آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلامة عبد الحميد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلامة عبد الحميد. إظهار كافة الرسائل

03‏/02‏/2015

فبراير 03, 2015

سلامة عبد الحميد …يكتب : حرق "الكساسبة".. حرب "داعش" النفسية

نشر موقع الفرقان، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مساء اليوم الثلاثاء، شريط فيديو يظهر إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقا، بعد أيام من مفاوضات مع الأردن لإطلاق سراح السجينة العراقية، ساجدة الريشاوي، انتهت بقتل الرهينة الياباني.

حرق "الكساسبة".. حرب "داعش" النفسية

ونشر التنظيم المصنف إرهابيا، الفيديو الذي يشبه فيلما وثائقيا مدته 23 دقيقة، بتقنية الصورة فائقة الجودة "إتش دي"، يضم لقطات أرشيفية توثق المواقف الأردنية الرسمية، التي يزعم التنظيم أنها مبرر لجريمته، التي أحدثت صدمة لدى الملايين حول العالم.

ويبدأ الفيلم بتصريح للعاهل الأردني يتحدث فيه عن مشاركة بلاده في الحرب الدولية على داعش، قائلا: "عندما قال رئيس الأركان الأردني للطيارين: نحن ضد داعش ونبحث عن متطوعين، فمن يرغب فليتقدم، رفع كل الطيارين أيديهم معلنين تطوعهم".

وأظهر الفيلم لاحقا مع صوت راوٍ من التنظيم في الخلفية، لقطات للعاهل الأردني، الملك عبد الله، مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، معتبرين ذلك دليلا على التبعية للغرب، ثم مشاهد تظهر جنودا أردنيين يتدربون مع جنود أميركيين.

وتؤكد مشاهد الفيديو المطول الذي نشرته داعش وأسمته "شفاء الصدور"، ما عرف عنها من قدرات إعلامية كبيرة، ظهرت في لقطات سابقة نشرتها، حيث ضم الفيلم مشاهد موثقة تم جمعها خلال الأشهر الماضية، كما يضم عملا فنيا دقيقا، ما بين مؤثرات بصرية وصوتية معدة بطريقة احترافية.

وبعد عرض لقطات عدة منقولة عن شبكات إخبارية عربية وعالمية تُظهر خبر اعتقال الكساسبة من جانب داعش عقب سقوط طائرته. تظهر صورة الكساسبة نفسه على الشاشة مرتديا الملابس البرتقالية، التي تعني أنه ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقه، ثم يبدأ في الحديث عن نفسه، فيما يبدو اعترافاً منه، متحدثا عن الرحلة التي تم أسره خلالها بعد إسقاط طائرته.

وخلال رواية الكساسبة لشهادته، أو بالأحرى اعترافه، يعمد منتجو الفيلم إلى استعراض قدراتهم الفنية والتقنية مجددا، بوضع مسار الطلعة الجوية التي شارك فيها، في مشاهد احترافية، لا تملكها إلا القنوات الإخبارية العالمية، أو منتجو السينما المحترفون.

ويظل الكساسبة يتحدث على مدار ست دقائق ونصف الدقيقة، تتخللها مؤثرات بصرية وصوتية بتقنيات احترافية، ويختم برسالة إلى أسرته والشعب الأردني يهاجم فيها الحكومة الأردنية بحدة، ويتهمها بالعمالة للغرب وللكيان الصهيوني، في ما يبدو أنه اعتراف أجبر على قراءته من جانب خاطفيه.

ثم يقول الكساسبة، الذي تظهر على وجهه آثار اعتداء، لأهالي الطيارين: "أؤمروا أبناءكم بالكف عن المشاركة في ضرب مواقع الدولة الإسلامية حتى لا يكون مصير أبنائكم مثل مصيري".

وفور انتهاء الكساسبة من رسالته المطولة، يعود الفيلم لعرض مشاهد لطائرات التحالف تقصف مناطق تنظيم الدولة، كما يظهر مشاهدا لأطفال يزعم أنهم أصيبوا في القصف.

واستمرارا في الأسلوب السينمائي المعتمد، يظهر الكساسبة مجددا يتجول داخل أطلال المباني المدمرة التي قصفتها طائرات التحالف، التي كانت طائرته بينها، قبل أن تبدأ عملية الإعدام الوحشية بوضعه داخل قفص حديدي، وإغراقه بمادة قابلة للاشتعال تظهر جليا على ملابسه، بينما يحيط به جنود مدججون بالسلاح، وكأنهم فرقة الإعدام المكلفة بقتله.

مشهد الإعدام أيضا معد بطريقة سينمائية، حيث يمد فريق الإعدام خيطا طوله عدة أمتار من المواد القابلة للاشتعال ينتهي بالقفص، الذي يحتجز فيه الكساسبة، ويتم إشعال الخيط ليتحرك شعاع النار ويصل إلى القفص، ويبدأ احتراق الشاب الأردني على وقع أنشودة جهادية، ثم نص منقول عن العلامة ابن تيمية يبررون به فعلتهم.

وينتهي مشهد الحرق بجرافة تهيل التراب على قفص الشاب الأردني المحترق، قبل أن تسويه بالأرض، ليكون مكان القفص، الذي احترق فيه، هو نفسه قبره.

لكن الفيلم لا يكتفي بذلك، وإنما يعرض صورا وأسماء لطيارين أردنيين آخرين يتهمهم بالمشاركة في الهجوم على مواقعه، ويبدو أن عناصر التنظيم حصلوا على الأسماء من الطيار الكساسبة الذي تم التحقيق معه قبل قتله، غير المعروف تاريخه.

وعرض الفيلم صور وأسماء نحو عشرين من الطيارين الأردنيين مكتوبا عليها "مطلوب قتله"، فيما يبدو أنه إمعان في الحرب النفسية التي يعتمدها التنظيم منذ ظهوره، لإرهاب الأعداء.

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/medianews/02a287be-acf3-4e7d-be81-1614ec67d579#sthash.3vNAvTPe.dpuf

09‏/01‏/2015

يناير 09, 2015

سلامة عبد الحميد ..يكتب : رداً على محمد أبو الغيط: مغالطات وتعليقات

Salamah Atef Abdulhameed
لا شك أن الكاتب محمد أبو الغيط أقرب مني لفهم عقلية جماعة الإخوان المسلمين، يقال إنه تربى بينهم، ولست ممّن يقولون إنه من المنفصلين عن الجماعة "إكس إخوان"، ولا ممن يروجون أنه يكرههم أو يكيد ضدهم، ولست في معرض الدفاع عنهم، في رأيي أنهم أولى بالدفاع عن أنفسهم، وأتفق مع أبو الغيط في أنهم لا يفعلون، لم يفعلوا سابقاً، ولا يفعلون الآن.
رداً على محمد أبو الغيط: مغالطات وتعليقات
ولن أختلف مع الكاتب في مجمل مقاله، الذي أجد فيه الكثير من الأمور الثمينة، وفيه أيضاً تشريح لحالة يصعب على غير الإخوان، مثلي، فهمها أو تفسيرها، ناهيك عن تفهّمها والتعامل معها.
ولا أرفض بالكلية، تعبيره في وصف قيادات الجماعة بأنهم "جيل من الدراويش"، ولا أنهم في سنة حكم الرئيس محمد مرسي "أداروا الدولة بعقلية مسؤول الأسرة الإخوانية"، وأجدني متفقاً مع قوله إن الإخوان يرون كل كارثة تحيق بهم "ابتلاء وتمحيصاً قبل النصر".
كما أنني أرى مثله أن الإخوان، كفصيل سياسي حقيقي في الشأن المصري، يحتاجون "أن يحددوا ماذا يريدون"، أظنهم لا يعرفون فعلاً، أو أن قياداتهم ليست قادرة على معرفة ما هو خير لهم ولبلادنا المنكوبة، ولثورتنا المترنحة.
لكني لم أستسغ منه كمثقف، وباحث جيد، وشخص مقرّب من الجماعة، لم أستسغ تلك المغالطة المعلوماتية التاريخية التي بنى عليها كثيراً من مقاله، حول تغاضي الإخوان عن جرائم جمال عبد الناصر تجاههم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ولا حديثه عن "تصالح الإخوان مع الرئيس أنور السادات"، والذي يراه الكاتب في مقاله "هو نظام عبد الناصر نفسه".
يقول الكاتب نصاً: "إننا لم نسمع أبداً عن معتقل إخواني رفع قضية ضد معذبيه في عهد عبد الناصر"، ويقول: "قادة الإخوان تاريخياً كانوا يفتخرون بأنهم لم يحاسبوا (أبداً) مرتكبي مذابح عبد الناصر ضدهم، لا رموز نظامه ولا أصغر مخبر أو عسكري كان يعمل جلاداً لهم".
***
دعك بداية من أن الإخوان كانوا مطاردين في عصر السادات مثل غيرهم من القوى السياسية، وأن قمع عصر السادات لم يكن بعيداً عن قمع عصر عبد الناصر، ودعك من كل الدراسات والأبحاث والمقالات، متباينة المصادر، التي تشير إلى استعادة السادات الإخوان إلى المشهد السياسي لمواجهة تنامي التيار الشيوعي واليساري، وهو أسلوب سياسي معروف، ولا حاجة بالأساس للحديث عن مهادنة باقي التيارات للنظام الحاكم وقتها، وأسماء سياسيين وكتّاب وعلماء كثيرين ألقى بهم عبد الناصر في المعتقلات يحفظها المهتمون بالشأن السياسي وبتاريخ تلك الفترة، وكثير منهم شيوعيون وناصريون ويساريون، وليسو إخواناً.
لكن كيف يجزم الكاتب أن جماعة الإخوان، أو للدقة "منسوبيها"، تجاوزوا عن جرائم عهد عبد الناصر ضدهم؟
الثابت أن هذا لم يحدث، ربما للدقة، تجاهل الإخوان "تنظيمياً" تلك الجرائم، ولم يقوموا كجماعة بمطاردة الجناة، لكن الموثّق أن أحكاماً قضائية صدرت ضد عدد من مجرمي عهد عبد الناصر، ليست بالقطع أحكاماً كثيرة، ولم تستخدم لفضح عصر من القمع والقتل، لكنها تظل موجودة ومسجلة في مضابط المحاكم المصرية، بما لا يسوّغ للكاتب نفيها بتلك الصرامة والحدة.
"
تجاهل الإخوان "تنظيمياً" تلك الجرائم، ولم يقوموا كجماعة بمطاردة الجناة، لكن الموثّق أن أحكاماً قضائية صدرت ضد عدد من مجرمي عهد عبد الناصر
"
في 30 مارس/ آذار 1975، أصدرت محكمة جنوب القاهرة في قضية واحدة من قضايا التعذيب، مجموعة أحكام قضائية، حيث قررت تعويض المستشار علي جريشة (1935- 2011)، وهو أحد أعضاء جماعة الإخوان المعروفين، بمبلغ ثلاثين ألف جنيه، يدفعها شمس بدران، وزير الحربية السابق، وقيادات عسكرية وقتها، بينهم ورثة حمزة البسيوني، قائد السجن الحربي، وورثة سعد زغلول عبد الكريم، قائد الشرطة العسكرية، والعقيد حسن خليل، والرائد حسن كفافي، والملازم أشرف صفوت الروبي.
وحكم على جريشة في قضية "تنظيم 65" بـ12 سنة سجناً وكان عمره حينها 30 عاماً ويعمل نائباً بمجلس الدولة، ووضع في السجن الحربي لمدة 8 سنوات من 1965 إلى 1973، وهي الفترة التي كان يُطلق عليها "البعثة"، وكتب عنها كتابه "في الزنزانة".
وطالبت المحكمة رئيس الجمهورية وقتها، أنور السادات، بهدم السجن الحربي باعتباره شاهداً على إذلال الشعب وتعذيب أبنائه، واعتبرت هذه الأحكام بلاغاً إلى المدعي العام ضد أربعة وزراء عدل مصريين سابقين وهم: بدوي حمودة، وعصام الدين حسونة، ومحمد أبو نصير، ومصطفى كامل إسماعيل، والذين اتهمهم الحكم بالتواطؤ والتستر على جرائم التعذيب والإذلال.
وكتب جريشة من السجن: "من باستيل مصر الرهيب. من السجن الحربي الأثيم. مصر كلها هنا معتقلة. هنا العامل والفلاح. هنا القاضي وأستاذ الجامعة. هنا الشاب والشيخ. هنا الزوجة وهنا الفتاة. يحرسهم، بل يعذبهم عساكر قساة غلاظ لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها".
كما كتب: "أنا أحد قضاة مصر. قُبض عليّ رغم الحصانة القضائية، من غير إذن، وبغير أمر قبض. وفُتش بيتي. ونمت على أسفلت الزنزانة من غير فراش وبغير غطاء. وحُرمت من الماء في شدة الحر القاسي".
***
وفي عام 1984، أصدرت محكمة استئناف القاهرة حكماً ألزمت فيه وزير الدفاع بدفع 89 ألف جنيه، تعويضاً لأسرة مواطن مصري من قرية كمشيش، ينتمي إلى جماعة الإخوان أيضاً، مات في السجن الحربي من التعذيب، وقضت برفض كل الدفوع التي تقدم بها وزير الدفاع، بعد أن استمعت إلى الشهود الذين عاصروا عمليات التعذيب داخل السجن الحربي، ويقال إن رجال المباحث العسكرية في ذلك الوقت، اقتسموا أموال المواطن ومواشيه بعد أن اطمأنوا لوفاته.
ووجهت المحكمة في حيثيات الحكم نداءً إلى الرئيس وقتها، حسني مبارك، لكي يأمر بهدم السجن الحربي فوراً، وأكدت أن "وجود السجن الحربي حتى الآن (لا يزال قائماً)، يُعدُّ عاراً مشيناً على كل مصر".
"
البعض، ولو كانوا قلّة، طارد نظام عبد الناصر، بعكس ما جزم به كاتب المقال
"
تلك أمثلة لأحكام قضائية ثابتة، ولا شك أن هناك غيرها، ما يعني أن البعض، ولو كانوا قلّة، طارد نظام عبد الناصر، بعكس ما جزم به كاتب المقال، وما يعني أن هناك من الإخوان مَن أصرّ على الحصول على حقه، وأظن الكاتب أدرى مني أن أعضاء جماعة الإخوان لا يخرجون على رأي الجماعة، وأن أحدهم، خاصة لو كان بمكانة المستشار علي جريشة، لن يقاضي النظام رغماً عن قرار الجماعة بالتصالح.
***
تفصيلة معلوماتية أخرى أراها غير دقيقة في المقال، تحدث فيها الكاتب عن تمثيل الإخوان في البرلمان المصري، وأن "قمة تمثيلهم كان عام 1987، وفاز تحالفهم بـ65 مقعداً"، وبينما تلك المعلومة في نصفها حقيقي حيث كانت تلك النتيجة حدثاً كبيراً وقتها، إلا أنها في المطلق خاطئة، لأن قمة تمثيل الإخوان في البرلمان المصري كان في عام 2005، عندما فازوا بـ88 مقعداً، وكان في هذا البرلمان عدد كبير من قياداتهم الحالية، وبينهم محمد مرسي نفسه.
يبقى أن نقر أن صدور أحكام، أو مطالبة البعض بحقوقهم، ليست كافية لإدانة نظام أجرم في حق مواطنين مصريين، لأنهم فقط ينتمون إلى تنظيم سياسي يعارضه، أو يخالفه الرأي.
وعلينا أيضاً الإقرار بأن جماعة الإخوان لم تقم بالدور المنوط بها كجماعة كبيرة في كشف الكثير من حقائق فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وبعضها لا يزال غامضاً حتى اليوم، والكثير منها يروى بشكل مخالف لما جرى في الواقع، تحت سمع وبصر الإخوان.
شخصياً، لست أفهم لماذا يصر الإخوان حتى اليوم، على إبقاء تلك الفترة غامضة، فليس لدى تلك الجماعة التي تضم آلاف الكتّاب والأكاديميين والمثقفين، إلا بضعة كتب قليلة تتناول تلك الفترة الهامة من تاريخ البلاد.
وأجدني موافقاً الكاتب في أنهم في رواياتهم القليلة لقصص التعذيب الأسطورية لهم يفخرون "بمواقف نُبل الإخوان في العفو عن معذبيهم".
كما أجدني متفقاً مع الكاتب محمد أبو الغيط في أن "ما يحتاجه الإخوان الآن فعلاً، هو أن يحددوا ماذا يريدون"، ومتفق معه ختاماً في رسالته إلى الإخوان: "يمكنكم فعل أي شيء، فقط اختاروا ما تريدون وتحركوا في طريقه. هذه ليست نصيحة سياسية فقط، بل نصيحة إنسانية أولاً".
لكن هذا لا يعني، بل بالأحرى لا ينفي، أن على باقي التيارات السياسية في مصر أن "تختار ما تريد وتتحرك في طريقه"، فالهدف هو تحرر مصر من الفاشية والفساد والنفاق والفشل، والوضع القائم ليس مسؤولاً عنه الإخوان وحدهم، ولا العسكريون وحدهم، بل كل مصري.​
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/society/5a29142f-495e-4836-975e-76c4a5008de6#sthash.vYNG8N4L.dpuf

02‏/01‏/2015

يناير 02, 2015

سلامة عبد الحميد يكتب : هل مصر الآن أفضل؟

كانت الحجة الرائجة أن الحاكم سيدمر هوية البلاد، وسيغير الأوضاع المستقرة فيها إلى الأسوأ، وأن إزالته عن رأس السلطة، ضرورة ملحّة حتى لا تتضرر مصالح الوطن والمواطن.


تم ترويج تلك الشعارات طويلاً، وصدقها الملايين، على طريقة "الزّنّ على الودان أمرّ من السحر"، وكان الآلاف مدفوعين بمصالحهم الضيقة، ورؤيتهم القاصرة، بينما كان رجال الدولة "القديمة"، التي لم تسقط يوماً، يدعمون إسقاط الحاكم رغبة في استعادة دولتهم التي تزلزلت أركانها بعض الشيء في 2011.


خرج مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الرئيس، آلاف من هؤلاء قرروا التخلي عن إجازاتهم السنوية في سواحل مصر، أو خارج البلاد، للمشاركة في إسقاط الرئيس. سقط النظام، وفرح من أسقطوه، غنوا ورقصوا، بعضهم لم يكن يدرك مدى فداحة ما فعله بنفسه وببلاده، وبعضهم خدع نفسه أن العسكريين الذين سيطروا على السلطة بعد إطاحة الرئيس المنتخب، سيحققون الديمقراطية أو يعيدون الطابع المدني إلى الحكم، هذا الطابع الذي كان النتيجة الإيجابية الوحيدة لثورة أطاحت بالجنرال حسني مبارك ونظامه.


بعضهم كان يرغب في تجربة أن يكون ثائراً، ولو بالمشاركة في ثورة مضادة. آخرون كان كل همهم إسقاط ثورة يناير، ومعاقبة من شاركوا فيها. تعددت الأغراض والأهداف، لكنها اتفقت على إسقاط الرئيس المنتخب، الذي ترك الثورة المضادة تشتعل تحت قدميه.


مرت الأيام والشهور، واختفت شعارات يوليو 2013، فلا خارطة طريق أنجزت، بل تمت مناقضة كل ما قيل في الخارطة المزعومة التي أعلنها الجنرال في بيان الانقلاب، ولا وعود بالأمن والرخاء تحققت، الأمر لا يحتاج عيناً فاحصة لتكتشف أن الأوضاع باتت أكثر سوءاً على كل المستويات.


حتى شعارات النخبة الليبرالية، إن كان هناك فعلياً أي من هؤلاء، الخاصة بالحرية وتعدد الآراء، كلها توارت وتم العصف بها، من يخرج إلى الشارع معترضاً يعتقل، من يتظاهر ربما يقتل، من يكتب أو يعرض رأياً إعلامياً مخالفاً يعاقب ويتم إبعاده، حتى إن التظاهر الذي أسقط مبارك، ثم طارد الجنرال حسين طنطاوي وصولاً إلى عزل مرسي، حتى هذا بات جرماً في دولة ما بعد الثلاثين من يونيو.


أواصل مطاردة رفاق الميدان المنقلبين: ألا زلتم واثقين من صحة قرار الإطاحة بالرئيس المنتخب؟ هل مصر الآن أفضل مما كانت عليه في بداية 2013؟


أظن الإجابة باتت واضحة.

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/society/33051c4a-7874-4330-888c-de32ce696738#sthash.QqB9R12N.dpuf

alaraby-logo

25‏/10‏/2014

أكتوبر 25, 2014

سلامة عبد الحميد يكتب : سيناء التي لا يعرف عنها المصريون شيئاً

سي سلامة عبد الحميد

"أهل سيناء أدرى بشعابها"، كما يقول المثل العربي عن أهل مكة، لكن سيناء التي تصبح حديث الإعلام المصري والعالمي مرة شهريّاً على الأقل، لا أحد من أهلها يتحدث عما يجري فيها، وإنما يترك من يطلق عليهم "الخبراء"، سواء كانوا أمنيين أو استراتيجيين أو عسكريين، لترديد كثير من الأخبار والمعلومات المغلوطة.


وشهدت سيناء 47 هجوما إرهابيا، منذ ثورة يناير 2011، استهدف معظمها قوات الجيش والشرطة، وخلفت 168 قتيلا وعشرات المصابين، بحسب إحصائية لوكالة الأناضول استنادًا لبيانات رسمية ومصادر أمنية وطبية.
بينما قامت قوات من الجيش والشرطة بشن الكثير من الهجمات والعمليات على مناطق في شبه جزيرة سيناء، في إطار الحرب على الارهاب، راح ضحيتها العشرات، لكن تلك الأرقام غير موثقة.


ويحكي الصحافي السيناوي، أحمد الغول، عن سيناء التي شهدت، الجمعة، حادثاً كبيراً راح ضحيته أكثر من 30 جنديّاً: "نعيش خلال 3 سنوات مضت في شمال سيناء السيناريو المتكرر نفسه. تحدث كارثة وناس تموت، الناس تغضب وتشعر بالقهر، فتعلن الدولة حالة الطوارئ. تهدأ الأمور قليلاً، فتنسى الناس، نعيش أيام هدوء معدودة، دون أن نتطرق إلى إنهاء الأزمة الحقيقية، لنفوق مجدداً على كارثة جديدة، تموت ناس. يفرض حظر تجوال، نهدأ قليلاً، وننسى، دون التطرق إلى الأزمة الحقيقية أو محاولة إيجاد حل، ونفوق من جديد على كارثة جديدة. وهكذا دواليك. يستمر الغباء".


بينما يكتب الصحافي مصطفى سنجر: في الشيخ زويد ورفح لن نتأثر بحظر التجوال، من الساعة الخامسة مساء إلى السابعة صباحاً، لأنه مطبق فعليّاً منذ أكثر من عام.


وردّاً على دعاوى أطلقها إعلاميون ووسائل إعلام عن تهجير أهالي سيناء، يكتب سنجر: على خبراء التهجير "سبوبة اليومين دول" أن يذهبوا للشيخ زويد ورفح التى لا يعرفون عنها شيئاً قبل أن يتحدثوا.
بينما يكتب أحمد الغول: عدد الخبراء "البتنجانيين" الذين قالوا "نهجر أهالي سيناء وننظف البلد من الإرهاب وبعدين نرجعهم تاني" على شاشات التلفزيون تاريخي، فكرة قذرة يروج التلفزيون لها. وللأسف سمعت أناس في محافظات مختلفة يرددون الكلام نفسه. ثم يسخر مستنكراً: "شوية فراخ أحنا هتنقلونا من عشة لعشة، ما تبنولنا خيام وملاجئ بالمرة".


فصول المعاناة
ويتحدث الغول عن أهل الشيخ زويد: "إنهم يعانون من التضييق الأمني وحظر التجوال منذ فترة"، "أصدقاء للوالد من الشيخ زويد كانوا النهاردة (اليوم) في العريش يباركو لنا بمناسبة زواج أخي، كانوا يسلمون بسرعة ليتمكنوا من العودة لمنازلهم قبل العصر، كل ما يحكوه عن المعاناة التي يعيشونها لا أحد في مصر يعرف عنها شيئاً، حتى نحن في العريش".


ورصد الناشط السيناوي الشاب بعضاً من فصول المعاناة: "أهالي الشيخ زويد ورفح ممنوع أن يصابوا بالمرض بعد المغرب، لو تحركت بسيارتك مساء هناك، ستعرض نفسك لإطلاق النار المباشر، كما أن محطات بنزين الشيخ زويد ورفح مغلقة ولتموين سيارتك عليك الذهاب إلى العريش، مسافة ساعة بالسيارة في طرق بعيدة عن الطريق الرئيسية التي يمكن أن تتعرض فيها أيضا لإطلاق النار".


ويضيف: أهالي كثير من المناطق تركوا بيوتهم فعليا بسبب الحصار الغبي المفروض عليهم منذ سنة ونصف، وعشرات الأبرياء منهم مات برصاص القوات الأمنية. مثلما سقط أبرياء من الجيش والشرطة برصاص الإرهابيين.
"تعرف إننا جميعا في شمال سيناء متمرمطين من سنة ونصف ولا أحد منا نطق. ذقنا الذل والمرار والويل وكل الناس تموت بالبطيء وساكتين، وانت قاعد في بيتك وستديوهات تتهمنا بالخيانة شمال ويمين" على حد قوله.
وبينما الواقعة التي راح ضحيتها الجنود وقعت في الشيخ زويد، إلا أن قرار حظر التجوال شمل معها مدينتي العريش ورفح، وبحسب الصحفي السيناوي أحمد أبو دراع فإن القرار مزعج جدا لسكان العريش الذين اعترضوا عليه، ما دعا إلى "اجتماع أمني مع محافظ شمال سيناء لاستثناء العريش من مناطق حظر التجول" حسب قوله.

وتتكون شبة جزيرة سيناء التي يطلق عليها اسم "أرض الفيروز"، إدارياً من محافظتين شمال سيناء وجنوب سيناء. كما يتبع الساحل الشرقي لقناة السويس محافظات بور سعيد والإسماعيلية والسويس. وهناك نية لاستحداث محافظة ثالثة في وسط سيناء.


في أبريل/ نيسان 2013 بلغ عدد سكان سيناء 597 ألف نسمة، نحو 419.200 نسمة في محافظة شمال سيناء، 177.900 نسمة في محافظة جنوب سيناء، 98 في المئة منهم من البدو من عدة قبائل أبرزها قبيلة الترابين (القبيلة الأكبر في سيناء والنقب) وقبيلة السوراكة والتياها والعزازمة والحويطات وقبائل أخرى.

 

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/society/7f2dc329-3dea-4f56-a772-35637ee671f7#sthash.HrHBV9Ny.dpuf

03‏/08‏/2014

أغسطس 03, 2014

سلامة عبد الحميد يكتب: خالد يوسف "الملحد".. نائبا


كنا أربعة في مطار وهران الدولي في الجزائر، في اليوم التالي لحفل ختام مهرجان وهران السينمائي 2011، المخرج خالد يوسف، والممثلة هالة صدقي، والناقد طارق الشناوي، وأنا.

جلسنا كعادتنا نتسامر ونضيع الوقت في انتظار الطائرة التي ستقلنا إلى الجزائر العاصمة، لنركب طائرة العودة إلى القاهرة، تحدثنا في أمور كثيرة، أهمها السينما والثورة، كنت وخالد متحمسين للثورة والحديث عنها وعن مستقبل مصر بعدها، وهالة كارهة للثورة لكنها تخشى التصريح بهذا كوننا أغلبية والثورة في مرحلة توهج، ما دعاها لإظهار ما يبدوا تخوفات من المستقبل، بينما ظل طارق الشناوي على هدوءه يحاول تحويل دفة الحديث إلى الفن.

تحدثنا طويلا عن هوية مصر بعد الثورة في ظل صعود التيار الإسلامي، وقال خالد من بين ما قال إنه كـ"ملحد" لا يخشى الإسلاميين، ويدرك جيدا أنه لن يُسمح لهم بأن يصلوا إلى مركز صنع القرار في البلاد، لكنه أيضا سيقبل بمن تأتي به الديمقراطية أيا كان.

كان هناك شبه اتفاق بيننا على القبول بمن تأتي به الديمقراطية الوليدة في بلدنا الخارجة من عقود ديكتاتورية طويلة، رغم تحفظات هالة صدقي المتكررة.

فجأة وبعد عدة أشهر فقط، وتحديدا في الانتخابات الرئاسية، الجولة الأولى، وكان الخلاف في وجهات النظر بيني وبين خالد لم يبدأ بعد، شاهدت فيديو يظهر فيه خالد بجوار مرشحه وقتها حمدين صباحي، يصليان مع أخرين الفجر في جماعة.

للوهلة الأولى، قلت ربنا هداه، ثم فكرت قليلا فأقنعت نفسي أن الأمر لا يعدوا كونه صورة انتخابية للمرشح المؤمن، تعجب الكثير من الناخبين، لكني تذكرت حديثنا في مطار وهران، هل تخلى خالد عن إلحاده وبات يصلي؟ أم أن حمدين استتابه؟ أم أن الموقف اضطره لذلك؟.

فكرت أن أتصل به هاتفيا لأستوضح موقفه، كدت أفعلها، لكني تراجعت، أخر اتصال هاتفي جرى بيننا قبل الواقعة ضم عتابا منه على ما كتبته عن صديقتنا المشتركة السابقة إلهام شاهين التي كانت تواصل الحديث عن مبارك البطل والثوار الخونة. وبينما كان هو منزعجا من اتهامي لها بالخبل، كنت أواصل التأكيد على أنها تتهمنا جميعا، وهو معنا، بالخيانة والعمالة.

اكتفيت بالكتابة على مواقع التواصل، متسائلا: كيف يصلي صديقي الملحد؟ الملحد أصلا لا يصلي، وجائتني من أصدقاء مشتركين يعرفون التفاصيل، الكثير من الرسائل المستهجنة والرافضة لموقفي، فجأة بات كثيرون منهم يتحدثون بلغة التيار السلفي "انت هتدخل بينه وبين ربه؟، انت هتحاسبه باعتبارك ايه؟"، لم أرد على أي منهم إلا بضحكة شريرة، ليس خالد وحده الذي تحول، كلهم تحولوا، "فامبيرز" جدد يملئون الشارع المصري.

تجاوزت الفكرة بعد فترة، فخالد تحول بالكامل من ثورجي ناصري يقف مع حمدين صباحي، إلى انقلابي، يصور الانقلاب بطائرة عسكرية، ثم ينضم لحملة السيسي ضد صديقه حمدين في الانتخابات الرئاسية، إنها المصالح إذن، ولتذهب المبادئ والشعارات للجحيم.

لذا عندما شاهدت "بوسترا" لخالد من بين بوسترات حملته الانتخابية كمرشح لمجلس النواب، لم أستنكر عليه ما في البوستر كثيرا، يجب أولا التنبيه إلى أن خالد فشل في الحصول على مقعد رئاسة نقابة السينمائيين التي ينتمي إليها، لكنه بلا شك سيحصل على مقعد في مجلس النواب.

لكني مهتم أيضا بتحليل مضمون "البوستر"، الذي يحمل في أعلاه أية قرأنية، "إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، فيه ملحد يعمل بوستر يضم نص قرأني؟، يعني هو فيه ملحد بيصلي؟. بس كدا استخدام للدين في السياسة. يا سيدي.. ما علينا.

لفت نظري أيضا تبرأ خالد من مهنته التي عرفه الناس من خلالها، والتي يتفاخر بها طوال الوقت، كتب في تعريف نفسه "المهندس خالد يوسف"، هو بالفعل مهندس بحسب شهادته الدراسية، لكن أين المخرج خالد يوسف؟ وأين الفنان خالد يوسف؟

هو يدرك جيدا أن الناخب لا يحب الفنانين، الفنانين الذين ترشحوا لعضوية البرلمان في مصر، لم يفز معظمهم بالمقعد، لكن لقب المهندس طبعا أفضل وبريقه أوقع لدى المصريين، حتى أن أول رئيس مدني منتخب كان مهندس.

http://linkis.com/blogspot.com/8lkXw

01‏/06‏/2014

يونيو 01, 2014

سلامة عبد الحميد : الثائر "المندس" مهند جلال !

الثائر "المندس" مهند جلال
مفزع جداً اكتشاف أنّ كل هؤلاء الأشخاص تفاجئهم تلك التفاصيل القليلة المفزعة التي أوردها الصديق مهند جلال في فيلمه "المندس"، ليس في الفيلم وقائع كثيرة مفاجئة، هو فقط يربط الأحداث ببعضها بأسلوب بصري ليخلص إلى نتيجة نعيشها.
لست من المنبهرين بما جاء في الفيلم مثل البعض، بعضه شاهدناه وعايشناه رأي العين، وبعضه كنت على دراية بتفاصيله مبكراً، لكني لا أنكر أيضاً أنني أحمد لمهند هذا الجهد الكبير وتلك المخاطرة العظيمة، لقد عرض حياته وسلامته وأمنه مرّات عديدة للخطر من أجل أن يحصل على بعض اللقطات التي ظهرت في الفيلم، وقد ضيع من عمره سنوات ليعمل على تلك اللقطات ويستخلص منها الكثير من المعاني التي تفاجئ كثيرين حالياً.
عرفت مهند قبل نحو ثلاثة أعوام، في عهد المجلس العسكري، كانت البداية تدوينة طويلة كاشفة كتبها الشاب على "فيس بوك" وأورد فيها الكثير من التفاصيل والصور والمعلومات وبعض الفيديوهات المثيرة جدا، وقتها.
عندها كانت شكوكنا جميعا كبيرة، كنا نعلم أن هناك الكثير من المؤامرات التي تحاك ضدنا، وضد الثورة الوليدة، وكنا على ثقة أن آلاف المندسين والمخبرين و"الأمنجية" يطوفون بيننا ليل نهار، يشوهون إدراكنا، ويشكوكنا في كل شيء، ويحاولون إضاعة المسار من بين أيدينا، بكل الوسائل.
كان كثيرون منا يعيشون تلك الشكوك، يصرحون بها ويناقشونها علناً، يؤكدون أن هناك اختراقاً كبيراً، ثم جاءت تدوينة مهند لتؤكد بعضاً من الشكوك بأدلة شبه موثقة يمكن اعتمادها سبيلاً لبدء التدقيق في الكثير من الأمور التي تجري دون أن نجد لها تفسيراً.
عندها كانت بداية تواصلي معه، هو أحد شباب الثورة الذين اختاروا طريقاً مختلفاً، كان يشارك في كل الفعاليات والتظاهرات، وشهد الكثير من الوقائع والأحداث، لكنه كشخص مغاير، فكراً وإدراكاً، اكتشف مبكراً أن التوثيق ضروري، فكانت كاميراته تسبقه في كل مكان، ثم اكتشف بعد فترة من التوثيق أن بعضاً مما صوره يضم تفاصيلاً كارثية، فقرر أن يستكمل الخيوط ليكتشف المزيد.
تحولت الفكرة البدائية، التي يمكن اعتبارها هواية لدى مهند إلى مهمة يومية، وعمل دؤوب، وتخطيط جاد، لم يعد تصوير الأحداث بالنسبة له مجرد توثيق، وإنما جزء من إيمانه بالثورة التي يتلاعب بها الجميع، حتى بعض من شاركوا بها.
"المندس" هو مهند نفسه، فبعد أشهر من التصوير من داخل معسكره الثوري، قرر الشاب أن عليه أيضا أن يصور من داخل المعسكر الأخر ليكتشف المزيد من التفاصيل، ويفهم ما يجري بوضوح، تلك الأجزاء التي صورها من معسكر الفلول أو من يطلق عليهم "المواطنين الشرفاء" هي الأهم في الفيلم في رأيي لأنها تظهر لنا حجم المخطط الكبير، وتظهر شخصيات القائمين عليه.
"
فيلم "المندس" لم يكشف فقط خيانة الدولة العميقة، هذه بلا شك متوقع أن تخون، لكنه أيضا كشف أن بعضاً منا خانوا الثورة،
"
لكن كارثة أخرى ضمها الفيلم، وافتتح بها أحداثه حول اختراق هذا الشاب المصري للقصر الرئاسي في عهد الرئيس محمد مرسي والتصوير داخله دون أن يدري الطاقم الأمني، توضح أن حكم الإخوان كان محكوماً بالفشل، وكأنهم كانوا حريصين على أن يجري لهم ولنا ما جرى بعد الانقلاب.
أعلم أن لدى مهند جلال الكثير من المواد المصورة الصالحة لإنتاج أفلام أخرى، وكشف كواليس كثيرة، ربما تظهر قريبا وربما لا تظهر إلا لاحقاً، لكني الأن وفي فورة نجاحه وزهوه وزهونا بانجازه، أعود لخشيتي عليه، أخشى على صديقي، مثلما كانت خشيتي وقت إصابته في أحداث فض ميدان نهضة مصر.
أتوقع أن يتعرض لحملة ترهيب وتهديد واسعة، لا بأس هو قادر في رأيي على التصدي لذلك بعد كل ما مر به، لكن خشيتي تتواصل، أتحدث هنا عن صديق، وقد فقدنا الكثير من الأصدقاء، سواء من استشهدوا أن تحولوا أو قرروا الانزواء، ليس لدينا القدرة على فقد المزيد، فأصدقاؤنا جزء من حياتنا.
فيلم "المندس" لم يكشف لنا فقط خيانة الدولة العميقة، هذه بلا شك متوقع أن تخون، لكنه أيضا كشف أن بعضاً منا خانوا الثورة، سواء بوعي وتركيز، أو دون وعي ووفق مخطط الخداع الكبير المرسوم مبكراً.
أنا واحد ممن يتساوى لديهم الخونة، هؤلاء الذين خانوا بقصد وأولئك الذين خانوا دون قصد، الفارق عندي أن المخطئ لا يمكن التعامل معه مثلما نتعامل مع المجرم، وبالأساس لا يمكن أبدا أن نحكم على المخطئ بالقتل، بينما نترك المجرم يستكمل مخططه الإجرامي ويقتل المزيد.
أؤمن أننا جميعا خدعنا، وأننا جميعا أخطأنا، وإن آلآلاف منا شاركوا في خطة القضاء على الثورة، بعضنا دون أن يدري، وآخرون مع سبق الإصرار والترصد، لكن الأهم بالنسبة لي الآن أننا يجب أن ننتبه جميعاً إلى ضرورة العودة إلى الثورة.
الثورة وحدها قد تنجينا من الكارثة التي حلت بنا، لكن هل نحن في طريقنا إلى الثورة؟ لا شك عندي في ذلك. متى؟ لا أعلم. هل سننتبه هذه المرّة ونتعلم دروسنا، ومنها تلك التي نبه إليها مهند جلال في فيلمه "المندس"؟ لا أدري، لكنه حري بنا أن نفعل.
http://www.alaraby.co.uk/society/9d0d7f94-2ce4-46b5-a266-311fbb2948a0

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى