حكومة "عبدالفتاح القصري".. 4 وزارات رفعت شعار "للخلف دُر".. "عصام فايد" عن أزمة الأرجوت: "تنزل المرة دي".. و"الشربيني" يحصد لقب "وزير الألف كلمة"
الخميس 22/سبتمبر/2016 - 06:09 م طباعةحكومة عبدالفتاح القصري..
كتبت - سمر مدحت:
لم يكن الفنان الكوميدي "عبدالفتاح القصري"- الريس حنفي - صاحب جملة "تنزل المرة دي" الأشهر في تاريخ السينما المصرية، يعرف أن حكومة المهندس شريف إسماعيل ستأتي بعد 59 عامًا، لتسير على طريقته في فيلم "ابن حميدو"، الذي جسد فيه الراحل شخصية المعلم "حنفي"، صاحب الصوت العالي والقرارات المتذبذبة، التي في كل مرة "تنزل" أمام قوة زوجته "أم حميدة".
سياسية التراجع الحكومي، نلمسها واضحة في مجلس الوزراء الحالي، الذي تأخذ كل وزارة فيه قراراتها منفردة، تلقى نقادًا أو سخرية من الرأي العام، ولا يُمر سوى أيام قليلة حتى تعلن التراجع عنها مُجددًا، ويبقى الشعب في حيرة دائمة بشأن المعايير الحكومية لاتخاذ القرارات وأسباب التراجع عنها.
"فطر الأرجوت"
البعض أخذ قرار تراجع وزير التموين الدكتور عصام فايد، عن شرطه بعدم استيراد أي أقماح تزيد نسبة فطر الأرجوت فيها عن 0%، بأنه تصحيح لقرار وزاري خاطيء، بعدما ردت عليه بعض الدول أمثال روسيا بحظر استيراد الفاكهة والخضروات المصرية، ما يؤثر على السوق المصرية.
إلا أنه في الوقت ذاته كشف عن تذبذب حكومي، وفتح الانتقادات على الوزارة بأنها لم تكن على دراية شاملة لتبعات القرار، ولم تقم بأي دراسات مسبقة لردود فعل الدول الأخرى، كما أنه كشف عن عدم وجود أي تنسيق بين المجلس والوزراء.
ويتضح ذلك في أن قرارا التراجع صد من مجلس الوزراء، الذي أعلن إلغاء هذا الشرط، بدعوى اهتمام الحكومة باستمرار تدفق السلع الاستراتيجية من الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلي، والعمل على ضمان أرصدة آمنة من هذه السلع.
وعاد المجلس إلى نقطة الصفر بتأكيده أنه سيسمح فقط بدخول الأقماح الموجود بها فطر الأرجوت وفقًا للمواصفات المصرية المعتمدة والمعمول بها منذ عام 2010، التي تتفق مع المعايير العالمية التى حددتها جهات عالمية متخصصة منها دستور الغذاء العالمي "CODEX" ومنظمة الفاو"FAO".
"درجات السلوك"
مثال واحد على التذبذب الحكومي لا يكفي، لكن وزراء "إسماعيل" لديهم سجل حافل مع القرارات التي يصدرونها ثم يتراجعون عليها سريعًا، نذكر منها وزارة التربية والتعليم التي تربعت القائمة، وحصد وزيرها الدكتور الهلالي الشربيني لقب "وزير الألف كلمة" على مواقع التواصل الاجتماعي.
تخصيص 10 درجات للحضور والسلوك لطلاب الثانوية العامة، كان أولى القرارات التي استهل بها الشربيني عمله في الوزارة، مؤكدًا أن المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي وافق على القرار، حتى تعود المدرسة والنظام التعليمي للانضباط ، وتم تحديد 7 درجات للحضور و3 درجات للسلوك.
وبتفنيد القرار نجد أنه كان يعتمد على التطبيق الإلكتروني في جميع مدارس الجمهورية من خلال تسجيل الغياب يومًا بيوم وإرسالها للوزارة وعمل مراجعة ومتابعة بشكل دوري من قبل لجان المتابعة والموجهين وقيادات الوزارة.
وعقب مرور 20 يومًا على صدور القرار قرر رئيس مجلس الوزراء التراجع عنه وتجميده نهائيًا، بعد ثورة غضب من أولياء الأمور والطلاب لم تدرسها الوزارة خلال بحثها لأوجه القرار، فكان أول خلاف بين المجلس والتعليم على يد "الشربيني".
"الميد تيرم"
حصد الشربيني لقب "وزير الألف كلمة" لم يكن نابعًا من قرار واحد أخذه وتراجع فيه، فقد تلاه قرار بإلغاء إمتحانات "الميد تيرم" والالتزام باختبارات شهرية تحريرية ثلاث مرات في كل فصل دراسي، وهو ما آثار غضب أولياء الأمور للمرة الثانية، ليتراجع الوزيرعنه بدعوى إن التقييم العام الدراسي الجديد سيتم وفقًا للنظام القديم المتبع، ولا تغيير به أو إلغاء للامتحانات بمنتصف العام الدراسي.
السبب وراء التراجع السريع للوزير يرجع إلى أن القرار اتخذه المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي برئاسة الشربيي ووزراء سابقين ولكنه تجاهل استشارة المجلس التخصصي التابع للرئاسة، والمركز القومي للبحوث التربوية، والمركز القومي للامتحانات، والمركز القومي للمناهج.
"منظومة القمح"
كان شهر فبراير الماضي شاهدًا على تراجع حكومي آخر، بشأن منظومة القمح الجديدة التي أعلن عنها وزير التموين خالد حنفي آنذاك، والتي تقضي بتقديم دعم للفلاحين بقيمة 1300 جنيه للفدان، في مقابل تحديد سعر الشراء من الفلاحين، وفقًا للأسعار العالمية للقمح، وهو الأمر الذي رفضه الفلاحون، إذ رأوا أنه سيتسبب في خسارة كبيرة لهم قد تصل لـ1250 جنيهًا في الفدان الواحد.
أسبوع واحد كان كفيلًا بتراجع الحكومة عن القرار والإعلان عن تجميد العمل بمنظومة القمح الجديدة لأجل غير مُسمى، بعدما لاقى القرار احتجاجات واسعة داخل أوساط الفلاحين، وصلت مداها إلى البرلمان، الذي عقد عدد من نوابه، وعلى رأسهم وكيل البرلمان محمود الشريف، اجتماعات عدة أسفرت عن إلغاء القرار.
"معاون الوزير"
واستهلت الحكومة عملها خلال سبتمبر الماضي بقرار تراجعت عنه سريعًا، فاشترطت في البداية على من يشغل منصب معاون وزير بلوغ سن الـ35 عامًا بدلًا من 30 عامًا، على الرغم من أن وظيفة تعيين معاونين للوزير من الشباب، جاءت بعد نداءات عدة بضخ دماء جديدة من الشباب في الوزرات، وعقب أسبوع واحد تراجعت الحكومة عن قراراها.
"تذكرة المترو"
وعن وزارة النقل وتحديدًا سعر تذكرة المترو فحدث ولا حرج، فقد أعلنت الوزارة مرارًا وتكرارًا رفع سعرها إلى خمسة جنيهات وقامت بتمييز العربات الأولى من المترو باللون الأصفر، مما أهل الرأي العام أن قرار الرفع بات قريبًا إلى درجة كبيرة.
إلا أن آخر كلام وزارة النقل كان مختلفًا بعض الشيء، فقد أعلنت أول أمس تأجيل تطبيق الزيادة الرسمية على أسعار تذاكر مترو الأنفاق، بسبب دخول العام الدراسي بعد أيام قليلة، وهو ما يثقل كاهل المواطنين خاصة مع ارتفاع أسعار السلع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى