آخر المواضيع

آخر الأخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحرب العالمية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحرب العالمية. إظهار كافة الرسائل

13‏/09‏/2019

سبتمبر 13, 2019

ظل الحرب العالمية الثانية ـ حجم الكارثة في أرقام … ذكرى مرور 70 عاما

تُعتبر الحرب العالمية الثانية الأكبر بالخسائر والأعلى بالتكاليف في تاريخ الحروب. ورغم عقود على نهايتها ما تزال ألمانيا تجد نفسها إلى يومنا هذا في مواجهة مطالب بدفع تعويضات للضحايا. إليكم أجوبة على أهم الأسئلة.

Zweiter Weltkrieg Befreiung von Paris durch US-Truppen (picture-alliance/AP Photo)

كم عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في العمليات الحربية؟

لا يمكن لأحد أن يذكر رقما دقيقا. غالبية المؤرخين تنطلق اليوم من 55 مليون ضحية في أوروبا وآسيا. لكن يوجد أيضا خبراء يتحدثون عن 80 مليون قتيل. أكبر الخسائر لحقت بالاتحاد السوفياتي سابقا، إذ تراوح عدد الضحايا بين 26 و 27 مليون ضحية. وفي أوروبا تأتي بولندا برقم إجمالي يصل إلى 6 ملايين قتيل، ما يعادل آنذاك نحو 17 في المائة من عدد السكان. وفي مجموعة من البلدان تمت تصفية ستة ملايين من اليهود الأوروبيين. وفي آسيا فقد الصينيون 13.5 مليون قُتلت غالبيتهم في الحرب. وهناك 26 دولة خسر كل منها خلال الحرب أكثر من 10.000 مواطن بسبب الأعمال القتالية.

ما هو حجم الخسائر التي تسبب فيها دمار الحرب؟

هذه القضية اهتم بها في 1947 أستاذ الاقتصاد السويدي كارل غونار سيلفرستولبه الذي عدًد الخسائر المادية لجميع البلدان المشاركة في الحرب لتتراوح بين 100 و 200 مليار دولار ( ومن ضمنها ألمانيا واليابان). ويُعد ذلك في ذلك الوقت رقما لا يمكن تصوره. اثنان من المؤرخين الألمان وضعا حسابات تبين أن خسائر الحرب التي تسببت فيها ألمانيا تصل حسب القيمة الحالية إلى  7.5 بليون يورو.

Aufstand im Warschauer Ghetto (picture-alliance/dpa)

انتفاضة اليهود في غيتو وارسو بداية عام 1943

انطلقت القوى المنتصرة حسب البروتوكول الختامي لاجتماعات يالطا من خسائر وصلت إلى 20 مليار دولار. والاتحاد السوفياتي سابقا لم يتعرض فقط لأكبر خسارة في الأرواح، بل خسر أيضا نحو 13 مليار دولار وهي أكبر خسائر حربية حسب البروتوكول. وأمام محكمة جرائم الحرب في نوربنبرغ أثبت الاتحاد السوفياتي سابقا أن الألمان دمروا 71.000 مدينة وقرية إضافة إلى 32.000 مصنع.

لماذا وجب على ألمانيا المنهزمة دفع كل التعويضات؟

الحرب العالمية الثانية كانت حربا هجومية تسبب فيها النازيون الذين قادوها بدون رحمة. يضاف إلى ذلك أن استسلامهم كان "بدون شروط"، إذ لم تحصل مفاوضات بين المنتصرين والطرف المنهزم. فالقوى المنتصرة حددت القواعد والتعويضات، لكن الألمان لم يكن في وسعهم دفع الفاتورة بكاملها، لأن بلادهم واقتصادهم كانا عبارة عن دمار، وبالتالي كانت التعويضات آنذاك ذات طبيعة رمزية.

ما هو المبلغ الحقيقي الذي دفعته ألمانيا؟

مباشرة بعد انتهاء الحرب شرعت القوى المنتصرة وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي في اقتلاع المنشآت الصناعية الألمانية في مناطق الاحتلال ونقلها إلى بلدانها. كما صادرت تلك القوى ممتلكات ألمانية في الخارج وبراءات اختراع. وتم توجيه طلبات إلى ألمانيا فيما بعد لتقديم تعويضات عندما بدأ الاقتصاد الألماني يتعافى. وإلى حد الآن دفعت جمهورية ألمانيا الاتحادية طبقا لحسابات المؤرخين الألمان 951 مليار يورو تعويضات، بينها 76.7 مليار يورو تعويضات فردية. ومثال على ذلك حصلت دولة اسرائيل الفتية في 1952 على ثلاثة مليارات مارك لصالح اللاجئين اليهود من ألمانيا بالإضافة إلى 450 مليون مارك لمؤتمر التعويضات المادية لليهود من ألمانيا لصالح ضحايا المحرقة خارج إسرائيل.

D-Day Archivbilder Evakuierung der verletzten US Soldaten (Reuters/U.S. National Archives/U.S. Coast Guard Collection)

عملية إجلاء الجرحى الأمريكيين أثناء الحرب العالمية الثانية من فرنسا

ما سبب عدم مطالبة القوى المنتصرة بتعويضات أكبر من ألمانيا؟

الأمريكيون هم الذين انتهجوا في البداية مخطط عدم مطالبة الألمان بتعويضات أكبر، وذلك من أجل تفادي تكرار أخطاء اتفاقية فيرساي بعد الحرب العالمية الأولى، وكذلك لأن الأمريكيين كانوا بحاجة إلى ألمانيا قوية كشريك في الحرب الباردة. لذلك وعلى العكس ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية الألمان ماديا بمشروع مارشال ووضعوا بذلك حجر الأساس للمعجزة الاقتصادية الألمانية. وبعد تحقيق الرفاهية شرعت جمهورية ألمانيا الاتحادية في دفع تعويضات في إطار اتفاقيات ثنائية مثلا بعد انهيار المعسكر الشرقي مع روسيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا وبولندا.

لماذا ترفع بولندا واليونان الآن مطالب بالتعويض؟

عاثت قوات الجيش النازي ووحداتها الخاصة فسادا في كلا البلدين حيث قتلت الناس ودمرت الممتلكات. ولم يحصل البلدان إلا على جزء يسير من التعويضات عن خسائر العمليات الحربية. اليونان لم تطالب بحقوقها طوال عقود من الزمن، لأنها لم ترد المخاطرة بالعلاقة الاقتصادية المربحة مع ألمانيا. إلا أن هذا الموقف تغير تحت رئاسة الحكومة اليسارية في أثينا. ولا يتضح ما إذا كانت الحكومة المنتخبة مؤخرا بزعامة رئيس الوزراء ميتسوتاكيس ترى الأمور من منظور مختلف. وفي بولندا كان مهما بالنسبة إلى جميع الحكومات أن تعترف ألمانيا نهائيا بحدود أودر نايسه مع بولندا. وبعدما حصل هذا نمت علاقة ثقة ثنائية. فقط منذ تولي الحكومة اليمينية المحافظة زمام الحكم في وارسو طرأت برودة على العلاقة بين البلدين واكتسبت طلبات التعويضات شعبية في البلاد. والحكومة الألمانية ترفض إلى حد الآن بشكل قاطع مفاوضات بهذا الشأن، والحجة الأهم تتمثل في أن عددا من الاتفاقيات الدولية أنهت موضوع التعويضات ومرت عقود من الزمن على نهاية الحرب التي تقادمت.

أودو باور/ م.أ.م

  • Zweiter Weltkrieg, Einmarsch der Alliierte

    ذكرى مرور 70 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية

    شكل إنزال القوات المتحالفة في حزيران/يونيو عام 1944 أمام سواحل فرنسا بداية لانهيار ألمانيا النازية بشكل نهائي.

09‏/10‏/2014

أكتوبر 09, 2014

بالصور: كشف أسرار اللحظات الأخيرة قبيل إبادة مدينتي هيروشيما وناغازاكي


رفع النقاب عن صور ظلت على مدى عقود طويلة مدفونة في أدراج الأسرار العسكرية، إذ تظهر اللحظات الأخيرة قبيل ضرب مدينتي هيروشيما وناغازاكي بالقنابل النووية خلال الحرب العالمية الثانية.
تظهر الصور التي انفردت بنشرها صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية تجهيز مجموعة جنود للقنايل النووية التي يعتزمون إطلاقها على المدينتين، والتأكد من جاهزيتها بالكامل للحصول على أكبر دمار ممكن للفوز بالحرب العالمية الثانية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ضربت المدينتين بالقنابل النووية في أغسطس (آب) من عام 1945 مما مهد لاستسلام اليابان وحسم الحرب، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل الآلاف وإصابة حالات بعاهات مستديمة.

18‏/08‏/2014

أغسطس 18, 2014

صور نادرة بالألوان تروي قصة الحرب العالمية الأولى

أول دبابة تستخدم في الحروب

نقدم لكم بعض الصور الملونة النادرة التي صورت بتقنية الأوتوكروم، والتي تتحدث عن قصص الحرب.
الحرب بدأت في سنة 1914 بين قوات الحلفاء ( بريطانيا وفرنسا وروسيا) ودول المركز (ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية) وانتهت في سنة 1918 بهزيمة دول المركز.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
وصدر حديثا كتاب «الحرب العالمية الأولى بالألوان» الذي تضمن أكثر من 320 صورة ملونة جمعت من أرشيف الحرب في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا، وتم تصويرها عبر تقنية الأوتوكروم، كما مع صورة احتفال الحلفاء بالنصر عند قوس النصر بباريس في سنة 1919.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag

تقنية الأوتوكروم تستعمل لأول مرة

صاروخ فرنسي من مخلفات الحرب في سنة 1915 في منطقة الألزاس الحدودية مع ألمانيا.
تقنية الأوتوكروم استعملت لأول مرة من قبل الأخوين الفرنسيين لوميير في سنة 1904 وكانت هذه الطريقة تمثل ثورة في عالم التصوير الفوتوغرافي.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
وظيفة المصور الصحفي للحروب تظهر لأول مرة
تغطية المصور الصحفي للحروب بدأت أيضا مع الحرب العالمية الأولى، وفي سنة 1916 كان لدى الجيش الألماني القيصري أكثر من 400 مصورا صحفيا. إحدى مشاكل التصوير بهذه الطريقة القديمة كانت إرغام الناس المراد تصويرهم بالوقوف طويلا أو التحرك بصورة بطيئة أمام عدسة الكاميرا لأن عملية التصوير تحتاج لوقت طويل.
مدفعية فرنسية في مدينة فردان.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
صور لأغراض دعائية وإنسانية
هذه الصورة صورت بطلب من المنظمة الأمريكية لدعم وإحياء فرنسا المنكوبة في سنة 1918 وتظهر مستودعات الأسلحة الفرنسية. المنظمة الأمريكية استعملت تقنية التصوير بالأوتوكروم في إعلاناتها للمساعدة وللتبرع لضحايا الحرب.

Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag

صور شخصية لأول مرة
الحرب العالمية الأولى شهدت أيضا أول الصور الشخصية. قبل الحرب كان التصوير الفوتوغرافي شبه محتكر على الشركات الكبيرة والحكومات لارتفاع ثمن التصوير.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
أول حرب جوية في التاريخ
الحرب العالمية الأولى شهدت أيضا أول حرب جوية وشاركت فيها عدد كبير من الطائرات الحديثة التي استعملت لأول مرة في الحرب. أكثر من 70 مليون جندي شارك في الحرب ينتمون لأكثر من 20 بلدا.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
دبابات لأول مرة في الحروب
الدبابات استعملت هي الأخرى لأول مرة في الحرب العالمية الأولى وذلك في سنة 1916 من قبل البريطانيين. في السنة الأخيرة للحرب كان للحلفاء أكثر من 6000 دبابة.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
حرب غيرت خارطة المنطقة بالكامل
أسلحة وآليات عسكرية كثيرة جربت وطورت لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، كالأسلحة الكيمائية والطائرات البرمائية، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف العسكرية لنقل المصابين. انتهت الحرب بانتصار الحلفاء على دول المركز. الحرب أنهت أيضا وجود إمبراطورية ألمانيا القيصرية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية.
Bildergalerie Der Erste Weltkrieg in Farbe Taschen Verlag
هذا المحتوى تم تقديمه بالتعاون مع «دويتش فيله».

18‏/07‏/2014

يوليو 18, 2014

الملف المصور : قصة الحرب العالمية الاولى .. والذكرى مئة عام !

الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته صوفيا قبل اغتيالهما
اغتيال الأرشيدوق فرانتز فرديناند
28 يونيو 1914
كان اغتيال وريث العرش وولي العهد النمساوي الأرشيدوق فرانتز فرديناند وزوجته صوفي في سراييفو على يد القومي الصربي غافريلو برينسيب الشرارة التي أطلقت سلسلة من الأحداث أدت إلى اندلاع حرب بعد ستة أسابيع. وفي غضون أيام، أعطت امبراطورية النمسا المجر بدعم من ألمانيا إنذارا لصربيا، وأعقبته بإعلان حرب أدى إلى صراع على نطاق أوسع بكثير استمر لأربع سنوات لاحقة.

04‏/11‏/2013

نوفمبر 04, 2013

بالصور : الحرب العالمية الثانية : «عملية بارباروسا»


الحرب العالمية الثانية : «عملية بارباروسا» الجزء الاول

  1 في 22 يونيو 1941 شن أدولف هتلر ودول المحور هجوما على الاتحاد السوفيتي خارقاً المعاهدة التي وقعها مع ستالين عام 1939 (أرشيف الاتحادية الألمانية) 2 شارك في هذا الهجوم قرابة 4.5 مليون جندي وأطلق عليها (عملية بارباروسا) تيمناً بالإمبراطور فريدريك الأول بارباروسا (AFP) 3 في غضون أسبوع .
الحرب العالمية الثانية : «عملية بارباروسا» الجزء الثانى

  23 جنود الجيش الأحمر يستولون على معدات تابعة للغزاة الألمان (AP ) 24 الدمار يعم عاصمة لاتفيا ريغا في 3 أكتوبر 1941 بعد مواجهات شرسة بين الروس والألمان (AP ) 25 مدنيين سوفييت على منصة الإعدام بعد القبض عليهم خلال مقاومتهم للقوات الألمانية (مكتبة الكونغرس) 26 القوات الفنلندية تمر من
نوفمبر 04, 2013

بالصور : الحرب العالمية الثانية الصراع ينتشر في العالم



 الحرب العالمية الثانية الصراع ينتشر في العالم (مجموعة اولى )

  1 مجندون عرب في ثكنة خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين في 28 ديسمبر 1940 (AP) 2 طلاب صينيون باللباس العسكري في 11 يوليو 1940 وهو العام الرابع للحرب اليابانية الصينية (AP) 3 تفريغ حمولة من دبابات كروزر البريطانية في ميناء بمصر يوم 17 نوفمبر 1940 

الحرب العالمية الثانية الصراع ينتشر في العالم (مجموعة ثانية )

  20 سفينة حربية إيطالية دمرتها المقاتلات البريطانية بالقرب من ميناء طبرق يوم 18 فبراير 1941(AP) 21 جثة لجندي إيطالي سقط خلال إحدى المعارك في الصحراء الليبية الغربية (AP) 22 إمبراطور إثيوبيا المنفي هيلا سيلاسي يتفقد إحدى المطارات بعد أن عاد لمساعدة البريطانيين في الحرب على القوات 

20‏/10‏/2013

أكتوبر 20, 2013

بالصور .. بداية الحرب العالمية الثانية

 


صورة لأدولف هتلر في 20 ديسمبر 1924م وهو في الـ35 من العمر بعد الإفراج عنه من سجن لاندزبيرج لدوره في محاولة انقلاب في عام 1923م وقبل ثمان سنوات من توليه السلطة في ألمانيا (مكتبة الكونغرس)   

17‏/10‏/2013

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : أدولف هتلر وسر السلاح النازي

أدولف هتلر وسر السلاح النازي

يتساءل المراقبون عما إذا تمكن طرف ما الكشف عن سر السلاح المعجزة الذي تم تصميمه في ألمانيا النازية؟ ربما هو موجود الآن في مكان ما؟لم يتمكن أحد حتى الآن من معرفة هل كان سلاح المعجزة مجرد خدعة أم مجرد إنقاذ أو خلاص لألمانيا النازية؟ وبفضل المؤرخين الأوروبيين استطاع الخبراء تسليط الضوء على واحدة من أهم أسرار القرن العشرين

منذ 70 عاماً تماماً أي في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1942 أصدر وزير التسليح والإنتاج الحربي للرايخ الثالث البرت شبير بياناً مثيراً: "نحن على وشك الانتصار، وسوف ننتصر على البلاشفة بفضل السلاح المعجزة وهو سلاح فريد من نوعه". لاحقاً كرر وزير الدعاية غوبلز أكثر من مرة معلناً للشعب الألماني أن هذا السلاح في طريقه لتوجيه ضربة مميتة. وفي 29 من شهر نيسان/أبريل من عام 1945 ذكرت إذاعة برلين ما يلي: "سوف يحرق السلاح المعجزة في الساعات المقبلة أعداء الرايخ وقد أمر أدولف هتلر بنفسه البدء باستخدامه". على كل حال بعد يوم واحد فقط انتحر أدولف هتلر وبذلك نشب جدال كبير بين المؤرخين فيما إذا كانت ألمانيا بالفعل تعمل على تطوير أسلحة قوية قادرة على تغيير مسار الحرب أم أنها كانت مجرد دعاية من حيل غوبلز؟

كاملر مصمم سلاح المعجزة؟

يؤكد ألويز فوديدشكا الموظف السابق في أرشيف الدولة التشيكوسلوفاكية أن موضوع تصميم السلاح المعجزة ليس خرافياً. فقد بدء الألمان في الرابع من شهر آذار/مارس عام 1944 ببناء منشآت تحت الأرض في مدينتي بلسن وبرنو خصيصاً لتصميم هذا السلاح تحت إشراف مكتب التصاميم برئاسة هانز كاملر البالغ من العمر 43 عاماً. وفي أقل من عام واحد تم إنشاء مجمع بحثي ضخم تحت مصنع "سكودا"، هذا ما تدل عليه الأنفاق العميقة التي تم العثور عليها مع مختبرات للعلماء ومناجم لإطلاق أجسام طائرة بالإضافة إلى حقول لاختبار سلاح المعجزة. حتى أن الأمريكيين الذين استولوا على مدينة بلسن قبل نهاية الحرب بثلاثة أيام عثروا على 35 كم من المرافق التي بنيت في زمن قياسي.

وقد تضمن تقرير المخابرات الأمريكية المرسل إلى مقر القوات الجوية الأمريكية في 14 من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1945 ما يلي: "نحن عثرنا تحت الأرض في تشيكوسلوفاكية والنمسا والمجر على 107 مصانع وهذا أكثر بكثير مما كنا نتصوره، نصفهم كان يعمل في مجال تطوير أسلحة غير معروفة بالنسبة لنا". جدير بالذكر أن مكتب التصاميم في بلسن كان محاط بثلاثة أطواق من حماية القوات الخاصة الألمانية وكان يعمل أفضل علماء أوروبا في الملاجئ التي لا تدخلها الشمس.

جدير بالذكر أن معظم العلماء كانوا يعملون هناك رغماً عنهم، وبعد انتهاء الحرب اختفى هؤلاء الناس ولم يتم العثور حتى على جثثهم. وفي الثالث من شهر نيسان/أبريل عام 1945 أصدر هتلر مرسوماً خاصاً يمنح كاملر حق الإشراف على جميع المشاريع السرية في ألمانيا، وفي اليوم نفسه يكتب وزير الدعاية غوبلز في مذكراته: "إن هانز على مقربة من اكتشاف هام جداً وإن تصاميمه سوف تذهل أي خيال". ويقول المؤرخ البولندي إيغور فيتكوفسكي أن كاملر قبل أسبوع من نهاية الحرب أصبح ثاني أقوى رجل في الرايخ الثالث بعد هتلر نفسه. وفي ربيع عام 1945 بدأت تنهال عليه فجأة وبدون أسباب واضحة الألقاب والجوائز العديدة، ولا يمكن تفسير هذا الكرم العجيب والمفاجئ إلا في حال تمكن كاملر من إنتاج سلاح المعجزة القادر على إنقاذ الرايخ الثالث. يشار إلى أن جميع رفاق هتلر الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة أكدوا في مذكراتهم أن هتلر كان على ثقة تامة بأن سلاح المعجزة سوف يستخدم قريباً وسوف يحول الأعداء إلى حطام ورماد. وهناك فرضية كانت تقول بأن كاملر كان يحتاج لشهر واحد من أجل الانتهاء من سلاح المعجزة.

الصورة: صورة أرشيف لأوبر جوربن فوهرر إس إس هانز كاملر عام 1945

سر اختفاء المصمم كاملر

يصل هانز كاملر فجأة إلى براغ في الرابع من شهر أيار/مايو عام 1945 ويعطي التعليمات النهائية حول الجدول الزمني لعمل المصانع والمنشآت الموجودة تحت الأرض بكل هدوء وكأن شيئاً لم يحدث، وهو لا يقدم أي توضيحات لموظفي مصنع "سكودا" المذهولين والذين يتساءلون ما معنى استخدام سلاح المعجزة بعدما أصبحت برلين تحت سيطرة الجيش الأحمر؟. يشار إلى أن أرشيف الوثائق السرية من مخططات وأبحاث تم نقلها على الفور إلى بلسن.أما المصمم كاملر اختفى عن الوجود ولم يعد هناك أثر لمحبوب هتلر لا حياً ولا ميتاً.

هناك ثلاث فرضيات حول اختفائه: أولها، يزعم أنه انتحر في التاسع من شهر أيار/مايو في غابة بالقرب من بلسن، ولكن في اليوم نفسه شاهده العالم في مجال الصواريخ فيرنر فون براون في أحد فنادق بلدة أوبرميرغاو. وقد صرح براون في وقت لاحق أثناء استجوابه أن كاملر أراد أن يحرق بزته العسكرية والاختفاء في قبو داخل دير محلي. وفي فرضية أخرى تقول أن زعيم المشاريع الخاصة توفي في ملجأ بعدما أن تعرض لهجوم من قبل الفدائيين. والفرضية الثالثة مبنية على شهادة مجموعة من الأشخاص الذين حضروا جنازة كاملر. في الواقع لم يكن هناك بحث خاص عن كاملر..لا بل أكثر من ذلك فقد تجاهل كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ذكر أي شيء عن هانز كاملر خلال محاكمات نورمبيرغ على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن مشاريع هامة جداً للنازيين وكان مقرباً جداً من هتلر، في حين كان البحث قائماً على قدم وساق بحق رئيس ديوان الرايخ بورمان ورئيس الجستابو ميولر واللذان اختفيا في نهاية الحرب، أما عن مصمم سلاح المعجزة فقد أصبح صفحة مطوية وتم نسيانه. وبهذا الصدد تم الإعلان في السابع من شهر أيلول/سبتمبر من عام 1948 عن وفاة كاملر خلال محكمة رسمية في برلين.

ويؤكد إيغور فيتكوفسكي قائلاً: "ليس لدي أدنى شك أن مصمم سلاح المعجزة هرب وأنا اطلعت شخصياً على خارطة كانت موجودة في محفظة كاملر والتي تحتوي على ملاحظات كتبت بقلم رصاص وهي عبارة عن الممرات الآمنة عبر الجبهة". إن الأسرار التي كان يمتلكها تسمح لأي دولة السيطرة والهيمنة على العالم بأسره ولذلك كان الأمريكان والروس مهتمين بالاستيلاء على مصنع سكودا وكاملر نفسه في أقرب وقت ممكن.

في السادس من شهر أيار/مايو 1945 أمر قائد الجيش الأمريكي في أوروبا دوايت أيزنهاور قواته عدم التقدم نحو مدينة بلسن وفقاً للاتفاق المبرم مع الاتحاد السوفيتي، ولكن تجاهلاً لهذا الأمر قامت الفرقة المدرعة 16 تحت إمرة الجنرال باتون باستيلاء خاطف لمدينة بلسن التي تقع تحت سيطرة السوفييت، وبدأت المخابرات الأمريكية بدراسة أنفاق مصنع سكودا. وفي 12 من شهر أيار/مايو فقط وتحت تأثير احتجاجات السوفييت دخل الجيش الأحمر إلى بلسن، والسؤال الذي يطرح نفسه عما كان يبحث عنه الأمريكان في أرشيف كاملر؟

يؤكد الخبراء إلى "إنها ليست قنبلة نووية وإنما شيء أخطر منها بكثير، حيث كان بإمكان هتلر عن طريق استخدام السلاح بحرق الأرض برمتها".

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : بالصور: سر حاملة طائرات هتلر المدمرة

بالصور: سر حاملة طائرات هتلر المدمرة

أثارت تقارير بناء أول حاملتي طائرات في ألمانيا والتي ظهرت للمرة الأولى في الصحافة البحرية العسكرية عام 1936 جدلاً كبيراً بين الخبراء. وقد سمح التحليل الذي نشر في الصحافة بالوصول إلى استنتاج أن العقيدة الحالية للأسطول الألماني يتيح الفرصة ليس فقط لمشاركة السفن في معارك المدفعية ضد العدو وإنما في حالة عندما تستخدم فيها المدفعية للدفاع عن النفس

وقد اعتبر تسليح السفينة بـ16 رشاش من عيار 150 ملم واحدة من أكثر السمات الهامة لحاملات الطائرات الألمانية. يشار إلى أن موضوع التركيز على تسليح الطيران وإبقاء المدفعية فقط للدفاع عن النفس الذي ظهر في النصف الثاني من الثلاثينات من القرن الماضي، أثار لدى أنصار النظرية الأمريكية الخاصة بحاملات الطائرات، دهشة حذرة. والأكثر من ذلك كم ستكون دهشتهم لو علموا بأن مخطط الألمان كان يتضمن تسليح حاملات طائراتهم بمدفعية ثقيلة قوامها 8 رشاشات من عيار 203 ملم. جدير بالذكر أن الأمريكيين أنفسهم قاموا في بداية العشرينات من القرن الماضي بالشيء نفسه مع حاملات الطائرات من طراز ليكسينغتون، ولكن هذه السفن كما هو معروف تم بناؤها وفق معادلة جديدة، ولهذا أصبحت استثناءً من القاعدة. على كل حال فإن عملية تسليح حاملات الطائرات الألمانية بالمدفعية كانت سرية للغاية ولم تكن معروفة لدى الغرب.

تعود بداية تصميم حاملات الطائرات في ألمانيا إلى شتاء 1933/1934 عندما وضعت المتطلبات التكتيكية والتقنية: السعة نحو 20 ألف طن والسرعة 33 عقدة وعدد الطائرات يتراوح بين 50-60 و8 مدفعيات من عيار 203 ملم مع أسلحة مضادة للطائرات بالإضافة إلى الحماية الواقية المخصص للطرادات الخفيفة.

الصورة: مشروع حاملة الطائرات "غراف زيبلين"

تم تنفيذ التصميم الأولي تحت إشراف المهندس الألماني المختص في مجال صناعة السفن هيديلر في غضون عام 1934. وقد تقرر أثناء عملية البناء تغيير المدافع الثقيلة ذات عيار 203 ملم بأخرى عيار 150 ملم وتزويد المدفعية المضادة للطائرات بعشرة سبطانات من عيار 105 ملم بالإضافة إلى زيادة عدد الرشاشات الثقيلة، وزيادة سرعة السفينة لتصل 35 عقدة. ويرى المراقبون في ذلك الوقت، من خلال هذه المواصفات، أنه كانت هناك مفاهيم أساسية وضعت في ذلك المشروع لكي تميز هذه الحاملات عن غيرها من الحاملات الأجنبية، ومن هذه الميزات يمكن أن نذكر سطح السفينة المصفح واختيار مخطط لحظائر ذي طابقين تسمح بزيادة عدد الطائرات الموجودة في هذه السفينة.

وقد أدى التعرف على سفينة اكاجي اليابانية في خريف عام 1935، ومن خلال دراسة الوثائق الفنية التي تم الحصول عليها من قبل اليابانيين، إلى ظهور المصعد الثالث والمتوسط في حاملة الطائرات الألمانية.

أما فيما يتعلق بالمخطط المعماري لهذه الحاملات فيمكن القول أنها تركت انطباعاً تقليدياً: مدرج الطيران متين مع مقدمة منحنية إلى الأعلى، بالإضافة إلى وجود "الجزيرة" على طرف السفينة يمر من خلالها خطوط الغاز الرئيسية للمراجل.

أما هيكل السفينة الذي يصل طوله إلى 250 م وارتفاعه 22.2 م فقد تم تقسيمه إلى 19 مقصورة محكمة الإغلاق عن طريق حواجز عرضية وصل ارتفاعها حتى سطح الحظيرة.

تم تطبيق نموذج حماية السفن الألمانية عن طريق بناء سطح مصفح للسفينة مع حافات سميكة تتراوح بين 40-60 ملم وحزام مقوى تصل سماكته 100 ملم على سفن حاملات الطائرات. أما سماكة سطح السفينة أو ما يسمى بالمدرج فقد وصلت إلى 20 ملم. ومن خلال ضمان حماية الأجهزة الميكانيكية عن طريق التصفيح بدا وكأن المصممون الألمان تركوا الجزء العلوي العائم الموجود أمام الحظيرة دون وقاية تقريباً. ولكن جزئياً ينبغي على المدفعية ذات العيار 150 ملم المثبتة على متن السفينة المصفحة أن تحمي الحظيرة العليا من قذائف العدو، أما الجزء الآخر سيكون محمياً عن طريق الحدود الطولية للحظيرة المصفحة والتي تصل سماكتها نحو 30 ملم.

الأكثر إثارة للاهتمام في مشروع حاملة الطائرات الألمانية هو الجزء المتعلق بالطيران. الحديث يدور هنا عن إطلاق الطائرات من سطح السفينة التي كان من المتوقع أن تنفذ خلافاً لما هو عليه في سفن حاملة الطائرات الأجنبية، عن طريق اثنين من المنجنيق المتمركزين في مقدمة السفينة. مع العلم أن المنجنيق من طراز K-252 المزود بتصميم انزلاقي من صنع شركة "Deutsche Werke " مصمم لتأمين 4 انطلاقات دون الحاجة لإعادة شحن اسطوانات الهواء.

أما عن مدرج الطيران المزود بقضبان من خشب الساج تصل سماكته 50 ملم، يبلغ طوله 241 م وعرض قدره 30.7 م ومزود بحظيرة علوية وأخرى سفلية وثلاثة مصاعد كهربائية متوضعة على محور واحد مع إزاحة بسيطة نحو الجزء الأيسر من سطح السفينة. أما فيما يتعلق بالمصاعد الموجودة في مقدمة السفينة وفي وسطها والمزودة ب اثنين من منصات التحميل ثمانية الأضلاع، فباستطاعتها نقل الطائرات من كلتا الحظيرتين. كما أنه هناك مصاعد مصممة لإعادة الطائرات إلى الحظيرة في مقدمة وفي مؤخرة مدرج السفينة.

وما يميز عمليات الإقلاع هو استخدام عربات إطلاق يتم تركيبها على الطائرات في الحظيرة وتصطحبها حتى مدرج الإقلاع. ومن منصة المصعد الكهربائي عبر القضبان الحديدية تنتقل العربة مع الطائرة إلى المنجنيق. وبعد انطلاقة الطائرة تنزل العربة بواسطة سلسلة من الناقلات المائلة المتوضعة أمام مقدمة مدرج الإقلاع، إلى حظيرة سطح السفينة ويتم نقلها إلى الحظيرة الأساسية عبر خطوط حديدية أحادية. وهنا يكمن دور المصعد الكهربائي فقط في حال فشل عمل الناقلات المائلة.

الصورة: كيل، كانون الثاني/يناير 1941. تم التقاط الصورة من قبل طائرة تجسس بريطانية.

في نهاية صيف عام 1939 التحقت دفعة صغيرة من طراز Ju-87C-0 إلى السرب الرابع لمجموعة حاملة الطائرات رقم 186 التي تم تشكيلها في شهر كانون الأول/ديسمبر 1938 في مدينة كيل، حيث زودت الطائرة بجهاز ليتم إقلاعها من المنجنيق بالإضافة إلى مربط ليمكنها من الهبوط على سطح سفينة حاملة الطائرات.

ومن أجل حماية الطائرات الموجودة على سطح السفينة من الرياح تم تخصيص دروع مضادة للرياح ترتفع بشكل شاقولي عن طريق محركات كهربائية خلال بضع ثواني. أما بالنسبة لهبوط الطائرات فقد تم توفير ذلك بواسطة حبال متوضعة على سطح السفينة وتعمل كفرامل للطائرات. ومن أجل تأمين هبوط الطائرات في ظروف الرؤية المنخفضة فقد تم تجهيز مدرج الطيران بإنارة خاصة مكان الهبوط متوضعة على الأرضية الخشبية.

وقد تميز الهيكل الداخلي للحظيرة وهيكلية تصميم نظام الوقود والتزويد بزيت المحركات والمعدات المضادة للحريق الموجودة على السفينة الألمانية بمجموعة من الحلول التقنية المميزة من بينها الستائر المثبطة للحريق ونظام نقل عربات الإطلاق ومحركات الطائرات ومحطات تزويد الوقود والزيت في الحظيرة.

ويبلغ سعة مستودعات البنزين المخصصة للطائرات والموجودة في القسم الأمامي من جسم السفينة إلى ما يزيد عن 330 ألف لتر. أما عملية التزود بالوقود والزيت فقد كان من المقرر أن تنفذ في الحظائر المجهزة بمحطات التعبئة.

تم اختيار التوربينات البخارية كمحركات للسفينة وفقاً للمعايير المعتمدة في الأسطول الألماني. أما الاستطاعة المطلوبة والتي تقدر ب 200 ألف حصان فقد تم توزيعها على 4 محاور توربينية والتي كان عليها أن تسبب في إنتاج استطاعة قدرها 50 ألف حصان لكل واحدة منها ولذلك تم تزويد كل وحدة ببخار وفق المؤشرات التالية ضغط قدره 75ATM وحرارة قدرها 450 درجة و4 مراجل من طراز لامونت يمكنها إنتاج 50 طن على الساعة. يشار إلى أن احتياطي وقود المراجل الذي يقدر ب 6500 طن كافية لضمان إبحار على مسافة تقدر ب 6 ألاف كيلو متر. وما يميز حاملة الطائرات الألمانية تقنياً هو استخدام نظامين من طراز "فويت-شنايدر" وهذه عبارة عن ريش مروحي لسهولة القيادة أثناء السرعات المنخفضة.

تم حجز حاملة طائرات بسعة 24114 طن من شركة دوتش ويرك كيل في 16 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1935، وقد تم وضع حجر الأساس لحاملة الطائرات تحت رقم تسلسلي 252 في 28 من شهر كانون الأول/ديسمبر لعام 1936، وبعد عامين أي في الثامن من شهر كانون الأول /ديسمبر 1938 تم حفل افتتاح تدشين السفينة حضره كبار القادة في الرايخ الثالث من بينهم هتلر وغيرينغ، حيث تم في ذلك اليوم تسمية حاملة الطائرات تكريماً لوالد الكونتيسة هيل فون زبلين.

لقد كان تصنيع الطائرات الخاصة بسفن الحاملات واحدة من الصعوبات الرئيسية التي واجهت أول حاملة طائرات ألمانية. وقد رأى وزير الطيران في الرايخ الثالث غيرينغ في الرغبة الملحة لحصول الأميرال ريدر على طائرات خاصة بالحاملات تهديداً لاحتكاره، وبطبيعة الحال لم يظهر أي اهتماماً لهذه الصناعة الجديدة فقد كان يردد المقولة الشهيرة له: "كل ما يطير في الجو هو لي". ومع ذلك وفي الفترة ما بين 1938-1939 تم اختبار مقاتلة من طراز بيبلان "أرادو -197" والتي تعتبر نموذجاً متطوراً عن "أرادو -68". وأخيراً تمت المصادقة على مقاتلة من طراز "مي -109 ت" وعلى طائرات هجومية من طراز "يونكيرز-87 اس". وفي هذا الإطار تم اختبار 5 طائرات من طراز "يونكيرز-87 اس" القابلة للطي والتي تم صنعها واختبارها في معهد "لوفتواف" في مدينة ترافيميوند . وقد خطط الألمان لاستخدام طائرات من طراز "فايسلر 187" و"أرادو 195" كطائرات متعددة الأغراض: استطلاعية وقاذفات خفيفة.

ووفقاً للتغيرات التي حصلت في عملية بناء مجموعة الطائرات المخصصة لسفينة الحاملات وفقاً لتاريخ شهر آذار/ مارس من عام 1941 فقد كان ينبغي أن تضم الحاملة 20 طائرة متعددة الأغراض من طراز "فاي 167" و10 مقاتلات من طراز "109ت" و13 قاذفة هجومية من طراز "جو 87 اس" علماً أن مجموعة الطائرات هذه توزعت على الشكل التالي: 18 طائرة في الحظيرة السفلى و25 الباقية في الحظيرة العليا.

في نهاية شهر نيسان/ابريل من عام 1941 وبناء على اقتراح القائد العام للقوات البحرية توقف العمل في بناء حاملات الطائرات وتم تفكيك المدافع ذات العيار 150 ملم وإرسالها إلى النرويج لتعزيز الخطوط الدفاعية الساحلية. وفي 6 من شهر تموز/يوليو من عام 1940 تم جر "غراف زيبلن" إلى غوتين هافن وذلك لاستخدامها كمخزن عائم. وقبيل الهجوم على الاتحاد السوفيتي قام مصممو الحاملة، تخوفاً من احتمال وقوع غارات جوية سوفيتية، بسحب "غراف زيبلن" إلى شتيتن في 21 من شهر حزيران/يونيو لعام 1941، وفي شهر تشرين الثاني نوفمبر عاد المصممون الألمان السفينة إلى غوتين هافن حيث مكثت هناك حتى ربيع عام 1942.

وفي 16 من شهر نيسان/أبريل لعام 1942 قرر هتلر استئناف العمل في بناء "غراف زيبلن".

ونظراً لاحتمال وقوع غارات جوية تم تأجيل نقل السفينة إلى كيل، مع أنه تم في ذلك الوقت تثبيت 6 رشاشات من عيار 37 ملم و8 من عيار 4 ملم بالإضافة إلى كشافات مضادة للطائرات. وفي 30 من شهر تشرين الثاني /نوفمبر من عام 1942 قامت ثلاث قاطرات بسحب غراف زيبلن إلى البحر، وفي 5 من شهر كانون الأول/ديسمبر للعام نفسه وصلت سفينة "غراف زيبلن" بأمان إلى مدينة كيل بصحة 3 كاسحات ألغام و6 سفن خفر السواحل وتم وضعها على الفور في حوض عائم لإجراء عمليات البناء اللاحقة. ومع ذلك ففي 30 من شهر كانون الثاني/يناير من عام 1943 صدرت أوامر جديدة من هتلر بوقف أعمال البناء ... حينها وصف الأدميرال ريدر هذه الحدث بأنه أرخص قرار في تاريخ انتصارات الانكليز في البحر، ونتيجة لذلك تم نقل "غراف زيبلن" إلى شتيتن مرة أخرى في 21 من شهر نيسان /أبريل من عام 1943 وحتى نهاية الحرب العالمية.

وبحلول شهر نيسان/أبريل عام 1945 وصفت حالة حاملة الطائرات كما يلي: لم يكن على متنها سلاح مدفعية ولم تنتهي أعمال تركيب الأجهزة والمعدات الخاصة بإدارة والتحكم بإطلاق النار كما أنه لم تنتهي أعمال الأجهزة الكهربائية بالإضافة إلى الأجهزة التقنية الخاصة بالطيران.

وفي أثناء هجوم القوات السوفيتية على المدينة كانت حاملة الطائرات "غراف زيبلن" في مصب مون لنهر أودر. وفي تمام الساعة السادسة مساءً من يوم 24 نيسان/أبريل لعام 1945 أمر قائد القوات البحرية في شتيتن الكابتن كاهلر عن طريق الراديو القيادة الخاصة التي كانت موجودة على ظهر الحاملة بتفجير السفينة، حيث أدت هذه الانفجارات إلى تعطيل عمل التوربينات والمولدات والمصاعد الرئيسية التي لم تعد صالحة للاستخدام. وفي أثناء دخول القوات السوفيتية إلى المدينة تسربت المياه عبر ثقوب صغيرة وشقوق إلى داخل السفينة وبالتالي كانت الحاملة في حالة من الغرق.

وفي صيف عام 1945 وبواسطة سفن الإنقاذ والطوارئ تم رفع السفينة، وفي 19 من شهر آب/أغسطس اعتبرت هذه السفينة تابعة للقوات البحرية السوفيتية كإحدى الغنائم الحربية التي تم الاستيلاء عليها.

وبعد التوقيع على استسلام القيادة الألمانية في الحرب العالمية الثانية انعقد مؤتمر بوتس دام جمع قادة الدول الثلاث العظمى تقرر خلالها تقسيم غنائم سفن الأسطول الألماني الصالحة للاستخدام بالتساوي بين الدول الثلاث على أن يتم تدمير باقي الأسطول الألماني. وفي 23 من شهر كانون الثاني /يناير من عام 1946 نشرت صحيفة برافدا بياناً سوفيتياً انكليزياً أمريكياً بتحديد أعضاء اللجنة الثلاثية البحرية الحربية.

ورث الاتحاد السوفيتي نتيجة القرعة "غراف زيبلن" الذي كان ضمن المجموعة "س" والتي تتضمن السفن التي تعرضت للغرق وللتلف أو تلك التي لم يتم بناؤها حتى النهاية والتي كانت تحتاج إلى إصلاحات لمدة 6 أشهر على الأقل.

وفي هذا الإطار قدمت اللجنة الثلاثية توصيات تقتضي بموجبها تدمير جميع السفن القتالية التابعة لمجموعة "س" في وقت محدد عن طريق إغراقها في أعماق البحار أو تفكيها واستخدام أجزائها كمعادن.

وفي عام 1947 صدر مرسوم رقم 601 حول تدمير السفن الألمانية التابعة لمجموعة "س" في عام 1947، وبحسب اقتراح القيادة البحرية الجديدة للاتحاد السوفيتي تقرر استخدام هذه السفن لإجراء التجارب ودراسة عامل مدة صلاحية السفن البحرية.

أما فيما يتعلق بعملية تدمير "غراف زيبلن" فقد كان من المفترض أن تجري في إطار التجارب العلمية العسكرية. ولتحقيق ذلك تم تشكيل لجنة خاصة برئاسة نائب الأدميرال يوري فيودوروفيتش رال والتي كانت مهمته إغراق السفينة عن طريق إجراء اختبارات تحمل السفينة للقصف الجوي وقذائف المدفعية والطوربيدات. وقد كان من المفترض أن يتم تفجير مختلف أنواع القذائف والقنابل التي تم تثبيتها في السفينة بشكل مسبق ومن ثم قصف الحاملة من قبل الطائرات وتعرضها لقذائف من مدفعية السفن وفي الختام كان ينبغي أن تتعرض السفينة لهجوم مدمر بالطوربيدات. كما كان من المخطط تفجير بعض الألغام على مختلف الأعماق، وبطبيعة الحال بين كل عملية وأخرى كان ينبغي على العلماء العسكريين إجراء قياسات وحسابات لعناصر السفينة لمعرفة قدرة السفينة على تحمل مثل هذه الضربات.

ومع اتخاذ هذا القرار لم تكن الحاملة غراف زيبلن في أفضل حالاتها. وبحلول يوم 17 من شهر آب/أغسطس لعام 1945 تم فحص السفينة في قاعدة شتيتن البحرية من قبل الوحدات 77 التابعة للأسطول البلطيقي، وقتها كانت "غراف زيبلن" موجودة على اليابسة مع ميلان طفيف باتجاه الجانب الأيمن. وقد كانت جميع التوربينات والمولدات والمراجل معطلة من قبل الألمان الذين قاموا بتفجير هذه المعدات وأحدثوا ثقوباً في الجزء المغمور بالمياه تصل قياساتها 0.8 و0.3 م وتصدع وصل طوله نحو 0.3 م. بالإضافة إلى كل ذلك فقد تم تعطيل مصاعد الطائرات حتى ان المصعد الخلفي الموجود على المدرج كان معطوباً مع انحراف قدره 0.2 م علاوة على أن سطح السفينة تعرض لخدوش عميقة جراء سقوط القذائف.

لقد تم رفع "غراف زيبلن" عن طريق مضخات المياه بعدما أغلقت جميع الشقوق والثقوب الموجودة في الجزء السفلي المغمور أما الثقوب الموجودة في جسم السفينة العلوي والنوافذ المحطمة تم لحمها وإغلاقها ولكن لم يتمكن الخبراء من إصلاح عامل نفاذية المياه للمدرج وذلك لعدم وجود الوقت الكافي لذلك.

بعد ذلك تم سحب "غراف زيبلن" إلى سوينميوند وعندما وصلت السفينة في ليلة من 15 من شهر آب/أغسطس إلى المكان المحدد لها اتضح أنه بسبب وجود خلل في سلسلة المرساة لم يكن بالإمكان وضع السفينة في مكانه المحدد في حين أن المرساة الصغيرة كانت تقي السفينة فقط من الانجراف إلى حد طفيف. هذا، كما سنرى، كان له الأثر الحاسم في برنامج الاختبار.

في صباح يوم 16 من آب/أغسطس بدأت اختبارات تأثير الذخائر على السفينة. بداية تم تفجير القذائف الصاروخية من عيار 1000 وثلاثة أخرى من عيار 100 وتم قصف السفينة بقذائف مدفعية من عيار 180 ملم في المنطقة الواقعة أسفل المدرج. وفي أثناء إجراء الاختبار الثاني من التفجيرات تم قصف مدرج السفينة بقذيفة صاروخية من عيار 1000 مرة أخرى أما السلسلة الثالثة من التفجيرات فقد شملت توجيه ضربات من قذائف صاروخية عيار 250 وقذيفتين مدفعية من عيار 180 ملم.

وبعد الانتهاء من السلسلة الأولى من التفجيرات تعرضت الحاملة لقصف صاروخي، حيث تم تخصيص من أجل تحقيق هذه المهمة 39 طاقم تابع لفوج 12 للطيران و8 طوربيدات و25 طائرة من طراز ب-2 مع العلم أن معظم هذه الطائرات قامت بقصف السفينة بأول إشارة من قائد العمليات أما جزء الطائرات من طراز ب-2 فقد هاجمت الهدف بشكل منفرد عن طريق طائرتين من طراز كاتالين، إحداها كانت موجودة فوق الهدف مباشرة والثانية عملت كطائرة إنقاذ وبحث واستطلاع.

جدير بالذكر أن المجموعة الأولى هاجمت الهدف وقصفته من ارتفاع 2070م ورمت على السفينة 28 قذيفة صاروخية أما المجموعة الثانية فقد رمت من نفس الارتفاع تقريباً 36 قذيفة، في حين أن المجموعة الثالثة وهي الطائرات المنفردة فقد وجهت ضرباتها بواسطة 24 قذيفة. وكانت نتيجة هذا القصف الموجه ضد سفينة لا حول لها ولا قوة ثابتة لا تتحرك مذهلاً: فمن أصل 100 قذيفة وصل إلى الهدف 6 فقط علماً أنه تم العثور على 5 أثار فقط لقصف سطح السفينة. في حين أكد الطيارون بأنهم أصابوا 11 إصابة لأن بعض القنابل والقذائف كانت تقع في نفس المكان الذي تعرض له القصف السابق، على كل حال أياً كانت الإصابات فإن قصف حاملة الطائرات من وجهة نظر التحمل لم تؤت بنتيجة حتى أن القذائف من طراز "ب -50 " كانت ضعيفة ولم تحدث تأثير قوي على السفينة باستثناء بعض التشوهات التي تعرض لها المدرج بعمق يتراوح بين 5-10 سم. ويبدو أن التدريبات القتالية هذه لم تكن إيجابية بالنسبة للصقور الستالينية التي قامت بقصف غراف زيبلن، وإنما كمن كان يتدرب في حقل رمي، حيث لم تكن هناك أنظمة دفاع جوي وكانت الطائرات تسدد دون أن تواجه أي عوائق وتحلق بحرية فوق الهدف بالإضافة إلى أن ارتفاع المقاتلات كان ملائماً للقيام بضربات نارية مكثفة.

هكذا انتهى برنامج اختبار تحمل السفينة من نقطة الثبات فوق الماء، وبدأت الإعدادات لاختبار تحملها تحت تأثير الطوربيدات والأسلحة التي تقصف من تحت الماء. ولكن في 17 من شهر آب/أغسطس بدأت الأحوال الجوية تستاء تدريجياً وبدأت السفينة تتعرض لرياح قوية وصل ل 5-6 درجة وبدأت الحاملة بالانجراف إلى مناطق المياه القليلة وظهرت خطورة حقيقية حول إمكانية إغراق السفينة على أعماق كبيرة مع العلم أن الاختبار الأول جرى على عمق 113 م وفي نهاية هذا الاختبار كانت السفينة على عمق 82م. لذلك اتخذ نائب الأدميرال يوري رال قراراً انفرادياً بوقف الاختبارات وإغراق الحاملة بـ الطوربيدات الموجودة على السفن. ولهذا تم استدعاء زوارق من طراز ايلكو من أسطول البلطيق والمدمرات "سلافني وستروغي وسترويني". بالطبع كانت الزوارق أول من وصل إلى الحاملة لكن الهجوم لم يكن ناجحاً. وبعد مرور ساعة واحدة وصلت المدمرات حيث وجهت المدمرة سلافني طوربيدا في الجهة اليمنى من السفينة وأصابتها إصابة مباشرة بدأت بعدها الحاملة غراف زيبلن بالانحراف تدريجياً إلى الجهة اليمنى بزاوية قدرها 25 درجة.

في الوقت نفسه زاد ميلان مقدمة السفينة. وبعد ثماني دقائق أخرى، أي بعد 23 دقيقة من الانفجار الثاني، بدأ غراف زيبلن بانحراف 90 درجة، بالاختفاء من سطح البحر.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : سر كنوز الرايخ الثالث

سر كنوز الرايخ الثالث


لم تكن البنوك السويسرية فقط المكان الوحيد الذي أبقى فيه الألمان النازيين على أموالهم ووثائقهم. حيث قاموا بتخبئة جزء من "ذهب الحزب" وفق الطريقة القديمة عن طريق دفنها في الأرض

وها هو راؤول جيفال المدرس السابق وهو الآن متقاعد فرنسي، يعمل في البحث عن الكنز النازي منذ 19 عاماً، ولكن فقط نظرياً أي ليس عن طريق الحفريات وإنما عن طريق البحث في الأوراق الأرشيفية. ومع ذلك، فقد حقق نقلات نوعية في هذا الاتجاه متغلباً بذلك على العديد من صيادي الثروات الذين يعتمدون بشكل أساسي على المطرقة والمعول.

أولاً، يعتقد راؤول أن الأجهزة الاستخباراتية السوفييتية والأمريكية كانوا يبحثون في الفترة ما بين 1945 - 1960 سنة عن الصناديق البنكية التي استأجرها النازيون لتخزين السندات المالية، وليس بحثاً عن حساباتهم المالية والمصرفية. وهذه الصناديق لا تحتوي فقط على أسرار سياسية خطيرة وقوائم بالوكلاء والعملاء السابقين، ولكن تحتوي على أسرار أكثر فظاعة مثل المواد التي كان الرايخ يقوم بتصنيعها في المختبرات السرية.

البعض منهم شارك في تطوير الأسلحة التي تفوق فظاعتها القنبلة النووية. حيث يشير راؤول في هذا الصدد عن وقوع حادثة غريبة في جنوب بافاريا في شهر أيار/مايو من عام 1944: حيث تم تدمير جميع الكائنات الحية في إحدى القرى هناك في ليلة وضحاها، بدءً من البشر وانتهاءً بالنباتات. وبعد ثلاثة أيام فقط قامت طائرات الحلفاء بتوجيه ضربة كبيرة على منشأة عسكرية تعرف رسمياً باسم "مصنع لإنتاج أجهزة الاستقبال " والتي تقع على بعد بضعة كيلومترات من القرية.

ثانياً، برأي المتحمس المتقاعد، تم إخفاء أهم اكتشافات علماء النازية ليس في البنوك التي لم تكن تحظى بثقة النازيين، وإنما في زوايا منعزلة من العالم كما كان القراصنة يقومون بتخبئة كنوزهم. ولكن على عكس الكنوز في كيدا ومورغان فإن الوصول إلى هذه الكنوز كان صعباً ومحمياً بشكل موثوق...

في شهر شباط/فبراير لعام 1946 وفي جبل رواهفانغ في النمسا توفي 3 من متسلقي الجبال بحثاً عن الكنز، علماً أنه عثر على واحد منهم وقد شقت معدته. وفي شهر آب/أغسطس من عام 1949 فقد ستة من زملائهم في كهف بالقرب من بلدة لانديك. وفي عام 1950، تم العثور على صيادين في جبل غروس ويزر وقد تعرضوا للضرب المبرح وفقيت أعينهم. كل هذا حدث في جبال الألب، حيث يعتقد الكثيرون أن النازيين قاموا بدفن أسرارهم هناك.

وقد تميز عام 1952 بحدوث سلسلة من الوفيات، حيث قتل بداية، الباحث عن الكنوز جان دي سوز في جبال الألب، ومن ثم تم العثور على جثث لضباط سابقين في القوات النازية الخاصة على شاطئ بحيرة توبليس المعنية بعمليات تحت الماء وثلاثة ضباط من البحرية الامريكية. ويعتقد المحللون أنه من الممكن أن يكون هؤلاء قتلوا بعضهم البعض في معركة بين الباحثين عن الكنز من جهة والمدافعين عنه من جهة أخرى.

ولكن إذا كانت الحوادث المأساوية أعلاه أمر مفهوم إلى حد ما، فإن ما حدث في جزر الكناري في فصل الصيف لعام 1962 يصعب شرحه وتفسيره. وقتها وصل أحد عشر أميركياً إلى جزيرة هييرو. وبما أن هؤلاء ينتمون إلى جهاز المخابرات، فإن ذلك يعارض حقيقة أنهم منذ الليلة الأولى، بعد أن تعاطوا المخدرات، بدؤوا يتحدثون للصيادين المحليين بأنهم جاؤوا للبحث عن "الذهب النازي". وبالطبع فإن السياح الذين اعتادوا على سماع مثل هذه القصص، لم يبالوا أو يهتموا لها، ولكن الذي حصل أنه بعد أيام قليلة انقطعت أخبار الباحثين عن الكنوز.

وهنا شعر المواطنون المحليون بقلق وتوجهوا نحو مخيم الأميركيين وشاهدوا منظراً رهيباً: جميعهم لقوا حتفهم باستثناء واحد فقيت عيناه ولم يعد بامكانه التكلم، وقد توفي لاحقا في المستشفى، لكنه تمكن من كتابة كلمتين "ذهب يحترق"...

بالاضافة إلى كل ذلك ظهرت أشياءً أكثر غرابة وفظاعة حول كنز أحد القادة النازيين "هاوبت شتورم فيورر" كورميز من قوات "إس-إس" النازية الذي كان عضوا في واحدة من الحملات التي أجرتها القوات الخاصة، ولكن في طريق عودته اعترضته وحدات خاصة من جهاز أمن الدولة والاستخبارات السوفييتية سابقاً. وبعد تمكنه من الهروب، قام كورميز بدفن عدة حاويات من الاكتشافات الأثرية في رمال جنوب ايران، التي عثر عليها الألمان في أنقاض المدن القديمة في آسيا. ومن المثير للاهتمام أن منطقة الكنز تعتبر "مكاناً سيئاً" – يفترض أنه كان هناك معبداً ما قبل الآرية من السكان السود في إيران.

وفي عام 1975، توجهت مجموعة من الباحثين في رحلة استكشافية بعد العثور على يوميات كورميز. ولكن الذي حدث هو أن الدلال اختفى مباشرة بعد وصول البعثة وأصبح في عداد المفقودين، ومن ثم تعطلت أجهزة التصال اللاسلكية، في حين أن المصور "إبراهيم بيت"، الذي صور الحفريات، بدأ يشكو من صداع شديد وأصبح يرى الكوابيس في نومه .

وفي يوم من الأيام أصيب المنجم بنيامين ريكروك الذي كان يرافق المجموعة بحالة من الجنون، وعندما حاول رفاق ريكروك الذي أصبح يركض ويصرخ بعبارات غير مفهومة، تهدئته أضرمت النار في جسده حتى أن النار استمرت بعدما تم تغطيته بقماش من القنب. بعد ذلك من الطبيعي أن توقف البعثة عملها وأن تعود إلى بريطانيا .

وعند وصول أعضاء البعثة إلى بريطانيا قام "إبراهيم بيت" بتحميض أفلامه ولكن...شاب شعره بالكامل عند رؤيته الصور وقام بحرقها على الفور وغادر إلى مكان مجهول ...

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : أدولف هتلر وإيفا براون: مغامرات جنسية أم أسرة مثالية

أدولف هتلر وإيفا براون: مغامرات جنسية أم أسرة مثالية
نبذة عن حياة الفتى هتلر
ولد أدولف هتلر في 20 من شهر نيسان/أبريل 1889 في عائلة يعمل والده موظف في إدارة الجمارك ووالدته فلاحة، وكانت العائلة تتنقل من مكان إلى آخر حتى تمكنت من شراء منزلاً في ضواحي ليوندنغ. وفيما يتعلق بكنية هتلر فهي حتى الآن موضع جدل، لأن معظم الأجيال السابقة كانت، على ما يبدو، أمية ولهذا كانوا يكتبون أسماءهم في أشكال مختلفة، مما أدى إلى تشويه في النطق والكتابة.
لم يكن أدولف هتلر مهتماً بالدراسة، لذلك لم يتمكن من التخرج حتى من معهد مهني. وبعد وفاة والده استقر مع أمه في لينز، حيث أصبح من الممكن للشاب أن يتعلم فن الموسيقى وحضور حفلات الأوبرا، وبشكل عام يمكن قضاء الوقت في هذه المدينة بتراخ وخمول.
وفي سن الـ 18، ذهب أدولف إلى فيينا، حيث حاول مرتين الالتحاق في أكاديمية الفنون الجميلة، لكنها كانت محاولات فاشلة حتى أن جميع المعلمين كانوا ينصحونه بالالتحاق في معهد الهندسة المعمارية، ولكن لم يكن لدى الصبي شهادة الدراسة الثانوية، ولهذا لم يسمح له إجراء فحوص القبول.
في هذا الوقت، بدأ أدولف بحماس لقراءة البحوث الفلسفية والاجتماعية، وبطبيعة الحال، لم تحل هذه المعلومات المقتضبة التي تعلمها أدولف من أعمال مشاهير الفلسفة محل التعليم الجيد، ولكن، في وقت لاحق أصبحت أساساً لمفهوم هتلر الفلسفي. وفي عام 1909، بعد وفاة والدته، انتهت الحياة الهنيئة حتى أن أدولف أحيانا كان يضطر إلى النوم في الشارع. وبعد مرور بعض الوقت، استقر زعيم الرايخ الثالث في مؤسسة خيرية تدعى مينيرخايم، وقتها كان عاملاً فاشلاً، كان يشغل نفسه بممارسة فن الرسم وأصبح يرسم في وقت لاحق المناظر الطبيعية من فيينا التي انتقل اليها في عام 1913.
تكون شخصية الطاغية
عندما كان أدولف في الـ 25 عاماً من عمره بدأت تراوده نوبات من اليأس، وهذا أمر طبيعي لأنه في ذلك الوقت لم يكن لديه وظيفة دائمة، ولا عائلة، ولا رغبة في المضي قدما، وها هو الوقت قد حان للالتحاق في صفوف الجيش، ولكن سارع هتلر للهروب من تأدية هذا الواجب الوطني وفرّ إلى ميونيخ. ولكن بطريقة أو بأخرى لم يذكرها التاريخ، اعتبر أدولف أنه غير صالح للخدمة العسكرية، وبشعور بارتياح كبير أخذ هتلر يمارس مهنة الرسم مرة أخرى.
في بداية الحرب العالمية الأولى، قرر هتلر أن الوقت قد حان للتخلص من حالة الضعف والعمل على إثبات الشخصية، ولهذا تطوع هذه المرة للخدمة في الجيش وخلال سنوات أربع من الحرب حصل على أعلى الجوائز: ميداليات لتعرضه للإصابة ووسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية.
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب، عاد هتلر وأصبح عضواً في لجنة التحقيق التي تم تنظيمها من أجل تطهير صفوف الجنود السابقين. وبعد خضوعه للتثقيف السياسي، تم تعيينه عميلاً في المنظمة التي كانت مهمتها مكافحة الضباط اليساريين. ربما في ذلك الوقت، بدأت تظهر الطبيعة الشريرة للطاغية المستقبل. لابد من القول أن أدولف كان وفياً في التزامه بمسؤولياته تجاه هذه المهمة عن طريق تحديد الغرض الذي ترمي إليه هذه المجموعة أو تلك من الضباط وكان ينقل جميع المعلومات عنها للقيادة. تجدر الإشارة إلى أنه في فترة ما بعد الحرب سيطر الجوع والدمار في ألمانيا، ولهذا خشيت الحكومة من انتفاضة الأوساط الثورية في البلاد.
لقد كان الثاني عشر من شهر أيلول/سبتمبر لعام 1919 علامة بارزة في تاريخ حياة الدكتاتور، في ذلك اليوم نفسه ذهب هتلر إلى اجتماع حزب العمال الألماني الذي كان يناقش مسائل جذبت اهتمامه مثل الحديث عن رأس المال المنتج والمتاجر والأحاديث المشبعة بمعاداة السامية والشوفينية، ولذلك قرر الانضمام إلى صفوف الحزب.
أدولف يتسلم السلطة
ومنذ ذلك الحين بدأ الفوهرر الصعود إلى سلم السلطة فلقد كان يتمتع بمواهب خطابية فذة عمل على تنميتها في سنوات حياته الفاشلة. والآن بدأ هتلر يحاول اللحاق بالركب، وخلال عامين فقط انضم إلى صفوف حزبه قرابة 3000 آلاف عضو، ولم يتوقف أدولف عند أي شيء وأصبح الزعيم الوحيد للحزب الذي أطلق عليه آنذاك حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني بعد أن سقط القادة السابقين تدريجياً إلى الهاوية واختار هيرينغ مساعداً له.
في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1923، تزعم هتلر عصياناً أطلق عليه اسم عصيان البيرة عندما أخذ بعض البلطجية يرددون شعارات لا إنسانية متوجهين نحو بناء الحكومة البافارية. ومع ذلك، كانت الشرطة بالفعل على استعداد تام وقادرة على صد هؤلاء المتمردون الذين خسروا 16 شخصا وتم القبض على هتلر ووجهت إليه تهمة الخيانة، ولكن لم تتوقع الحكومة مدى حجم العاصفة التي هبت بعد اعتقاله حتى أن الصحف هللت لهذا الحدث وجعلت من زعيم الحزب النازي بطلاً قومياً. كل هذه الظروف كانت من صالح هتلر الذي أطلق سراحه من السجن بعد أن قضى ما مجموعه 9 أشهر.
بعد خروجه من السجن في ندسبرغ، والذي أطلق عليه اسم المصحة النازية لأن هتلر كان يجول ويتصرف بحرية تامة، أعلن الديكتاتور الحرب على اليهود أصبح يشيع بين الشعب أن ألمانيا المباركة ستشهد تغييرات كبيرة بعد تدميرهم، وأن جميع الفقراء سوف يصبحون أغنياء، وأن الأطفال المرضى سينقلبون أصحاء، والنساء سوف يصبحن جميلات. على ما يبدو سقطت بذور معاداة السامية على أرض خصبة، ووجهت أغلبية الشعب للإيمان في دين جديد.
وفي عام 1934، قام هتلر بحملة تطهير في صفوف حزبه، وفيشهر آب/أغسطس من نفس العام، استغل وفاة الرئيس هندنبرغ، وأعلن نفسه رئيساً للبلاد برتبة الفوهرر- القائد الأعلى للرايخ الثالث. وهكذا شق هتلر طريقه إلى السلطة بسرعة عن طريق القضاء على خصومه أو شراء الناس الذين يمكن الاستفادة منهم.
"حواء" إحدى عشيقات آدم هتلر
ترتبط حياة أدولف هتلر ارتباطا وثيقاً مع اسم إيفا براون. حيث كانت فتاة تبلغ من العمر 18 سنة عندما التقى بها وكانت من السذاجة بمكان لأنها مثل الكثيرين كانت تبجل اسمه، وبناء على إصرار والديها ذهبت للعمل في محل للتصوير وهو لشخص يدعى هاينريش هوفمان أحد أتباع المتحمسين للاشتراكية القومية. ذات يوم حضرت الفتاة إحدى المسيرات التي أقيمت كحملة انتخابية لهتلر الذي استطاع من خلال الكاريزما التي يتمتع بها أن يخضع الناس وإجبارهم على الانصياع، حتى أنه في بعض الأحيان كانت الحكومة تضطر لاستخدام الشرطة الخيالة من أجل تفريق المتظاهرين وفتح الطريق. ومن بين المسحورين بشخصية الفوهرر كانت إيفا علماً أن هتلر نفسه أعجب ببساطتها ووجهها الحلو، فبعد أن أجرت مقابلة متلفزة معه دعاها زعيم الرايخ الثالث إلى مأدبة عشاء رومانسية انتهت بممارسة الجنس في سريره.
ولكن لم يكن هذا الولاء قبل الزواج يعني شيئاً لهتلر لأنه على مدى 9 سنوات كان يفضل جيلي راوبال ابنة أخته غير شقيقة (من نفس الأب)، إلا أن كل شيء تقرر في صالح إيفا في شهر أيلول/سبتمبر 1931 عندما وجدت جيلي مصابة برصاصة في صدرها وهي في شقتها في ميونيخ، وقتها أصيب هتلر بصدمة حتى أن أصدقاءه راقبوه عن كثب لأنهم كانوا يشعرون بقلق مخافة أن ينتحر.
لم يعزز نبأ وفاة جيلي من موقف إيفا وكانت ترافق موكبه مع سيارة الحرس، ولم تكن تظهر معه في الأماكن العامة، ومع تنصيبه مستشاراً فقد هتلر كل معنى للحياء، وأصبح يتعرف على المعجبات جهارة، مع العلم أن الضباط استغلوا ضعف هتلر لأغراضهم الخاصة. فعلى سبيل المثال، كان روبرت لي يأمر زوجته إنجي بارتداء فساتين فاضحة أو كان يعرض صورها وهي عارية على الضيوف، وفي بعض الأحيان كان يطلب منها تنفيذ أي نزوة يمكن أن يبديها الفوهرر. ومن الطبيعي بعد هذا التعذيب المستمر، أن تقدم هذه المرأة على الانتحار بالقفز من النافذة.
نعود مرة أخرى إلى العلاقة التي تربط هتلر وإيفا براون التي حاولت مرتين الانتحار خلال ثماني سنوات من حياتها مع هتلر، ولكن في النهاية، طالب والدا إيفا من هتلر تحديد موعد الزواج، لكنه قال لهم بأنه مشغول بإعداد حملة ضد النمسا ويمكن أن يتزوج بعد انتهاء الحرب.
وفي عام 1936، انتقلت إيفا إلى منزل بني خصيصاً لها في بيرغوف، وبالرغم من أنها أمضت الأيام والليالي وحدها، إلا أنها تمكنت من أن تجد لنفسها عملاً عن طريق ممارستها الألعاب الرياضية، وولعها بالطبخ، وقراءة الروايات البوليسية وروايات كارل مايو الهندية.
عندما تذكر هتلر أخيراً "زوجته"، بدأت الحياة تأخذ طابع الملل على الرغم من وجود الضيوف باستمرار إلا أنهم كانوا يستمعون حديثاً مملاً لصاحب المنزل. وقد كان البرنامج الترفيهي يتكرر نفسه أثناء العشاء: أمسية سينمائية تبدأ عادة بالاستماع ومشاهدة آخر الأخبار عن الوقائع العسكرية، ومن ثم يعرض على الضيوف للجلوس بجانب الموقد مرة أخرى بصحبة رب المنزل الذي كان لا يعرف الكلل والملل، وبعد ذلك في النهاية، يتوسل الضيوف للسماح لهم أن يذهبوا إلى شققهم لأخذ قسط من الراحة، وفي اليوم التالي كان المشهد يتكرر.
وكان الموضوع المفضل لدى هتلر هو الحديث عن النضال من أجل نقاء الأمة، فعلى سبيل المثال لم يكن يعترف إلا بالفتيات اللواتي أصلهن أوروبي، ولهذا كان دائماً يتمعن بعناية شديدة في صور عرائس الضباط قبل الزواج. وفي هذا الإطار تمكن هيملر إقناع هتلر لاتخاذ قرار يسمح بإنشاء علاقات جنسية خارج إطار الزواج، معتبراً أنه بهذه الطريقة سيكون من الممكن تحسين نسل الأمة.
في أوائل شهر نيسان/أبريل 1945 غادرت إيفا بسيارتها البيضاء المكشوفة من طراز "مرسيدس" من بيرغوف، متجهة نحو شاطئ هيرتينزي حيث كان جمال الطبيعة الربيعي بانتظارها: الطيور تحوم في السماء الصافية مسرعة إلى صغارها، وأغصان الشجر الأخضر ينحني ترحيباً بإيفا. نعم لقد عانت الكثير على مدى السنوات الـ4 الماضية التي أمضتهم في مقر إقامة الفوهرر، وكان عليها أن تتحمل الكثير، لأن هتلر لم يعد يتحكم ويسيطر على نفسه وأصبح مزاجي بشكل لا يطاق.
لم يكن أحد من نزلاء ملجأ الفوهرر يتوقع ظهور إيفا التي أمرها هتلر للتحرك بشكل عاجل على حين غرة. أما الملجأ فقد كان بالنسبة لإيفا بمثابة سرداب ينبعث منه برودة القبر، لكن إيفا كانت قد اتخذت قرارها ولم تكن مستعدة للتراجع عنه حتى أنها ذات يوم قالت لهتلر بأنها ستبقى معه مهما كانت الظروف، وكان الرد بأن انحنى برأسه فقط، مشيراً إلى أنه سعيد لسماع مثل هذا القرار الخطير.
تم تخصيص غرفة في الطابق الأرضي لإيفا بجانب مقسم الهاتف وغرف الفوهرر الخاصة. جدير بالذكر أن المصور هوفمان ظهر بعد أيام قليلة من وصول إيفا إلى الملجأ، بالطبع لم يكن ليدع الفرصة تفوته من أجل التقاط بعض من مشاهد نهاية الرايخ الثالث. ومن المفارقات، أن الفوهرر كان في منتهى السعادة لرؤية المصور الذي قال بعد محادثة مع هتلر "يا له من تغيير جذري... انه شخص مختلف تماماً". إلا أنه في هذه الأثناء أخذ المصور حقيبته وسارع إلى ترك المثوى الأخير للأشخاص الذين وافقوا طوعاً قضاء الساعات الأخيرة من حياتهم.
وعندما علم هتلر أن القوات الروسية وصلت إلى القصر الرئاسي أعلن أن الوقت قد حان للاختيار بين السم والرصاص. ومع ذلك، لم ينس الطاغية ما كان يجب أن يفعله بعد الحرب، فبناء على إصرار إيفا تم تكليل زواجهما بحسب التقاليد الكاثوليكية. والآن بعد هذه الإجراءات ذهبت إيفا هتلر إلى مضجعها تنتظر زوجها. هكذا أتم الفوهرر الشكليات التي أخذها على عاتقه مع كتابة الوصية...
أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ: من بدأ الحرب العالمية الثانية ومتى اندلعت "الحرب الباردة" ؟

من بدأ الحرب العالمية الثانية ومتى اندلعت 'الحرب الباردة' ؟

أصبحت مناقشة الموضوع المسهب، من الذي بدأ الحرب العالمية الثانية؟ والذي كان يبدو مغلقا منذ آمد بعيد، "موضة" شديدة الانتشار في الصحافة الغربية، ومع ذلك، يمكن تفسير هذه "الموضة" ببساطة، إذ أن "الحرب الباردة" التي يَعتبر الغرب أنه حقق النصر فيها قد انتهت منذ فترة طويلة، كما أن الوقت قد حان "لينظف" كل واحد ماضيه كي لايقلق على نصاعة هندامه في معارك مع "امبراطورية شر" جديدة

وذلك، لأن تهمة إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية قد تقرر إلقاؤها إما كليا على الاتحاد السوفييتي أو في أفضل الأحوال مناصفة على هتلر وستالين، وكما كتب المواطن الروسي المنشق ريزون/سوفوروف وهو جالس في بريستول (بريطانيا العظمى)، إن "الشيوعيين السوفييت يتهمون جميع بلدان العالم ببدء الحرب العالمية الثانية لإخفاء دورهم المشين في إشعالها".

إلا أنه ينبغي على "المؤرخين" المعاصرين في الغرب أن يدركوا أنه إذا كان هناك من يليق بهم في هذه الحال دور مشعلي الحرب، فإنها حكوماتهم في ذلك العهد، كالولايات المتحدة الأمريكية، التي نأت بنفسها عن المشاركة في ترتيب الشؤون الأوروبية بالإضافة إلى انكلترا وفرنسا بشكل رئيسي، حيث نضجت في هذه البلدان بالتأكيد سياسة التهدئة مع هتلر، الذي ُسمح له في البداية بإغفال شروط معاهدة فرساي للسلام، وخصوصا شرط تجريد ألمانيا من السلاح ومن ثم ببدئه التوسع الإقليمي. واليوم، يفضل الساسة الغربيون عدم العودة بالذاكرة إلى عار ميونيخ عام 1938، عندما، وبكل بساطة، قام رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلين والرئيس والفرنسي دولادييه بتقديم تشيكوسلوفاكيا إلى هتلر مقابل ورقة مشكوك في أمر ما تحمله من أنه لن يحارب ضدهما، حينها أعلن تشامبرلين، وهو يلوح بهذه القطعة من الورق "إنني أحمل السلام إلينا جميعا"، ما دفع تشرتشل المعارض حينذاك، أن يقول لقد "كانت لدينا إمكانية الاختيار بين الحرب والعار، وقد اخترنا العار، ولكننا سوف نحصل على الحرب أيضا".

وبهذا الصدد، كتب الرئيس الأمريكي روزفلت بعد الهجوم الألماني على الاتحاد السوفياتي مباشرة، أن "ذلك يدل على تحرير أوروبا من الهيمنة النازية، وفي الوقت ذاته، إنني لا أعتقد أنه يجب أن نقلق بشأن احتمال ما لهيمنة روسية "، إلا أنه وبعد بضع سنوات، تغيرت الأمزجة في معسكر الحلفاء كليا.

ويمكن رسميا، اعتبار خطاب تشرشل في الخامس من آذار/مارس عام 1946 في المدينة الأمريكية فولتون (بمقاطعة ميسوري) أنه وضع بداية "الحرب الباردة"، ولكن الخطوط العريضة للسياسة الغربية تجاه موسكو جرى تحديدها في وقت أبكر من ذلك بكثير، أي في اجتماع روزفلت وتشرشل الذي جرى في الدار البيضاء (بالمغرب) في كانون الثاني/يناير عام 1943، كان ذلك في تلك الأيام، حين حاصر الجيش الأحمر فرقة الجيش الألماني في ستالينغراد، وحينها لم يكن الحلفاء قد شاركوا في هذه الحرب بعد على أرض القارة العجوز، ولكنهم كانوا يزحفون نحو أوروبا من الجنوب، في مسعى منهم لتصوير عملياتهم في شمال أفريقيا بأنه الحرب على "الجبهة الثانية"، بالرغم من أن عملياتهم لم يكن لها أي تأثير على مجرى الحرب مع هتلر. ويعتقد أن هدف تشرشل من خطابه في الدار البيضاء، كان إقناع الأمريكيين بالتخلي عن فكرة الإنزال في أوروبا عام 1943 من أجل زيادة فعاليات العمليات العسكرية في حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم الزحف نحو مناطق البلقان لاعتراض التقدم الروسي هناك، ومن المعروف أن الغلبة كانت لهذا الرأي، وتؤكد الأراء المعاصرة أن الدار البيضاء أثبتت أنه كان لدى الأنكلوساكسونيين فهم مشترك، بأن مرحلة الانعطاف في الحرب قد حدثت، ولكن كلما تقوضت قوة الروس كلما كان ذلك أفضل.

أما بالنسبة لما يخص مرحلة ما بعد الحرب في عام 1946، فإنه كذلك وقبل خطاب تشرشل في فولتون، جرى هناك حدث ليس أقل أهمية منه، إذ أرسل في 22 شباط/فبراير الدبلوماسي الأميركي جورج كينان، الذي كان يعمل في موسكو حينذاك برقية إلى واشنطن تتضمن ثمانية آلاف كلمة، عرفت فيما بعد "بالبرقية الطويلة"، وكان فحوى هذه الرسالة الفريدة من نوعها (وليس من حيث إطالتها فقط) بسيط جدا، هو أن الروس لا يفهمون سوى منطق القوة، وعلى الغرب أن ينتقل إلى سياسة ردعهم في كل مكان.

وقال كينان في رسالته إن السوفييت لا يدركون ما هو الحل الوسط، وإن "الطابور الخامس للشيوعية" يعمل في مكان من العالم تحت قيادة "الكومنترن السري"، وإن هدف الروس هو تدمير "التعايش الداخلي في مجتمعنا ونمط الحياة التقليدي فيه" سيما وأن هذه السياسة "تعود بجذورها إلى التيارات القومية الروسية العميقة".

فهل من غرابة في خطاب رئيس الوزراء البريطاني المتقاعد في فولتون بعد هكذا "صراحة" لشخص كان يعتبر خبيرا بروسيا، فقد أعلن تشرشل عن شعاره السيء الصيت حول فرض "الستار الحديدي" من بولندا إلى البحر الادرياتيكي، وأعاد للأذهان أيضا مفهوم "الطابور الخامس للشيوعية" الذي يهدد الحضارة المسيحية، وقال "إنه ينبغي علينا الإعلان باستمرار عن المبادئ العظيمة حول الحرية وحقوق الإنسان، والتي هي من تراث عالم الناطقين بالإنكليزية".

وفي رده على ذلك – وقلما هو معروف – قارن ستالين في مقابلة مع صحيفة "برافدا" في آذار/مارس 1946 ذاته تشرشل بهتلر، وقال إن "السيد تشرشل بدأ بشن الحرب انطلاقا من النظرية العنصرية أيضا، ومؤكدا أن الأمم الناطقة باللغة الإنكليزية فقط، هي الأمم المتمتعة بالكمال والمدعوة لتقرير مصير العالم بمجمله".

وفي هذه الغضون، لم يتأخر "تقرير المصير" في الإعلان عن نفسه، حيث أن الرئيس الأمريكي ترومان وبعد انقضاء عام واحد من لقاء فولتون أعلن عن نهجه الجديد، الذي دُعي بمبادئ تحمل اسمه أو ما يعرف بمبادئ التدخل، مؤكدا بقوله إن الولايات المتحدة ستوافق فقط على تلك التغييرات الحاصلة في العالم، التي تعتبرها صحيحة، وعبر النهج الجديد عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدات الاقتصادية والمالية والسياسية العسكرية لجميع الأنظمة، حتى المعادية الديمقراطية، طالما أنها ليست "حمراء"، وبعد فترة قصيرة ظهرت "خطة مارشال"، التي ربطت أوروبا الغربية كليا اقتصاديا وسياسيا بالولايات المتحدة، والتي أصبحت فيما بعد أساسا لحلف شمال الأطلسي، وكما قال هاستينغز أول أمين عام للحلف، إن هدف هذا التحالف هو "تثبيت الروس خارج والأمريكيين داخل والألمان تحت سيطرته".

وفي النتيجة، كان العالم على مدى نصف قرن تقريبا مقسما تماما، بيد أن الروس لديهم اليوم إمكانية التأكد من أنه كما كان حينذاك، كذلك الآن، إن ما يهيمن على الفكر السياسي الغربي ليس الأيديولوجيا، وإنما مصالحهم الجيوسياسية فقط. وأنه ليس من قبيل الصدفة، أن يلجأ السياسة الأميركيون إلى خطاب أزمنة "الحرب الباردة" بصورة متزايدة، محاولين مرة أخرى إظهار روسيا بمظهر "إمبراطورية الشر".

23‏/09‏/2013

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى