خطاب مؤيدي السيسي بعد عام رئاسي: إلى اليسار قليلًا (تقرير)

السيسي

من تأييد شبّه مُطلق إلى اتهامات بالفشل، وتحذير من غضب الفقراء، بات حال عدد من الإعلاميين والسياسيين المؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكمل عامه الأول في السلطة يونيو الماضي.

أخبار متعلقة

بالفيديو.. إبراهيم عيسى: السيسي لم يتخذ قرارًا كبيرًا منذ توليه الرئاسة
بالفيديو..يوسف الحسيني للسيسي: لو فيه نية للتدخل البري في اليمن بلاش لمصلحة البلد ومصلحتك
يوسف الحسيني للسيسي: «ولادك اتقتلوا وحضرتك المسؤول الأول»

حازم عبدالعظيم ينضم للمعارضة

الناشط السياسي حازم عبدالعظيم، الذي كان عضوًا في حملة السيسي الانتخابية، أعلن انضمامه لصفوف الجبهة المعارضة للرئيس، مؤكدًا أن انحيازه في الانتخابات المقبلة، المقرر لها عام 2018، سيكون لرئيس مدني.

«عبدالعظيم» سرّد أسباب تحوله من جبهة مؤيدي السيسي إلى الجبهة المُعارضة، عبر 70 تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، يأتي على رأسها «إيمانه بعدم وجود رغبة حقيقية في التغيير، وصدمته في جهاز الكفتة».

وأضاف «عبدالعظيم»، الذي أعلن عدم ندمه على دعم السيسي في الرئاسة: «لم يعجبني اعتماد الرئيس على أهل الثقة والولاء أكثر من الكفاءة والأهلية، وكنت أعتقد أنه سيغير الكثير، لكنه اعتمد على قديمه»، معربًا عن غصبه لعدم الأفراج عن الشباب المنتمي لثورة 25 يناير، في الوقت الذي جرى فيه الإفراج عن شباب من جامعة الإخوان «الإرهابية».

وتطرق إلى زيارة السيسي إلى ألمانيا، معلنًا رفضه لحديث الرئيس إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حول عقوبة الإعدام، وقال: «لم يعجبني زفة التطبيل والمسخرة التي حدثت في ألمانيا، وما قاله السيسي لميركل عندما كان يدافع عن عقوبة إعدام الإخوان، وقال ليست نهائية وهي درجة من درجات التقاضي، أما في مصر كان كلامًا آخر».

وتابع: «صُدمت أيضًا عندما قال السيسي إن هناك محبوسين مظلومين!!.. لم أفهم،.وكيف تنام ليلة وهناك مظلومين!، وجهاز الداخلية به شرفاء بل وأبطال لا ينكر ذلك إلا جاحد، ولكن توقفت كثيرًا عند مقتل شيماء الصباغ.. فيه حاجة غلط، وهناك كلام كثير عن زوار الفجر».

وختم تغريداته بقوله: «أرتاح لنفسي حاليًا في الجبهة المعارضة للسيسي، والإشادة بما أراه إيجابيًا».

الإعلامي مصطفى بكري، أحد أكبر الإعلاميين المؤيدين للرئيس السيسي، اعتبر أن «انقلاب» حازم عبدالعظيم، الذي رُشح لتولي وزارة الاتصالات في عهد المجلس العسكري عام 2011، على السيسي، يعود إلى عدم تعيينه في منصب كان يطمح إليه.

وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «حازم عبدالعظيم يكذب ثم يكذب حتي صدق نفسه، من شارك الصهاينة في شركة اتصالات من الطبيعي أن يكون معاديًا للدولة».

إبراهيم عيسى يُظهر وجهه المُعارض

ارتفع في الشهور الأخيرة صوت إبراهيم عيسى «المُعارض» للسيسي، واعتبر أنه «أداءه ليس ديمقراطيًا»، كما حذر من نظرية «الرئيس حلو والحكومة وحشة»، لأن السيسي هو المسؤول الأول عن إدارة الدولة.

وقال «عيسى»: «الرئيس الديمقراطي هو المسؤول الأول عن إدارة البلاد، ومن ثم أي تحية تُوجّه للحكومة تُوجّه في نفس الوقت للرئيس، وأي انتقاد للحكومة هو انتقاد للرئيس»، مضيفًا: «لم يحدث أي تغيير في إدارة البلاد، فيه مشاكل وفساد وإهمال وتقصير ومراوغة».

وتابع: «لازم تدرك أن حالة التفويض والاستدعاء انتهت، أنت أصبحت رئيسًا بنسبة 97%، إنما كلامك يوحي بأنك جاي غصب عنك، والحالة دي في الشغل تختلف عن الحالة وأنت رئيس ديمقراطي، أنت المفروض طول الوقت تحت الرقابة والمحاسبة من الشعب المصري، والبرلمان، إنما جملة مش إنتوا استدعتنوني وأدوني فرصة لا تتماشى مع الأداء الديمقراطي».

وتطرق «عيسى»، إلى ملف الشباب، وقال: «السيسي قال إنه بيدعمهم، لكنهم لم يجدوا إلا الحبس والتعذيب من نيابة وداخلية النظام».

واتهم مقدم برنامج «25/30» على فضائية «أون تي في»، أجهزة الدولة بدعم الإرهاب، قائلًا: «أجهزة الدولة اللي بتواجه الإرهابيين هي نفسها متطرفة ومتسلفة، أجهزة الدولة بتواجه العمليات الإرهابية مش الإرهابيين، هي بتوفر البيئة الحاضنة للإرهاب، وبتصفق ليه».

خالد يوسف يحذر من غضب الفقراء

خالد يوسف، عضو الحملة الانتخابية للسيسي، تراجع هو الآخر خطوة إلى الوراء، حذر من «نفاذ صبر الفقراء» لعدم اتخاذ قرارات هامة بشأنهم رغم حبهم ودعمهم للرئيس.

وقال «يوسف»، أحد المقربين من مؤسسة الرئاسة، الذي يظهر بصفة مستمرة في لقاءات السيسي مع الفنانين، إن هناك فئتين لم يشعرا بتغير إيجابي خلال فترة حكم السيسي، وهما الفقراء والشباب، محذرًا إياه من الفئة الأخيرة بصفة خاصة بعد قانون التظاهر «اللي لقوه على دماغهم»، على حد قوله، وأدى إلى حبس مجموعة من الشباب المسالمين، وحبس أصدقائهم بعد التظاهر من أجل المطالبة بالإفراج عنهم، مضيفًا: «كرة الثلج عمالة تتراكم».

وأضاف: «بدأ أي انتقاد من أي نوع من هؤلاء الشباب على طول الجماهير مش النظام يضعها في خانة التخوين على طول، أنتوا ناس خونة وعاوزين تهدوا البلد».

وطالب «يوسف» الرئيس باعتراف رسمي بالقول إن أي صوت يمكنه المعارضة وهو في نفس «حظيرة الوطن»، أي الاعتراف بالمعارضة الوطنية، قائلًا: «مفيش نظام في العالم ملائكي ولا بيتلقى وحي من السماء وفوق مستوى النقد».

الحسيني.. خطوة للوراء

كما اتخذ الإعلامي يوسف الحسيني، الذي منح صوته للسيسي في انتخابات الرئاسة، خطوة إلى الوراء، معلنًا أن «السيسي ليس فوق النقد»، وحمّله مسؤولية فشل الحكومة الحالية، باعتبار أن نظام الحكم في مصر رئاسي، ما يعني أن الرئيس وليس البرلمان هو المسؤول الأول.

وقال «الحسيني»: «حملنا محمد مرسي مسؤولية الأخطاء في عهده، وبحمّل السيسي الأخطاء برضه، هو اللي اختار رئيس الحكومة، ووافق على تشكيلها.. طبيعي إن رئيس الدولة هو اللي يكون المسؤول».

«الحسيني» دافع عن اعتبار البعض بأن «معارضته شكلية، وجزء من الديكور السياسي»، قائلًا: «طالبت بتولي السيسي الرئاسة من قبل وصوله للحكم، وأنا من مؤيدي الرئيس، وهذا لا يتناقض مع توجيه نقد للرئيس لو لم يصيب في إحدى قراراته»، مشيرًا إلى أن الرئيس عرّض عليه منصب محافظ الإسماعيلية 3 مرات، ورفض.

وحيد حامد والسناوي يحذران الرئيس

الكاتب والسيناريست وحيد حامد، صاحب مقولة «مصر محتاجة السيسي»، أعلن في حوار مع «المصري اليوم»، عدم رضاه عن الأداء السياسى، قائلًا: «لا نسير في الاتجاه الصحيح، مازالت عشوائية القرار والتباطؤ في التنفيذ يسيطران على المشهد السياسى، ولم يكن هذا هو الأداء المتوقع من السيسي».

فيما ترتفع وتيرة الانتقادات من قبل الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، يومًا بعد الآخر، مطالبًا الرئيس بحسم بعض الملفات حتى لا تدخل البلاد في مرحلة الخطر، مثل الشباب، والعدالة الاجتماعية، وإصلاح الشرطة.

«السناوي»، الذي أيد وصف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، لـ«السيسي»، بأنه «رئيس الضرورة»، قال إن «الرئيس يدير البلاد دون رؤية وإستراتيجية واضحة، ولم يصنع نظامه حتى الآن، ما أدى إلى عودة رموز الحزب الوطني المنحل إلى الحياة السياسية مرة أخرى».