آخر المواضيع

25‏/07‏/2018

الملف الكامل : صحفيو مبارك.. أين كانوا؟ وأين هم الآن؟

 

 

- من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد الأسبوعية

يحاول عدد من كبار الصحفيين الذين كانوا فى خدمة نظام الرئيس حسنى مبارك العودة إلى المشهد السياسى والإعلامى بطرق مختلقة، فمنهم من طرق باب الوساطة وآخر عبر التصالح والتحالف، وثالث بتمجيد وتطبيل كعادته، ورابع فى شكل ثائر ومناضل، رغبة منهم فى الحصول على مناصب أو تجميلا لأرشيفهم العامر بالنفاق والفساد، وفى مقدمتهم كل من:

إبراهيم سعدة.. أصدقاؤه يتوسطون

كان الرئيس السابق حسنى مبارك إذا غضب من رجل أعمال أو مسؤول عربى أو سياسى هدده بأنه سيطلق عليه الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم سعدة لـ«تقريصه» ونشر «فضائحه» لأن مقالات الرجل من هذا النوع كانت تستحوذ على حديث الناس لوقت من الزمان.

أبرز وأول ضحايا قلم إبراهيم سعدة هو رئيس مجلس الشعب الراحل صوفى أبو طالب، الذى تولى منصب رئيس الجمهورية فى أعقاب اغتيال الرئيس أنوار السادات، كان خصما لمبارك فى قصر الرئاسة لذا سلخه إبراهيم سعدة فى مقاله «الرجل المهزوز» بصحيفة «أخبار اليوم».

ظل قلم إبراهيم سعدة سلاح الرؤساء فى الدفاع عن أنفسهم حتى بعد وفاتهم، والتاريخ شاهد على مقالة لـ«إبراهيم سعدة» بعنوان «من أجل حفنة دولارات» لتخوين «نور الشريف» بسبب فيلمه عن رسام الكاريكاتير الفلسطينى «ناجى العلى» الذى كان يهاجم السادات وسياسة مبارك نحو إسرائيل.

فى أعقاب وصول مبارك إلى السلطة فى عام 1981 اتفق سعدة مع المخلوع على إجراء حوار أو كتابة مقال أو الحصول على انفراد أو صورة من رئيس الجمهورية بشكل أسبوعى على غرار السادات، من هنا، توطدت العلاقة التى جعلت إبراهيم سعدة يعود لرئاسة تحرير صحيفة «مايو» الناطقة باسم الحزب الوطنى المنحل كمكافأة على مقاله ضد صوفى أبو طالب. فى عهد مبارك أصبح إبراهيم سعدة أول صحفى يجمع بين رئاسة تحرير صحفية قومية «أخبار اليوم» وصحيفة حزبية «مايو» فى ذات الوقت.

استيقظت مصر فى عام 2005 على خبر منشور فى صحيفة «أخبار اليوم» يعلن فيه إبراهيم سعدة استقالته من منصبه، بسبب خلاف مع رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف الذى كان يرى أن سعدة مقرب أكثر منه للرجل الكبير، لذا سرب وزير الإعلام السابق أنس الفقى قائمة مقدمة للجنة السياسات بالحزب الوطنى لرؤساء تحرير جدد تتضمن الإطاحة بسعدة تحت مزاعم التجديد ومنح فرصة للشباب.

قرر إبراهيم سعدة الاستقالة لشعوره بعدم الحماية من رجال جمال مبارك والأكثر من ذلك أن الكاتب الكبير كان قد شعر بالشبع من السلطة والجاه والمال وتوقع غرق السفينة فابتعد قليلا حتى الإطاحة بمبارك فى عام 2011.

فتحت ملفات فساد متورط بها إبراهيم دفعته للسفر إلى البلد الذى يحمل جنسيته وهى سويسرا، وفى الشهور الماضية يتواصل إبراهيم سعدة من بلده الثانى مع عدد من كبار رجال الدولة والصحفيين، طالبا رفع اسمه من قائمة «ترقب الوصول» من أجل العودة، وكتب من أجله عدد من الصحفيين مقالات تطالب بعودته.

إبراهيم نافع.. العودة عبر بوابة شفيق أو التصالح

ولد إبراهيم نافع فى 12 يناير 1934 بمحافظة السويس، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، وعمل بعد تخرجه بوكالة رويترز، ثم محررا بالإذاعة، ثم محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية ثم رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام فمساعدا لرئيس التحرير فرئيسا لتحرير الأهرام عام 1979 ثم رئيسا لمجلس الإدارة، ورئيسا للتحرير بالأهرام عام 1984.

ترأس الاتحاد العام للصحفيين العرب منذ عام 1996 حتى 2012، كما تولى منصب نقيب الصحفيين لـ6 دورات متتالية، وتمت إقالته من منصبه فى رئاسة مجلس إدارة وتحرير الأهرام فى يوليو 2005.

يعتبر إبراهيم نافع نفسه صحفى الرئاسة الأول الذى يتحدث إليه مبارك فى كثير من الأوقات لمناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية فى البلاد، وفقا لحديثه لإحدى الصحف المصرية إلا أنه عندما طمح أن يكون بطلا بعد عزل الرئيس السابق أكد أن آخر مكالمة بينهما كانت فى عام 2004 حين كلفه مبارك بحملة صحفية فى الأهرام تقنع الشعب بأنه لن يورث الحكم لنجله جمال مبارك، لكن الحملة لم تتم بأمر رئاسى.

لم ينجح نافع فى أن يكون بطلا بعد سقوط المخلوع، لأن مقالاته التى خصصت لها صفحات فى صحيفة الأهرام بعنوان «حقائق»، أو «بهدوء» كى يحلل فيها رؤية مبارك فى السياسة الخارجية ويقدم قراءة لخطابات الرئيس وديمقراطيته ومهاجمة حركة كفاية وغيرها من منظمات معارضة وفساده يشهد بأنه من جنود فرعون الأكبر.

طُرد إبراهيم نافع من رحمة مبارك لأسباب عديدة، منها أنه بلغ من الكبر عتيا، وأنه نشر تقارير وتصريحات لمبارك لم ترغب الرئاسة فى نشرها فى عام 2005 حول تمويل الولايات المتحدة للإخوان وحركة كفاية، كما أنه حين تخطى عمره السن القانونية للتقاعد أعد مشروع قانون لعرضه على البرلمان يسمح له بالبقاء فى منصبه دون الرجوع للمخلوع، مما أغضب الرئيس السابق، وأخيرا أنه قارن نفسه بمبارك حين سُئل عن كيفية بقائه فى رئاسة تحرير الأهرام والترشح لانتخابات نقابة الصحفيين، قال نافع إن مبارك سيترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وهو تخطى 77 عاما، لذا قررت لجنة السياسات فى الحزب الوطنى الإطاحة به، ضمن خطة التغيير.

هرب نافع إلى دولة الإمارات فى أعقاب الكشف عن ملابسات وقائع الفساد التى تمثلت فى تقديمه هدايا لبعض المؤسسات ولمسؤولى الدولة من أجل البقاء فى منصبه. والأخبار المتداولة تؤكد أنه يسعى الآن لدفع 500 مليون جنيه للتصالح مع الأهرام، من أجل العودة للقاهرة بسبب مرضه الشديد إلا أن بعض الصحفيين يؤكدون أن إبراهيم نافع والفريق أحمد شفيق تحالفا معًا فى أبو ظبى وسيعودان سويا.

سمير رجب.. عائد بموقع إلكترونى

تفنن فى تملق وتمجيد مبارك، حتى وصفه فى كتاباته بحكيم عصره، واشتهر عنه افتخاره خلال توليه منصب رئاسة مجلس إدارة الجمهورية بأن المخلوع مثله الأعلى، قال عنه نفسه فى حوار على موقع «الشباب» التابع لمؤسسة الأهرام إنه كان ينافق بمعلمة.

يعد سمير رجب أول من وضع سياسة هاجم الحكومة لكن الرئيس خط أحمر، فاشتهر عنه تبرئة ساحة مبارك من كل كارثة، ويعتبرها أخطاء الوزراء، لذا ذاع عنه مهاجمته لسلبيات الحكومة، فى كبسولاته الشهيرة، راق هذا النوع من الفكر لمبارك وجعله من أشد المقربين.

حين رغب مبارك فى عزل الدكتور كمال الجنزورى من رئاسة الوزراء لجأ إلى سمير رجب، فيقول الكاتب والإعلامى بلال فضل: «لجأ مبارك إلى ذراعه الإعلامية المفضلة سمير رجب، ليأمره بشن حملة على الجنزورى بدأت يوم الأحد 3 أكتوبر 1999، حيث صدرت صحيفة الجمهورية بمقال رئيسى لسمير رجب بعنوان «المغرور» وظن الجنزورى أن سبب المقال الذى يهاجمه، هو قيامه برفض طلب قدمه رجب بمنحه استثناء فى ارتفاع مبنى الجمهورية الجديد الذى اشتهر فيما بعد بمبنى الجاكوزى ـ نسبة إلى الجاكوزى الذى قام رجب بتركيبه فى مكتبه بالجريدة».

عاد سمير رجب إلى الساحة مرة أخرى بتدشين موقع يحمل اسمه، ليواصل نشر كبسولاته ومقالاته وبعض الصور والحوارات النادرة التى كان يجريها مع الشخصيات الدولية والمحلية البارزة، لكن الأسبوع الماضى كان أول ظهور إعلامى له على قناة العاصمة مستخدما لغته المعروفة عنه «نفاق الرئيس».

قال سمير رجب فى حواره على قناة العاصمة ببرنامج «من حقى اتكلم»:

«بعض عناصر الحكومة تعطل السيسى ولا تتجاوب مع مصالح الشعب.. الناس شايفة الرئيس هو المنجز.. مصر عادت خلال عامين من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى ليتحقق لها الأمن والأمان وعادت إلى دورها الريادى بالإضافة لعودتها فى إفريقيا والمنطقة العربية.. السيسى مظلوم من الإعلام والصحافة.. الصحافة تعمل ضده وده ممكن يؤثر على نفسيته».

أسامة سرايا.. عبر المكاتب الإعلامية

ولد أسامة السيد سرايا فى 24 مارس عام 1952 وهو خريج كلية الإعلام عام 1975، تولى رئاسة تحرير جريدة الأهرام من يوليو 2005 حتى مارس 2011، ويصدر له مقال أسبوعى يوم الجمعة يتناول فيه آراءه السياسية والشؤون الداخلية والخارجية فى مصر.

وهو مؤسس صحيفة الأهرام العربى التى خرج منها معظم الوجوه المسيطرة على الساحة فى الوقت الحالى من بينهم خيرى رمضان وخالد صلاح ومجدى الجلاد وغيرهم.

يعد أسامة سرايا، ابن الحزب الوطنى البار، من أبرز وجوه «الشلة» التى أعدتها لجنة السياسات بقيادة جمال مبارك وصفوت الشريف لخلافة الحرس القديم، لتعكس روح المرحلة الجديدة التى تم التسويق إليها والتى تحمل اسم «فكر جديد» فى مؤتمر الحزب فى عام 2005.

حاول أسامة سرايا التجويد فى تمجيد الرئيس ليس عبر الكتابات والمقالات فقط، بل وصل إلى درجة التلاعب فى صورة مبارك مع الرئيس باراك أوباما وعدد من الرؤساء كى يظهره فى مقدمة الزعماء، إذ كان فى الخلف مما ورط مؤسسة الأهرام فى أكبر فضيحة مهنية تسببت فى فقدان الثقة بها.

لا يزال الأستاذ أسامة سرايا حتى اليوم يحفظ الجميل لمبارك عبر ظهور متتابع فى وسائل الإعلام للدفاع عن المخلوع، ليؤكد أن الأخير هو أبو المصريين، وأن التاريخ سينصفه، وأنه رجل إنجازات وأطيب مخلوق فى الأرض على الرغم من أنه فى اليوم التالى لسقوط النظام أمر سرايا بإزالة صور رئيسه من كل مكاتب مؤسسة الأهرام.

يعمل سرايا حاليا مستشارا لعدد من وسائل الإعلام فى الخليج ومصر وخصوصا فى قناة الشاهد والجريدة الكويتية، وهو دائم التنقل بين القاهرة والعواصم العربية لتقديم استشارات مدفوعة الثمن، يحاول العودة من باب فتح مكاتب إعلامية لقنوات خليجية بالقاهرة مثل قناة «الشاهد» الكويتية.

محمد إبراهيم.. فى ثوب الثائر

يعد الكاتب الصحفى الكبير محمد على إبراهيم التلميذ النجيب لسمير رجب وخليفته فى منصب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية سابقا. واختارته لجنة السياسات فى الحزب الوطنى لتعيينه بمجلس الشورى ضمن المجموعة التى يختارها رئيس الجمهورية للتعيين بمجلسى الشعب والشورى فى انتخابات عام 2010 المزورة.

يصفه عدد من منتقديه بأنه كان «سليط اللسان»، بسبب أسلوبه الجارح فى انتقاد الشخصيات السياسية التى كانت معارضة لمبارك والحزب الوطنى. خلق أزمة بين مبارك والعائلة الأميرية فى قطر تسببت فى شن الجزيرة حملة على نظام مبارك حتى سقط، على خلفية كتابته مقالا بألفاظ غير لائقة عن أميرة قطر الشيخة موزة وعن زوجها الأمير حمد حتى إن السيسى اعتذر عن كل هذه الإساءات للشيخة موزة فى حديث مع الأمير الحالى تميم بن حمد.

ذاع صيته وشهرته فى مصر والوطن العربى بسبب ترويجه فى عدد من برامج التوك شو فى عام 2009 و2010 لفكرة توريث جمال مبارك لمنصب رئيس الجمهورية خلفا للمخلوع، مؤكدا أن نجل الرئيس السابق هو الأنسب لحكم مصر فى ذلك الوقت.

قررت الحكومة إقالته من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية عقب ثورة 25 يناير سنة 2011، واتهم محمد على إبراهيم فى عدد من قضايا الفساد ومنع من السفر وتحفظت على أمواله من قبل جهاز الكسب غير المشروع، لكنه مثل باقى رموز مبارك حصل على براءة من كل القضايا.

فى الوقت الحالى الأستاذ محمد على إبراهيم «شادد حيله شويتين» فى انتقاد الحكومة والنظام سواء على صفحته الشخصية، أو فى موقع «مصر العربية» المحسوب على تيار جماعة الإخوان، بينما يلجأ فى مقالاته المنشورة بصحيفة «جورنال مصر» التابع لحزب «مصر الحديثة» الداعم للدولة للكتابة عن الوضع السياسى الخارجى.

يتهم عدد من الصحفيين والمتابعين للشأن السياسى الكاتب الصحفى محمد على إبراهيم بأنه يحاول ابتزاز الدولة وأنه لا فائدة من انتقاده للدولة أو لعب دور الثائر لأن تاريخه يشهد بأنه من كبار« الفلول» كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لن يجعله من المقربين، ولعل معركته الحالية وتبادل الشتائم مع عدد من الصحف عبر مقالات متبادلة يعكس عضب الدولة عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى