مفيد فوزي يستفز مشاعر الملايين ويصف الشعراوي بـ«المتطرف».. البحوث الإسلامية: كلامه يؤدى لفتنة والأزهر لا يخرج متشددين فكريًا.. والأوقاف: التطاول على إمام الدعاة اتهام لمصر بتبني الإرهاب
البحوث الإسلامية:
مهاجمة مفيد فوزي للشعراوي تؤدى لفتنة
العلوم الإسلامية:
الكنيسة تشهد للشعراوي قبل المسجد باعتدال أفكاره ووسطيتها
الأوقاف:
وصف الشعراوي بـ«التطرف» اتهام لمصر والسعودية بتبني الإرهاب
عُرف عن الشيخ محمد الشعراوي، إمام الدعاة، أسلوبه السهل والمبسط في تفسير القرآن الكريم، ونال شهرة واسعة وتعلقت به جميع القلوب، فكان الناس بجميع فئاتهم ينتظرون برنامجه على التليفزيون المصري بعد صلاة الجُمعة «حديث الشعراوي» للحصول على الشُحنة الإيمانية التي تغذيهم للأسبوع المقبل، وكذلك برنامجه «خواطر الإمام» على إذاعة القرآن الكريم، ومنح العديد من الأوسمة.
وكان أول ظهور للشيخ الجليل فى السبعينيات مع الإعلامي أحمد فراج فى برنامج «نور على نور»، وأطلق العديد من المقولات التي تأثر بها العالم ومنها: «إذا أخذ الله منك ما لم تتوقع ضياعه فسوف يعطيك ما لم تتوقع تملكه، وإن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل، وإذا لم تجد لك حاقدا فاعلم أنك إنسان فاشل، ولا تقلق من تدابير البشر فأقصى ما يستطيعون فعله هو تنفيذ إرادة الله، وأتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ولا يصل أهل الدين للسياسة».
ورغم تاريخ الإمام الشعراوي الطويل لم يسلم من الإعلامي مفيد فوزي، الذي وصف إمام الدعاة، بأنه زرع التطرف، وسّلب العقول، ومّهد الأرض وخّصبها لكل التيارات المتطرفة، وجعل بعض الفنانات ترتدين الحجاب.
«صدى البلد» أراد أن يوضح الصورة الحقيقية للإمام محمد الشعراوي، ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مهاجمة مفيد فوزي للإمام الشعراوي تؤدى إلى فتنة.
وشدد الدكتور محمد الشحات، على أنه لا يحق له مناقشة القضايا الخاصة بديانة لا يتبعها، مؤكدًا أن الشعراوي منهج وسطي بعيد عن التشدد والغلو الفكري فهو أزهري ولم يُحرض في تفسيره للقرآن الكريم على أي تطرف ولم يصدر فتاوى تبيح قتل الآمنين.
مثال يحتذى به:
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الإمام الشعراوي أحبه الجميع في مصر وخارجها، وصوره معلقة في البيوت وعلى السيارات، فهو مثال يحتذى به، والأقوال المأثورة عنده تؤكد حبه للوطن ووسطيته الدينية.
ونبه على أن غطاء الرأس واجب على كل امرأة بلغت المحيض بإجماع الفقهاء وإثبات ذلك في القرآن والسنة، متسائلًا كيف يصف ارتداء الحجاب بالتطرف رغم أنه ثابت في الإسلام.
تحدث بطريقة غير لائقة:
واعترض الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، على الإعلامي مفيد فوزي، مؤكدًا أنه تحدث بطريقة غير لائقة ولا متفقة مع الحقيقة على إحدى الفضائيات، عن الإمام الشعراوي، أحد رموز مصر، والعالم الإسلامي والهرم المصري العظيم، الذي لا يختلف اثنان على الاعتراف بكونه نموذجًا فريدًا لا مثيل له في القرن العشرين لعالم رباني، ومفكر، وفيلسوف، ومفسر، وفقيه، وطبيب نفسي، وأستاذ علم اجتماع، ومرجع لشباب الأمة في الوطنية، والقيم، والأخلاقيات".
