آخر المواضيع

آخر الأخبار

09‏/11‏/2015

مصر.. 3 أزمات تؤكد فشل سياسة أنصاف الحلول

Media preview
يبدو أن النظام المصري في موقف لا يحسد عليه سياسياً ودبلوماسياً تجاه التطورات الأخيرة بسوريا والخلاف الدولي والإقليمي حولها، فبينما رفض الحليف الأبرز للنظام عربياً وهي المملكة السعودية التدخّل الروسي العسكري في سوريا بشكلٍ قطعي، ما زالت مصر تتبنى مبدأ أنصاف الحلول، وهذا ما سيلحق الضرر بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية مع قائمة من الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وقطر، في بيان مشترك، رفضها للتدخل الروسي، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً مقتضباً عن اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، أكد “تمسك الطرفين بالحل السياسي للأزمات في المنطقة بما يحافظ على استقرار كياناتها ومؤسساته”.

الأزمة السورية
يبدو أن القاهرة تحاول إمساك العصا من المنتصف عن طريق خلق حيز حيادي أو منطقة رمادية بين روسيا والتحالف الأمريكي السعودي في المنطقة، حيث تشهد مصر في الآونة الأخيرة علاقة متنامية مع روسيا، وهي علاقة لا يمكن أن تتطور إلا في ظل اتفاق مبدئي مصري روسي حول النقاط الأساسية في الملف السوري،  والمتمثل بضرورة بقاء الدولة السورية ممثلة بالجيش العربي السوري وبنظام بشار الأسد، كما أن العلاقة مع روسيا يراهن عليها النظام في مساعدة مصر عسكريا في ظل اتباعه سياسة تنوع مصادر السلاح خلال السنوات القادمة.
سنوات الفساد الطويلة ووضع الاقتصاد المصري المتردي ألقى بظلاله على طبيعة العلاقة بين روسيا ومصر، فالوضع السياسي المضطرب وحاجة الاقتصاد الماسّة جعلت من السعودية حليفاً لمصر كونها داعم للاقتصاد المصري بالمساعدات المالية، ماجعل النظام المصري لا يستطيع التصريح بكل جرأة وحزم عن موقف مصر الحقيقي من الملف السوري، كما إن جهود السيسي طوال الفترة الماضية، في تقديم الموقف المصري تجاه سوريا، لإرضاء السعودية تارة وروسيا تارة أخرى، هي جهود ستعود بالضرر على السياسة المصرية وخصوصاً بعد الأحداث الأخيرة وسقوط الطائرة الروسية في مصر، فإذا كان سقوطها ناجماً عن عمل إرهابي فهذه رسالة لمصر مفادها أن هناك دول تسعى لإجهاض العلاقة بين مصر وروسيا وتعكير صفوها، فإما أن تكون مصر في الجانب الآخر أو سيتم العمل على إلحاق الضرر بها من جميع النواحي بما في ذلك السياحة.
ويرى محللون أن العلاقات مع السعودية ثم الولايات المتحدة، هي التي تمنع السيسي من إعادة مستوى التمثيل الدبلوماسي المصري لدى سوريا إلى ما كان عليه قبل قرار الرئيس المعزول محمد مرسي بإغلاق السفارة في القاهرة، كما أن المشكلة الحقيقية في الملف السوري بالنسبة لمصر أنه لا يجب أن يظل رهينة للمال السعودي، فتماهي مصر مع السعودية في موقفها حيال الأزمة في سوريا، قد يمكنها من الحصول على بعض المال الذي وبالضرورة يجب أن لا يسمن ولا يغني من جوع، فالسعودية لا تريد للنظام المصري أن يتفوق ويتصدر دون تنسيق معها وليس خارجها وبصورة يمكن أن تهدد الدور الإقليمي والدولي للمملكة العربية السعودية التي تواجه سلسلة من الخذلان الأمريكي والروسي والعربي، ولكن في المقابل يقتضي هذا التماهي و بكل تأكيد خسارة مصر لأمنها القومي لسببين، الأول هو تدمير الجيش العربي السوري الذي هو جيش مصر الأول وبالتالي تبقى مصر وحيدة فريدة في ساحة لم يبق فيها إلا جيش العدو الإسرائيلي، والسبب الثاني بأن تماشيها مع الموقف السعودي يعني استبدال الجيش العربي السوري بداعش الإرهابية المتواجدة في سوريا، ما يضر بأمن مصر القومي.

الوضع في اليمن
وعلى مستوى الملف اليمني؛ نجد أن السعودية لم تأخذ رأي مصر في تحسين علاقتها بالإخوان المسلمين عندما تعلق الأمر بأمنها القومي، على الرغم من اعتبار النظام المصري أن جماعة الإخوان المسلمين محظورة وإرهابية، إلا أن السعودية لم تهتم بهذه المسألة، واعتبرت أن أمنها القومي يقضي على الخلاف مع النظام المصري في هذه النقطة، ما دفعها لتقارب مع الإخوان عبر قطر وتركيا.
موقف القاهرة مما يحدث في اليمن منذ عدة أشهر يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة وأنها مجبرة على التعاون مع الإخوان المسلمون بصورة مباشرة أو غير مباشرة لحماية نظام منصور هادي، في وقت يعتبر النظام المصري جماعة الإخوان المسلمين إرهابية، ماجعل السياسة المصرية تضع نفسها في مأزق عندما قررت ولو بشكل متواضع المشاركة في حرب ليست حربها مع الجانب السعودي الذي ومع مشاركة مصر معه أبدى الكثير من الامتعاض حيث انتشرت في الآونة الأخيرة تصريحات لدبلوماسيين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم قالوا فيها إن: “السعودية وجدت نفسها لوحدها تتحمل مسئولية حرب إقليمية، والمصريون الذين أبدوا حماسا في البداية للمشاركة مع المملكة في قيادة التحالف العربي العسكري هذا، أخذوا يتراجعون شيئا فشيئا إلى درجة أن دورهم العسكري انعدم واقتصر على مشاركة بعض القطع البحرية العسكرية المصرية في الرقابة البحرية على مضيق باب المندب والمياه اليمنية، بدعوى أن القاهرة لها تجربة مريرة في اليمن ولا تريد أن تزج بقواتها هناك”.
موقف مصر المتمثل بعدم المشاركة الفعلية في التحالف السعودي نقطة تصب في صالح القاهرة، وخصوصاً أن الخارطة السياسية لم تكتمل بعد في اليمن، فهناك خطر طالما حاولت السعودية إخفاءه وهو التغلل الداعشي في اليمن، المدعوم من السعودية في الأساس، الذي إذا ما سيطر على اليمن سيشكل خطراً حقيقياً على قناة السويس بحكم أن اليمن متحكمة في باب المندب.

الأزمة الليبية
 موقف مصر من ليبيا في حال تدخلت فيها عسكرياً، فكان من الممكن أن يكون مبرراً على عكس العدوان السعودي على اليمن، فمصر بالفعل تعرَّض مواطنوها للذبح على أيدي داعش الإرهابية، فضلاً عن اقتراب داعش في ليبيا شيئاً فشيئاً من حدودها الغربية، ما يشكل خطراً محدقاً على أمنها القومي، وعلى الرئيس السيسي أن لا ينتظر قدوم الناتو إلى ليبيا للدفاع عن حدود مصر، فمصالح الناتو كدول استعمارية ستمنعه من تقديم أي مساعدة فعليه لمصر، إلا إذا كانت مصالحه مبنية عليها.
الأحداث المتسارعة في المنطقة لا تحتمل معها أنصاف الحلول، فمصر دولة لها ثقلها الإقليمي والدفاع عن أمنها القومي ضرورة، تستلزم مواقف حازمة لا لبس فيها، حتى لو خالفت مواقف البنك السعودي وتوجهاته في المنطقة.
اقرا من المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى