17/10/2017
28/09/2017
15/04/2017
22/11/2015
02/10/2015
مرتضى منصور يهاجم عادل حمودة "مش عاوز اسمع صوتك تاني"
21/07/2015
بالتفاصيل والفيديو .. حششت فين امبارح ؟ تقرير مصور لجريدة "الفجر" بمناسبة العيد
http://www.elfagr.org/1806927
رابط المقال
كتبت - شرين عرفة
إلى أي هاوية سحيقة يسقط الإعلام المصري؟! عنوان لتقرير أورده موقع (ميدل إيست مونيتور) بعيد بمصريصف بدقة ما وصل إليه إعلام مصر
فكلما ظن المصريون أنهم رأوا قاعا سحيقا للإعلام ، تنفتح الارض وتهوي بهم لقاع أبعد،
تخرج علينا جريدة الفجر والتي يحلو لكثير من المصريين نطقها بضم الفاء ، ورئيسها الإعلامي "عادل حمودة" بتقرير مصور ، يسأل الشباب في شوارع القاهرة : حششت فين امبارح؟
وعلى أساسا كونها حقيقة يريد عادل حمودة إقرارها في الواقع المصري ، يتم إختيار مجموعة منتقاة من الشباب ، ليدلوا لنا بتصريحاتهم الخطيرة عن الكمية التي تعاطوها من الخمور والمخدرات احتفالا بعيد الفطر الكريم!!
وعلى الرغم من أن عيد الفطر يأتي في أعقاب شهر روحاني جليل ،يتفرغ فيه المسلمون لعبادة ربهم، إلا أن جريدة الفجر لا ترى حرجا في ترسيخ فكرة تعاطي الخمور والمخدرات وكأنها طقس يومي في حياة المصريين!!
ولم تكتف الصحفية"منى صموئيل" معدة التقرير ، أن تطرح ذلك السؤال الغير محترم والغير الأخلاقي ، عن الفعل الذي يعاقب فاعله في الشرع والقانون، وهو تعاطي المخدرات، بل في وقاحة متناهية ، واستفزاز عجيب للمشاهدين ، تسأل الشباب : ايه احساسك وانت بتشرب الحشيش؟!
إمعانا من الجريدة في رغبتها ترويج ونشر المخدرات بين الشباب والمراهقين.
التقرير الذي عنونته الجريدة بقولها : بالفيديو.. اعترفات ليلة العيد.. "حششنا وشربنا خمرة ومعرفناش نصلي"
لو تم نشره في أي جريدة أخرى في العالم المحترم والحر ، لتم معاقبة المحررة الصحفية ورئيس التحرير بتهمة نشر الرذيلة في المجتمع،
ولكننا في عصر الإنقلاب العسكري!!
20/03/2015
صحيفة عادل حمودة لـ ساويرس ملعون أبو فلوسك يانجيب
21/02/2015
15/09/2014
عادل حمودة لـ زويل إنت مريض نفسي لازم تروح لطبيب وإتعالج
08/09/2014
04/09/2014
05/01/2012
عادل حمودة يكتب : سيناريو الرعب فى 25 يناير صناعة عسكرية!
■ نشر التخويف بين الناس لتبرير ضرب حرية الصحافة وتهديد القنوات التليفزيونية وتكسير مقار منظمات حقوق الإنسان وخطف النشطاء فى التحرير وحرق المنشآت العامة
■ لو كان الذى يحذرنا من الكارثة هو المسئول عن حماية البلاد فلمن نلجأ طلبا للنجاة؟
وضعتنا ثورة 25 يناير فى حالة نشوة وطنية.. استثنائية.. لم تحدث لنا من قبل.. فجرت مشاعرنا الجوانية.. أضاءت كل المصابيح المطفأة فى نفوسنا المعتمة.. ومسحت الغبار المتراكم لسنوات طوال على وجوهنا وثيابنا وشبكيات عيوننا.. وطهرتنا من العفونة المزمنة بنوع مذهل من الأنتيبيوتك السياسى لم نعرفه فى يوم من الأيام.
حذفت هذه الثورة التى باغتت الجميع شعبا بأكمله من قائمة الخراف التى تنتظر الذبح.. والعجول التى تتوقع السلخ.. ووضعته فى قائمة الأمم التى تحترم.. والسيمفونيات التى تسمع.. وميادين الحرية الشهيرة التى تزار.
بعد نحو السنة.. تمنيت أن أكتب عن تلك الأيام النادرة فى تاريخنا التى عشتها لحظة بلحظة.. ونفسا بنفس.. وشعارا بشعار.. تمنيت أن أعبر عن الثورة التى غيرت نظام المجموعة الشمسية.. وسيطرت عليها.. فلم تكن هناك نجمة تطلع إلا بأمرها.. ولم تغب نجمة إلا تحت خيامها.
لكن.. الذين سرقوا الثورة وأذلوها وابتزوها ونهبوها واغتصبوها وعلبوها خطفوا الفرح من بين يدي.. وصادروا جميع مشاعرى الجميلة.. الطيبة.. ووضعوا الحدث الطازج فى الفريزر ليصبح سمكا مجمدا.
أما الشباب الذى أتى بالمعجزة فقد لاحقته النيابة العسكرية.. وكشوف العذرية.. وصافرات الأمن الصاخبة.. وأحذية الجنود الثقيلة.. وطلقات الرصاص المجهولة.. وعلقوا صوره مثل المجرمين على الجدران.. ووضعوا جائزة كبرى لمن يأتى برأسه.. وكانت مشكلة الصيادين أنهم لا يتمتعون بالحساسية الكافية أمام التغيير.. وبحكم الضبط والربط لم يكن سهلا عليهم وجود أسراب من العصافير تطير حرة دون أن تتحرك فى أعماقهم غريزة إطلاق النار.. دون أن يتحسسوا مسدساتهم.. ويضغطوا على الزناد.
وهكذا.. لم يكن لدينا وقت لنعرف شكل الفرح.. أو نشم عطره.. أو نتباهى بزهوه.. فقد سيطرت على الجو رائحة العرق والدم والبارود والغازات المسيلة للدموع.. لم يكن لدينا الوقت لتسجيل انفعالاتنا.. وصياغة كلماتنا.. فقد سقطت علينا الستارة قبل أن نصل إلى خشبة المسرح.
خطفوا الأقلام الملونة من أيدينا قبل أن نرسم قمرا وشجرة وطفلا يحمل الشمس فى يده كى يضيء المستقبل.. ليصبح كل ما هو قادم مظلما.. ليعود المخلوع إلى سطوته.. والوريث إلى عرشه.. والشعب إلى سجنه.
وبعد التخوين بدأ التخويف.. وبعد تهمة العمالة بدأ تيار فى المجلس العسكرى الترويج لسيناريو ما لم يفصح عن مؤلفه.. ومخترعه.. وكاتب مشاهده.. سيناريو ظل يتحدث عنه شهورا طويلة.. عن قوى هدامة من الشباب ستحطم أعمدة الدولة فى ذكرى الثورة.. ستشعلها نارا.. بحجارة من سجيل.. أو بأسلحة قناصة مهربة من أوروبا وإسرائيل.. ستقوم القيامة بكل علاماتها الصغرى والكبري.. الجبال ستتكسر.. الأنهار ستتفجر.. والبيوت ستتهدم.. الوطن سيتفتت.. وغيرها من مشاهد الرعب التى عشنا بعضا منها فى ماسبيرو والتحرير وشارع محمد محمود.. لكنها هذه المرة ساحقة.. مدمرة.. قاتلة.. لن ينجو منها أحد.. حسب تخيل «العسكري».
وبينما يصور العسكريون شباب الثورة وكأنهم شياطين خرجوا من جهنم الحمرا.. بدت صورة الإسلاميين جذابة.. صالحة.. تتفجر ورعا.. فهم أولياء الله.. ووكلاء الله.. والمتحدثون باسم الله.. ومنهم يخرج حاكم بأمر نفسه ويقولون إنه حاكم بأمر الله.
وبعد طول صبر بشرونا بالمهدى المنتظر.. المخلص.. الذى سيحقق العدل والحرية.. ويشفى الأبرص.. ويحيى الميت.. ويوظف العاطل.. ويصلح التعليم.. ويستر البنات.. ويحيل العشوائيات إلى منتجعات.. ويفجر أنهار السمن والعسل.. ويطرح البركة فى حقول المن والسلوي.. فإن لم يستطع ولن يستطيع سيدعو من صوتوا له فى الانتخابات للصوم.. والزهد.. والاعتصام بحبل الله.. انتظارا لمكافأة الآخرة.. قصر فى الجنة.. حيث الحور العين وأنهار الخمر وقطوف الفاكهة الدانية.
استسلم «العسكري» للإخوان وراح يطارد من فى «الميدان».. مرة بتحريض «الأهالى الشرفاء» عليهم.. ومرة بتشويه صورتهم.. مرة بالاعتقال.. ومرة بتنفيذ أجندة الخراب الأجنبية القادمة فى 25 يناير كى يضاعفوا من فزع الناس.. باللعب على العواطف والمتاعب والزهق من وقف الحال.. وليعطوا مبررات لتصرفاتهم القاسية.. بكل ما فيها من إجراءات ضرب وسب وقهر وكسر وتهديد ووعيد.. ليس فقط ضد أنصار التحرير.. وإنما أيضا ضد كل من يساند الثورة.. من صحفيين وسياسيين وحقوقيين شعر «العسكري» أنهم خطر عليهم.. بكشف تجاوزاته.. وفضح فشله.. وتهديد مصالحه.. خاصة أن المجلس الموقر وقَّع مع الإخوان معاهدة فك ارتباط بالثورة بعد أن اعتبرها الطرفان عورة.
لقد استغل الطرفان شباب الثورة ثم تجاوزا نبضه.. فدخل أنصار اللحية والكاب معا إلى مرحلة الجفاف والتكلس بكل ما فيها من ضجر وترهل وغلاظة.. دون أن يستوعبا أن الأمم تتكلس وتتيبس يوم تفقد قدرتها على الثورة.. يوم تعجز عن التواصل مع صناعها.. إن السلطة التى تصادر ثورة كما تصادر العملة المزيفة والمخدرات المهربة هى سلطة تستحق البكاء عليها.
كان التخويف مما هو قادم سببا ومبررا لدفع مجموعات صغيرة للهتاف ضد صحيفة «الفجر».. وضد رموز إعلامية ساندت الحرية فى وقت كان أعضاء المجلس العسكرى صامتين إلى حد العجز عن النطق.. لا يشكون الله فى سرهم حتى لا تسمعهم أجهزة أمن مبارك.. والغريب أن الإخوان شاركوهم فيما وصفوه بفساد الإعلام.. مع أنه نفس الإعلام الذى استهجن من قبل اعتقالهم وتعذيبهم ومطاردتهم وتشريدهم.. سبحان مغير الأحوال.. المضروب أصبح ضاربا.. والمقهور أصبح قاهرا.. والمسجون أصبح سجانا.
ولو كان الغضب نوعا من حرية الاختلاف لما توقفنا عنده.. لكن.. الغضب كان مدبرا.. منظما.. مدفوع الأجر.. فشهود العيان الذين كانوا هناك انتبهوا لوجود سيدة ترتدى السواد.. تدفع لكل مشارك ثمن مجهوده وعرقه.. وهو ما يثبت أننا أمام مهنة جديدة.. تستغل حالة البطالة.. وتورط الشباب فى البلطجة.
وفضح المشاركون عن محركهم ومحرضهم بسهولة.. فقد كان هتافهم الأول: « افرم افرم يا مشير احنا زهقنا من التحرير».. وهو هتاف يعتبر نوعا من البصمات التى تترك بجانب الجثث فى الجرائم الجنائية لتحديد الفاعل أو المستفيد.. ولو كنت منهم لاكتفيت بالشعارات التى وصفت ما نكتبه وما نقوله أنا وبعض زملائى - بأنه باطل.. باطل.
ولابد أنك فزعت مثلى من مطالبة المشير بالفرم.. بكل ما فى الكلمة من فاشية نبرئ الرجل منها.. لكنها على ما يبدو اتجاه لبعض مساعديه ومؤيديه كشف عنه اللواء أركان حرب عبد المنعم كاطو الذى وصف شباب التحرير بأنه صايع.. يستحق الحرق فى أفران الغاز النازية.. دون أن يدرك أن ما نطق به جريمة دولية تضعه فى السجن حتى الموت.. والغريب أنه مكلف من السلطة العسكرية بتبرير تصرفاتها.. ورد الهجوم عنها.
وربما كان علىَّ فى تلك اللحظات أن أتذكر تهديد أحد رموز المجلس العسكرى يوم اختلفنا معه على صفحات «الفجر» بأن رجاله مستعدون للتصفية والانتقام.. ولا أتصور أنهم نفذوا تهديدهم وإنما تركوه لغيرهم.. فشرفهم العسكرى يأبى عليهم ذلك.. مهما كان ولاءهم لقائدهم.. وهو ولاء مؤقت ينتهى بخروجه إلى المعاش.
وهاجمت مجموعة مجهولة فريق تصوير أرسلته القناة الثقافية الفرنسية لتسجيل حلقة عن الروائى الشهير علاء الأسوانى خوفا من أن يكون قد التقط مشاهد سحل الفتيات فى موقعة مجلس الوزراء.. ولم يترك المهاجمون الفريق إلا بعد أن تحطمت الكاميرات.. ومسحت اللقطات.. وحرقت محتويات الغرفة فى الفندق الذى يطل على ميدان التحرير.
وفى الوقت نفسه تلقى علاء الأسوانى تحذيرا من جيرانه بأن يأخذ حذره وهو قادم إلى بيته.. حيث تجمع أمامه مجموعة من البشر يهتفون ضده.. وجاهزون للاعتداء عليه.. ومستعدون لتأديبه عقابا على ما يكتبه ضد «العسكرى» .. مساندا للتحرير.. مطالبا بالانتقام لدماء شهدائه.
وربما كانت تلك المجموعة هى نفس المجموعة التى هاجمت «الفجر».. وربما كانت مجموعة أخرى تعمل لحساب نفس المتعهد.. فقد أصبح فى مصر الآن ما يسمى ببيزنس «البلطجة السياسية».
وقد نفى ضباط محترفون فى الداخلية أنهم وراء مثل هذه «الحركات».. قائلين: «لو كنا مكانهم ما تصرفنا بهذه الطريقة الساذجة.. المكشوفة».. لكنهم أضافوا: «إن ما حدث قد يتطور إلى ما هو أسوأ.. ضرب.. أو قتل.. أو حرق».. فالأسوأ قادم طالما هناك من يتصرف بهذه «الغشومية».
والحقيقة أن الأسوأ بدأ فى أحداث مجلس الوزراء.. حيث دفع بمجموعات منظمة من البلطجية لحرق المجمع العلمى دون أن يتدخل أحد لإنقاذه.. دون أن يتدخل الجيش لإطفائه جوا كما فعل عند حريق الدور العلوى فى مبنى التليفزيون.
وحسب ما ذكر شاهد عيان (هو عبد الله سيد بيومى أحمد 59 سنة) فإنه يوم 19 ديسمبر اقتحم هو ومجموعة من شباب التحرير مبنى المجمع العلمى لإنقاذ ما فيه من تراث إنساني.. لكنهم فوجئوا ب 16 صبيًا يرتدى كل منهم قميصا أصفر ويحمل حقيبة حمراء يمنعونهم من إخراج الكتب سليمة.. ولم يتردد أحدهم فى ضربه بشومة على ظهره.. كسرت له الفقرة الثالثة.. فأصبح قعيدا.. عاجزا عن الحركة.. وفى مستشفى قصر العينى لم يجد علاجا مناسبا.. ولجأ إلى الدكتور ممدوح حمزة.. وخرج من عنده على كرسى متحرك.
وتلقت صحف أخرى مثل «المصرى اليوم» نفس التهديدات التى تلقتها «الفجر» وإن أعطيت لها مهلة كى تراجع نفسها.
وأرسلت الهيئة العامة للاستثمار إنذارا لقنوات فضائية يصفها البعض بالخيانة لأنها تساند الثورة.. وتعرض ما يتعرض له الثوار على الهواء مباشرة.. وكانت حجة الهيئة أن هذه القنوات حسب تراخيصها قنوات منوعات وليست قنوات إخبارية.. وكأن المطلوب منها أن ترقص وتغنى وتنكت فى وقت يقتل فيه شباب التحرير برصاصات مجهولة.. دون الرغبة فى التوصل إلى الجاني.
ووجدت قنوات أخرى مشاكسة من يطلب منها تشديد الحماية على استوديوهاتها كى لا تتحطم.. إنذار مغلف بالسكر.. جعل أصحاب هذه القنوات يخشون على عشرات الملايين التى استثمروها فيها.. فأعادوا حساباتهم.. خاصة أن التهديد يأتى ممن يلجأون إليه لحمايتهم.
فلو حدث مكروه لصحيفة أو قناة.. لصحفى أو مذيع.. فلن يذهب يشكو لأحد.. فكل ما سيسمعه من عقيد شرطة أو لواء جيش.. هذه حرية تعبير عن الرأي.. لذلك.. ليس أمامنا سوى السيدة نفيسة.. نطلب رعايتها.
ولم تتجرأ هيئة الاسثتمار وترسل نفس الإنذار إلى القنوات الدينية وهى بالمناسبة خرجت بتراخيص منوعات أيضا.. لكنها.. لا تختلف مع العسكرى وإنما مع خصومه من الثوار ومؤيديهم.. وهو ما يمنحها وساما.. لا تهديدا.
وبعد شهور طويلة من اتهام منظمات حقوق الإنسان بتلقى تمويل من الخارج جرى اقتحام مقار 17 منظمة منها بطريقة خشنة وكأنها منظمات إرهابية.. ولم يكن بين هذه المنظمات جمعية واحدة إسلامية أو سلفية رغم أن تقرير لجنة تقصى الحقائق الحكومية كشف عن تلقى جمعية أنصار السنة 181 مليون جنيه من دول خليجية.. فهل خشيت السلطة من قوة أنصار هذه الجمعيات.. أم أنها تبارك أموالها النفطية؟.
الحقيقة أن الذى أعطى الأمر بالهجوم لا يريد سوى رقبة المنظمات المدنية الليبرالية التى ترفض السلطة الدينية وتنتقد السلطة العسكرية.. لذلك فهى مكروهة ومطلوبة منهما.
وما يثير الدهشة أن أغلب مسئولى هذه المنظمات هم أعضاء فى المجلس القومى لحقوق الإنسان.. وهو ما يعنى أن الاعتداء مزدوج.. يتضمن انتهاكا للمؤسسة الرسمية التى تواجه الانتهاكات.
وأمام رد الفعل الأمريكى والأوروبى الغاضب خرج وزير العدل يبرر ما حدث.. ويتحدث عن الإجراءات القانونية التى اتبعت.. وهو كلام لم يقنع أحدًا.. ولم يبلعه أحد.. فالعالم شاهد ما حدث بالصوت والصورة على موقع يوتيوب الذى كان يبث فيديوهات الاقتحام والتحطيم أولاً بأول.
إن غالبية هذه المنظمات تشغل مكتبا صغيرا به عدد محدود من الموظفين.. يسهل استدعاؤهم بأجهزة الكمبيوتر التى يعملون عليها إلى النيابة العامة.. ولا يحتاج الأمر إلى كل هذا الإرهاب الشرس الذى لم يحدث من قبل فى عز عداء نظام مبارك لهذه المنظمات.
ومهما كان الحكم على التصرف فإنه وضع «العسكرى» فى موقف حرج مع الإدارة الأمريكية التى تواجه ضغوطا من الكونجرس لإلغاء المعونة العسكرية أو على الأقل تخفيضها.. خاصة أن اللوبى اليهودى لا يرى مبررا لوجود جيش مصرى كبير وقوى مع معاهدة سلام مع إسرائيل.. وكانت الأحداث الأخيرة التى تورط فيها الجيش فى ضرب وسحل متظاهرين قد نبهت الكونجرس إلى أن المؤسسة العسكرية فى مصر خرجت عن القانون الأمريكى الذى يمنع منح دولة معونة يمكن استخدامها ضد مواطنيها.
لقد تصرف «العسكرى» وهو يدير البلاد بعدم خبرة سياسية جعلت الأحزاب الدينية تفوز بتورتة الانتخابات.. وتصرف بعدم خبرة اقتصادية ضاعفت من متاعب الناس.. وتصرف بعدم خبرة أمنية شوهت صورته فى عيون الدنيا كلها.. ولم يكن أمامه سوى أن يتهم الإعلام ويعلق على شماعة الكلمة والصورة واللوحة الكاريكاتورية كل أخطائه وتقصيره وتورطه فى سكة الندامة السياسية مع أنصار الدولة الدينية فى أكبر جريمة دستورية شهدتها مصر.. وبدلا من أن يعترف بما فعل واصل أسلوبه القاسى فى المواجهة بدعوى أن مصر مقبلة على كارثة وهو يحذر منها.. ويضرب من يحرض عليها أو يشجعها ضربات وقائية.
وسوف تشهد الأيام القليلة القادمة اختفاء نشطاء واعتقال شخصيات بعينها وهجمات على التحرير من مواقع التواصل الاجتماعى الذى لم يعد أحد ينفرد به.. كما أن من يحركون الميادين لم يعودوا يتمتعون بعنصر المفاجأة التى كانت لصالحهم فى الأيام الأولى للثورة وما بعدها.
فى ليلة رأس السنة امتلأ التحرير بعشرات المئات من البشر احتفلوا برحيل العام بسماع أغان وطنية دون توتر أو غضب أو عنف.. فهم يعبرون عن أنفسهم ويعرضون مطالبهم بأسلوب سلمى مناسب وشرعي.. لكن.. هناك من يحول الفرح إلى مأتم.. والطرب إلى ضرب.. والتعبير إلى تدمير.. ترى ما هى صلة ذلك المجهول بمن يحذرنا بالكارثة القادمة فى ذكرى الثورة؟
26/11/2011
عادل حمود : – انا والجنزورى – من هو الجنزورى
كتاب صدر من قبل للاستاذ عادل حمودة ابان فترة تولي الجنزوري لرئاسة الوزراء تعرض لاهم الانتقادات التي نالت الجنزوري .. فهل تخلص منها ليتولى الوزراة في احلك الظروف التي تمر بها مصر حاليا ؟ .. واهم الانتقادات كما يقول عادل حمودة:
"كانت اهم الانتقادات التي وجهت للجنزوري من جانب عناصر مسئولة تتلخص فيما يلي :
التركيز الشديد للسلطات في يديه ليس فقط من خلال توليه المسئولية المباشرة عن عدد من المواقع
تدخله في عمل كل وزارة وهيئة وقد وصل الامر الي حد التدخل في اعمال القضاء من خلال سحب المتنازعين (من قيادات الاعمال في القطاعين العام والخاص) الي مجلس الوزراء لحسم خلافاتهم بقرارات نهائية لا طعن عليها.
تدخل الجنزوري في اعمال البنك المركزي وحال دون صدور قانون تبعيته لرئيس الجمهورية
حاول ترسيخ فكرة ان رئيس الوزراء وحده هو صاحب الحق في التكلم امام رئيس الجمهورية بالنيابة عن الكل ( بما في ذلك الوزارة السيادية )
انشغل الجنزوري بالعمل المكتبي دون النزول الي الشارع
اهتمامه بترسيخ فرص بقائه بغض النظر عن الاساليب التي يستخدمها
اخذ اخرون علي الجنزوري ايضا ضيقه الشديد بحرية الصحافة وتدخله في حالات بعينها للتأثير علي كتاب وصحف
الاهتمام بصناعة لوبي من رجال الاعمال والاعلام لتعضيده وضرب خصومه
قيامه بالعدوان علي اختصاصات الوزراء بشكل مهين
ورغم ان وسائل الاعلام والاوساط السياسية استقبلت الجنزوري استقبالا حسنا الا انه بمرور الوقت لم يعد قادرا علي تقبل اي خلاف.
13/10/2011
عادل حمودة : الخطة التى نفذت للوقيعة بين الجيش والأقباط
عادل حمودة يكتب : رسالة خاصة من البابا شنودة: فى ذهـــنى وقلبى كلام كثير لأقوله..لكنى أفضل الصمت لـــكــــــى يتكلم الله!
■ الخطة التى نفذت للوقيعة بين الجيش والأقباط هى الخطة التى سبق أن نفذت فى واقعة مسرح البالون وألتراس الأهلى والسفارة الإسرائيلية
■ نواب فى الكونجرس يطالبون بتحويل المعونة العسكرية إلى معونة اقتصادية.. وسأل أحدهم: مادامت مصر فى سلام مع إسرائيل فما حاجتها إلى جيش قوى؟! ■ مشهد المدرعة التى دهست متظاهرين أمام ماسبيرو يهدد بقطع المعونة العسكرية الأمريكية لمصر
هل كان المجلس العسكرى سيلجأ إلى نفس الأسلوب لو كان المتظاهرون سلفيين أو إخواناً أو جهاديين؟!
■ السفارة الأمريكية بالقاهرة تبحث فى ملفات ضباط الجيش وأمن الدولة المرشحين للسفر فى بعثات تدريبية لتضمن خلو ملفاتهم من استخدام العنف ضد المواطنين ■ الجيش الذى رفض إطلاق النار على متظاهرى الثورة وجد من يورطه فى استخدام سلاحه ومدرعاته مع الأقباط
مثل سيارة إسعاف تصل بعد وفاة المصاب راح عصام شرف يتفقد ميدان معركة «الأحد الحزين» بعد أن سكتت طلقات النار.. وهدأت أنفاس المدرعات.. وانشغل الفريقان بإخلاء القتلى والجرحى، لم يجد رئيس الحكومة «البسكوتة» أمامه سوى إلقاء مسئولية ما حدث على قوى دنيئة خفية «تسعى للإجهاز على الدولة» دون أن يحددها أو يشير إليها أو يضع إصبعه فى عينيها.. مكتفيا بصيغة المبنى للمجهول التى اعتاد عليها. بل.. والأهم.. دون أن ينتبه إلى أن ضعفه وعجزه وقلة حيلته كانت أسبابا مباشرة لما حدث، أما المجلس العسكرى فلم نسمع له صوتا فى تلك الليلة.. فقد كان حزينا بالقطع على ما اصاب رجاله، ولساعات طويلة عانت الكنيسة من داء الخرس المزمن المعتادة عليه فى مثل هذه الأزمات، وخلال هذه الساعات التى مرت دهرا على المجمع المقدس بدا البابا شنودة مكتئبا.. رافضا التعليق على ما حدث.. مكتفيا بإنكار العنف عن رعاياه.. داعيا للصوم ثلاثة أيام.. وهو إجراء دينى لم تلجأ إليه الكنيسة منذ أكثر من ثلاثين سنة.. تعبر به عن لجوئها إلى السماء.. عندما تفشل فى التفاهم مع الواقع على الأرض. وبدأت تيارات قبطية مختلفة تتعامل مع زمانها وكأنها فى «عصر الاستشهاد».. حين كان الرومان يقتلون كل من ينطق باسم الرب.. ولايزال المسيحيون يحتفلون بشهدائهم الأوائل فى العيد الذى يسمى «النيروز».. فى الخريف.. وتوزع فيها الكنائس البلح الأحمر رمزا للدماء التى سالت فى ذلك العصر.
1
كان أول تليفون تلقيته بعد عودتى من رحلة أمريكية متأنية، من محامية تنتمى لما يسمى «اتحاد شباب ماسبيرو».. تدعونى للمشاركة فى وقفة قبطية احتجاجا على هدم كنيسة «إدفو».. وتحددت مطالبها بمحاسبة المحافظ.. وإعادة بناء كنيسة مارى نياب التى هدمها متطرفون بحجة متعصبة.. أن قبابها وصلبانها تؤذى مشاعرهم.. وتعويض الضحايا الأقباط الذين حرقت بيوتهم ونهب متاعهم بنفس القوى الغاشمة. كان المتفق عليه أن يقف الأقباط بعد عصر الأحد الماضى أمام مبنى التليفزيون ثلاث ساعات (من الخامسة إلى الثامنة مساء) وهم يرتدون الملابس السوداء ويحملون الشموع البيضاء.. فى مشهد يتفجر بالرومانسية السياسية.. ثم ينصرفوا.. دون عنف.. أو قطع طريق، ضمت المسيرة التى تصدرها الأب صليب متى راعى كنيسة الجيوشى فى شبرا والناشط الحقوقى نجيب جبرائيل أطفالاً ونساءً تأكيداً على سلميتها.. وظهرت فى مقدمة الصفوف سيدة حامل.. مما يعنى أن نية المواجهة لم تكن موجودة.. وكسبت المكتبات المسيحية ببيع كل ما لديها من صلبان وصور للسيد المسيح والسيدة العذراء. لكن.. ما أن وصلت المسيرة إلى أسفل كوبرى السبتية حتى بدأت ساعة الصفر الحامية.. فهناك كانت كميات هائلة من كسر الرخام -الذى سبق استخدامه فى موقعة الجمل- جاهزا كى يمكن لمن يشاء استخدامه.. لتتكرر مأساة لاتزال منظورة أمام القضاء. كانت المسيرة تضم نحو عشرة آلاف شخص.. انضم إليهم عند كوبرى السبتية نحو 500 شاب مجهولى الهوية.. يضعون خوذات على رءوسهم وقد تجردوا من النصف العلوى لملابسهم.. وكانوا يهتفون «سلمية سلمية».. لكن ما أن وجدوا قواتاً من الجيش أمامهم حتى سارعوا بالهجوم عليها بما يحملونه من شوم وحجارة وسنج وسيوف.. لتبدو الصورة وكأنها مواجهة بين الأقباط والجيش.. وهو فخ وقع فيه الإعلام الرسمى دون أن يسمى عليه أحدا.
2
لقد راح تليفزيون أسامة هيكل يدعو المصريين «الشرفاء» على حد قول مذيعيه إلى حماية الجيش من الأقباط.. ولم يتردد فى أن يظهر جريحا يسب الأقباط ويصفهم بما لا يجوز تكراره.. وهو ما شجع رموزاً من تيارات إسلامية للنزول إلى الساحة.. بمزيد من التحريض.. وبسب البابا شنودة.. ليصب مزيداً من البنزين على النيران الهائجة. لقد سبق أن طلب الجيش من الشعب فى بداية الثورة حماية نفسه من البلطجية.. ورغم غرابة الطلب فإن الناس استجابت وشكلت ما عرف باللجان الشعبية.. لكن.. أن يطلب التليفزيون الحكومى من «الشرفاء» حماية الجيش من الأقباط فى وقت يعيش فى سلام مع اليهود فهذا ما لم يفهمه أحد.. بل كانت دعوة فى غير صالح الجيش الذى صرح قائده العام قبل عدة أيام بأنه جاهز لكل الاحتمالات بما فى ذلك ما يجرى فى سيناء، واللافت للنظر أن وزير الإعلام حذر القنوات الخاصة من عدم الموضوعية التى لم يقدر هو شخصيا على احترامها.. ومن ثم فإن الرجل الذى تولى من قبل رئاسة تحرير صحيفة «الوفد» المعارضة، ليس أمامه سوى أن يستقيل فإن لم يفعل فعلى من جاء به أن يقيله.. ولا نقول محاكمته بتهمة التحريض الطائفى وتهديد الوحدة الوطنية، لكن.. الصورة المظلمة لم تخل من بقع ضوء مبهرة.. فقد رفض مذيعون ومذيعات من التليفزيون الحكومى سياسة وزيرهم.. وتركوا مستقبلهم وراءهم حرصا على أمانة الكلمة التى كانت أول ما خلق الله.
3
والحقيقة أن الخطة التى نفذت فى الوقيعة بين الجيش والأقباط، هى الخطة التى سبق أن نفذت من قبل فى أحداث تكريم أمهات الشهداء عند مسرح البالون.. وسبق أن تكررت مع الألتراس فى استاد القاهرة.. وسبق أن شاهدناها أمام السفارتين الإسرائيلية والسعودية ومديرية أمن الجيزة يوم جمعة الغضب.. إن هناك قوى جاهزة لكتابة المشهد الأخير من كل حركة احتجاجية سلمية بطريقة همجية. سيناريو قديم سبق تجريبه بنجاح لإحداث الفوضى.. بالتنقيط.. أو بالتقسيط.. يستغل التحركات السلمية بدس بلطجية لتصبح مواجهات تخريبية.. تلتصق تهمتها فيمن خرج للتعبير عن نفسه بطريقة مشروعة.. لكن.. رغم تكرار السيناريو فإن أجهزة الأمن الخفية والمعلنة فشلت فى كشف أبعاده وأسراره.. أو ربما لا تريد أن تفصح عما تعرف. إن من السهل معرفة من وراء ذلك بمشاهدة التسجيلات التى صورتها القنوات الإخبارية التى صورت الأحداث.. ومعرفة الأشخاص الذين خرجوا على القانون.. والقبض عليهم والتحقيق معهم ومعرفة من يمولهم.. فالبلطجية ليسوا مناضلين أو أصحاب قضية.. فهم عبيد لمن يدفع أكثر.. وربما كان المحرضون من أنصار النظام السابق أو من أنصار جماعات تحلم بنظام قادم. ولو كان المجلس العسكرى قد كلف الحكومة بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق، فإن الخوف أن تنتهى هذه اللجنة إلى نفس الطريق المسدود الذى انتهت إليه كل ما سبقها من لجان مشابهة.. وإن كان من الصعب الكذب والتلفيق هذه المرة.. فقد كانت هناك قنوات إخبارية مثل «العربية» و«البى بى سى» تبث لقطات حية تكشف وتفضح وتضع يدها على الحقيقة.. وفى الوقت نفسه شكل الاعتداء على قناة 25 يناير -الذى جرى إرسالها على الهواء- دليل إدانة على ضعف الموقف الرسمي.
4
ولو كان من الصعب تحديد المسئولين عن سيناريو الفوضى الذى سبق أن توقعته بوضوح منذ أسبوعين، فإنه من السهل تحديد أهدافه والمستفيدين منه، لقد قال مبارك قبل تنحيه: «إما أنا أو الفوضى».. وفى ظل نظامه الذى أفرز مليارديرات كون أغلبهم ثرواتهم من الفساد المالى والخلقى فإن رصد واحد فى المائة من أموالهم لتحقيق نبوءته ليس صعباً.. وربما كان نوعاً من رد الدين للنظام السابق الذى هو فى الحقيقة ولى نعمتهم، ولو كنت من جمال مبارك وشعرت بفقدان هيروين السلطة بعد إدمانه لدفعت كل ما أملك مقابل جرعة منه، وفى الوقت نفسه هناك قوى خارجية وداخلية تحلم بالسيطرة على مصر بإضعافها وتقسيمها وتمزيقها.. وليس أسهل من افتعال الفتن الطائفية.. فالشحن متوهج.. والتشدد متربص.. والسحل يمكن أن يكون على الهوية.. وهو ما تحقق يوم الأحد الماضى.. فقد كان هناك من يسأل المارة فى منطقة الأحداث عن ديانته.. أو يفتش فى ذراعه عن وشم صليب.. ليكون السحل مصيره. ويصر السيناريو المتكرر على إضعاف الأمن.. والصدام مع الجيش.. وهدم الدولة.. وتحطيم أعمدتها القوية.. لتبنى من جديد على مزاج من يخطط ويمول ويحرك.
5
والغريب أن قيادات فى المجلس العسكرى تعرف ذلك وتخشاه وتحذر منه.. وكانت تتوقع أن تنفذ المؤامرة بحصار وحداته ومعسكراته مما يضطر للضرب فى المليان.. وهو ما لم يحدث.. وإن كان ما حدث لا يقل سوءاً.. فقد تورط الجيش فى اشتباكات مع الشعب.. وحقق بنفسه ما كان يتوقعه من غيره. ويمكن القول إن حسابات المجلس العسكرى فى التعامل بعنف مع الأقباط، لم تكن مناسبة هذه المرة.. فقد تصور أن تعب الناس من تعطيل الحياة بسبب المظاهرات سيعطيه مبررا لما فعل.. لكن.. السؤال: هل كان سيلجأ إلى نفس الأسلوب لو كان أمامه سلفيون أو إخوان أو جهاديون؟. والسؤال الأهم: من الذى دفع الجيش إلى الصدام مع الأقباط بالذات، ليكون بين الطرفين دم لن يستفيد منه سوى من يكره الأقباط ويريد ترحيلهم، ومن يسعى لتشويه سمعة الجيش الذى حمى الثورة كى يكون بديلا له فى السلطة؟.. إن الإجابة عن السؤالين بصراحة وجرأة ستحدد لنا المستفيد قبل الجانى، ولعل الخاسر الأكبر فيما جرى هو الجيش نفسه.. وربما كانت أكثر التيارات قربا منه هى أكثرها تضليلا له.. فليس كل ما يقال يصدق.. بما فى ذلك الكلام المعسول الذى يغازل به الإخوان الأقباط، ولو إلى حين تنتهى الانتخابات.. ولو كان الإخوان وغيرهم ممن يقفون فى خندقهم، جادين فيما يقولون عن مساواة المواطنة بين المسلمين والمسيحيين، فعليهم إثبات ذلك عمليا، بأن يذهب مرشد الإخوان ورموز الأحزاب السلفية إلى «إدفو» للمشاركة فى وضع أساس الكنيسة التى هدمت هناك.. «المية تكدب الغطاس».
6
فى الثلاثين سنة الماضية شهدت مصر 166 حادثاً طائفياً.. منها 11 حادثاً وقعت بعد ثورة يناير التى كانت فى حد ذاتها دليلاً صافياً على نقاء النسيج الوطنى من البقع والعقد. بدأت الفتن الأخيرة بكنيسة أطفيح وقرية صول ثم امتدت إلى المقطم، ثم وصلت إلى إمبابة ثم مرت على عين شمس، ثم استقرت مؤقتا فى أسوان لحين تحديد مكان الجريمة القادمة.. ورغم الحرائق التى اشتعلت والأقباط الذين قتلوا فإن العدالة لم تضع يدها على متهم واحد.. وهو أمر مثير للدهشة.. خاصة أن المحرضين والمنفذين معروفون بالصوت والصورة فى سيديهات لم تفحصها النيابة العامة حتى الآن. وفى هذه السيديهات.. هناك من قال: «إنهم لن يكونوا رجالا إذا لم يحرقوا الكنائس فى إمبابة».. وهناك شيخان قادا الأهالى فى إدفو لهدم كنيسة مارى نياب.. وحرق بيوت الأقباط.. وهناك بلاغات من محامين أقباط ضد قيادات متعصبة دعت من فوق منابر مساجد معروفة، إلى عدم مصافحة المسيحيين وعدم قبول المشى خلفهم، وإزالة الصلبان وقباب الكنائس وحرمانهم من الجهر بشعائرهم، وفى خلفية المشهد جماعات سلفية خرجت من تحت جناح جهاز أمن الدولة، بعد أن استغلها ضد الإخوان والأقباط لتبدو كأنها تحررت من ظلم مزمن دون أن يجرؤ بعضها على الدفاع عن نفسه، فى تهمة تلقى ملايين من الخارج.. وهى تهمة لم تنكرها.. ولم تحاسب عليها. وفى نفس الخلفية قتلى من عينة عبود الزمر وعاصم عبدالماجد أصبحوا نجوما للمانشيتات الصحفية والفضائيات التى جعلت منهم أبطالاً.. وجعلوا من أنفسهم سياسيين تائبين يسعون للحكم بصندوق الانتخاب، بعد أن عجزوا عن الوصول إليه بالسلاح. وفى مكر لا يصعب إدراكه يحرك الإخوان الأمور فى اتجاه واحد.. مصلحتهم وحدهم.. إنهم يشعرون أنهم أمام فرصتهم الأخيرة للفوز بالسلطة بعد أن بدت قطوفها دانية، إن الجماعة لا تزال محظورة.. ليست لها شرعية قانونية.. وترفض الاكتفاء بالحزب الذى شكلته وأعلنته من قياداتها الدينية.. كى لا تجد نفسها خاضعة لحساب الأجهزة الرقابية التى ستسألها عن الملايين التى تنفقها.. من أين أتت؟.. وإلى أين ذهبت؟، ورغم كل الأحزاب السلفية والجهادية التى خرجت إلى النور لا يزال هناك من يقول إن القانون يمنع قيام أحزاب على أسس دينية، وفى اليوم التالى لموقعة ماسبيرو أصدر القضاء الإدارى حكما بإعلان حزب الجماعة الإسلامية.. ومن اسم الحزب يصعب إنكار أنه حزب دينى، فى هذا المناخ السياسى والإعلامى والدينى المتشدد والمتشنج كان من السهل أن يحدث ما حدث.. بل.. فى ظل المناخ نفسه فإن ما هو قادم أخطر وأسوأ وأشد. وربما أذيع سرا لو قلت إن السلفيين كانوا وراء فرض حظر التجول فى منطقة الأحداث فى نفس ليلة وقوعها.. لقد تجمع نحو خمسة آلاف سلفى فى ميدان مصطفى محمود كى يتحركوا فى اتجاه تجمع الأقباط لمواجهتهم.. فسعت أجهزة الأمن لوساطة من سلفيين عقلاء كى لا تصبح لترات الدم التى سالت بحورا تفيض.. وكان حظر التجول -كما تحدد زمانه ومكانه- هو الحل.
7
كانت لقطات معركة ماسبيرو محزنة.. مقبضة.. فهناك سيارات عسكرية محترقة.. جثث ضحايا ملقاة فى الشوارع ومداخل العمارات وطرقات المستشفى القبطى.. جرحى عاجزون عن النطق.. قوات أمن منهكة.. ساحات مغطاة بالطوب والحجارة الملوثة بالدماء.. لكن.. الأكثر ألماً هو أن القتال الشرس كان بين مصريين ومصريين.. بين أبناء وطن واحد.. فى سابقة مؤلمة لن يتركها التاريخ تمر بسهولة. إن الجيش الذى رفض إطلاق النار على متظاهرى الثورة وجد من يورطه فى استخدام مدرعاته فى مواجهة متظاهرى يوم السواد والشموع.. ويحتاج عقل أشد الناس غلظة وقتاً طويلاً ليستوعب كيف هاجمت سيارة مصفحة بشرا لا يغطى لحمهم شيئا.. لتعيد إلى الذاكرة الوطنية مشهد سيارة الأمن الشهيرة التى سبق أن فعلت الشيء نفسه فى الأيام الأولى للثورة.. ولتعيد للذاكرة الخارجية مشهد المدرعات الصينية وهى تسحل معارضى الحكم الديكتاتورى هناك. ولست قادراً حتى الآن على استيعاب أن سيارة عسكرية دهست رأس مواطن مصرى لا يهمنى معرفة ديانته أو مهنته أو عائلته.. يهمنى فقط مخه الذى اختلط بأسفلت الطريق.. وعظامه التى تحولت إلى بودرة تلك.. وحياته التى انتهت بآخر وسيلة قتل يتخيلها.. ونتوقعها. مشهد صعب قبوله أو تصديقه أو تخيله.. سيكون شهادة قاسية ضد المؤسسة العسكرية التى تعانى متاعب يفرضها عليها الكونجرس الأمريكي، كى لا تحصل على المعونة التى تتلقاها سنويا للتسليح والتحديث والتدريب وقطع الغيار.
