بعد كلّ هذه التّضحيات منذ 25 يناير 2011 وإلى الآن؛ يجبُ أن يكون ما يُحقّق مطالب ثورة يناير ودولة المؤسّسات المدنيّة الدّيموقراطيّة الحقيقيّة ومسار العدالة الانتقاليّة الحقيقي الّذي لا يخضع للموائماتِ أو التّسوياتِ السّياسيّةِ والمصالحةِ المجتمعيّةِ واستعادة لُحمة المجتمع الواحد هو المآل؛ وإلّا فالتّيه لسنواتٍ طوال سيكون المصير. هذه لا يُمكن تفسيرها بأيّ حال على أنّها دعوةٌ للتّشاؤمِ أو التّثبيطِ بقدر ما هي نداء للحذر.
اقترحُ على الجميع أن يظلّ إيجابيًّا في الدّفع في هذه الهبة الثّوريّة الّتي بدأت بيوم الأرض في الخامس عشر من أبريل 2016 الّتي بدا واضحًا أنّها تستعيد ثورة يناير بصفائها وروحها وهتافاتها ووحدة صفوفها، على أن يظلّ متنبهًا يقظًا في آنٍ واحد؛ فالثّورة باتت لا تملك ترف الانجرار إلى مسارٍ تُفرّغ فيه ما تبقّى من طاقةٍ يسعى الجميع إلى لملمتها لمصلحة رغبة النّظام -أو أحد أضلاعه- في مجرّد تغيير الوجوه ليعيشَ هو! حتّى وإن تمّ هذا، أو جعلونا نشعر أنّه يتم، «بنكهةٍ» ثوريّة.
ما أودّ أن اقترحهُ هو أنّ الإيجابيّة والمضي قدمًا في الدّفع إلى المسارِ الثّوري السّلمي الّذي يجمعُ ولا يفرّق، ويرفعُ المطالب الوطنيّة الجامعة عاليًا، وأهداف ثورة يناير، ومطالبها، ومكتسباتها، ضرورة، ومطلوب في مرتبة الواجب، من الجميع، وأنّ الحذر واليقظة والمبادرة أيضًا؛ على قدر الأهميّة نفسها.