق فى الانتخابات الرئاسية.. فبينكر أنه بلغ شفيق بفوزه.. ويقول: كل اللى حصل إن شفيق كلمنى سألنى عن النتيجة.. فكلمت فاروق سلطان (رئيس المحكمة الدستورية العليا، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات) سألته عن النتيجة.. فقال لى: إنه مافيش أخبار لسه.. ومدح وقفة النصب التذكارى بتاعة أنصار شفيق.. وقال لى أبلغه يكررها.. فبلغته.
وقال الناشط محمود حسين: إن إعلان الإخوان النتيجة مبكرًا قبل إعلان اللجنة العليا للانتخابات وإعلان اعتصامهم بميدان التحرير، كان قرارًا صحيحًا لإسقاط مخطط الدولة العميقة فى إسقاط مرسي، واعتبر محمود حسن، أن تصريحات عنان وموافى تحوى إدانة للجميع أكثر منها تبرئة لهما من رواية شفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى