فرحة المصريين بالعيد يشوبها القلق
" مش حاسين بفرحة العيد"، هكذا هو لسان حال الكثير من المواطنين، فسواء عليك جلست مع أصدقائك أو أفراد عائلتك، أو مررت مصادفة بجوار أحد بالشارع، أو في جلسة على المقهى، أو مستقلًا وسائل مواصلات، ترى بعض الناس متجهمة غابت عن ملامح وجههم ضحكة كانت هي المميزة للشخصية المصرية، فها هي الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لفحت بفرحة المصريين بالعيد.
" نحن في عصر الزمن الكئيب"، هكذا فسر جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، عدم شعور المواطنين بفرحة العيد على غير العقود الماضية، مرجعًا ذلك للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها الشعب المصري، كل على حد سواء الأغنياء و الفقراء، نتيجة ثورتي 25 يناير و30 يونيه، ما عكر فرحتهم بالأعياد وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
وأوضح فرويز، لـ " مصر العربية"، أن التغيرات السياسية عادة يصاحبها تغيرات نفسية، فنتيجة الثورتين أُصيب المجتمع بحالة اكتئاب شديد، خاصة مع ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي والشعور بالقلق الشديد، لافتًا إلى أنه في دراسة صغيرة له طبقها على عدد من الشباب، ثبُت أن 90 % منهم مصابين باكتئاب بسبب فقدانهم للأمل بسبب ظروف البلاد.
واقترح الاستشاري النفسي، روشتة للخروج من حالة الاكتئاب والاستمتاع بأيام العيد، وهي أن يتخيلوا حال البلاد إذا استمر مبارك في الحكم أو بقي محمد مرسي في منصب رئيس الجمهورية، وما كان سيصيب البلاد بفساد أكبر وتدهور سياسي واقتصادي واجتماعي أشد مما عليه الوضع في الوقت الحالي.
وأرجع الطبيب النفسي أحمد عبد الله، غياب فرحة العيد، إلى الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، وتأثيرها بشكل مباشر على المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك ما يزيد على 50 ألف معتقل بالسجون وهو ما يعني أن 50 ألف أسرة لا تشعر بالعيد، فضلًا عن العشرات من حالات الاختفاء القسري و عشرات الآف من الفاريين من سوء أحوال البلاد إلى الخارج ودول أوروبا والخليج، إلى جانب من يعانون من ارتفاع المعيشة بالداخل والأمراض المزمنة.
وأضاف عبد الله، لـ " مصر العربية "، أن كثير من المواطنين فقد الأمل في البلاد وأُصيب بحالة يأس واكتئاب، تحول دون شعوره بأية فرحة وليست فقط فرحة العيد، فالوضع الاقتصادي يزداد سوءًا، حتى أن الأب لم يعد يملك ما يوفر به ملابس العيد لأولاده أو شراء الكعك والبسكويت كأبسط مظاهر الاحتفال بالعيد، فكيف لهم يحتفلون به وسط ما يحملونه من هموم وأعباء.
وتابع الطبيب النفسي:" لو لقيتي حد فرحان يبقى هو ده السؤال، الناس فرحانة ليه؟"، مؤكدًا أنه لم يعد هناك أسباب تستدعي الفرحة، منوهًا إلى أن هناك بعض الطبقات الغنية هي من تشعر بالعيد.
وفي المقابل رأت هناء أبو شهبة، أستاذ علم النفس بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، أن القول بعدم شعور المصريين بفرحة العيد أكذوبة، مؤكدة أن الشخصية المصرية بطعبيتها تميل إلى المرح والبهجة والنكت حتى في أحلك الظروف، لافتة إلى أنه مرت فترة على المصريين أصيبوا فيها باكتئاب بعد ثورة يناير، إلا أنه بعد أن استردت مصر عافيتها بعد 30 يونيو زالت أسباب الحزن والاكتئاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى