تمكَّن محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي البالغ من العمر 31 عاماً من الفوز بأصدقاء وأشخاص من ذوي النفوذ في واشنطن، فزيارته الشهيرة بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكم، وخطته المحلية لإصلاح اقتصاد بلاده بعد ظهوره السياسي اللافت للانتباه، إضافة لمجموعة من الأوامر الملكية التي مكنت مقربين له من تسلم مناصب مهمة في المملكة، كلها عوامل جعلت منه الأقرب من غيره لقيادة المملكة في الفترة القادمة.
لكن، ووفقاً لصحيفة الواشنطن بوست الأميركية، وفي الوقت الذي يستعد فيه الأمير الشاب لخلافة والده الملك سلمان البالغ من العمر 81 عاماً بصورة رسمية، تتزايد الشكوك حول قدرات بن سلمان.
تقول الصحيفة الأميركية: "فإصلاحات ولي العهد الجديد التي تتخذ طابع التوجُّه نحو اقتصاد السوق تبدو متوقفةً في الوقت الحالي. وفي الوقت نفسه، تثبت مبادراته العدوانية في الشؤون الخارجية فشلها، وتُلحِق الضرر بمصالح الولايات المتحدة".
ووصفت الصحيفة حملة بن سلمان التي قادها في اليمن بـالـ"فاشلة بكل المقايس"، حيث لم تُحقِّق هدفها المُعلَن بإخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء، وأدَّت إلى خسائر جسيمة نتيجة قصف أهدافٍ مدنية. وقد اتَّهمت مجموعات حقوق الإنسان السعوديين وحلفاءهم، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، بارتكاب جرائم حرب.
وحمَّلت الصحيفة الأميركية الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمن، والتي وصفتها بأنها من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم لعشرات الأعوام للتحالف السعودي، خاصة في الوقت الذي يواجه فيه نحو 17 مليون يمني خطر المجاعة، إضافة لوباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 200 ألف شخص.
وتتعجب الصحيفة من استمرار السعودية في الاستمرار في الحرب باليمن، في الوقت الذي لم يعد بالإمكان الانتصار فيها، بل ونجحت في إقناع إدارة ترامب باستئناف دعمها، بما في ذلك إمدادات القنابل التي كان أوباما قد علَّقها.
أما فيما يتعلق بالحملة الأخيرة التي تقودها السعودية هي و3 دول سنية أخرى ضد قطر، بحجة وقف دعم الدوحة للإرهاب، فترى الصحيفة الأميركية أنه ادعاء مشكوك في صحته، إلا أنه حظي مع ذلك بدعم ترامب.
تقول الصحيفة في هذا الملف: "وعددٌ من تلك المطالب لا يتعلَّق بالإرهاب، فعلى سبيل المثال، طُلِب من قطر إغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة، أكثر المنافذ الإعلامية شعبيةً في العالم العربي، التي تُمثِّل نافذةً لانتقاد ديكتاتوريات المنطقة. وطلب السعوديون أيضاً إغلاق قاعدةٍ عسكرية في قطر تابعة لتركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وتختم واشنطن بوست تقريرها بأن مثل الحرب في اليمن، "يجب أن يكون ذلك سبباً للحذر من احتضان ولي العهد السعودي الجديد، والذي، رغم طبيعته الساحرة، فإنَّ نزعته إلى المغامرة تجعل منه حليفاً مشكوكاً فيه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى