فيلم مصري يناقش المثلية الجنسية.. جدل بشأن «بشتاقلك ساعات»

 أثار فيلم «بشتاقلك ساعات»، الذي عرض ضمن مهرجان برلين السينمائي جدلًا واسعًا بين الجمهور المصري والنقاد، نظرًا لأنه يناقش «المثلية الجنسية بين الرجال وأوضاعهم في المجتمعات العربية وخاصة مصر»، مما اعتبره البعض يهدم قيم المجتمع وأعرافه، مبديين اعتراضهم أن فيلم مثل هذا يمثل مصر في الخارج، وخاصة وأن بعض المشاركين فيه مصريين، ومخرجه مصري يعيش في ألمانيا، وهو محمد شوقي حسن، كما أن السيناريو من تأليفه.

وعلى الرغم من أن تصوير الفيلم قد جرى خارج مصر، وتحديدًا برلين التي يقطن بها مخرج العمل، إلا أن بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أدانت الجهات الرقابية في مصر، كما تقدم المحامي أيمن محفوظ، بإنذار للجهات المعنية بشأن إسقاط الجنسية المصرية عن مخرج العمل، متهمًا إياه بالترويج للشذوذ الجنسي.

وقالت الناقدة ماجدة خيرالله في تصريح خاص لـ«المصري لايت»، إن المصريين يثوروا لأي شيء دون تمهل، مؤكدة أن كل من هاجم الفيلم لم يراه لأنه غير متاح للعرض وهذا خطأ لأن الحكم على أي عمل يأتي بعد مشاهدته وليس السمع عن قصته فقط، «وصلنا لمرحلة الجنون في انتقاد أي شيء.. وإن كان المبرر أن الفيلم يعكس أن هناك للمثلية الجنسية في مصر فلماذا تم الهجوم أيضًا على أصحاب ولا أعز رغم أن مثلي الجنس كان يعيش في لبنان؟.. إذًا البلد ليس الفيصل».

وتابعت «خيرالله» أن الفيلم لا يمس المجتمع في قيمه وأخلاقياته، هو فقط يمثل نفسه ولا يمثل مصر، خاصة وأنه إنتاج مشترك بين مصر ولبنان وألمانيا، الأمر الذي يجعل مصر ليست المسئولة عنه مسئولية كاملة، مشددة أنه لا يجوز اتهام الرقابة على المصنفات الفنية أو وزارة الثقافة بأي تقصير، نظرًا لأنه لم يعرض عليهم من الأساس، كما أنه تم تصوير الفيلم في الخارج، وشارك به ممثلين من جنسيات أخرى غير مصر.

«مسألة لا تدين مصر وليست فضيحة والعالم عندما يراها لن يقول أنه كيف أن يكون في مصر ذلك.. لأن القاعدة دائمًا أن الفيلم يمثل نفسه أو يجسد حالة.. ثم هل مصر لا يوجد بها مثلية؟»، كلمات أكدت بها ماجدة خيرالله منوهة المثلية «سلوك» لن يختلف في تفاصيله بين الدول، موضخة أن تفاصيل الشذوذ لن تختلف بين الدول، نظًرا لانه انحراف انساني وليس حالة مجتمعية.

وأعربت الناقدة الفنية عن دهشتها حول الهجوم الشرس على الأفلام التي تناقش المثبية، في حين أنه كان لدينا فيلم «عمارة يعقوبيان» منذ سنوات، وكان الثنائي الذي جسد الشذوذ الجنسي مصريين ودارت أحداثه في مصر، كما أنه كان إنتاج مصري ولم نفعل شيء.

بينما اتفق الناقد أندرو محسن، مدير المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، بشأن هذا الجدل المثار حول قصة حب بين رجلين في «بشتقلك ساعات» أنه لا يوجد أفلام تمثل بلدها في المهرجانات بل نفسها فقط

وأوضح أندرو عبر «فيسبوك»: «مفيش أفلام بتمثل بلادها في المهرجانات، يمكن يكون الاستثناء الوحيد هو الأوسكار (اللي هو مش مهرجان)، لأن في الأوسكار فيه لجنة محددة من كل دولة بتختار فيلم يشارك باسم الدولة فعلًا، والترشيحات بعد كده بتبقى مكتوبة باسم الدولة».

وتابع: «عبارة الفيلم الذي يمثل مصر بتستخدم مجازًا كده، لكنها غير دقيقة، الفيلم بيمثل نفسه والأشخاص المشاركين في صناعته، وهما اللي بيسجلوا الفيلم، ومش معنى إن المنتج أو المخرج من مصر يبقى الفيلم بيمثل مصر».

ونوه: «أعتقد ده ليه علاقة بأنه غالبًا بيكون فيه فيلم واحد بس مشارك من مصر في المهرجانات الكبيرة، عشان كده فيه ناس بتستخدم المصطلح ده، بس مش هتلاقي مثلًا حد في فرنسا ولا إيطاليا ولا أي دولة عندها عدة أفلام في كل مهرجان بتقول إن ده الفيلم اللي بيمثل دولتهم، لأن مافيش حاجه اسمها كده».

واختتم: «بالنسبة لفيلم (بشتاقلك ساعات) المشارك في قسم Forum في برلين، فهو فيلم من إنتاج مصري لبناني ألماني مشترك، وهو بالتأكيد مش بيمثل مصر ولا لبنان ولا ألمانيا، والأهم من كده إنه مش الفيلم العربي الوحيد زي ما فيه كذا حد كتب، فيه فيلم قصير من الصومال Will My Parents Come to See Me للمخرج مو هراوي، وفيه الفيلم القصير Gazing… Unseeing إخراج محمد عبدالكريم إنتاج مصر وهولندا، وفيه أفلام طويلة تانية مشاركة في إنتاجها دول عربية زي فيلم See You Friday, Robinson اللي فيه إنتاج لبناني».

«بشتاقلك ساعات» من بطولة سليم مراد، ونديم بحسون، ودنيا مسعود، وأحمد الجندي، وحسن ديب، وأحمد عوض الله، وريتشارد جبريال جرش، وشااك في إنتاجه محمد شوقي حسن، وماكسيميليان هاسلبرجر، وهشام مارولد، وكريم مارولد، وبالتازار بوسمان.

مواضيع مشابهة