8
لا يستمر الخريف فى واشنطن طويلا.. فسرعان ما يفرض عليه الشتاء برده القارس ليخفف من سخونة الأحداث السياسية التى تعيشها دائما العاصمة الأمريكية. وأنا هناك عرفت أن وفدا من غرفة التجارة المصرية الأمريكية برئاسة جمال محرم ويضم سبعة أعضاء غيره وصلوا واشنطن يوم السبت الماضي.. يوم أن غادرت الولايات المتحدة عائداً إلى مصر - ولولا ارتباطات هنا لكنت قد بقيت لمتابعة مهمتهم هناك، كانت زيارة الوفد هى الزيارة الثالثة بعد الثورة.. كانت الزيارة الأولى فى مارس.. والزيارة الثانية فى يونيه.. وهذه هى الزيارة التى عرفت أنها جاءت تلبية لرغبة المجلس العسكرى وبتنسيق مع شركات اللوبى الأمريكية التى تعمل لصالح الحكومة المصرية للضغط على الكونجرس والبيت الأبيض كى تصل إلى ما تريد، وفهمت من مسئولين تنفيذيين فى هذه الشركات أن الوفد المصرى له مهمتان.. الأولى: هى مواجهة رفض أعضاء فى الكونجرس استمرار المعونة العسكرية (1300 مليون دولار) وتحويلها إلى معونة اقتصادية.. فما دامت مصر على حد قولهم فى سلام مع إسرائيل فما حاجتها إلى جيش قوى؟، ويتصدر القائمة النائب اليهودى «انتونى وينر» الذى وصل بتطرفه إلى حد المطالبة بحظر المساعدات العسكرية لمصر تماما.. بينما اكتفى زميله «ديفيد أوباى» بخصم 200 مليون دولار من المعونة إذا لم يحدث إصلاح ديمقراطى حقيقى فى مصر.. وطالب فريق ثالث بأن يذهب الجزء المقتطع من المعونة العسكرية للإنفاق على دوريات حماية الحدود بين مصر وإسرائيل. وحسب قانون سابق جرى إقراره فإنه لا يجوز منح معونة عسكرية للدولة تستخدمها ضد شعبها.. وكانت السفارة الأمريكية فى القاهرة تفحص ملفات ضباط الجيش وضباط أمن الدولة المرشحين للسفر فى بعثات تدريبية لتطمئن إلى أن لا أحد منهم استخدم القوة ضد مواطن مصرى، ويحاول اللوبى اليهودى تمرير قانون يحمل رقم 696 وباسم قانون الإصلاح السياسى ومكافحة الإرهاب فى مصر وينص مشروعه الذى لم يجر التصويت عليه بعد «على حظر تقديم مساعدات عسكرية فى السنة المالية 2010 والسنوات التالية لها»، وستتولى شركات اللوبى التى تعمل مع مصر ترتيب لقاءات مع وفد الغرفة المصرية الأمريكية مع أعضاء الكونجرس، ليس فقط من أجل مواصلة تدفق المعونة العسكرية وإنما ايضا بحثاً عن فرص مناسبة للاقتراض.. ففى مصر أزمة سيولة يمكن وصفها بأنها حادة.. لا نجاة منها سوى بالاقتراض.. ولأن فائدة الاقتراض على الدولار أقل من ربع الفائدة على الاقتراض بالجنيه، فإن الحل يمكن أن يكون فى الخارج، وكان المجلس العسكرى قد رفض شروط البنك الدولى للاقتراض وقدم مليار جنيه قرضا بلا فائدة من مدخراته.. وفى الوقت نفسه هناك -على ما يبدو- شروط أفضل يمكن الحصول عليها من صندوق النقد الدولى أو من مؤسسات مالية أخرى.. وهذا ما يجرى البحث عنه فى واشنطن الآن.
9
فى مجلة «بوليتكو «الأمريكية تناول المحلل الاستراتيجى «جين ديماجيو» ما وصفه بالمستقبل الغامض لمبيعات الأسلحة الأمريكية لمصر.. خاصة إذا جاءت حكومة فى مصر ليست على هوى الولايات المتحدة، والمقصود بحكومة ليست على الهوى الأمريكى، حكومة متطرفة دينيا.. بجانب شرط آخر هو حماية الأقليات.. وهو ما يجعل الأحداث الأخيرة تلقى بظلالها على قضية المعونة العسكرية.. ومن ثم فإن مشهد السيارة العسكرية التى راحت تفرق المتظاهرين الأقباط سيكون مشهداً مغرياً لخصوم مصر فى الكونجرس من النواب اليهود، ويتوقع «جين ديماجيو» أن تؤثر الاضطرابات التى تحدث فى مصر على عقود بمليارات الدولارات بين الحكومة المصرية وشركات السلاح الأمريكية.. فالسياسة هنا أهم من البيزنس. لكن.. مساعد وزير الدفاع الأسبق «أريك ايدلمان» يرى أن كل شىء سيبقى على حاله «فليس هناك سبب يدعو للعكس». وأغلب الظن أن المباحثات التى عقدت مؤخرا بين قادة الجيش المصرى ووزير الدفاع الأمريكى «روبرت جيتس» ورئيس الأركان «مايكل مولن» كانت بهدف طمأنة الجانب المصرى ببقاء الأمر على ما هو عليه.. وإن كانت هذه الطمأنة سابقة على الأحداث الأخيرة.. وهو ما يعنى أن مصر فى حاجة لممارسة مزيد من الضغوط بأكثر من وفد مصرى كى تصل إلى ما تريد، وطبقا لتقرير مركز بحوث الكونجرس فإن مصر اشترت من الولايات المتحدة بضائع بما يزيد على 12 مليار دولار، بما فيها الأسلحة التى ضمت صواريخ هيلفاير وبلاك هوك وهيلكوبتر أباتشى وغيرها. وليست المشكلة فى المعونة نفسها فالقوات المسلحة المصرية لديها مدخرات مالية بقيمة عشر سنوات من المعونة لكن المشكلة أن توافق الحكومة على بيع الأسلحة وقطع الغيار ولو نقدا.. فهم -على حد قولهم- لا يبيعون لنا الطائرات فقط، لكن يبيعون لنا أجزاء من الطائرة.. بجانب التحديث الدورى لها.. والتدريب عليها.. ومن ثم لا تتردد الولايات المتحدة فى استخدام نبرة التهديد، بقطع المعونة عن مصر لو تزايد عداء الحكومة لها، لكن من الصعب فى الوقت نفسه - إنكار حاجة الولايات المتحدة لمصر.. فعلى حد تعبير «جريم بانرمان» -الخبير فى معهد الشرق الأوسط ومؤسس شركة استشارات بانرمان- فإن مصر ساعدت الولايات المتحدة فى كل شىء تقريباً.. بداية من تبادل المعلومات والتعاون المخابراتى، مرورا بمناورات النجم الساطع التى ساعدت الجيش الأمريكى على تدريبه فى المناخ الصحراوى للحرب قبل حرب الخليج الأولي.. كما أن الولايات المتحدة تتمتع بميزة الإبلاغ المتأخر عن مرور سفنها فى قناة السويس.. فالسفن العسكرية لا تحتاج سوى يوم واحد للإبلاغ.. بينما السفن العسكرية للدول الأخرى تحتاج إلى أشهر، ويضيف بانرمان: إن الأمريكيين ينظرون إلى الجيش المصرى على أنه القوى الوحيدة التى تضمن انتقال السلطة فى المرحلة القادمة.. وأنه المؤسسة الوحيدة القادرة على العمل بكفاءة وسط الفوضى القائمة.. فهو جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة.. وإن كانت الحكومة الأمريكية تتصرف بحذر خشية أن تبدو وكأنها معارضة لإرادة الشعب.
10
طلبت حوارا مع البابا شنودة يعبر به عن مشاعره بعد ما حدث فى ماسبيرو.. لكنه رد برسالة بليغة من كلمات معدودة لخص بها ما كان من الصعب على ساعات طويلة أن تقوله. قال: «فى ذهنى كلام كثير لأقوله.. وفى قلبى كلاما أكثر من هذا.. لكنى أفضل أن أصمت.. لكى يتكلم الله».
04/10/2011
هام : المقال الذي تسبب في تأخر طباعة العدد الاسبوعي من الفجر
عادل حمودة يكتب: سؤال ليلة قصر النيل: هل يصبح المشير رئيسًا؟
ظهور المشير لدقائق في وسط البلد فتح باب التخمينات بأنه يرشح نفسه للحكم خاصة أنه زار المكان بزيه المدني
أدفع نصف عمري وأعرف ما دار في عقل المشير حسين طنطاوي لحظة أن قرر النزول من سيارته السوداء مساء الاثنين الماضي ومشي وسط القاهرة وصافح بشرا تصادف مرورهم وتحدث معهم بما وصف بالود والترحاب.
وربما كان السؤال: هل كانت الزيارة الخاطفة مهمته المباشرة.. أم أنها جاءت عابرة.. فكر فيها لحظتها؟
إن الرواية المتوقعة أنه كان يحضر حفل زفاف في نادي السيارات وفي اللحظة التي كاد فيها يركب سيارته فكر في أن يتمشي بمفرده قليلا.. فكان ما كان.
ولابد أن المكان دخل طرفا في الحوار الذي دار بينه وبين نفسه.. فهو موقع الثورة.. وموضع تأثيرها.. ومسرح أحداثها.. بل أكثر من ذلك يستعد المكان لجمعة ساخنة.. ربما كان الرجل نفسه هدفا لها.. بعد أن شاع أنه ينقذ مبارك من حبل المشنقة في تهمة قتل المتظاهرين.. فهل كانت الزيارة العابرة الخاطفة للمنطقة ولقاء المارة والحوار معهم نوعا من التأييد الفوري له.. ورسالة صامتة لمن هاجموه ــ علي المواقع الاجتماعية الإلكترونية ــ بعد شهادته الأخيرة.. رسالة تقول: إنه إذا كان البعض يختلف معه فإن البعض الآخر يتفق عليه.. إذا كانت قوي سياسية تعارضه فإن فئات شعبية تسانده؟
لو كان ذلك هدفا فإنه تحقق لبعض الوقت.. ثم انقلب فيما بعد.. فقد وجدها منتقدوه فرصة كي يزيدوا من هجومهم عليه.. واختلافهم معه.. وإن كان الرجل حسب ما أعلم واسع الصدر.. سبق أن تسامح في قضية ناشطة معروفة وصلت إلي النيابة العسكرية قبل أن تغلق، والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولي التي ينزل فيها المشير إلي الشارع.. لقد نزل بملابس الميدان وقت الثورة والتقي جنوده الذين كانوا يحمون مبني التليفزيون.. وكانت الأحداث في ذروتها.
وما إن انتهي عمر سليمان من قراءة بيان تنحي مبارك ــ الذي صاغه المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية ــ حتي صافحهما المشير وغادر مقر المجلس العسكري متجها إلي التحرير.. لكن.. الحشود التي سدت الطرقات جعلته يكتفي بالبقاء في منطقة مصر الجديدة.
أما الزيارة الأخيرة فكانت بملابس مدنية.. ودون حراسة.. أو إجراءات أمنية.. ربما ليدلل بذلك علي أن البلاد آمنة رغم كل ما ينشر ويقال عن البلطجة والخطف والسرقة المسلحة وعصابات قطع الطرق.. ربما لأنه يعرف أن مثل هذه الزيارة ستلقي اهتماما شعبيا وإعلاميا يغطي علي ما سبقها.. وهو ما يريده بعد العبارات العنيفة التي تعرض لها علي شبكات الفيس بوك وملخصات التويتر.
وما ضاعف من تأثير المشهد الأخير أن الإعلام نفخ في صورته.. خاصة التليفزيون الرسمي الذي وزع فيلما قصيرا ــ قيل إن مواطنا التقطه للمشير وسط الناس ــ علي كل برامجه ونشراته التي راحت تعيد وتزيد في عرضه.. وفي ظل سوء النية الذي يسيطر علي الجميع لم يمر المشهد مرور الكرام.. بل وضع صاحبه وبطله ونجمه المتميز ــ الذي لا نراه إلا قليلا ولا نسمعه إلا نادرا ــ في مرمي نيران الاحتمالات والتخمينات والتخيلات.
كان أولها أن الزي المدني الذي ظهر به يرشحه للحكم.. ويقدمه للشعب رئيسا.. مثله مثل كل من حكموا مصر منذ ثورة يوليو 1952.. والغريب أن ذلك الرأي المتخيل فرض نفسه بقوة رغم تأكيد المشير أكثر من مرة أنه هو والمجلس العسكري لن يبقوا في السلطة بعد تسليمها لرئيس منتخب من الشعب.. لكن.. في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف الناس من مستقبل مظلم يسوده الاضطراب وغياب الشعور بالأمان نجد من يطالب ببقاء العسكريين في السلطة مع تشديد قبضتهم.. وهو ما ترفضه بالقطع التيارات السياسية المختلفة التي تصر علي انتخابات برلمانية ورئاسية وعودة الجنرالات إلي ثكناتهم.
ويستشهد الخائفون من الحكم العسكري بالسيناريو الذي جري بعد ثورة يوليو.. فقد فشلت القوي السياسية في التوافق.. وعجزت عن الاتفاق علي خارطة طريق.. ومع فوضي الإضرابات والاضطرابات تدخل مجلس قيادة الثورة لإلغاء الأحزاب.. ونسي الدستور الذي كان يعد.. وأعدم قيادات عمالية (خميس والبقري).. وتولي قيادة البلاد.. فجاء جمال عبد الناصر رئيسا.. ومن يومها والحال علي ما هو عليه.
ويبرر ذلك في نظر غالبية من المصريين تراخي الجيش في التصدي بحزم للخارجين علي القانون وكأنه يجد فيما يحدث ذريعة كي يبقي ويستمر.. بل إن هناك من يتوقع أن يلغي العسكريون الانتخابات البرلمانية فور سقوط قتلي في لجانها.. لتكون حجة توليهم السلطة مناسبة.
لقد فتحت الدقائق المعدودة التي قضاها القائد العام للقوات المسلحة في شارع قصر النيل الباب أمام هذه الاجتهادات وغيرها.. وليس هناك دليل يدعمها.. أو ينفيها.. لكن.. من المؤكد أنها تعكس حالة من القلق الشعبي.. والفشل السياسي.. والعجز الأمني.. والخوف الجماعي.
إن أبسط حركة تأتي من المسئول الأول عن حكم البلاد الآن لن تمر بسهولة مهما كانت عفوية وغير مقصودة.. فعندما لا يعرف أكثر الناس خبرة وحنكة ما الذي يحدث في مصر فإن كل شئ مباح
28/09/2011
عادل حمودة يكتب: هل يصبح المشير رئيسًا؟
ظهور المشير لدقائق في وسط البلد فتح باب التخمينات بأنه يرشح نفسه للحكم خاصة أنه زار المكان بزيه المدني
أدفع نصف عمري وأعرف ما دار في عقل المشير حسين طنطاوي لحظة أن قرر النزول من سيارته السوداء مساء الاثنين الماضي ومشي وسط القاهرة وصافح بشرا تصادف مرورهم وتحدث معهم بما وصف بالود والترحاب.
وربما كان السؤال: هل كانت الزيارة الخاطفة مهمته المباشرة.. أم أنها جاءت عابرة.. فكر فيها لحظتها؟
إن الرواية المتوقعة أنه كان يحضر حفل زفاف في نادي السيارات وفي اللحظة التي كاد فيها يركب سيارته فكر في أن يتمشي بمفرده قليلا.. فكان ما كان.
ولابد أن المكان دخل طرفا في الحوار الذي دار بينه وبين نفسه.. فهو موقع الثورة.. وموضع تأثيرها.. ومسرح أحداثها.. بل أكثر من ذلك يستعد المكان لجمعة ساخنة.. ربما كان الرجل نفسه هدفا لها.. بعد أن شاع أنه ينقذ مبارك من حبل المشنقة في تهمة قتل المتظاهرين.. فهل كانت الزيارة العابرة الخاطفة للمنطقة ولقاء المارة والحوار معهم نوعا من التأييد الفوري له.. ورسالة صامتة لمن هاجموه ــ علي المواقع الاجتماعية الإلكترونية ــ بعد شهادته الأخيرة.. رسالة تقول: إنه إذا كان البعض يختلف معه فإن البعض الآخر يتفق عليه.. إذا كانت قوي سياسية تعارضه فإن فئات شعبية تسانده؟
لو كان ذلك هدفا فإنه تحقق لبعض الوقت.. ثم انقلب فيما بعد.. فقد وجدها منتقدوه فرصة كي يزيدوا من هجومهم عليه.. واختلافهم معه.. وإن كان الرجل حسب ما أعلم واسع الصدر.. سبق أن تسامح في قضية ناشطة معروفة وصلت إلي النيابة العسكرية قبل أن تغلق، والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولي التي ينزل فيها المشير إلي الشارع.. لقد نزل بملابس الميدان وقت الثورة والتقي جنوده الذين كانوا يحمون مبني التليفزيون.. وكانت الأحداث في ذروتها.
وما إن انتهي عمر سليمان من قراءة بيان تنحي مبارك ــ الذي صاغه المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية ــ حتي صافحهما المشير وغادر مقر المجلس العسكري متجها إلي التحرير.. لكن.. الحشود التي سدت الطرقات جعلته يكتفي بالبقاء في منطقة مصر الجديدة.
أما الزيارة الأخيرة فكانت بملابس مدنية.. ودون حراسة.. أو إجراءات أمنية.. ربما ليدلل بذلك علي أن البلاد آمنة رغم كل ما ينشر ويقال عن البلطجة والخطف والسرقة المسلحة وعصابات قطع الطرق.. ربما لأنه يعرف أن مثل هذه الزيارة ستلقي اهتماما شعبيا وإعلاميا يغطي علي ما سبقها.. وهو ما يريده بعد العبارات العنيفة التي تعرض لها علي شبكات الفيس بوك وملخصات التويتر.
وما ضاعف من تأثير المشهد الأخير أن الإعلام نفخ في صورته.. خاصة التليفزيون الرسمي الذي وزع فيلما قصيرا ــ قيل إن مواطنا التقطه للمشير وسط الناس ــ علي كل برامجه ونشراته التي راحت تعيد وتزيد في عرضه.. وفي ظل سوء النية الذي يسيطر علي الجميع لم يمر المشهد مرور الكرام.. بل وضع صاحبه وبطله ونجمه المتميز ــ الذي لا نراه إلا قليلا ولا نسمعه إلا نادرا ــ في مرمي نيران الاحتمالات والتخمينات والتخيلات.
كان أولها أن الزي المدني الذي ظهر به يرشحه للحكم.. ويقدمه للشعب رئيسا.. مثله مثل كل من حكموا مصر منذ ثورة يوليو 1952.. والغريب أن ذلك الرأي المتخيل فرض نفسه بقوة رغم تأكيد المشير أكثر من مرة أنه هو والمجلس العسكري لن يبقوا في السلطة بعد تسليمها لرئيس منتخب من الشعب.. لكن.. في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف الناس من مستقبل مظلم يسوده الاضطراب وغياب الشعور بالأمان نجد من يطالب ببقاء العسكريين في السلطة مع تشديد قبضتهم.. وهو ما ترفضه بالقطع التيارات السياسية المختلفة التي تصر علي انتخابات برلمانية ورئاسية وعودة الجنرالات إلي ثكناتهم.
ويستشهد الخائفون من الحكم العسكري بالسيناريو الذي جري بعد ثورة يوليو.. فقد فشلت القوي السياسية في التوافق.. وعجزت عن الاتفاق علي خارطة طريق.. ومع فوضي الإضرابات والاضطرابات تدخل مجلس قيادة الثورة لإلغاء الأحزاب.. ونسي الدستور الذي كان يعد.. وأعدم قيادات عمالية (خميس والبقري).. وتولي قيادة البلاد.. فجاء جمال عبد الناصر رئيسا.. ومن يومها والحال علي ما هو عليه.
ويبرر ذلك في نظر غالبية من المصريين تراخي الجيش في التصدي بحزم للخارجين علي القانون وكأنه يجد فيما يحدث ذريعة كي يبقي ويستمر.. بل إن هناك من يتوقع أن يلغي العسكريون الانتخابات البرلمانية فور سقوط قتلي في لجانها.. لتكون حجة توليهم السلطة مناسبة.
لقد فتحت الدقائق المعدودة التي قضاها القائد العام للقوات المسلحة في شارع قصر النيل الباب أمام هذه الاجتهادات وغيرها.. وليس هناك دليل يدعمها.. أو ينفيها.. لكن.. من المؤكد أنها تعكس حالة من القلق الشعبي.. والفشل السياسي.. والعجز الأمني.. والخوف الجماعي.
إن أبسط حركة تأتي من المسئول الأول عن حكم البلاد الآن لن تمر بسهولة مهما كانت عفوية وغير مقصودة.. فعندما لا يعرف أكثر الناس خبرة وحنكة ما الذي يحدث في مصر فإن كل شئ مباح
13/09/2011
كل رجال الرئيس : رشدى صبحى تاجر السلاح الذى كان يعمل لمصلحة النظام فى الخفاء
بدأ فى عصر السادات.. وامتدت أعماله إلى عصر مبارك
■ رشدى صبحى
أحد أكبر تجار السلاح فى الشرق الأوسط
■ بدأ موظفاً فى الحكومة فى عهد السادات
■ صاحب مشروع هضبة الهرم وامتياز أرض المقطم وصاحب شركة «هبى تورز»
كان الابن يهوى ركوب الخيل والعربات المسرعة.. ركب طائرته الخاصة مع أصدقائه لعمل مغامرة فى الهند، لكن الطائرة تحطمت وتحطم قلب الأب.. الشاب كان «كريم» أما الأب فكان «رشدى صبحي» أكبر تاجر سلاح عرفته منطقة الشرق الأوسط.. وكان قريبا جدا من كل دوائر السلطة فى مصر.
كل نظام فى العالم لديه رجال يعملون لمصلحته فى الخفاء، وهؤلاء غالبا ما يعملون فى تجارة السلاح أو يقومون بتهريب الأموال.. كان رشدى لطيفاً ومتواضعاً ولديه قدرة على أن يكون شخصاً اجتماعياً.. يعرف كيف يجمع الناس حوله ويكسب ودهم.. مثله فى ذلك مثل أى تاجر يعمل فى تجارة ممنوعة أو فى تجارة الموت.. دائما ما تجده يعمل خدمات لأهل دائرته.. لأنه يكون محتاجا لدعمهم وحمايتهم.
بدأ رشدى صبحى حياته موظفا بسيطا لكنه رفض العمل الميري.. واحترف تجارة السلاح بعد أن دخل فى مجموعة من التجارات الأخرى.. كبر اسمه ونما فى عهد السادات.. وقد أهدى السادات مجموعة من السيارات المرسيدس المصفحة.. وكانت رئاسة الجمهورية وقتها فقيرة لا تحصل على مصاريف سرية ولا مخصصات ولا تأخذ من دخل قناة السويس ولا تقبل هدايا أو عطايا من الملوك والأمراء العرب.
المدهش أنه بعد مظاهرات الطعام التى حدثت فى 18 و19 يناير 1977 تعرضت مصر لأزمة اقتصادية فعرض البنك الدولى قروضاً على مصر.. لكنه اشترط أن يكون هناك شخص ضامن للحكومة المصرية، وطلبوا من رشدى صبحى أن يكون الضامن.. فقبل وأصبح ضامنا لحكومة السادات لدى الغرب.
منحه السادات بسبب موقفه هذا مشروعين.. الأول هو مشروع هضبة الأهرامات فى منطقة حرم الآثار عند أجمل وأخطر منطقة لعمل منتجعات أثرية، وغضب المثقفون وقادت غضبهم الكاتبة نعمات أحمد فؤاد.. فعوضه السادات ومنحه امتياز أرض المقطم وأخذ حق عمل أول كازينوهات للقمار فى مصر، وبدأ رشدى يقسم الأرض التى حصل عليها ويجنى الأرباح.
وأهم ما يمكن أن يقال عن رشدى صبحى أن كل رجال الأعمال الذين نراهم ارتبطوا به بشكل أو بآخر.. ففى الخمسينيات أنشأ شركة «هابى تورز» وكان شركاؤه فى الشركة كل من: سامى سعد.. أمين فخرى عبد النور.. مكرم كمال عثمان.. محمد نصير التلميذ النجيب له.. وهو الذى ساعده حتى يؤسس شركات تتاجر فى السلاح.. وكانت أول شركة كونها نصير هى «جيزا سيستم» للتكنولوجيا.. ثم بعد ذلك كون شركة «ألكان» لتوكيلات السلاح.
من بين شركاء رشدى صبحى فى هابى تورز كان كمال عتمان، وقد ساعده رشدى فى أن يحصل على أول مقاولة عمومية لمترو أنفاق مصر.. ولم يكن رشدى يتوقف عن الحديث عن شريكه سامى سعد، لأنه كان لا ينام فى أى عملية مقاولات يقوم بها حتى أصبح عنده توكيل مرسيدس.
المضحك أن أصدقاء رشدى صالح عندما كانوا يجلسون معه، ويتحدثون عن صفقة المرسيدس الشهيرة التى ارتبطت بما عرف إعلاميا برشوة مرسيدس ولم يكن أحد يعرف من الذى حصل على هذه الرشوة.. كان صبحى يضحك لأنه كان يعرف السر.. من بين أصدقاء رشدى صبحى أيضا كان صبحى غالى وهو رجل الأعمال الوحيد الذى كان يملك سيارة رولزرويس ملاكى اسكندرية رقم 700 أيام جمال عبد الناصر.. وفى بدايته أنشأ عددا من الشركات وتعثر بسبب دخول بعض التوكيلات الأجنبية.. وتدخل رشدى صبحى واشترى منه بعض الشركات باسم ابنه فى محاولة منه لإنقاذه أو تعويمه.
عندما تزوجت دينا ابنته من عادل نصيف فى لندن.. حرص أبوها أن يكون حفل الزفاف فى فيللته بلندن وأن يكون الحفل بسيطاً.. وقد شاهد المصريون جميعا هذه الفيللا فقد تم تصوير إعلان سر شويبس فيها.. وهو الإعلان الذى كان ينفذه طارق نور لصالح سامى سعد.. وقدم الإعلان الممثل الراحل حسن عابدين.
على باب الفيللا وقف أصحاب الفرح ليستقبلوا الضيوف.. وكان من بينهم أشرف مروان وكمال أدهم.. وكانت الهدايا بسيطة جدا بالنسبة لهم.. ظرف فيه شيك بـ 250 ألفاً أو 500 ألف دولار.
أسس رشدى صبحى لزوج ابنته بنكا لكنه تسبب فى إفلاسه.. كان هدف رشدى من تأسيس البنك أن يأخذ منه غطاء لهابى تورز.. وللسفريات التى يقوم بها رشدى ولأسراره.. لكن عادل نصيف دخل فى صفقات سكر وأشياء أخري.. وخسر خسائر بمئات الآلاف من الدولارات.
كل رجال الرئيس : حسين سالم نديم الرئيس الذى باع مصر لإسرائيل فى صفقة غاز
هو الصندوق الأسود لأسرار وأموال مبارك وعائلته
■ حسين سالم
■ تاريخ الميلاد: 1928
■ مكان الميلاد: سيناء
■ المهنة: رجل أعمال
■ الجنسية: إسبانى - مصرى
بدا المشهد من بعيد هكذا.. جمال مبارك يقف مع حسين سالم وبينهما شد وجذب يصل إلى درجة الخناق على عمولة صفقة الغاز.. وهل هى 4% أم 5%.. كانت الخناقة عنيفة جدا خاصة أن جمال كان عصبياً وسريع الغضب.
بالقرب منهما وقف علاء مبارك يلطف الأجواء المشتعلة.. وفجأة طلب محمد ابن علاء مبارك آيس كريم من نوع معين، ولما لم يكن هذا النوع موجودا إلا فى باريس.. فقد توقفت المشاجرة وركبوا جميعا طائرة خاصة ليشتروا الآيس كريم لمحمد حفيد الرئيس الذى كان حسين سالم صديقه المقرب (الرئيس وليس الحفيد بالطبع).
كان لكل رئيس مصرى مدينة صيفية يفضلها.. عبد الناصر كان يفضل الإسكندرية.. السادات كان يعشق جزيرة الفرسان بالإسماعيلية.. أما مبارك فكان يهوى ويعشق شرم الشيخ.
وكما كان لكل رئيس مدينته المفضلة.. أيضاً كان لكل رئيس نديمه.. خفيف الظل الذى يعرف أكبر كمية من النكات السياسية والاجتماعية وربما البذيئة أيضا.. وكان النديم فى حياة مبارك هو حسين سالم الذى كان يستطيع فى لحظات قليلة أن يخرج مبارك من حالة إلى حالة.. وبكلمات قليلة جدا.
حسين من بدو سيناء.. أصله من هناك.. ينتمى إلى إحدى قبائلها.. الغريب أنه ورغم إصابته بشىء غريب فى إحدى عينيه إلا أنه عمل موظفا فى المخابرات العامة، وخدم إلى جوار أمين هويدى عندما كان وزيرا.. وعمل فى مناطق مختلفة منها العراق والإمارات.. وعندما حدثت له مشاكل فى الإمارات وألقى القبض عليه تم إنقاذه بسبب علاقاته القوية مع رجال الحكم فى الإمارات.
يمتلك حسين سالم 7 آلاف غرفة فى شرم الشيخ.. لديه أيضا محطات تحلية للمياه.. وفى فندقه الموفنبيك كان يتواجد كل رجال الرئيس فى الأعياد والمناسبات الخاصة.
نزلت أنا وعائلتى فى هذا الفندق مرة واحدة.. كانت هى المرة الأولى والأخيرة.. فقد كنت وأنا أتحرك فى الفندق مضطرا للسلام على بعض الشخصيات، وهو ما كان يضيع الإجازة كما أننى كنت مضطراً لمقابلة شخصيات لا يصح أن تراها دون أن تسلم عليها.
كانت تحدث أشياء غريبة فى شرم الشيخ.. مرة طلب الملك عبد الله عاهل السعودية أن يبنى قاعة مؤتمرات فى المدينة على أساس أنها أصبحت مدينة مؤتمرات.. فقال له حسين سالم ولماذا تبنى من الأساس.. لدينا قاعة جاهزة، حصل حسين على 190 مليون جنيه مقابل القاعة.. رغم أنها لا تساوى أكثر من 60 مليوناً.
من الصعب أن نظن أن حسين سالم كان يقوم بذلك لحسابه الخاص.. فالرجل ومن خلال سيرته وتاريخه مؤكد أنه الصندوق الأسود لكل أسرار وعلاقات عائلة مبارك سواء فى مصر أو خارجها.
أهم ما ينسب لحسين سالم هو صفقة بيع الغاز لإسرائيل.. وكنت أول من كشفها.. وتتلخص فى أن تل أبيب لا تحصل على الغاز بشكل مباشر ولكن عن طريق شركة وطنية تعمل كوسيط.. تشترى الشركة الغاز بـ دولار ونصف الدولار.. ثم تبيعه لإسرائيل، وهنا لا يستطيع أحد أن يتكلم لمدة 15 سنة كاملة.. رغم أن السعر أقل من السعر العالمى.
وهنا أكشف سراً لأول مرة، فعندما عرف مبارك تفاصيل هذه الصفقة قال لمن حوله: هذا كلام فارغ.. وقد قاد رشيد محمد رشيد مفاوضات مع حسين سالم.. وانتهت المفاوضات بأن تدفع إسرائيل 3 دولارات بأثر رجعى.
اشتعلت الحرب ضدى بعد أن كشفت الغطاء عن صفقة الغاز.. حاولوا كثيرا أن يثنونى عن الكتابة.. ووجدت حسين سالم يتصل بى ويسألني: مش نازل شرم قريب؟.. فكنت أهرب منه، وحضرت مرة مؤتمراً اقتصادياً حضره جورج بوش الابن مع مبارك، وحدث الهجوم المتبادل بين الرئيسين.
قابلت حسين سالم فى المؤتمر ووجدته يسألني: مش عاوز عربية؟ مش عاوز أوتيل؟ شعرت بالحرج، حاول معى بكل الطرق.. ولما فتح لى بات للمعلومات عما يدور فى المؤتمر أنصت إليه، لكن لم يكن لهذه المعلومات التى حصلت عليها أى ثمن لدي.
فى 2010 ولأن حسين سالم كان ذكياً جدا.. كان يشعر أن مبارك لن يستمر.. لذلك باع فندق موفنبيك لناصر عبداللطيف بـ 80 مليون دولار.. نشرت الخبر.. وكان هذا نذير خطر، فالرجل الذى يعتبره مبارك ظله يصفى أعماله.. شعر مبارك بالخطر الشديد.. وأجبره على إعادة الفندق مرة أخرى.
الغريب أنه رغم هذه العلاقة القوية التى كانت بين مبارك وحسين سالم إلا أن جمال مبارك لم يكن يحب سالم.. وكان كلما يرى مشروعا جديدا له فى شرم الشيخ يقول لمن حوله «هدوه».. وأغلب الظن أن ما يجرى كان لونا من ألوان الغيرة من شخص عصبى ضد شخص يفوقه ذكاء وبمراحل.
كان حسين سالم ذكيا للغاية.. وكانت له طريقة غريبة فى البيزنس.. كانوا يطلقون عليه «رجل النصف ساعة الأولى».. فهو يدخل أى مشروع ويصبح المقاول ويأخذ العمولات ثم يصبح شريكا.. وبعد ذلك يترك المشروع للدولة.. وبالفعل وكما قال فله فى شركات كثيرة نسبة 5% فقط.. وإن كان هذا يعطينا إشارة إلى أن بقية الشركات والتى تمثل 95 % تملكها عائلة مبارك.
حسين سالم كانت له تصرفات غريبة.. فمن بين ما يحكى عنه أنه ترك لابنه خالد العمل فى بيزنس صغير هو إصلاح الطائرات.. وكان قد نجا ابنه من حادث مروع تهشمت فيه سيارته، أخذه إلى سويسرا ليعالجه هناك.. وحتى يضمن حسين سالم أن يمن الله على ابنه بالشفاء الكامل.. قام ببناء مسجد فى شرم الشيخ وظل يبكى فيه طويلا.. وقد شفى خالد تماما.. لكن هل بنى حسين سالم قصره من فلوس حلال.. وهل يمكن أن يبنى الله له قصراً فى الجنة مقابل بنائه للمسجد فى شرم الشيخ؟
الأغرب أننى كنت مرة فى شرم الشيخ وسهرت فى مكان مع أحد الأصدقاء.. وكان فيه مغنية رومانية اسمها ماريا.. فارعة الطول وجذابة.. وعرفت بعد ذلك أن حسين سالم تزوجها وسافرت إلى بوخارست وهناك بنى لها مولا تجارياً ضخما باسمها كلفه 200 مليون جنيه.
كل رجال الرئيس : عصام شرف .. عضو أمانة سياسات جمال مبارك رئيسًا لوزارة الثورة
لم يحارب فسادًا.. ولم يعترض على تجاوز عندما كان وزيرًا للنقل
الاسم : عصام عبد العزيز شرف
تاريخ الميلاد: 1952
مكان الميلاد: الجيزة
المهنة: رئيس وزراء مصر
كان وزير نقل فى حكومة نظيف
تدرج فى المناصب كأستاذ لهندسة الطرق جامعة القاهرة ثم أستاذ مساعد
حاصل على جائزة الدولة التشجيعية ثلاث مرات
النمر.. السفاح.. الطاووس.. المنجز.. كانت هذه كلها ألقاب تطلق على رؤساء الوزارات.. ألقاب تدل عليهم وعلى نفوذهم.. وما يقومون به من أعمال صعبة ومرهقة وما ينجزونه من مشروعات كبيرة.. وكان مضحكا ومؤسفا فى الوقت نفسه أن أسمع لقب «البسكوتة» يطلق على رئيس وزراء.. وهو ما فعله الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق وهو يتحدث عن رئيس وزراء الثورة الدكتور عصام شرف.
لقد نجحت الثورة التى قام بها ملايين الشباب.. الذين قدموا أفكارا جديدة ورؤى جديدة ليس فى السياسة فقط ولكن فى الحياة بشكل عام.. وكان مهما أن يتم اختيار من يدير البلاد فى هذه المرحلة.. وكانت المشكلة أنه لم يخرج أحد من الثوار ليتولى القيادة.. فكلهم شباب.
قبل أن يتنحى مبارك كان قد عين أحمد شفيق رئيسا للوزراء.. وكانت للرجل إنجازات واضحة فى المطار.. ويمكن أن نعتبره التلميذ النجيب لمبارك عندما كان قائدا للقوات الجوية.. فقد نجح وإلى حد بعيد فى عزل هذا السلاح عن الجيش باعتباره ملكية خاصة للرئيس.
وهنا سر أعتقد أنه ينشر للمرة الأولى، فقد كانت عائلة الرئيس تميل إلى أن يتولى أحمد شفيق منصب نائب الرئيس بدلا من عمر سليمان، لأنهم كانوا على ثقة أنه سيسلم المنصب بعد ذلك لجمال مبارك.. لكن حتى وجود أحمد شفيق كرئيس للوزراء أغضب الثوار ولم يسكتوا عليه إلا بعد أن رحل.. ولا فرق بعد كونه قدم استقالته أو أن هناك من أجبره على ذلك.
لكن ما هو الفارق بين أحمد شفيق وعصام شرف؟
من الناحية الشكلية إذا كان أحمد شفيق حلف اليمين أمام مبارك، فعصام شرف فى وقت من الأوقات حلف اليمين أمام مبارك عندما تولى وزارة النقل فى منتصف العام 2004.. ومن الناحية الشكلية أيضا هناك فارق لصالح أحمد شفيق الذى لم يكن عضوا فى أمانة السياسات.. بينما كان شرف عضوا فيها.. ولا أدرى على أى أساس اختاره الثوار.. هل كانوا يجهلون أنه كان عضوا فى أمانة السياسات؟
حقيقة الأمر فإن عصام شرف رجل طيب ومحافظ ومتدين.. تغلب عليه طبيعته الرومانسية.. وهو ما جعل كثيرين يصفونه بأنه لم يكن قويا بما فيه الكفاية ولا قادرا على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.. وإذا عرفنا أن كل وزراء شرف لا يقدمون ولا يؤخرون فهو أمر طبيعى.. فإذا كان رب البيت بالدف ضاربًا.
وهناك من المواقف ما يؤكد ذلك.. ففى أحد اجتماعات مجلس الوزراء طلب منه أن يأخذ قرارا بالأمر المباشر لشراء سيارات للشرطة.. فخاف أن يحاسب فيما بعد.. ولم يهتم بأن البلطجية يهاجمون أقسام الشرطة بالفعل.
أما الموقف الثانى فقد وافق المجلس العسكرى من حيث المبدأ على أن تحدث تسوية مع رجال الأعمال الشرفاء الذين لم يتورطوا فى قضايا خيانة.. لكنه قال لا.. ولا أدرى لماذا؟ فهناك طول الوقت حالة من النفاق للشارع وللإعلام بلا مبرر.
عندما كان عصام شرف وزير نقل لم يدافع أبدا عن صلاحياته أو اختصاصاته.. فالطرق والكبارى كانت تحت سيطرة إبراهيم سليمان.. والطيران فى يد أحمد شفيق.. ولم نعرف له تخصصا ولا ما الذى يجب أن يكون مسئولا عنه.. قلنا النقل البحرى فقيل إن من أخرجه من الوزارة كان ممدوح اسماعيل.. وهو ما لم يكن صحيحا فقد خرج من الوزارة فى ديسمبر 2005 ومصيبة العبارة حدثت فى فبراير 6002.. ما آلمنى فعلا أننى عندما سألته عن ممدوح اسماعيل أنكر أنه يعرفه تماما.
فى الوقت الذى كان فيه عصام شرف وزيرا للنقل كانت هناك جريمة تحدث ولم يفتح فمه ولو بكلمة واحدة.. وهى جريمة ميناء العين السخنة، كان هناك شخص مجهول.. قبطان بحرى أردنى اسمه أسامة الشريف، منحته عائلة مبارك امتيازا على البحر الأحمر لميناء السخنة لمدة 25 سنة.
كون الشريف شركة للإدارة ودفعت الحكومة 200 مليون جنيه ليكمل باقى منشآته، ووجدنا أسامة الشريف يبيع 90% من شركته لإدارة موانئ دبى بحوالى 800 مليون دولار، ولم يفتح عصام شرف فمه.. بل ابتلع لسانه ولم يتكلم عن الفساد.
الغريب أن محمد منصور وزير النقل الذى جاء بعده وهو رجل أعمال هو الذى فتح ملف القضية وأعاد الأموال التى دفعتها الدولة.. بل كان هناك شرط وهو أن الدولة لا تقيم أى ميناء على البحر الأحمر إلا بموافقة الشريف، لكن محمد منصور استطاع أن يلغى هذا الشرط تماما.
وهو فى الوزارة لم نسمع عنه شيئا، لم يعترض على فساد.. ولم يحارب تجاوزا.. بل إنه لم يتحدث فى الصحف عما جرى بعد خروجه من الوزارة كما فعل آخرون.. لكن وجدناه فجأة فى ميدان التحرير أيام الثورة.. ولما أصبح رئيسا للوزارة وقف فى الميدان مرة أخرى إلى يمينه رمز إخوانى وإلى يساره رمز إعلامي.. وعندما بدأ العمل وجدناه بالفعل مثل البسكوتة.. فقد وصفه يحيى الجمل بدقة.
أهم ما فى رئيس الوزراء البسكوته أنه غاوى تصوير.. ينزل يأكل فول وطعمية مع أسرته ويستدعى كاميرات التصوير لتسير خلفه، ويخرج علينا ليقول إن ابنه دفع مخالفة مرورية.. ثم إنه دائما على سفر وكأن السفر هو الذى سيحل مشاكل مصر كلها.
لذلك كله فقد المصريون تفاؤلهم به وبدأوا يمارسون معه سلاحهم الذى لا ينفد وهو السخرية.. فقالوا إنه ينفع مطرب لأنه يشبه عبدالحليم حافظ فى رومانسيته بالطبع.. ووجدتنى أتذكر جملة توفيق الدقن الشهيرة «أحلى من الشرف مفيش».. لتصبح مانشيتا فى «الفجر».. لكن بما يناسب الواقع: فـ«أسوأ من شرف مفيش».. والقافية تحكم كما يقولون.