الكنيسة تشهد للشعراوي قبل المسجد:
وطالب بأن يُقدَم الإمام الشعراوي بالصورة اللائقة به، فهو ابن المنهج الوسطي، وابن الأزهر الشريف، مشددًا على أن الأزهر لا يخرج دعاةً للتطرف، إنما يخرج علماء، وأدباء، وقادة، وزعماء، مشيرًا إلى أن "الشيخ الشعراوي إمام الدعاة، أقواله، وعلمه، ومحاضراته ومواقفه الوطنية، تؤكد أنه إمام المعتدلين، وابن مصر البار بأهلها مسلمين، ومسيحيين، والكنيسة تشهد له قبل المسجد، والمسيحيون يسابقون المسلمين بالثناء على الرجل، والترحم عليه، تمامًا، كما يسابق المسلمون بالثناء، وذكر مواقف البابا شنودة قبل أتباع السيد المسيح- عليه السلام".
وأكد عميد العلوم الإسلامية، أن "الأمة في أشد الحاجة إلى هذه اللحمة الوطنية بذكر علمائنا، وقادتنا بالفضل، والإحسان، لا بانتسابهم إلى أهل التطرف، والبهتان".
وأضاف: "إذا ظهر بيننا من لا يراعي مشاعر بعضنا، ويدعو إلى أقوال تثير الجدل، والنقاش دون النظر إلى عواقب نتائجها؛ فعلى العقلاء أن يُنبهوا على ذلك، ويحذرون المتحدث ليراعي مشاعر المحبين لرموز مصر، وعلمائها ليبتعد فورًا عن هذا اللغط اللامفيد، والأقوال المختلقة".
وتابع: "فمصر عندنا كبيرة، وليست هينة، وقادة الفكر فيها هم بتاريخهم علي رؤوسنا، والإمام الشعراوي واحد من هؤلاء، وسيظل علمه وتاريخه، راسخين في وجدان كل مصري، وعربي، ومسلم في العالم كله، وإن كان هناك من تقويم، وتوصيف، وحديث عن الرجل، وأمثاله فلابد من الالتزام بالموضوعية، والمصداقية في العرض، والتقويم، وهذا ما كنا نرجوه من الإعلامي مفيد فوزي حتي يكون الكلام بحق نافعًا، ومفيدًا".
واستطرد: "لو سُئل أحد عن الإمام الشعراوي في أي مكان في العالم لتسارعت الأجوبة بالثناء عليه، والذكر الحسن الجميل"، مؤكدًا أنه كان يعيش وسط الناس من فقرائهم، وأغنيائهم، ويُنفق ماله في الخير بغير حساب، وكانت جميع أقواله، وأفعاله تجسيدًا لمنهج الله الوسطي الذي كان يدعو إليه.
ونبه على أن الشيخ الشعراوي كانت له قدرة فائقة في التواصل مع الشباب، والشيوخ، والمثقفين، ومحدودي الثقافة، وأبسط الناس في القرى، والنجوع، عبر لقاءاته، وبرامجه، وكان لأسلوبه السهل المبسط الذي اقتبسه من القرآن والسنة سحر في النفوس، وعمق في الأفهام.
تشويه الشعراوي لمصلحة من
وتساءل: "هل الشباب إذا سمع من إعلامي كبير: أن رمزا تُعلق صُوره في كل بيوت مصر، ويذيع له التلفاز الرسمي، والخاص: تفسيره اليومي لكتاب الله هو: من مهد لموجات التطرف، والإرهاب التي غزت بلادنا فجأة، وخصّب الأرض، ومهدها لتكاثر تلك الموجات: سيزيد احترامه للعلماء، والأدباء والمفكرين، والذين تفخر بهم مصر أمام الدنيا كلها، أم سيضرب بكل القيم والدعوات التي تنادي بالاعتدال، وحب الوطن عرض الحائط، وقل بعد ذلك على مصر السلام؟! فلمصلحة من هذا".
أقوال الإمام الشعراوي:
وسرد بعض أقوال الإمام الشعراوي التي تؤكد وطنيته، ومنها «البرومو» المنتشر على مواقع التواصل الذي حارب فيه إمام الدعاة التطرف، والتكفير بكل صوره، ويرد فيه على المكفراتية الذين يصفون مصر: بأنها كافرة، وتُسمعه الدولة في قنواتها لكل أبنائها كل يوم لتزرع فيهم الوطنية، والاعتدال، بل ويردد على أسماع طلاب كلية الشرطة في كل احتفال كما نشر في صحفنا، وفيه يصرخ قائلا: «من يقول عن مصر إنها كافرة فمن المسلمون مصر التي صدّرت علم الإسلام إلي الدنيا كلها، صدّرته حتي إلي البلد الذي نزل فيه الإسلام».
واستكمل: "ومن أقوال الشعراوي الحكيمة أيضا عن الثورة، والثوار، والتي رددها الناس في كل مكان عقب الفوضي التي أعقبت ثورة يناير، والتي يبدو أنها قد غابت أيضا عن ذهن الأستاذ مفيد فوزي: وفيها يقول: «إن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد»، متسائلًا: «فهل من اللائق أن يُوصف صاحب هذا الاقوال، والحكم بأنه من المتطرفين، وهو الذي خصّب الأرض للتطرف، ووضع فيها بذور الإرهاب كما يفهم من قوله».
وتعجب «فؤاد» قائلًا: "أليس من الأجدى أن يدعو الإعلامي مفيد فوزي مدارس ومعاهد مصر أن تجعل هذه الكلمات نبراسًا لطلاب العلم في ديار العلم ليهتدوا بها في حب مصر، وأهلها جميعًا، وتكون افتتاحية لطابور الصباح في كل دار، ويُثني علي من تفوه بها بدلا من الادعاء عليه بما ليس فيه".
دلائل خطيرة على كلام مفيد فوزي:
واعتبر الشيخ محمد مبروك الشيلاني، الداعية الإسلامي من علماء الأوقاف، كلام الإعلامي مفيد فوزى، عن الإمام الشعراوي له دلالات خطيرة، مشيرًا إلى أن الدلالة الأولى: أن هذا الكلام فيه اتهام صريح للدولة المصرية برعاية التطرف، لأن الدولة جاءت بالشيخ الشعراوي وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر فكان على رأس جهاز الدعوة الإسلامية ممثلًا لمصر في الداخل والخارج.
وألمح الداعية الإسلامي، إلى أنه من قبل توليه منصب الوزارة ومن بعد تركه للمنصب كانت له أحاديث إذاعية وتلفزيونية وصحيفة في أجهزة الإعلام الرسمية للدولة وكانت كتبه ولا زالت تطبع في دور النشر الحكومية، وقد كان الشيخ محاضرًا بصفة شبه دائمة في ثكنات الجيش المصري وفي قطاعات وزارة الداخلية، ولثقة الدولة في غزارة علم الرجل واعتدال فكره فقد رشحته ليكون شيخا للأزهر لكنه رفض حتى يتفرغ لتفسير القرآن الكريم، فهل كانت الدولة بأجزهتها ومؤسساتها نائمة ولا تدري أن الشيخ الشعراوي يحرث الأرض للتطرف الديني وكان الأستاذ مفيد فوزي وحده يقظًا؟ إنّ هذا لشيء عجيب.
وذكر الدلالة الثانية: أن هذا اتهام واضح للأزهر الشريف ومنهجه بالتطرف الديني، لأن الشيخ الشعراوي حاز قبول وثقة الأزهر ومؤسساته وعلمائه؛ فأُسند إليه التدريس وإلقاء المحاضرات في المعاهد والجامعة الأزهرية، كما أُسند إليه مناصب عديدة من بينها عضوية مجمع البحوث الإسلامية وعضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعمل الشيخ مديرًا لمكتب الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق.
وأكد أنه تم إيفاد الشيخ إلى عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية من قبل الأزهر، وكان رئيسًا للبعثة الأزهرية بالجزائر مدة طويلة، ثم إنه إذا كانت هذه هي رؤية الأستاذ مفيد فوزي للشيخ الشعراوي وهو أحد أهم دعاة الوسطية والاعتدال وإمام الدعاة وشيخ مفسري القرآن في زمانه فما هي رؤيته إذن للدكتور أحمد الطيب إمام المسلمين وشيخ الأزهر في زماننا وهو من الجيل الذي تلقى العلم عن الشيخ الشعراوي، وكلاهما شرب من معين واحد وخرج من مشكاة واحدة هي الأزهر الشريف هل سيصف الأستاذ مفيد شيخ الأزهر هو الآخر بوضع بذور التطرف الديني أم ماذا سيفعل.
ورأى أن الدلالة الثالثة: أن هذا الكلام يفهم منه اتهام المملكة العربية السعودية هى الأخرى بتبني التطرف الديني؛ لأن المملكة فتحت أبواب جامعاتها ومعاهدها ومساجدها للشيخ الشعراوي ليدرس ويحاضر بها، ثم اختارته ليخطب في مئات الألوف من مسلمي العالم خطبة عرفات في موسم الحج سنة 1396 هـ / 1976 م.
وتطرق إلى الدلالة الرابعة بأن هذا الاتهام الخطير فيه إساءة بالغة وإهانة متعمدة لمسلمي مصر بل ومسلمي العالم الذين تلقوا أحاديث الشيخ الشعراوي بالقبول والتفوا حول الرجل في المساجد وعبر وسائل الإعلام المختلفة، فإذا كانت رموز المسلمين في مصر متطرفة في حساباتك فهذا رمي لعموم المسلمين في مصر بالتطرف.
وفتد قول الأستاذ مفيد فوزي، بأن الشيخ الشعراوي كان يحرض الفنانات على ارتداء الحجاب، فهل أصبحت الدعوة إلى الستر والعفاف تحريضا إن هذا شرف كبير وشهادة تضاف لرصيد الشيخ ولا تخصم منه، ثم إن الحجاب فريضة إسلامية فما شأنك أنت بالحجاب.
ووجه رسالة إلى الإعلامي مفيد فوزي: «ألا تعلم أن المسلمين في مصر يعيشون مع المسيحيين في حالة من الأخوة الوطنية التي يكسوها الود والسلام والاحترام المتبادل؛ وإهانته لرمز من الرموز الإسلامية يسهم في الاحتقان الديني والتعبئة الطائفية ويحدث شرخًا بين أبناء الوطن الواحد ويفتح الباب لفتنة إذا وقعت - لا قدر الله - سيدفع الجميع ثمنها، فهل من المعقول أو المقبول أن يكون هذا هو خطاب رجل ممن يعدون ضمن النخبة المثقفة في وقت حرج تمر به مصر ويحتاج فيه الوطن إلى لملمة الجراح لتفويت الفرصة على أعداء الوطن المتربصين به ليل نهار.
وناشد الشيخ محمد مبروك، الإعلامي مفيد فوزي، تقديم اعتذار رسمي بسبب تصريحاته ضد الشيخ الشعراوي، رجوعًا إلى الحق وإغلاقا لباب الفتنة، مضيفًا: وهذا لا ينفي ولا يلغي حق الناس في مقاضاتك أمام الجهات القضائية المختصة.
«من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»:
وعدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إمام الدعاة من أبناء الأزهر الشريف، مؤكدة أنه عالم فذ من علمائه القلائل الذين قل أن يجود الزمان بمثلهم، مشيرة إلى أنه نحسبه من الذين ورد فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ويلهمه رشده».
وانصفت الإمام الشعراوي بقولها إنه كان يجمع بين العلم بتفسير آيات القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية والعلوم الدنية الحديثة مع سلاسة الأسلوب الدعوى وبساطته، موضحة أنه كان يصل إلى كل العقول بمستوياتها.
ورأت أستاذ العقيدة، أن الإمام الشعراوي كان مثالا يحتذى به، فالعلم والعمل، حيث لم يسجل عليه نفاق ولا مداهنة ولا حب للدنيا أو إقبال على السلطة أو المال فلم يتخذ من الدين مطية للوصول إلى الدنيا، منوهة بأن الشعراوي، كان مجددًا للدين والتف حوله كل المريدين من طلاب العلم، واستفادوا من علمه وعمله شيوخا وطلابا فى كافة أنحاء العالم الإسلامى، مشيرة إلى أن من بينهم من نقل عنه للتفسير ومسجل للشرائط وباحث علمي فى شخصيته وعلمه وفكره بعمل الرسائل العلميه من ماجيستير ودكتوراه، موضحة أنه تناولته العديد من الرسائل العلمية بالدراسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى