آخر المواضيع

آخر الأخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ازمة فى القصر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ازمة فى القصر. إظهار كافة الرسائل

23‏/02‏/2012

فبراير 23, 2012

أزمة في القصر الجمهـوري….المشير يعلن انحياز الجيش للشعب – حلقة 3

المشير يعلن انحياز الجيش للشعب.. ويحمي شرعية الميدان

 18

كانت الحشود لا تزال تتدفق علي ميدان التحرير بينما هناك عشرات الآلاف ظلوا معتصمين في الميدان لليوم الثاني علي التوالي وبدا للقيادات التي اجتمعت في القصر الجمهوري أو تلك التي أخذت تتجه إليه أن الأمر خطير للغاية وكان مبارك حتي اليوم الثالث من تزايد الحشود في ميدان التحرير لا يزال يعتقد أن الأمر لن يخرج عن يده ويد قواته سواء في الداخلية أو الجيش أو حتي الحرس الجمهوري.
ولكن بمرور الوقت وانقضاء الأيام واصرار الثوار علي عدم مغادرة التحرير إلا بعد تحقيق المطالب بدأ مبارك يشعر بخطورة الموقف بل وبالكارثة التي توشك أن تحل عليه.. لكنه باعتباره نفس الرجل الذي لم يتغير وظل 30 عاما يحكم البلاد بالعناد والاستهتار بالمواطن ويتصرف بغباء سياسي شديد لم يتنازل ولم يحتو المظاهرات منذ يومها الأول بل ظل معاندا ومستكبرا علي الخروج للشعب أو تهدئة هذه المظاهرات وينصرف الشباب إلي بيوتهم ولو حدث وانصرف الشباب في اليوم الثاني أو حتي الثالث لكانت الثورة قد انتهت تماما. ومع ذلك تعرض مبارك خلال 18 يوما ما بين خروج المصريين للثورة عليه وتخليه عن الحكم إلي ضغوط هائلة ما حاصرته من كل الاتجاهات ولكن كان أشدها قسوة وأخطرها تلك الضغوط التي مارستها أسرته عليه وخاصة الأم والابن الاصغر. وكان هدف الأم في هذه الأوقات العصيبة مرور هذه العاصفة وبعدها سيتم تحقيق آمالها وأحلامها بتولية ابنها عرش البلاد ومع ذلك كتبت هي في مذكراتها التي نشرت أجزاء منها في صحف متفرقة علي شكل فقرات مترجمة أن فكرة توريث الحكم لابنها وتوليه رئاسة مصر هي فكرة أمريكية إسرائيلية اختمرت في الوعي السياسي للبيت الأبيض منذ عهد جورج بوش الابن حيث كان يناديه خلال الزيارة التي يقوم بها جمال منفردا بلقب "الرئيس" "Presedent" ظلت سوزان وابنها جمال حتي الساعات الأخيرة من حكم الأب متأكدين من أن حدثا ما سينقذ مركب الحكم التي تحملهم بعيدا عن الغرق في بحر ثورة الشعب التي فجرها هؤلاء الشباب. وظل جمال حتي ساعة متأخرة من يوم الخميس 10 فبراير متصورا أنه نفس الشخص المسيطر الذي يمكنه انقاذ مصر من براثن الثوار والابقاء علي والده في سدة الحكم.
الأسوأ
كان مبارك قد أدرك بعد أن وقعت أحداث معركة الجمل والخيول ومن خلال حلفائه أن الأوضاع تسير نحو الأسوأ وأن أيامه في البقاء في السلطة أصبحت معدودة ومحسوبة خاصة بعد أن بدأت تقارير مباحث أمن الدولة التي وصلت إلي مبارك عن أحداث يوم 27 يناير تقول إن المظاهرات التي ستنزل التحرير اليوم ستكون الأضخم والاخطر وأن الإخوان المسلمين سيشاركون فيها وهذه نقلة نوعية في طبيعة المظاهرات التي دخلت يومها الثالث وبدأت بمجرد تجمع شبابي يوم 25 يناير ولكن اليوم سيكون الأمر مختلفا.
كان الخطأ الأكبر في هذا اليوم هو خطأ حبيب العادلي وزير الداخلية المحبوس حاليا حيث نقل له أنس الفقي رغبة جمال في سرعة القضاء علي هذه المظاهرات وكان العادلي قد استعد لمظاهرات 27 يناير بمواجهتها بطريقة غريبة وغبية في نفس الوقت حيث قرر العادلي قطع الاتصالات وخدمة الإنترنت وطلب من طارق كامل وزير الاتصالات الاسبق قطع هذه الخدمات إلا أن طارق كامل رفض قبل استئذان رئيس الوزراء أحمد نظيف إلا أن العادلي هدده بقطعها بمعرفته فطلب كامل رئيس الوزراء الذي طلب منه بدوره استئذان الرئيس.
كان الرئيس مضطربا اضطرابا خطيرا ومع تزايد الضغوط الأسرية اصبح اسير أفكار زوجته سوزان وابنه جمال وعندما اتصل الوزير السابق طارق كامل بالقصر الرئاسي رد جمال وطلب منه أن ينتظر قليلا علي الهاتف وبعد قليل عاد يخبره بضرورة سماع كلام حبيب العادلي.
السفينة الغارقة
كان العادلي وسوزان وجمال وأنس الفقي ومعهم المغربي ورشيد وبطرس ومحيي الدين يعملون معا كفريق للخروج من سفينة الحكم الغارقة بآمان ان لم يستطيعوا تعويمها.. لم تكن التعليمات بقطع الاتصالات عن الميدان وخدمات الانترنت صادرة من الرئيس المرتبك والخائف للمرة الأولي في حياته بل كانت بالاتفاق ما بين الوزير المخلص لفكرة التوريث اللواء حبيب العادلي المسجون حاليا وبين الوريث المنتظر لحكم مصر جمال فالأب لم يكن في حالة أو لديه القدرة علي التفكير في المغزي من وراء قطع الاتصالات كان مرتبكا بدرجة خطيرة وكانت قرارات القصر الجمهوري كلها تقريبا تصدر من الأم أو الأبن أو أحد الوزراء المقربين ولم يكن في القصر الجمهوري معارض سوي المشير محمد حسين طنطاوي الذي كان يقف في جبهة تميل نحو الشعب وضد كل رجال الرئيس.
كان يوم 28 يناير يوما فاصلا في تاريخ الثورة فقد أثبتت ثورة الشباب أن أحدا لن يستطيع أن يقف ضدها علي وجه الاطلاق وعند الساعة الثانية عشرة ظهرا لم يكن أيا من رجال الشرطة علي وجه الاطلاق في شوارع القاهرة كان قطع الاتصالات وخدمة الانترنت أمراً خطيراً ليس علي الثوار وحدهم ولكن علي جهاز الشرطة بكامله حيث فقد القادة الاتصال ببعضهم في الوقت الذي كانت فيه  أحداث الثورة تتصاعد بين محافظات مصر وبعد صلاة الجمعة يوم 28 يناير كان اللواء حسن عبدالرحمن مدير جهاز مباحث أمن الدولة الذي تم حله فيما بعد يتصل بوزيره في مكتبه إلا أنه لم يكن موجودا وكان خارج القاهرة يحضر حفل افتتاح أحد المساجد.
كان حسن عبدالرحمن يريد الوزير لابلاغه أن الشرطة لم تعد قادرة علي السيطرة علي الأحداث في السويس والإسكندرية وأن الوضع مرشح للتضخم أكثر من ذلك وأن الثورة سوف تمتد لتشمل كل أنحاء البلاد وأن الجيش هو الوحيد القادر علي السيطرة علي مثل هذه الأوضاع.. لكن الاتصالات المقطوع عن أجزاء كبيرة من مصر حالت دون وصول هذه المعلومات إلي وزير الداخلية وهنا حدث الفراغ الأمني ولذا فان يوم 2 فبراير كان يوما تاريخيا بكل المقاييس ويبدو أن فكرة اجهاض الثورة بهذه الطريقة البدائية باستخدام الجمال كانت فكرة بعض هواة السياسة والذين لا خبرة عسكرية لديهم إذ انطلقت في هذا اليوم مجموعة من الجمال والخيول من نزلة السمان في اتجاه التحرير للقضاء علي الثورة وكان مبارك قد القي قبلها خطابا دراميا مؤثرا خاطب فيه مشاعر المصريين الذين كان جزءاً كبيراً قد تأثر بهذه اللغة الخطابية ولكن ما حدث يومي 2 و3 فبراير أكد بما لا يدع مجالا للشك أن مبارك أو بالأحري ابنه وزوجته لن يسلما الراية بسهولة وأنهم سوف يقاومون حتي النهاية.
بيان هام
في اليوم الأول من فبراير كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد أصدرت بيانا هاما أعلنت خلاله تفهمها للمطالب المشروعة للثوار والثورة وتعهدت بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واذيع البيان بالتليفزيون الرسمي دون أن يعلم وزير الإعلام بذلك بل ولم يعلم كذلك الرجل كان لا يزال رئيس للجمهورية وهو ما آثار حفيظة جلالة الملكة أو سوزان ثابت زوجة الرئيس والمرأة التي كانت حتي ذلك اليوم لا تزال تحلم بأنها سوف تكون الأم الملكة.
كانت سوزان قد أوعزت لزوجها بعد أن اذاعت القوات المسلحة هذا البيان بالتليفزيون أن المشير وراء عملية الانقلاب ضده وهو تحريض علني من السيدة التي أوشكت أن تغير لقبها من زوجة الرئيس إلي أم الرئيس لولا ما حدث في غفلة من أجهزة حماية زوجها وقلب المائدة علي رأس الجميع بمن فيهم زوجها رئيس الجمهورية الصوري والذي كان يفضل أن يجلس في شرم الشيخ ليدير ابنه وزوجته الحكم بالوكالة عنه.
كانت سوزان حتي هذه اللحظة تتمني أن يعزل زوجها المشير عن منصبه ورغم ذلك اجتمع مبارك مع المشير وأحمد شفيق رئيس الوزراء وبحضور عمر سليمان والفريق سامي عنان رئيس الاركان وقائد الحرس الجمهوري اللوء محمد نجيب عبدالسلام وكان غاضبا بالفعل من بيان القوات المسلحة إلا أن المشير أصر علي موقفه وأن الجيش هو حامي الشرعية الجديدة التي ولدت في الميدان.
وكان يوم 10 فبراير يوما آخر فاصلا في تاريخ نجاح الثورة حينما اجتمع المجلس الأعلي للقوات المسلح دون أن يحضر الاجتماع مبارك الرئيس الأعلي للمجلس وهو ما نقل اشارة للمواطنين بأمرين مهمين..
أن الثورة بدأت تحقق نجاحا نهائيا وأن الجيش هو الذي يقف مع الثورة رغما عن انف الرئيس ومحصلة هذين الأمريين أن الرئيس قد انتهي فعليا وهو الأمر الذي ادركته سوزان حينما أصدر المجلس العسكري البيان الأول وعرفت بحسها كامرأة متسلطة وسلطوية أن الجيش قد أجري بالفعل انقلابا علي زوجها المرتبك طيلة 18 يوما والابن المذعور الذي يحتمي في شخص اسمه انس الفقي بعد أن اختفي وتواري وزير الداخية الأسوأ في تاريخ مصر حبيب العادلي.

فبراير 23, 2012

أزمة في القصر الجمهـوري.. "ســوزان" و رفض طنطاوى السناريو – حلقة 2

الحلقة الثانية - فريق عمل تقوده سوزان لبحث الخروج من المشكلة طنطاوي رفض السيناريو المقترح وفضَّل الانحياز للشعب

محمود عبدالكريم

17

كان سقوط ديكتاتور استمر يحكم لمدة 30 سنة بشكل منفرد ومطلق وبصلاحيات غير مسبوقة. سقوطاً غير مكتمل. ذلك أن الشوائب التي علقت بسلطات الديكتاتور وحاشيته لا يمكن التخلص منها بسهولة أو علي الأقل بالطريقة التي تجري مع نظام كنظام حسني مبارك. فالذي حدث هو خلع رأس النظام وبطريقة ناعمة لا خشونة فيها. بحيث يمكن أن تكون إنذاراً أو نذيراً للقوي العالقة به حتي لا تفكر في الانقلاب علي الثورة.
ولذا فإن السيدة التي عاشت 30 سنة تدير البلاد مناصفة مع رجل كان يشعر بالدونية تجاهها. باعتباره أقل اجتماعياً منها. وهي ابنة الطبيب الذي تزوج من انجليزية. بينما هو ابن موظف بسيط لا يزيد علي "كاتب" أو محضر في محكمة شبين الكوم. وأمه سيدة فلاحة أمية. نموذج لكثير من الأمهات المصريات في ذلك الوقت. ولذا فإن السيدة التي قبلت بالزواج من هذا الضابط الريفي فرضت عليه مع بداية حياتهما سوياً أن يقطع صلته بأمه وأشقائه وبلدته بالكامل. حتي أن زيارات الرجل وهو في قمة هرم السلطة لبلدته "كفر مصيلحة" طوال فترة حكمه لا تزيد علي زيارة أو اثنتين. وهي مسألة تعكس مدي أزمة الرجل النفسية من نشأته ومن قدرة زوجته وسطوتها علي منعه من زيارة قريته وأهله وأقاربه. وحتي جيرانه.. وهو الأمر الطبيعي لأي إنسان له جذور ريفية أو صعيدية أن يحن إلي أرض المولد أو أرض الآباء والأجداد. ولكن ذلك لم يحدث أبداً!!
إذن أحدثت ثورة الشعب يوم 25 يناير والأيام التالية له قبل أن يجبر رجل مصر الأول علي التخلص عن مقعده الوثير أزمة نفسية هائلة في القصر الرئاسي الذي انقسم في الفترة ما بين 25 إلي 28 يناير إلي مجموعات وتحالفات وفرق متضادة كلها تراهن علي بقاء الرئيس "الصورة" أو الرئيس "الواجهة" في القصر ليظل الرئيس الفعلي "الابن" جمال وأمه "سوزان" يحكمان من وراء هذا الستار الوهمي المسمي حسني مبارك. وهذا ما يفسر سر مقاومة هذه المرأة للسقوط حتي يومنا هذا. وحتي كتابة هذه السطور..
كان القصر الجمهوري منذ يوم 25 يناير وحتي إعلان الديكتاتور تخليه مكرهاً عن السلطة ورحيله مؤقتاً إلي شرم الشيخ. حتي تظهر الصورة وتتضح. قد تحول إلي خلية نحل ودبت فيه حركة غير مسبوقة بعد أن بدأ كبار المسئولين في التقاطر عليه وفي مقدمتهم اللواء عمر سليمان. والمشير حسين طنطاوي والفريق أحمد شفيق وكبار رجال الدولة من مسئولين مثل الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب. وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري. بينما علي الجانب الآخر كان جمال الابن "الوريث للعرش" يقاتل مع أمه لاستعادة الحلم الذي أوشك أن يضيع. وشكل مع أمه وأنس الفقي وزير الإعلام جبهة تعمل بالتوازي من خلال مكتب جمال في قصر الرئاسة علي مراقبة ما تسفر عنه الأوضاع الآخذة في التطور.
فبينما كان هناك في غرفة جانبية مجاورة لمكتب مبارك في القصر الرئاسي اجتماعات متتالية يديرها الرئيس المذهول وغير المصدق لما يجري في البلاد في حضور طنطاوي وسليمان وعزمي وبقية رجال الدولة.
كانت سوزان وابنها وصديقهما وخادمهما المقرب أنس الفقي وزير الإعلام وراعي حركة التوريث ومنفذها إعلامياً قد اتفقوا علي أن الحل المؤقت للخروج من هذه الأزمة هو أن يعلن الرئيس الضعيف تعيين الرجل الأقوي والأكثر نزاهة ونظافة سياسياً وتاريخياً المشير محمد حسين طنطاوي. نائباً للرئيس وهي خطوة كانت تهدف إلي حرق اسم الرجل في هذا التوقيت. وتضعه في صدام ومواجهة صريحة مع الشعب وتنقذ الرئيس في نفس الوقت.
وحدث أن تبلورت الفكرة في رأس سيدة القصر. وقامت بنقلها إلي جمال الذي أوعز إلي أستاذه في التوريث زكريا عزمي. لماذا لا يتولي المشير قيادة البلاد في هذه المرحلة علي قاعدة ضرب عصفورين بحجر واحد. وهما إما التخلص من المشير بصدامه مع الشعب أو بالخروج من الأزمة إذا نجح في ترويض الثورة. ولكن زكريا عزمي دخل بسطوته المعهودة وتعاظمه وكل عقده النفسية الانتقامية ليخاطب المشير في الغرفة التي كانت تجري فيها مشاورات الخروج من أزمة الهياج الشعبي ضد الرئيس الديكتاتور وقال له بنبرة حادة. كما وصفتها الصحف التي نقلت الحدث فيما بعد: "ما تمسكوا البلد يا سيادة المشير!".. ولكن المشير كان حاسماً في رده عندما قال لعزمي: "لأ.. مش حنمسك كده.. انتو عارفين الشارع عايز إيه؟!.. ولن أقترب من الشارع".
كانت الأجواء قد تكهربت بالفعل في القصر الجمهوري. وأصبح هناك ما يمكن تسميته بالمواجهة بين رجال القصر الجمهوري في الوقت الذي كان جمال وأمه وتابعهما أنس الفقي يراقبان عن كثب ما قد تسفر عنه الأحداث.
كانت سوزان قد أدركت تماماً في هذه الفترة أن طنطاوي هو الرجل الأقوي وسط كل الكوكبة التي تحيط بالرئيس المريض. خاصة بعد أن خرج حبيب العادلي ورجاله من معادلة الثورة. وأصبحوا طرفاً خاملاً وبعيداً عن المشاركة في أحداثها سلباً أو إيجاباً. وأصبح العادلي الذي كان علي عهد سابق مع جمال بتمكينه من السلطة رجلاً غير موثوق فيه. بل وخرج هو ورجاله من معركة الشعب والسلطة تماماً.
وكان مبارك حتي قبل خروج الشعب ثائراً عليه يوم 25 يناير 2011 قد فقد صلاحياته جميعها تقريباً.. وأصبح كما ذكرت سابقاً مجرد رمز أو صورة لا حول له ولا قوة. وضمت المجموعة التي التفت حول جمال وباركتها سوزان وأحمد المغربي ورشيد محمد رشيد ومحمود محيي الدين وحبيب العادلي وأنس الفقي ويوسف بطرس غالي وحاتم الجبلي.. كانت هي التي تدير مصر بالوكالة بعد أن ترك رئيس الجمهورية المريض والمتعب واللاهي بمتعه الشخصية وتنكيره في كيفية نهب ما تبقي من ثروات مصر ونزحه إلي الخارج. كل مهامه ومسئولياته كانت هذه المجموعة التي تقودها سوزان تعمل علي إخفاء حقيقة الأمور. عمداً عن الرئيس الديكتاتور المهتم بصحته فقط. وبحواديت الصالونات وأخبار النميمة.
لقد عاش مبارك سنوات عشر وربما أكثر من عمره الرئاسي كالأطرش في الزفة. يري الموسيقيين ولكنه لا يسمع عزفهم.
كان مبارك قد انسحب تقريباً من مسألة الحكم وأصبح كل همه الحفاظ علي صحته ولون شعره. وشد بشرة وجهه. والحصول علي الحقنة التي تتكلف 90 ألف دولار لاستعادة النضارة. والحفاظ علي الخلايا حية. أو إحياء الميتة. وكان الشيخ زايد يدفعها له.
المثير أنه رغم أن مبارك كان يسرق بلا حدود وبلا توقف موارد البلاد وثرواتها. إلا أنه كان بخيلاً جداً حتي في حال الإنفاق علي نفسه وعلي صحته التي كان يحافظ عليها حتي يعيش 120 سنة علي حد قوله. وبرغم المليارات الكثيرة التي أودعها بنوك سويسرا وبريطانيا والإمارات والتي تحدثت عنها الصحف كثيراً. إلا أنه كان يستخسر أن يدفع 90 ألف دولار ثمن حقنة الشباب من أمواله الخاصة. وكان يلجأ لزايد كي يدفعها عنه. وهي مسألة تعكس بوضوح مدي ضعة النفس. وعدم اهتمام صاحبها بكرامته وعزته مقابل الاحتفاظ بما يسرقه دون أن يصرفه.
كان مبارك قد بدأ في التواري بنفس المعدل الذي كانت مجموعة سوزان وأنس الفقي تدفع بجمال نحو الكرسي الوثير والذي يكاد أن يخلو أو سيتم إخلاؤه قريباً.
كان يتم تغييب مبارك عمداً عن الحياة السياسية بدعوي الحفاظ علي صحته وعدم إزعاجه. وارتاح مبارك لذلك. كما كانت سوزان هي أسعد الجميع بخروج الأب تدريجياً من السلطة.

فبراير 23, 2012

أزمة في القصر الجمهـوري.. "ســوزان".. المرأة التي حطمــت أمــة – حلقة 1

أزمـــة في القصــر الجمهـوري.. "ســوزان".. المرأة التي حطمــت أمــة هددت بفضح الزعماء العرب.. لإنقاذ مبارك من المحاكمة

15

كتابة المذكرات الشخصية هي الباب الذهبي لتأليف الأكاذيب ولوي الحقائق والافتئات علي التاريخ وإعادة صياغته بالطريقة التي يهواها ويستريح لها كاتب المذكرات وهو ما تقوم به زوجة الرئيس السابق الآن وسوزان صالح ثابت امرأة من طراز خاص وخط خاص عاشت 35 عاماً في الصف الأول من المجتمع المصري.. منها 30 سنة بالتمام والكمال سيدة مصر الأولي التي لا يقف أمامها ولا يدانيها رجل في مصر بما فيهم زوجها الذي كان رئيساً للجمهورية علي مدار 30 سنة صعد فيها إلي قمة جبل السلطة والشهرة والثروة وسقط فجأة بفعل بضعة شباب غاضبين سرعان ما أصبحوا ثواراً ونجوماً تتهافت علي لقاءاتهم كل وسائل الإعلام العالمية وتنشر تصريحاتهم وكأنهم نجوم جاءوا من الفضاء ليغزوا الأرض في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة العربية.


ولكن بعد 35 عاماً من استمتاعها بلقب الهانم أو لقب سيدة مصر الأولي أو اللقب المحبب إلي نفسها Here Majesty أو "جلالة الملكة" حيث كانت صديقاتها المقربات ينادينها بهذا اللقب المحبب إلي قلبها وخاصة صديقتها الحميمة الممرضة "علية البنداري" المقيمة حالياً في سويسرا وحافظة.
بعد 35 عاماً من متعة الحياة عاشت سوزان صالح ثابت 4 أيام فقط اعتبرتها في تصريحات خاصة أنها أسود أربعة أيام في تاريخ حياتها وهي الأيام الأربعة التي قضتها محبوسة بقرار من المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لجهاز الكسب غير المشروع لمدة 15 يوماً علي ذمة التحقيقات بتهمة استغلال وظيفة زوجها لتحقيق مكاسب غير مشروعة.


لم تحتمل المرأة التي ساهمت في إسقاط عرش زوجها الذي حكم منفرداً دولة بحجم مصر 30 سنة أن يصدر قراراً بحبسها لمدة 15 يوماً فأسرعت تحاول الانتحار بتناول عدد كبير من الحبوب المنومة ولكن تم إدراكها وعلاجها والتحفظ عليها بالمستشفي تحت الحراسة.
سوزان لم ولا تحتمل حتي يومنا هذا فكرة أن مصر ضاعت منها ومن زوجها وأن حلمها بأن تصبح "أم الرئيس" أو الوالدة باشا قد ضاع منها إلي الأبد.


يوم أن قرر السادات في لحظة تجلي خاصة به أن يولي حسني مبارك منصباً مهماً مكافأة له عن حرب أكتوبر التي انتهت بانتصار حقيقي لمصر وساعتها تصور حسني مبارك أو اللواء محمد حسني مبارك أن السادات سوف يعينه سفيراً في بلاد الاكسلانسات كما كان يسمي انجلترا في أدبياته الخاصة وفي حدود ثقافته التي لم تخرج عن الحيز العسكري يوماً ما ولكنه فوجئ بأن السادات يطلب من سكرتيره أو رجله الأقرب عبد الحافظ أن يعد خطاباً علي عجل بتولي محمد حسني مبارك منصب نائب رئيس الجمهورية هكذا كافأ السادات محمد حسني مبارك لأنه حارب ضمن مئات وعشرات الآلاف الذين حاربوا بمنحه وطناً بكامله مكافأة له وكأنه الوحيد الذي حارب والوحيد الذي انجز النصر وأن الفريق سعد الدين الشاذلي والمشير أحمد إسماعيل وغيرهم من قادة الجيوش كانوا سراباً لا يري بشكل حقيقي.
في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ هذه الأسرة باتت سوزان في وضع مقارنة مع جيهان وأصبح المصريون مشغولين بمن الأجمل هل زوجة الرئيس أم زوجة نائب الرئيس وصارت المقارنة علي مدار سنوات طويلة بدأت منذ عام 1975 وحتي رحيل السادات عن السلطة في صالح السيدة جيهان السادات وهو تقريباً ما كان يشكل عقدة طويلة المدي للمرأة التي وصلت إلي ما وصلت إليه بفعل صدفتين صدفة تعيين زوجها نائباً للرئيس وصدفة اغتيال الرئيس الحاكم ووصول زوجها إلي منصب الرئيس.


كان من الصعب جداً علي امرأة وجدت نفسها سيدة مصر الأولي والأعظم في مصر علي مدار 30 سنة فجأة تجد نفسها مسجونة رغم أنها ببساطة كانت مجرد "مرجانة" لزوجها "علي بابا" الذي استولي علي مصر أرضاً وشعباً وحجراً.
ظل حسني مبارك بطبيعته متوجساً من فكرة تعيين نائباً لرئيس الجمهورية واختمرت الفكرة في رأس الزوجة ثم نقلتها لزوجها لماذا لا يصبح ابنها رئيساً للجمهورية كما حدث في سوريا.
كان هذا الحلم هو بداية سقوط امبراطورية الأسرة التي بدأ عائلها حياته ضابطاً براتب 15 جنيهاً وبدأت هي مدرسة براتب 11 جنيهاً وانتهت بثروات تقدر بعشرات المليارات وليس الملايين كما يمكن أن يقبل العقل السوي.. ولكن هل بعد سقوط الزوج هل ضاع الحلم وهل استسلمت تلك السيدة غير المسبوقة في التاريخ المصري بطمعها وجشعها وقسوتها وحبها للسلطة والمال..
الأحداث التي تلت سقوط زوجها تقول غير ذلك تماماً..
الصحف العربية وخاصة في تونس نشرت في الجمعة 29 يوليو من العام الماضي أن سوزان مبارك هددت الزعماء العرب بفضحهم بتسجيلات خاصة لعلاقات فاضحة للزعماء والحكام العرب إذا لم ينقذوا زوجها من المحاكمة وأن لديها 40 ساعة مسجلة علي 40 شريط سجلها صفوت الشريف وأنها طلبت تسجيل هذه الشرائط بعد أن رفضت إحدي بنات العائلة المالكة في إحدي الدول الزواج من ابنها بحجة أن بنات الملوك لا يتزوجه إلا أبناء الملوك وبعدها طلبت من صفوت الشريف عمل هذه التسجيلات لكل الزعماء العرب!!


ربما كان هذا الخبر ليس صحيحاً تماماً ولكنه بالتأكيد لا يخلو من الصحة وهو يعكس أمراً هاماً جداً أن سوزان مبارك كانت أخطر من حكم مصر في تاريخها الحديث والقديم علي حد سواء فهي ورغم سقوط زوجها إلا أنها لاتزال تتمتع بقوة المصاب وثبات يمكنها من تهديد رجال علي مستوي حكام العرب إذن كانت سوزان مشغولة بأمرين اثنين فقط توريث ابنها وتكوين ثروة لا نهاية لها ولذا كانت سوزان تكره في حياتها شخصين أولهما المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والرجل الثاني كان عمر سليمان مدير المخابرات العامة لانهما الوحيدان اللذان كانا يعارضان فكرة أن يعتلي جمال ابنها حكم مصر وهو ما يفسر هجوم بعض الصحف التي أنشأها أحمد عز وجمال مبارك المستمرة وعلي الأقل تجاهل أخبار طنطاوي وسليمان.
لم تكن سوزان صالح ثابت ابنة الطبيب الصعيدي الذي رحل من المنيا إلي القاهرة تزييد عن مجرد فتاة صعيدية أمها ممرضة وملامحها ريفية أكثر منها حضرية وربما كانت هذه إحدي عقد حياتها التي لازمتها خاصة منذ أن اقترب زوجها من الصفوف الأمامية في حكم مصر.
كان جمال ابن حسني مبارك أكثر رجال القصر عداءً للواء عمر سليمان والمشير طنطاوي بل لم يكن أقل من أمه عداء للرجلين بعد أن اتفق في الرأي معها علي أن هذين الرجلين هما العقبة الوحيدة أمام خطواته التي اقتربت كثيراً من القصر الجمهوري كي لا يصل إليه وهما رجلان لهما قوتهما وتأثيرهما في حكم وإدارة البلاد. فالأول هو مدير المخابرات العامة المقرب إلي والده وصاحب الفضل في انقاذ حياته في أديس أبابا والثاني هو الرجل الذي يقود جيش مصر كله بسلطاته كوزير للدفاع.


ظل جمال أيام 25 يناير وحتي 28 يناير متماسكاً أمام نفسه وأمام باقي رجال القصر لثقته في حساباته الخاصة من أن ما يحدث في ميدان التحرير من مظاهرات ما هو إلا تجمع لبعض الشباب سوف يستطيع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية من القضاء عليه بسهولة شديدة.
وعلي العكس من جمال وأمه وشقيقه علاء كان الأب رئيس الجمهورية قد بدأ يشعر بقلق بالغ بعد أن تجمعت لديه تقارير من جهات أمنية مختلفة يوم 23 يناير واثناء احتفاله مع رجاله بعيد الشرطة أن هناك ما يقرب من مائة ألف شاب من المتظاهرين سوف ينزل ميدان التحرير وأن الدعوة التي تداولتها المواقع الإلكترونية قد لاقت تأييداً واسعاً من قطاعات واسعة من الشباب وغير الشباب.
ورغم أن كل النذر كانت تشير إلي أن هذه المظاهرات لن تمر كسابقتها إلا أن القصر الجمهوري ورجله في الداخلية كانا لايزالا واثقين من القدرة علي احتواء هذه المشكلة.


ولكن كانت الأمور قد افلتت بالفعل من يد الشرطة وبدأ الرئيس النائم في القصر الجمهوري منذ 30 سنة يستشعر الخوف والقلق لأول مرة وبدأ القصر هذه المرة مختلفاً عن أيامه العادية وبدأت "الملكة الأم" تقلق وتستشعر خطر ضياع المملكة من ابنها التي كانت قد أوشكت أن تصبح تحت سيطرته فها هو الحليف الأكبر والأهم للقصر الجنرال الأكبر في الداخلية لم يعد مسيطراً علي الشارع ولا علي الداخلية نفسها.
وانعكس ارتباك "الملكة الأم أو الهانم" أو "سيدة القصر" علي جميع من بالقصر علي الجميع وزاد هذا الارتباك بعد أن نزلت القوات المسلحة إلي الشارع فالأمر إذن أصبح جد خطير. والأخطر بالنسبة لسيدة القصر وابنها الوريث أن القوات المسلحة تعهدت بعدم إطلاق النار وهو ما يعني في عرف هذه السيدة التي جاوزت السبعين من عمرها ولاتزال تحلم بالمزيد من الرفاهية والسلطة في ظل ابنها بعد 35 سنة قضتها في سدة الرئاسة مع زوجها أن النيران اقتربت من جدران القصر الجمهوري وأصبح القصر المتعالي علي الشعب طيلة 30 سنة ينتظر ما يفعله الشعب ليحدد ردة فعله ولكن القوات المسلحة خذلت من بالقصر جميعاً وأعلنت انحيازها للشعب ومطالبة في البيان الذي القاه اللواء إسماعيل عتمان. وبدا أن النظام يفقد توازنه واتزانه ويخسر أدواته تدريجياً وبدا مبارك ولأول مرة خلال سنوات حكمه الثلاثين غير مستهتراً بما يحدث.

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى